الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعتز الظالم وأنت المطلع الحاكم، بك نعتز عليه وإليك نهرب من يديه، فقد حاكمناه إليك وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى حرمك ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين) (1).
* * *
من شاء فلينصرف
قال الذهبي - رحمه الله تعالى - (وعظم أمر السلطان ألب أرسلان (2) وخُطب له على منابر العراق والعجم وخراسان ودانت له الأمم وأحبته الرعية ولا سيما لما هَزَمَ العدو، فإن الطاغية عظيم الروم أرمانوس حشد وأقبل في جمع ما سمع بمثله في نحو من مئتي ألف مقاتل من الروم والفرنج والكرج وغير ذلك ووصل إلى منازكرد (بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم). وكان السلطان
(1) المرجع السابق 15/ 140.
(2)
الملك العادل عضد الدولة ألب أرسلان محمد التركماني الغزي: من عظماء ملوك الإسلام وأبطالهم، افتتح قلاعًا وأرعب الملوك، وفي سنة خمس عبر بجيوشه نهر جيحون وكانوا مئتي ألف فارس فأتي بعلج يقال له: يوسف الخوارزمي كانت بيده قلعة فأمر أن يشبح في أربعة أوتاد فصاح: يا مخنث: مثلي يقتل هكذا؟ فاحتد السلطان وأخذ القوس وقال: دعوه ورماه فأخطأه فظفر يوسف إلى السرير فقام السلطان فعثر على وجهه فبرك العلج على السلطان وضربه بسكين، وتكاثر المماليك (على يوسف) فهبروه ومات منها السلطان سنة خمس وستين وأربع مئة. [السير للذهبي (18/ 414 - 418)].
بخوي (بلد بأذربيجان) قد رجع من الشام في خمسة عشر ألف فارس وباقي جيوشه بالأطراف فصمم على المصاف وقال: أنا ألتقيهم - وحسبي الله - فإن سلمت وإلا فابني ملكشاه (1) ولي عهدي، وسار فالتقى يزكه (مقدمة الجيش) ويزك القوم فكسرهم يزكه وأسروا مقدمهم فقطع السلطان أنفه، ولما التقى الجمعان وتراءى الكفر والإيمان واصطدم الجبلان طلب السلطان الهدنة قال أرمانوس: لا هدنة إلا ببذل الري فحمي السلطان وشاط فقال إمامه: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره، ولعل هذا الفتح باسمك فالقهم وقت الزوال - وكان يوم جمعة - قال: فإنه يكون الخطباء على المنابر وإنهم يدعون للمجاهدين فصلوا وبكى السلطان ودعا وأمنوا وسجد وعفر وجهه وقال: يا أمراء، من شاء فلينصرف فما هاهنا سلطان، وعقد ذنب حصانه بيده ولبس البياض وتحنط وحمل بجيشه حملة صادقة، فوقعوا في وسط العدو يقتلون كيف شاؤوا وثبت العسكر ونزل النصر وولت الروم واستحر بهم القتل وأُسر طاغيتهم أرمانوس، أسره مملوك لكوهرائين وهم بقتله فقال إفرنجي: لا. لا فهذا الملك. وقرأت بخط القفطي: أن ألب آرسلان بالغ في
(1) جلال الدولة بن ألب أرسلان محمد السلجوقي: تملك من المدائن ما لم يملكه سلطان وكان حسن السيرة لهجًا بالصيد مغرى بالعمائر وحَفْر الآبار وتشييد القناطر والأسوار، وعمَّر ببغداد جامعًا كبيرًا وأبطل المكوس والخفارات في جميع بلاده هكذا نقل ابن خلكان، تزوج الخليفة المقتدي بابنته وعملت دعوة لجيش السلطان ما سمع بمثلها أبدًا وولدت له جعفر. مات سنة خمس وثمانين (وأربع مئة). [السير للذهبي (19/ 54 - 58)] انظر مقدمة لبغداد ووفاته في القصة الآتية.