الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمله فدعا الله - تعالى - وعندما انتهى المطر وهدأ الجو ذهب ليرى أثر عمله فوجد المطر قريبًا منه ولم يصبه شيء بل بينه وبينه عدة أمتار. ولله الحمد.
* * *
دعاء الزوجين
تزوج بزوجة عاشت معه سنوات عدة بفرحها وترحها وهمَّها وغمَّها وحزنها وسرورها، أنجبت إثر ذلك عدة أولاد من البنين والبنات وتقدمت بهما السن ولا يزداد كل منهما إلا محبة واحترامًا، ولشدة ما بينهما من طيب العشرة وحسن الألفة كان الزوج كثيرًا ما يدعو الله - تعالى - أن يتوفاه هو وزوجته جميعًا وفي يوم من الأيام كانا في سفر بالسيارة يتحدثان ويسلوان وهما في غمرة الأنس ولحظة الوداع تقترب شيئًا فشيئًا لكن أيهما سيودع الآخر؟ فجأة أصيبت السيارة بحادث فودعا كلاهما الدنيا ليجتمعا في جنات النعيم بإذن الله - تعالى -.
* * *
يضرب أمه العجوز
ذكر الشيخ أنس بن سعيد بن مسفر - حفظه الله تعالى - قصة رجل عاقًّ لأمه فقال: (إنه يعاملها بقسوة يصرخ في وجهها،
بل يسبها ويشتمها وقد أعطها الله تعالى قوة في الجسم، لكنه صرفها بالظلم والاستبداد بالرأي، كانت أمه العجوز كثيرًا ما تتوسل إليه أن يخفف من حدته وجفوته وطغيانه، فالكل نفر من حوله حتى زوجته تركته بلا عودة بسبب قسوته وشدته، وكان يجعل أمه العجوز تخدمه وتقوم على شؤونه وهي المحتاجة إلى الرعاية والخدمة وما أكثر ما أسال دمعها على خدها وهي تدعو الله - تعالى - أن يصلح لها فلذة كبدها ويهدي قلبه. كيف لا؟ وهو وحيدها. وفي يوم من الأيام دخل عليها والشر يتطاير من عينيه فجعل يصرخ في وجهها ويقول: ألم تعدي الغداء؟ قامت العجوز بيدين ترتعشان وجسد واه أثقلته السنون والأمراض والهموم، لتعد الغداء لقرة عينها فلما رأى الطعام لم يعجبه فألقاه على الأرض وأخذ يتبرم ويسخط ويقول: لقد بُليت بعجوز شمطاء لا أدري متى أتخلص منها؟ عندها بكت الأم وقالت ودمعها على خديها: يا ولدي اتق الله ألا تخاف النار؟ ألا تخاف سخط الله - تعالى - وغضبه؟ ألا تعلم أن الله - تعالى - حرم العقوق؟ ألا تخاف أن أدعو عليك؟ فاستشاط غضبًا من كلامها وزاد جنونه فأمسكها بثيابها وأخذ يهزها بقوة ويقول: اسمعي أنا لا أريد نصائح لست أنا من يقال له: اتق الله ثم ألقى بها بعيدًا فاختلط بكاؤها مع ضحكته الاستهتارية وهو يقول: ستدعين علي تظنين أن الله - تعالى - يستجيب لك، ثم خرج من عندها وهو يستهزئ ويسخر من كلامها
…
فذرفت الأم الدموع الحارة تبكي أيامًا وليالي كابدت