الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبالغ في الاستهزاء
قال ابن بشكوال (1): ذكر قاسم بن أحمد في (كتاب العباد) من تأليفه: قال أبو عبد الله بن الطويل: كان لشيبان الزاهد - رحمه الله تعالى - جار يعرف بابن الصيقل، وكانت له دار تلاصق دار إبراهيم بن عيسى بن حيوية الفقيه، فسأله بيعها فأبى عليه وقال له: إن مالك غير طاهر، وهذه دويرة حلال ورثتُها عن أبي وجدي. فألحَّ عليه في بيعها فأبى، فقال له: والله لئن لم تأخذ الثمن فيها لأضيِّقنَّ عليك فيها حتى تفر منها. قال: أرجو أن الله يدفع عني ضرك بدعاء الإخوان. قال: نعم، إذا أردت أن تدعو الله فاجتمع بشيبان وحسان وادعو الله في تلك الصومعة؛ فإنها أقرب إلى الله.
فقال: كذلك نفعل إن شاء الله. فنهض الرجل من وقته إلى شيبان وحسان - رحمهما الله - فأعلمهما بمقالة ابن حيوية فقالا: نعم، كذلك نفعل إن شاء الله تعالى. فلما أتى الليل باتوا في الصومعة وصلَّوا ودعوا، فلما كان السحر سمعوا صراخًا وبكاءً، فإذا بابن حيوية قد مات في ذلك السحر، وأجاب الله - تعالى - دعاءهما فيه، وكفى الله تعالى الرجل والمسلمين ضرَّه، وانتشر هذا
(1) ابن بشكوال: الإمام العالم الحافظ الناقد المجوِّد محدِّث الأندلس: خلف ابن عبد الملك بن مسعود الأنصاري الأندلسي، ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة، قال أبو عبد الله الأبار: كان متسع الرواية شديد العناية بها عارفًا بوجوهها حجة مقدمًا على أهل وقته حافظًا أخباريًا تاريخيًا ذاكرًا لأخبار الأندلس، سمع العالي والنازل
…
رحل الناس إليه وأخذوا عنه، وحدثنا عنه جماعة ووصفوه بصلاح الدخيلة وسلامة البطن وصحة التواضع وصدق الصبر للطلبة وطول الاحتمال، توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مئة. [السير للذهبي (21/ 139 - 143)].