الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبيين أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به؛ خوفًا على نفسه منهم؛ كقولهم: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية (1) لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة) (2).
* * *
ثارت سحابة كالترس
روى صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: خرج معاوية رضي الله عنه يستسقي، فلما قعد على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود (3)؟ فناداه الناس فأقبل يتخطاهم، فأمره معاوية فصعد المنبر، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله. فرفع يديه ورفع الناس، فما كان بأوشك
(1) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: له على هناته حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، عقد له أبوه رضي الله عنه الولاية من بعده فكانت دولته أقل من أربع سنين، ويزيد ممن لا نسُبُّه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين؛ بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون، توفي سنة أربع وستين. [السير للذهبي (4/ 35 - 40)].
(2)
ما بين القوسين نقلاً من كلام محقق هذا الجزء من سير أعلام النبلاء (2/ 597).
(3)
يزيد بن الأسود الجرشي: من سادات التابعين بالشام، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قال يونس بن ميسرة: قلت له: كم أتى عليك؟ قال: أدركت العزى تُعبد في قرية قومي، حضره وقت الموت واثلة بن الأسقع. [السير للذهبي (4/ 136 - 137)].
من أن ثارت سحابة كالترس وهبَّت الريح، فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم. سمعها أبو اليمان من صفوان (1).
* * *
عقبة بن نافع (2) يدعو
قال الواقدي: جهَّزه معاوية رضي الله عنه على عشرة آلاف فافتتح إفريقية واختطَّ قيروانها، وكان الموضع غيضةً لا يرام من السِّباع والأفاعي، فدعا عليها، فلم يبق فيها شيء وهربوا؛ حتى إن الوحوش لتحمل أولادها، فحدثني موسى بن علي عن أبيه قال: نادى: إنا نازلون. فأظعنوا فخرجن من جحرتهن هوارب.
وروى نحوه محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة إفريقية قال: يا أهل الوادي، إنا حالون إن شاء الله، فأظعنوا. ثلاث مرات، فما رأينا حجرًا ولا شجرًا إلا يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال للناس: انزلوا باسم الله (3).
* * *
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي، (4/ 137).
(2)
عقبة بن نافع القرشي الفهري: الأمير نائب إفريقية لمعاوية رضي الله عنه وليزيد، وهو الذي أنشأ القيروان وأسكنها الناس، وكان ذا شجاعة وإقدام وحزم وديانة، لم يصح له صحبة، عن علي بن رباح قال: قدم عقبة على يزيد فردَّه واليًا على المغرب سنة اثنتين وستين، فغزا السوس الأدنى ثم رجع وقد سبقه جل الجيش، فخرج عليه جمع من العدو فقُتل عقبة وأصحابه، قُتل سنة ثلاث وستين. [السير للذهبي (3/ 532 - 534)].
(3)
سير أعلام النبلاء للذهبي، (3/ 533).