الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في رد المعترض فيما حده للشفاعة من حد]
فصل قال المعترض في حدّ أنواع الشفاعة قال: (حتى تنال (1) أهل المعروف عليه والحماية من الكفار، الذين استحقوا الخلود في النار على التأبيد، بالتخفيف عنهم من العذاب صلى الله عليه وسلم (2) وإنَّما قصدنا بما ذكرنا التنبيه على الاغترار (3) وحماية الأمة وعلمائهم (4) عما يقول هذا الرجل وينتحله فيها (5) من تكفيرها بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) .
وجوابه أن يقال:
قوله: (حتى تنال (6) أهل المعروف عليه والحماية) . عبارةً جاهلية عامية صدرت عن أحمق لا يدري شيئا من حقوق المصطفى عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والسلام.
وما ذكره (7) من التخفيف إنَّما ثبت في حق أبي طالب؛ لأنه كان
(1) في (ح) و (المطبوعة) : "تناول".
(2)
ساقطة من (المطبوعة) .
(3)
في (ق) : "الافتراء".
(4)
في (المطبوعة) : "وعلمائها".
(5)
ساقطة من (ق) .
(6)
في (ح) و (المطبوعة) : "تناول".
(7)
في (ح) و (المطبوعة) : "ذكر".
يحوطه ويحميه صلى الله عليه وسلم (1) ولكن لا ينبغي أن يقال: له معروف عليه. ومما فعل (2) معه صلى الله عليه وسلم من إيمان به وتصديق له أو حياطة ونصرة، فالمن (3) فيه لله ورسوله.
قال الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17][الحجرات / 17] .
وكذلك من نصره (4) صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به كأبي طالب، فانَّ الله تعالى لا يضيع عمل عامل، ولو بمجازاته في الدنيا، فالمعروف حينئذٍ والمن (5) لله ورسوله، خلافًا لما قاله هذا الغبي الجاهل بحق الله وحق رسله.
وأمَّا قوله: (وإنَّما قصدنا بما ذكرنا التنبيه عن الاغترار وحماية الأمة وعلمائها) إلى آخر ما قال.
فيقال في جوابه: قصد التنبيه لا يمنع خطأ من أتى به وادَّعاه، فقد يقصد التنبيه عن الاغترار أكفر الخلق وأضلهم، كفرعون الذي قال:{ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26](6)[غافر / 26] .
(1) في (المطبوعة) : "يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويحميه من أذى المشركين".
(2)
في (المطبوعة) زيادة: "المسلمون".
(3)
في (المطبوعة) : "فالمنة".
(4)
في (المطبوعة) : "نصر النبي ".
(5)
في (المطبوعة) : "فالمنة".
(6)
في بقية النسخ زيادة: "وقال الرب سبحانه عنه أنه قال: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ [غافر / 29] .
وقال تعالى عن أهل مسجد الضرار: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107][التوبة / 107] .
وأمَّا قوله: (وحماية الأمة وعلمائها من تكفيرها بغير علم) .
فقد تقدَّم لك أنه حمى (1) عُبَّاد القبور الداعين للأموات والغائبين، الذين يعدلون بربهم؛ ويسوون بينه وبين غيره، ويشبِّهون الأنداد والمخلوقين بالله ربِّ العالمين وهم في اصطلاح هذا الرجل علماء الأمة وخيارها، كما أنَّ الرافضة يرون أن من كفَّرهم ومقتهم وعاب دينهم، فقد عاب خيار الأمة، وطعن على أهل البيت، وتبرَّأ منهم، ويسمون (2) أهل السنَّة الناصبة.
وهذا المعترض من هذا الضرب من الناس، ما عرف الأمة، ولا عرف العلم والعلماء؛ بل هو في ضلالة عمياء؛ وجهالة صمَّاء، لم (3) يستفد من نور الوحي ما يستضيء به في حنادس الظلمات، عياذًا بالله من هذه الجهالات والضلالات، والأمة في عرفه: كل من دعا الأنبياء والملائكة والصالحين، وجعلهم واسطة بينه وبين ربِّ العالمين، لحاجاته الدنيويَّة والأخرويَّة.
(1) في (ق) : "حمل".
(2)
في (ق) و (م) زيادة: "خيار الأمة".
(3)
ساقطة من (ق) .