الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكل حتى فتح لي المنغلق منه (1).
* * *
خطيب يدعو على رجل
قال ابن بشكوال في ذكره للعلامة المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب (2)(وكان خيرًا متدينًا مشهورًا بإجابة الدعوة، دعا على رجل كان يؤذيه ويسخر به إذا خطب فزمن الرجل)(3).
* * *
رده الله - تعالى - إلى ملكه
قال الذهبي في ترجمة الخليفة العباسي القائم بأمر الله (4):
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي (17/ 532).
(2)
العلامة المقرئ مكي بن أبي طالب حموش بن محمد القيسي القيرواني ثم القرطبي: صاحب التصانيف، ولد بالقيروان سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، وكان من أوعية العلم مع الدين والسكينة والفهم، توفي سنة سبع وثلاثين وأربع مئة. [السير للذهبي (17/ 591 - 593)].
(3)
سير أعلام النبلاء للذهبي (17/ 592).
(4)
القائم بأمر الله الخليفة عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي: كان قوي النفس ديِّنًا ورعًا متصدقًا وفيه عدل وسماحة ولم يزل أمره مستقيمًا على أن
…
تُحدث بأن أرسلان التركي البساسيري يريد نهب دار الخلافة وعزل القائم، فكاتب القائم طغرلبك ملك الغز يستنهضه، وكان بالري، ثم أحرقت دار البساسيري وهرب وقدم طغرلبك في سنة 447هـ، ورد الله القائم إلى مقر عزه، توفي سنة سبع وستين وأربع مئة، وكان ذا حظ من تعبد وصيام وتهجد لما أن أعيد إلى الخلافة، وكان تاركًا للملاهي. [السير للذهبي (15/ 138 - 141)]، وكذا في (18/ 307 - 318).
كان ذا دين وخير وبر وعلم وعدل، بويع سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، ونكب سنة خمسين في كائنة البساسيري (1)، ففر إلى البرية في ذمام أمير للعرب (2)، ثم عاد إلى خلافته بعد عام بهمة
(1) البساسيري: المقلب بالمظفر ملك الأمراء أرسلان التركي البساسيري نسبة إلى تاجر باعه من أهل فسا والصواب فسوي فقيلت على غير قياس كعادة العجم. ترقت به الأحوال إلى أن نابذ الخليفة وخرج عليه وكاتب صاحب مصر المستنصر فأمده بأموال وسلاح فأقبل في عسكر قليل وتوثب على بغداد ففر منه القائم وتذمم بأمير العرب مهارش وعاث جمع البساسيري وأقام الدعوة للمستنصر سنة وقتل الوزير وفعل القبائح حتى أقبل طغرلبك ونصر الخليفة ونزح البساسيري فاتبعه عسكر فقاتل حتى قتل فلله الحمد. [السير للذهبي (18/ 132 - 133)].
* والوزير الذي قتله البساسيري هو: علي بن الحسن بن الشيخ أبي الفرج بن المسلمة، ولد سنة 397هـ، استكتبه القائم ثم استوزره، وكان من خيار الوزراء العادلين، قال الخطيب: اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب ووفور عقل وأصالة رأي. قال محمد بن عبد الملك الهمذاني: أُخْرج رئيس الوزراء وعليه عباءة وطرطور وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} ويرددها، فطيف به على جمل ثم خيط عليه جلد ثور بقرنين وعلق وفي فكيه كلوبان وتلف في آخر النهار في ذي الحجة سنة خمسين وأربع مئة. [السير للذهبي (18/ 216 - 218)].
(2)
مهارش بن مجلي بن عكيث: الأمير من وجوه العرب بعانة والحديثة، ذو بر وصدقات وصلاة وخير، أجار القائم بأمر الله في فتنة البساسيري وآواه إليه سنة في ذمامه إلى أن عاد إلى مقر عزه؛ فكان يخدم الخليفة بنفسه وله وكتب بها إلى القائم:
لولا الخليفة ذو الأفضال والمنن
…
نجل الخلائف آل الفرض والسنن
بعت قومي وهم خير الأنام وقد
…
أصبحت أعرف بغداد وتعرفني
ما يستحق سواري مثل منزلتي
…
عدلك هذا اليوم ينصفني
وهي طويلة، مات سنة تسع وتسعين وأربع مئة. [السير للذهبي 19/ 224 - 225)].
السلطان طغرلبك (1) وأزيلت خليفة مصر المستنصر بالله (2) من العراق، وقتل البساسيري، ولما أن فر القائم إلى البرية رفع قصة إلى رب العالمين مستعديًا على من ظلمه، ونفذ بها إلى البيت الحرام، فنفعت، وردَّه الله تعالى إلى مقر عزه، فكذلك ينبغي لكلِّ من قُهر وبغي عليه أن يستغيث بالله - تعالى، وإن صبر وغفر فإن في الله كفاية ووقاية (3)، (وهي إلى الله العظيم من المسكين عبده، اللهم إنك أنت العالم بالسرائر، المطلع على الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك علي عن إعلامي، هذا عبدك قد كفر نعمك وما شكرها، أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغيًا، اللهم قل الناصر
(1) أحمد بن ميكائيل: وأصل السلجوقية من بر بخارى، لهم عدد وقوة وإقدام وشجاعة وشهامة وزعارة؛ فلا يدخلون تحت طاعة، وإذا قصدهم ملك دخلوا البرية
…
ثم إن طغرلبك عظم سلطانه واستولى على العراق وتحبَّب إلى الرعية بعدل مشوبٍ بجور
…
ولما تمهدت البلاد له خطب بنت الخليفة القائم فتألم القائم واستعفى فلم يُعْفَ، فزَوّجه بها، ثم قدم طغرلبك بغداد للعرس
…
هذا والخليفة في ألم وحزن وكظم، ثم إن طغرلبك خلا بها ولم يمتع بنعيم الدنيا؛ بل مات في رمضان من السنة بالري سنة خمس وخمسين (وأربع مئة). [السير للذهبي (18/ 107 - 111)].
(2)
معد بن الظاهر لإعزاز دين الله علي العبيدي المصري: امتدت أيامه ستين سنة وأربعة أشهر، وكان الحاكم قد هدم القمامة التي بالقدس، فأذن المستنصر لطاغية الروم أن يجددها وهادنه على إطلاق خمسة آلاف أسير مسلمين وغرم أموالاً على عمارتها، وما زال حتى قتله الأمراء وقتلوا أخويه فخر العرب وتاج المعالي وانقطعت دولتهم، مات سنة سبع وثمانين وأربع مائة وقد قارب السبعين، وكان سب الصحابة فاشيًا في أيامه والسنة غريبة مكتومة. [السير للذهبي (15/ 186 - 196)].
(3)
سير أعلام النبلاء للذهبي 18/ 307.