الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقعت علينا رق قط؛ ولد جدي في سنة ثمانين، وذهب ثابت إلى علي وهو صغير فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته، ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك لعليٍّ رضي الله عنه (1).
* * *
اللهم لك الحمد
قال عبد الصمد بن يزيد مردويه: حدثنا ابن عيينة (2) أن عبد العزيز بن أبي رواد (3) قال الأخ له: أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي، 6/ 395.
(2)
سفيان بن عيينة: مولى محمد بن مزاحم الإمام الهلالي حافظ العصر، مولده بالكوفة سنة سبع ومئة، طلب الحديث وهو حدث؛ بل غلام، ولقي الكبار وحمل عنهم علمًا جمًّا، وأتقن وجوَّد وجمع وصنَّف وعمَّر دهرًا، وازدحم الخلق عليه، وانتهى إليه علوُّ الإسناد، ورُحِل إليه من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد، قال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتب شيئًا إلا حفظته قبل أن أكتبه. ومن كلامه رحمه الله: العلم إذا لم ينفعك ضرك. عاش إحدى وتسعين سنة. [السير للذهبي 8/ 454 - 475].
(3)
عبد العزيز بن أبي رواد: اسم أبيه ميمون، وقيل: أيمن بن بدر مولى الأمير المهلب بن أبي صفرة الأزدي المكي، قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس. وقال يوسف بن أسباط:
…
فبينا هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه، فالتفت فقال: قد علمت أنها طعنة جبار. وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: ما رأيت أحدًا قطُّ أصبر على طول القيام من عبد العزيز بن أبي رواد. توفِّي سنة تسع وخمسين ومئة. [السير للذهبي 7/ 184 - 187].
الموسم. فسُرَّ التاجرُ وحملها إليه، فلما جنَّه الليل قال: ما صنعت بابن أبي رواد؟ شيخ كبير وأنا كبير، ما أدري ما يحدث لنا، فلا يعرف له ولدي ما أعرف له، لئن أصبحت لآتيته فأشاوره وأجعله منها في حل، فلما أصبح أتاه فأخبره فقال: اللهم أعطه أفضل ما نوى. ودعا له وقال: إن كنت إنما تشاورني، فإنما استقرضناه على الله، فكلما اغتممنا به كفر الله به عنا، فإذا جعلتنا في حل كأنه يسقط.
وكره التاجر أن يخالفه؛ فما أتى الموسم حتى مات التاجر، فأتى أولاده فقالوا: مال أبينا يا أبا عبد الرحمن. فقال لهم: لم يتهيأ؛ ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي. فقاموا من عنده، فلما كان الموسم الآتي لم يتهيأ المال فقالوا: إيش أهون عليك من الخشوع وتذهب بأموال الناس. فرفع رأسه فقال: رحم الله أباكم؛ قد كان خاف هذا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي، وإلا فأنتم في حل مما قلتم. فبينا هو ذات يوم خلف المقام إذ ورد عليه غلام كان قد هرب له إلى الهند بعشرة آلاف درهم، فأخبره أنه اتَّجر وأن معه من التجارة ما لا يُحصى، قال سفيان: فسمعته يقول: لك الحمد، سألناك خمسة آلاف، فبعثت إلينا عشرة آلاف يا عبد المجيد، احمل العشرة آلاف إليهم؛ خمسة لهم وخمسة للإخاء الذي بيننا وبين