الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الملك خلف هشام بن عبد الملك الصبح فاستأذن عليه مسلمة فدخل عليه، فلما رآه قال: يا أبا سعيد ما أظن ابن هبيرة إلا وقد طرقك هذه الليلة. قال: أجل يا أمير المؤمنين، وقد أجرته فهبه لي. قال: قد وهبته لك (1).
* * *
قضى دين والده فرزقه الله - تعالى
-
عن عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت على أبي (2) دينه قال لي: بالوفاء؟ قلت: بالوفاء. فدعا لي بخير، فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قوَّمنا ماله ثلاث مائة ألف درهم أو نحوها. (3)، قال المدائني: كان سبب حبسه أنه أخذ زيتًا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة فظن أنها وقعت في المعصرة وصبَّ الزيت كله، وكان يقول: إني ابتليت بذنب أذنبتُه
(1) انظر: الفرج بعد الشدة للحافظ ابن أبي الدنيا، ص118 - 122.
(2)
محمد بن سيرين الأنصاري: الإمام مولى أنس بن مالك رضي الله عنه قال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغيَّر لونه حتى تقول: كأنه ليس بالذي كان. وعن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجَّان قال لابن سيرين: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال. قال: لا، والله لا أكون لك عونًا على خيانة السلطان. عن ابن عون أن محمدًا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضًا من خفض كلامه عندها، مات سنة عشر ومئة. [السير للذهبي 4/ 606 - 622].
(3)
سير أعلام النبلاء للذهبي 40/ 621.
منذ ثلاثين سنة. قال: فكانوا يظنون أنه عيَّر رجلا بفقر. (1)، قال أبو سليمان الداراني (2): وبلغه هذا فقال: قلَّت ذنوب القوم فعرفوا من أين أُتوا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى (3). وقال محمد بن سعد (4): سألت الأنصاري عن سبب الدَّين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس، قال: اشترى طعامًا بأربعين ألف، فأخبر عن أصل الطعام بشيء فكرهه أو تصدق به فحبس على المال، حبسته امرأة، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر (5).
* * *
(1) المرجع السابق، ص613.
(2)
عبد الرحمن بن أحمد أبو سليمان الداراني: الإمام زاهد العصر، ولد في حدود الأربعين ومئة، قال: لكل شيء علم وعلم الخذلان ترك البكاء، ولكل شيء صدأ وصدأ القلب الشبع، قال أحمد بن أبي الحواري: وسمعته يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكًا. وعنه: الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك. مات سنة خمس ومئتين. [السير للذهبي 10/ 182 - 186].
(3)
المرجع السابق، ص616.
(4)
محمد بن سعد بن منيع البغدادي: الحافظ العلامة الحجة، كاتب الواقدي ومصنف (الطبقات الكبرى) في بضعة عشر مجلدًا، ولد بعد الستين والمئة، وطلب العلم في صباه، ولحق الكبار، وكان من أوعية العلم، ومن نظر في (الطبقات) خضع لعلمه، توفي سنة ثلاثين ومئتين، قال: وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب؛ كتب الحديث والفقه والغريب. [السير للذهبي 10/ 664 - 667].
(5)
المرجع السابق.