الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قريش
عن عبد الله - رضي الله تعالى عنه - قال: إن قريشًا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال: «اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف» فأصابتهم سنة حصَّت كل شيء حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر في السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان ومضت البطشة (1).
* * *
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة
عن عائشة رضي الله عنها (2) أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) رواه البخاري: رقم الحديث (4693) ص390.
(2)
عائشة: أم المؤمنين بنت الصديق أبي بكر القرشية، نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة فهل فوق ذلك مفخر، وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يحلق وأنا (والكلام للذهبي) واقف في أيتهما أفضل. نعم جزمتُ بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: «عائشة» قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها» عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا. توفيت سنة سبع وخمسين ودفنت بالبقيع - رضي الله تعالى عنها -[السير للذهبي (2/ 135 - 201)].
المدينة وعك أبو بكر وبلال (1) قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كُلُّ امرئ مُصَبَّحٌ في أهله
…
والموتُ أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً
…
بواد وحولي إذخر وجليلُ؟
وهل أردَنَّ يومًا مياه مجنَّة
…
وهل يبدونَّ لي شامةٌ وطفيلُ
قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك في مُدها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة» (2).
* * *
(1) بلال بن رباح رضي الله عنه: مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، مولى أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأمه حمامة، وهو من السابقين الذين عذبوا في الله - تعالى - شهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة، قال عمر: أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا. قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدًا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه قال: تقول امرأته: واويلاه فقال: وافرحاه. توفى سنة عشرين بدمشق [السير للذهبي (1/ 347 - 360)].
(2)
رواه البخاري: رقم الحديث (5654) ص484.