الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في رد احتجاج المعترض بقول العلماء لقصة العتبي]
فصل قال المعترض: (فهذا كلام العلماء المعتبرين الكبار، ونقلهم لهذه القصة راضين بها متلقينها بالقبول، وهي مما استفاض حتى لا تحتاج لسندٍ، ثم دع صحتها من عدمها وأنها منام، ولكن الشأن في رضى نقلتها وهم حملة الشريعة المطهرة، أَتُراهم بهذا يعرفون المُخْرِج من الملَّة الذي ذكر هذا الرجل، ويدعون الناس إليه، وينقلونه في كتبهم ليعمل به أم تراهم لا يعرفونه حتى خرج هذا الرجل ثاني (1) عشر قرن، في الموضع الذي ذكرنا حاله، وقد امتنع النبي-صلى الله عليه وسلم أن يدعو له؛ لعلمه بما يحدث منه وفيه، فأظهر الدين والتوحيد منه كما زعم للناس، وكفَّر العلماء الأمناء والأمة معهم، التي أخبر الله أنها (2) خير أمة أخرجت للناس، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي (3) عدَّه علماء الأمة أنه متواتر، بأنها لا تزال ظاهرة قاهرة حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون، فكأنه لم يكن للقرآن والشريعة المحمَّدية حملة قبله وقبل أصحابه وأتباعه الذي استغواهم (4)
(1) في (ق) و (م) و (ح) : " ثالث".
(2)
في (ق) و (م) : "أنهم".
(3)
ساقطة من (ق) و (م) .
(4)
في (م) : "استعداهم".
ثم انخرط في السبِّ والعيب والكلام السفيه المستهجن (1) بقصد الاستراحة إليه، والتعويل في التشفي من الغليل، وهذه نفثة مصدور، وأنه معثور (2) لا تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا.
وتقدَّم الجواب عن هذا كله، وبيَّنَّا أنَّ الأئمة الذين عليهم المدار في الجرح والتعديل، والذين إليهم المرجع في الفتاوى والتقليد والتسجيل، لم يقولوا بهذه الحكاية، ولم يصحِّحوها، ولم يلتفتوا إليها، كل هذا مستوفى بحمد الله ومنَّته. وأما الخلوف الذين من بعدهم فليس فيما (3) قالوه وذهبوا إليه دليل شرعي يعول عليه؛ ويرجع عند التحاكم إليه.
(1) في (م) : "المستهجى".
(2)
في (ق) : "معتور" بالمثناة.
(3)
في (ح) تكرار: "فليس فيما".