الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء قال: فرأيت في المنام رجلاً حسن الوجه أبيض الثوب فقال: يا توبة، لقد طال حبسك. قال: قلت: أجل. قال: قل: «اللهم أسألك العفو والعافية، والمعافاة في الدنيا والآخرة» . ثلاث مرات، فانتبهت فكتبتها، ثم قمت فتوضأت وصليت، فما زلت أقولها حتى السَّحر، فإذا رسل يوسف قد أخرجوني إليه في قيودي، قال: أتحب أن أخلِّيك؟ قلت: نعم. فأطلق قيودي وخلاني (1).
* * *
في حفظ الله - تعالى
-
عن الفضل بن الربيع (2) قال: حدثني أبي (3) قال: حج أبو
(1) انظر: المستغيثون بالله - تعالى - للحافظ ابن بشكوال، ص40 - 41.
(2)
الفضل بن الربيع بن يونس: حاجب الرشيد، ولما نكب البرامكة ولي وزارة الرشيد وعظم محله ومدحته الشعراء، قام بخلافة الأمين
…
جاءه بذلك من طوس وصار هو الكل لاشتغال الأمين باللعب، فلما أدبرت دولة الأمين اختفى الفضل مدة طويلة ثم ظهر إذ بويع إبراهيم بن المهدي، فساس نفسه ولم يقم معه، ولذلك عفا عنه المأمون. مات سنة ثمان ومئتين. [السير للذهبي، 10/ 109 - 110].
(3)
الربيع بن يونس الأموي: الحاجب، من موالي عثمان رضي الله عنه، حجب للمنصور ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني، وكان من نبلاء الرجال وألبَّائهم وفضلائهم، قال له المنصور: ما أطيب الدنيا لولا الموت. قال: ما طابت إلا بالموت. قال: وكيف؟ قال: لولا الموت لم تقعد هذا المقعد. توفي سنة تسع وستين ومئة. [السير للذهبي: 7/ 335 - 336].
جعفر (1) سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد (2) من يأتيني به تعبًا، قتلني الله إن لم أقتله. فأمسكت عنه رجا أن ينساه، فأغلظ لي في الثانية فقلت: جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين. قال: ائذن له. فأذنت له، فدخل فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال: لا سلَّم الله عليك يا عدو الله؛ تلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك.
قال جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أُعطي فشكر وإن
(1) عبد الله بن محمد العباسي: ضرب في الآفاق وطلب العلم، وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة ورأيًا وحزمًا ودهاء وجبروتًا، وكان جمَّاعًا للمال حريصًا تاركًا للهو واللعب، كامل العقل بعيد الغور حسن المشاركة في الفقه، ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتديُّن في الجملة وتصوُّن وصلاة وخير مع فصاحة وبلاغة، وكان يبذل الأموال في الكوائن المخوفة، مات ببئر ميمون قبل أن يدخل مكة سنة ثمان وخمسين ومئة. [السير للذهبي 7/ 83 - 89].
(2)
الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب: أحد الأعلام، وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين، ولد سنة ثمانين، وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر رضي الله عنه ظاهرًا وباطنًا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية؛ فبعدًا لهم، قال - رحمه الله تعالى: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر. وعنه قال: إياكم والخصومة في الدَّين؛ فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. مات في سنة ثمان وأربعين ومئة. [السير للذهبي 6/ 255 - 270].
أيوب ابتُلي فصبر وإن يوسف ظُلم فغفر
…
فنكس رأسه طويلاً ثم رفع رأسه فقال: إليَّ وعندي يا أبا عبد الله البريء الساحة السليم الناحية القليل الغائلة، جزاك الله من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم. ثم تناول يده فأجلسه معه على مفرشة ثم قال: يا غلام عليَّ بالمنفحة - والمنفحة مدهن كبير فيه غالية - فأتي به فغلفه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثم قال له: في حفظ الله وكلاءته يا ربيع، ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته، فانصرف فلحقته فقلت: إني قد رأيت قبل ذلك ما لم تر، ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت؛ رأيتك تحرك شفتيك، فما الذي قلت؟ قال: نعم، إنك رجل منا أهل البيت ولك محبة وود. قلت: «اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليَّ، ولا أهلك وأنت رجائي، ربِّ كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلَّ لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قلَّ لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمه شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدًا، ويا ذا النعم التي لا تُحصى أبدًا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره، اللهم أعني على ديني بدنياي وعلى آخرتي بتقواي واحفظني
…
ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلاً ورزقًا واسعًا والعافية