الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأندلس
(*)
(1)
الاسم العربي لشبه جزيرة إيبيريا (2)؛ كان أول ظهوره عند العرب، وأصله مشوب ببعض الغموض شأنه في ذلك شأن الاسمين القديمين: إيبيريا عند اليونان وأسبانيا (3) عند الرومان. ويجدر بنا ألا نحفل كثيرًا بالاشتقاق الذي ذهب إليه العرب بإرجاع اللفظ إلى أسماء الأجداد الأول وقولهم إن البلاد سميت باسم أندلس بن طوبال بن يافث. وقد تكون هناك صلة بين هذا الاسم وبين اسم القبيلة الجرمانية "الفندال"، وفي هذه الحالة يفترض أنَّه مشتق من "فنداليشا" Wandalicia. وربما كانت صيغة فنداليشيا تطلق على إقليم بتيقا Baetica)) (4) القديم الذي احتله الفندال ما يقرب من عشرين سنة (411 - 429 م) أو على ثغر ترادكنا Traducta الذي عبر منه الفندال إلى إفريقية. ويقول بعض الكتاب العرب إنه عين البلد الذي عرف فيما بعد باسم القائد المغربي طريف، ولكن من المرجح أن تكون ترادكتا هي الجزيرة الخضراء Algeciras، ويكون الفاتحون من العرب البربر وفقًا لهذه النظرية قد أطلقوا اسم المدينة الصغيرة أو الإقليم على المنطقة التي عرفها الرومان والقوط باسم "بتيقا" ثم على شبه الجزيرة بأسرها القتى سرعان ما دانت لهم بما فيها من ولايات فرنسا الجنوبية، وهي: سبتمانيا أي من جاليا الأربونية (5) إلى نهر الرون. ولما أخذ النفوذ العربي في شبه الجزيرة بالاضمحلال البطئ وبدأ الأسبان يسترجعون البلاد في عهد بلاى Pelayo (من عام 718) استمروا في الكفاح أكثر من ثمانية قرون، فقد اسم الأندلس -الذي كان يطلق على مساحة كبيرة من الأرض- مدلوله بالتدريج. ولبثت الأقاليم الجنوبية التي ظلت في حوزة العرب تعرف به من وقت إلى آخر، ثم لم يعد يعرف به بعد ذلك سوى إقليم صغير هو مملكة غرناطة، كما أن نصارى أشبانيا الشمالية كانوا يجهلون اسم الأندلس جهلا تامًّا، وكانوا يطلقون على الجزء العربي الجنوبي الاسم القديم إسبانيا Hispania أو سبانيا spania، أما موطنهم الشمالي فأطلقوا عليه أسماء خاصة مثل أشتورش Asturias)) (6)
(*) الهوامش تلي المقال مباشرة.
وليون Leon (7) وقشتالة Castille وأرغون Aragon (8) .. إلخ، وهذا يطابق ما رواه الإدريسي، ص 174 (Re: Dozy cherches sur l'Histoire et la Litt de Espagne l' الطبعة الثالثة. جـ 1، ص 301 - 303؛ أبو الفداء: تقويم البلدان، ترجمة رينو Reinaud، جـ 2، ص 224؛ Die Alhambra: Gosche ص 45؛ مراصد الاطلاع، طبعة جويبول، جـ 4، ص 178).
وقد أخذ العرب بما جاء في مصور بطلميوس المضطرب البعيد عن الدقة، ولم يكن من السهل عليهم التحقق من الحدود الخارجية التي رسمها للبلاد المختلفة، ولذلك كثيرًا ما وصفوا الأندلس بأنها ذات شكل مركن على مثال المثلث، أركانه Punta Marroqui طرف مراكش وجزيرة طريف على بحر الزقاق- "كات إكسوخين" باليونانية (مضيق جبل طارق) - في الجنوب، ورأس الطرف Finistere في الشمال الغربي ورأس كريوش Creus وثغر Fanum Veneris) Vendres - هيكل الزهرة) في الشمال الشرقي. ويعتبر أحيانًا الشاطئ بأكمله من جزيرة طريف إلى كريوش (المراكشي: المعجب ص 4) أو إلى طرُّكونة وبرشلونة الحد الجنوبي، بينما سلسلة جبال البرتات- التي يزعم أنها تسير من الجنوب إلى الشمال ورسمت كذلك في المصورات- تعتبر الحد الشرقي.
ثم إن العرب كانوا على صواب كثير عندما أطلقوا فيما بعد اسم شرق الأندلس على الجزء الذي عرف بعدئذ بمملكتي بلنسية ومرسية، وكثيرًا ما قالوا إن الحد الغربي على المحيط الأطلسي يبدأ من جزيرة طريف وينهى بطرف القديس فنسان (9) أو طرف رقة Cahn de Roca (10) بالقرب من لشبونة. وقد أطلقوا على المحيط الأطلسي اسم بحر الظلمة أو الظلمات والبحر المظلم والبحر المحيط الأعظم والأوقيانوس والقاموس والبحر الغربي (11) تمييزًا له عن البحر الشرقي أو الرومي والشامي والمتوسط. والحد الشمالي يبدأ من طرف رقة ويدور حول ركن جليقية ويصل إلى جبال البرتات بالقرب من فونترابى Fuenterrabia (12) والبرتات
تعرف أَيضًا بجبل البرتات (13) أو بالجبل الحاجز الفاصل بين الأندلس والإفرنجة، كما تعرف سلسلة جبال قشتالة باسم جبل الشارات Sierra (14) وسلسلة جبال سييرا نيفادا Sierra Ne- vada بجبل الثلج أو جبل شلير (15).
أما فيما يختص بأوصاف الأندلس والمصورات التي عملت عنها ونشرت مثل مصورات شبرونر Spruner ومنكه Menke (جـ 2، 188) ودرويسن عام 1894 م، والمصورات الموجودة في Au- Der Islam im Morgen: gust Muller Abendland جـ 2 وخاصة في Stanley The Moors in Spain: Lane Poole، جـ 2، طبعة 1887 م فكلها مع الأسف بعيدة عن الدقة مليئة بالأخطاء التي وصلتنا منذ أيام الغزيرى Casiri وكوند Conde وصوصه Sousa جوبير Jau- bert وكايَانكوس Gayangos وهامر Hammer ومهرن Mehren وغيرهم. ولم يتناول دوزى الجانب الجغرافي من الأندلس ولم يتحر هذا المؤرخ النَّاقد العظيم الدقة التامة في تحقيق الأسماء الخاطئة والمحرفة في القسم الخاص بالأندلس من كتاب الإدريسي [نزهة المشتاق في اختراق الآفاق]. وقد نشر النص العربي مع ترجمته الفرنسية بعنوان Description de l'Afrique et de l' Espogne par Idrisi، وعلق عليه وذيَّله بالحواشي دوزى وده غويه (ليدن 1886 م، وانظر فيما يختص بهذا الكتاب La Geografia de: E. Saavedra Eespana del Edrisi ، مجريط 1881 - 1889) وربما كانت هذه الأخطاء راجعة إلى نسخة الإدريسي الأصلية. ونحن إذا صححنا التفاصيل وقمنا بتحقيق الأسماء والمواقع المشتتة في مؤلفات دوزى (وخاصة كتاب Observations -geographiques sur quelques An ciennes localites de l'Andalousie في Recherches في الطبعة الثالثة، جـ 1، ص 295 - 347) وفي مصنفات سافدرا وسيمونيه وإكويلاز Eguilaz وقديرة Codera وباسيه فإننا في الواقع لا نكون قد سرنا إلَّا خطوات قليلة في سبيل تأليف كتاب علمي في جغرافية الأندلس. وعلى ذلك فمن الضروري أن نجمع كل الملاحظات التي كتبت في هذا الموضوع المتشعب من جميع المصادر
التي وصلت إلينا سواء أكانت مطبوعة أم غير مطبوعة مما صنفه العرب من مؤرخين وجغرافيين، ومن كتب التراجم ودواوين الشعر، ثم نرتب هذا كله ونوازن بعضه ببعض ونضعه تحت محك النقد والتحليل ونتخذ منه نواة لوصف جغرافي حديث للأندلس، وأساسا لإعداد مصورات جغرافية جديدة. ولسنا نستطيع أن نستعين بالتحقيقات البعيدة عن العلم والنقد التي قام بها جماعة من العلماء تبدأ بالغزيرى Casiri (16) وكوند Conde وغيرهم وتنتهي بهامر ومهرن، وحسبنا دراسة المجموعة التي لم تمحص، والتي تتكون من 833 اسما من أسماء الأماكن في شبه جزيرة إيبيريا في صيغ مضللة محرفة، وهي المجموعة التي ضم شتاتها هامر من غير نقد أو اختيار بما عرف عنه من الجنوح إلى تأليف المطولات ونقلها من الغزيرى وكوند وجوبير Jaubert وكايانكوس Gayangos وضيَّع سدى أربعًا وسبعين صفحة من مجلة - Sit zungsberichte der Wiener Akademie، 1854 م.
وإذا انتقلنا إلى التاريخ فإننا نجد العالم العظيم دوزى قد نبذ ظهريًّا جميع مؤلفات كوند وغيره قبل تصنيف كتابه النفيس - Histoire des Musulmans d' Es pagne واستعان بالمصادر العربية بعد أن حققها ونشرها، ومع ذلك فعلينا أن نفتح صفحة جديدة في البحث الجغرافي قبل أن نتمكن من تصنيف كتاب علمي في وصف الأندلس. وقد أوضحت ببعض الأمثلة الطريقة التي يجب أن تتبع، وهي تشمل من غير شك الدراسة المقارنة لمصادر القرون الوسطى لاتينية وأسبانية من غير أن نغفل المصنفات القديمة، وبينت كيف نستخرج النتائج من المصادر العربية، وكيف نستعين بهذه النتائج في تصحيح أسماء الأماكن القديمة وتحديد مواقعها، (انظر Or- = Abixa = Otobesa El Puigcisco Code- = opesa Y Anixa ra، سرقسطة 1904 م، ص 115 - 119؛ Monchichique et Arrifana d'Algarve chez les auteurs arabes في O Archevlogo Portugues، جـ 8، 1903 م؛ Zur spanisch- ar abischen Geographie Die Provinz Cadiz في R. Die Geographische ': Hauptmann
- Katalog. 8 Hage von Zallaka - Sacral (1195) ias (1086) und Alarcos في Reuue Hispanique عام 1906 م؛ وانظر أَيضًا Tobonymia Arabe: David Lopes de Portugal في Revue Hispanique عام 1902 م).
وإبان استعادة الأسبان للأراضي التي كانت في حوزة العرب، وبخاصة بعد الاستيلاء على غرناطة 1492 م ذهب الكثير من المصنفات القيمة -التي تتحدث عن التاريخ وتقويم البلدان عامة والأندلس بخاصة- ضحية التعصب الأعمى. ويجب كذلك أن تجمع المواد المتعلقة بالأندلس والمبعثرة في شمالي إفريقية وسائر بلاد المشرق ثم توضع في متناول كثير من العلماء والجغرافيين والمؤرخين لترجمتها ترجمة نقدية مصحوبة بالتعليقات المفصلة، كما يجب أن يدُرس بهذه الطريقة كل ما وردت فيه إشارة إلى الأندلس من التراث الجغرافي والتاريخي للعرب مبتدئين بالنبذ القصيرة التي كتبها ابن خرداذبه عام 846 م، ثم بمصنفات اليعقوبي وياقوت وغيرها وبالمكتبة الجغرافية التي نشرها ده غويه من عام 1870 إلى عام 1894 بنوع خاص، وأخيرًا بالمصنف الضخم الذي صنفه أَحْمد المقَرّى المغربي في دمشق من عام 1628 إلى عام 1630 م، وقد جمعه من مائة مصدر عربي، ويمكن أن يقال عنه إنه دائرة معارف في موضوع الأندلس. ولا عبرة بترجمة كايانكوس لهذا الكتاب الحافل بالمعلومات وعنوانها The History of the Mohammedan Dynasties in Spain (في مجلدين، عام 1840 - 1843 م) لأنها بعيدة كل البعد عن الدقة وخالية من التمحيص، ولا يمكن التعويل عليها، زد على ذلك أن المترجم تحاشى الصعاب بتجاهلها وينبغي أن تجمع كل الأسماء والإشارات الجغرافية من المعاجم العربية الضخمة الخاصة بتراجم العلماء والأنساب؛ لأن غالبها يتناول عددًا كبيرًا من رجالات الأندلس، وهي تثبت ازدهار الأدب في تلك الربوع، وأهم هذه المصنفات بلا ريب هو "المكتبة الأندلسية"(Bib-Coders liotheca Arabico Hispann) التي تضم
في مجلداتها العشرة تراجم أندلسية، ولكن المؤسف حقًّا أن يتفشى في هذه المكتبة الخطأ والتحريف في أسماء الأماكن.
وسنجمل القول في تاريخ الأندلس؛ فإنَّه يبدأ باحتلال العرب السريع لشبه الجزيرة من عام 92 هـ (711 م) فصاعدًا، وقد مزجت قصة هذا الفتح بالكثير من الأساطير، وقام به أول الأمر -أي إلى عام 755 م- عمال من قبل خلفاء بني أمية في دمشق يربو عددهم على العشرين، ولم يكن يلبث الواحد منهم في الحكم إلَّا قليلا. وقد توغل العرب في شجاعة إلى أن وصلوا إلى قلب فرنسا عند مدينتي تور وبواتييه Tours - Poitiers(عام 732 م) ثم نشبت الفتنة بين عرب الشمال والجنوب وبين البربر. وفي عام 756 م قامت إمارة قرطبة -أي الأندلس- منفصلة عن العباسيين، على يد عبد الرَّحْمَن الأول الملقب بالداخل، وهو أمير أموي فر من الاضطهادات التي مزقت شمل أسرته. ومن عام 912 إلى عام 961 م -أي في عهد عبد الرَّحْمَن الثالث الذي جلس على عرش الخلافة عام 929 م- وصلت هذه الدولة إلى أوج عظمتها، ثم أخذت في التدهور السريع وخاصة بعد وفاة الأمير الموهوب المنصور الحاجب وهو أعظم ساسة الأندلس وقوادها، بل يمكننا أن نعتبره بسمارك القرن العاشر. وفي عام 1031 م تلاشت هذه الدولة القديمة وحلت محلها دويلات قصيرة العمر حكمها أمراء يعرفون في التاريخ بملوك الطوائف، كان أغلبهم على جانب عظيم من الثقافة. وبعد عام 1086 م -أي بعد العام الذي انتصر فيه على النصارى يوسف بن تاشفين في واقعة الزلاقة Sacralias شمالي شرق بطليوس- اجتاحت الأندلس قوة المرابطين الغاشمة، وهم بربر من مراكش، ثم قضت على المرابطين في إفريقية والأندلس معًا من عام 1145 إلى عام 1150 طائفة دينية وسياسية هي دولة الموحدين التي أخذت تضمحل هي الأخرى تدريجيًّا بعد الهزيمة التي منيت بها في واقعة العُقاب - Las Navas de To losa عام 1212 م.
وبعد عام 1236 م انحصر سلطان العرب في إمارة غرناطة المشهورة الناشطة. وبالرغم من حماية الجبال لهذه الإمارة، فإنَّها اعترفت بسلطان قشتالة، ثم سقطت عام 1492، وتلا ذلك، وبخاصة بين عامي 1568 و 1570، ثورة الموريسكو Moriscoes(*)
وفي عام 1609 طرد المستعربون Les Mozarabes المدجنون Les Mude- jares واليهود ولا يتسع المجال هنا للإفاضة في هذا التاريخ الطَّويل، وحسبنا أن نحيل القارئ إلى المواد الخاصة التي تبحث في شتى جوانب هذا الموضوع، مكتفين ببيان الدول المختلفة التي حكمت الأندلس مع ذكر اسما حواضرها:
بنو أمية وحاضرتهم قرطبة وحكموا من عام 756 - 1031 م.
بنو عباد وحاضرتهم إشبيلية وحكموا من عام 1023 - 1091 م.
بنو جهور وحاضرتهم قرطبة وحكموا من عام 1031 - 1070 م.
بنو حمود وحاضرتهما مالقة وحكموا من عام 1035 - 1057 م.
بنو زيرى وحاضرتهم غرناطة وحكموا من عام 1015 - 1090 م.
بنو برزال وحاضرتهم قرمونة وحكموا من عام 1029 - 1067 م.
بنو بكر وحاضرتهم وَلْيَة وحكموا من عام 1011 - 1051 م.
بنو يحيى وحاضرتهم لبلة وحكموا عام 1023 - 1051 م.
بنو مزين وحاضرتهم شلب وحكموا من عام 1028 - 1051 م.
سعيد بن هارون وابنه وحاضرتهما شنتمرية الغرب وحكمًا من عام 1016 - 1052 م.
بنو الأفطس وحاضرتهما بطليوس وحكموا من عام 1022 - 1092 م.
بنو ذي النُّون وحاضرتهم طليطلة وحكموا من عام 1036 - 1085 م.
بنو عامر وحاضرتهم بلنسية وحكموا من عام 1021 - 1065 م.
(*) الموريسكو Moriscoes هم الرعايا المسلمون الذين دخلوا في حماية النصارى.
بنو هود وحاضرتهم سرقسطة وحكموا عام 1021 - 1065.
بنو هود وحاضرتهم سرقسطة وحكموا من عام 1039 - 1110 م.
بنو رزين وحاضرتهم شنتمرية الشرق أو شنتمرية ابن رزين وحكموا من عام 1011 - 1103 م.
بنو القاسم وحاضرتهم الفنت - Alpu ent وحكموا من عام 1025 - 1092 م.
بنو صمادح وحاضرتهم المرية وحكموا من 1044 - 1091 م.
(انظر البيان التاريخي الموجود في Histoire: dozy، اليل، وقد أخد هذا البيان عن ستانلي لين بول Stanley The Muharnmedan Dy-: Lane - Poole nasties. المختصر، لندن 1894؛ An- Monedas de: tonio Vievs y Escudero Las dinastias Arabigo - espanolas، مجريط 1879 م ومقالاته المختلفة Juan Cat-: de Dios de la Rade Y Delgado alogo de monedas arabigas espanolas que se conseruan en el museo ar- queologico nacional مجريط 1892؛ Catalogue Des musl-: H. Lavoix manes monnaies de la Bibliotheque nationale Espagne Et Afrique، باريس 1891).
ولدينا عن تاريخ الأندلس ما بين عامي 711 - 1110 م كتاب دوزى القيم Histoire Des Musulmans d'Espagne، ليدن 1861، الترجمة الألمانية، ليبسك 1874 وقد ترجم F. De Castro إلى اللغة الأسبانية في مجلدين، إشبيلية- مجريط، 1877 - 1878 م، والمختصر الذي قام به ميلر A. Muller.
ويجب أن نرجع في المسائل التي كثر حولها الخلاف والنقط التي ثار حولها الجدل إلى البحوث الحديثة مثل بحث Estudio sobre la in-: Saaverda Espana vasion de los Arabes en مجريط 1892 الذي يذهب فيه إلى أنَّه من المحتمل أن يكون لذريق Rodrigo قد فرعقب الوقعة التي حدثت بينه وبين البربر في إقليم البحيرة عام 711 م وقاتل قتال الشجعان في الشمال الغربي حتَّى عام 713 ولقى حتفه في هذا القتال أثناء قتاله مع موسى في
وقعة Tamames & Segoyuela جنوبي سلمنقة، ويؤيد هذا الرأي الموضع المعهود لقبره في فيزيو Vizeu في شمال البرتغال (انظر Pe-: Saavedra layo، مجريط 1906؛ Juan Menendez: Leyendas del ultimo rey godo، مجريط، 1906).
أما عصر المرابطين والموحدين وعصر بني نصر وبني الأحمر (1232 - 1492) في غرناطة -أي المدة ما بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين- فيحتاجان إلى جهود مؤرخ آخر مثل دوزى يكون همه الأول الاستفادة التامة من المراجع العربية ولا شك أننا نرحب بالمقالات المتفرقة مثل Decadencia y de-: Codera saparicion de los Almoravides en Cnleccion Estudios arabes - Espana، جـ 3، سرقسطة 1899 م لأنها تزودنا بالمواد التي يجب أن نضعها موضع النقد والتحليل. كما أن ترجمات فانيان Fagnan لكثير من المصنفات العربية الخاصة بتاريخ الأندلس والمغرب تعود علينا بالفائدة الجزيلة وهذه الترجمات هي L'histoire des Almohades diapres: Abd el- Wahid Merrakechi، الجزائر 1893؛ Chronique des Almohades et des Hafcides attribuee a Zerkechi، قسنطينة 1895؛ Annales: Ibn el Athir Maghred et de l' Espagne du الجزائر 1898 - 1901 Histoire de l'Afrique ، -et de l'Espagne intitulee al Bayano' l Moghrib لابن عذارى، جـ 1، الجزائر 1901، جـ 2، 1904 م،. En Nodjoum - Relatifs au Magh ez Zahira Extraits reb والترجمة الأخيرة عبارة عن فقرات ترجمها فانيان من كتاب أبي المحاسن ابن تغرى بردى، قسنطينة 1907، ومن المؤسف أن أسماء الأماكن في جميع الترجمات السالفة لم تحقق تحقيقًا كافيًا.
وامتازت المرحلة الأخيرة التي دامت 800 عام بالنضال الشريف في سبيل استعادة الأندلس الجميلة، وهي دون غيرها قد أوحت إلى المؤرخين مرة إثر أخرى تصنيف المؤلفات التي تتراوح بين اندفاع العاطفة والجد العلمي. ويجب أن تنال هذه المؤلفات نصيبها من
الاهتمام عند تدوين تاريخ نهائي لغرناطة والحمراء، وهذا ما فعله de L. Eguilaz Gayangos في كتابه Resena Hitsorica de la Conquista del reino de -Granada porlos Reyes Cotalicos se gun los cronistas arabes، الطبعة الثَّانية غرناطة 1894 وهو من أحدث البحوث في هذا الموضوع. أما عن جغرافية مملكة غرناطة الصغيرة فكتاب سيمونيه المتوفى عام 1897 ما زال العمدة، ولو أننا يجب أن نتناول كثيرًا مما ورد في طبعته الثَّانية بشيء من الحيطة ونضعه موضع النقد (Simonet: -Descrincion del Reio de Granada sa cada de los autores arabes، مجريط 1860، الطبعة الثَّانية عام 1872 م) وكذلك يجب أن نرجع إلى كتاب قيم آخر للمؤلف نفسه فيما يختص بتاريخ الأندلس في العهد العربي عامة (Historia de los Mozarabes: Simonet de Espana deducida de Los mejores y - mas autenticns testimonios de Ins Es critores cristianos y arabes، مجريط 1897 - 1903، المجلد 13 في - Mem -orias de la Real Academia de la His toria الثمان والخمسين صفحة من المقدمة مضافة إلى التسعمائة والست والسبعين صفحة من الأصل).
ولا يوجد بين التواريخ التي وضعت عن البلاد والأماكن المشهورة بالأندلس سوى عدد قليل له قيمة تاريخية مثل Bosquejo: Alvara Campaner y Fuertes historico de la dominacion islamita en las Islas Baleares (بالما 1888 م، وانظر عن هذا الكتاب Estudios: Codera criticos de historia arade espanola Collecion de Estudios arabes، جـ 7، سرقسطة 1903 م، ص 249 - 301؛ Les Benou Ghanya، der-: Alfred Bel niers representants de l'Empire alma -ravide et leur lutte contre l'empire Al mohade، باريس 1903 م) و Mariano gaspar Remiro Historia de Muricia musulmana، سرقسطة 1905 وغيره. كتاب Altamira الحديث الشامل: His- totia de Espana y de la ciuilizacion espanola، جت 1 - 3 برشلونة، طبعات 1900، 1902، 1906، وهو يتحدث
عن تاريخ الأندلس حتَّى عام 1700 م مفيد في بعض الأحيان، ولو أنَّه اعتمد في كلامه عن العهد العربي على مصادر ثانوية، ويجب أن نتناول ما جاء به في حيطة ونضعه موضع النقد. وقد اعتمد Th Linder في الغالب على A.Miiller في إلمامته الجيدة عن الأندلس - Welrgesch. seit der Vol kerwanderung جـ 2، شتوتكارت- برلين 1902، ص 102 - 140).
وينبغي لنا أن نذكر من بين المؤلفات
التي تتحدث عن المصادر ما يأتي: F.
Ensayo bio- biblio-: Pons Boigues Los his- graphico sobre Esapnoles toriadores y geografos arabigo Gesch. arab. d. Liter وهذا الكتاب يتحدث أَيضًا عن أدباء الأندلس ولو أن تراجمه- وخاصة في المجلد الأول غير مستوفاة في كثير من الأحيان؛ ويعطينا Shack في كتابه Poesie und - Kunst der Araber in Spanien und Si cilen الطبعة الثَّانية شتوتكارت 1877 أحسن وصف للشعر الوافر الذي تغنى به شعراء الغزل الأندلسيون وأضرابهم من عرب المغرب وللفن المغربي الذي يتجلى في عمائرهم التي تتميز بكثرة الزخرف (نقوش على النمط العربي ومقرنصات وزخرفة خطية) ويغلب فيها الميل إلى الزخرفة على الميل إلى الإنشاء والبناء. وقد تعقب شاك Shack تطور العمارة مبتدئًا بالجامع الكبير بقرطبة (786 م) ومنتهيًا بالتحفة الفنية المعروفة بالحمراء. وأحسن الصور الخاصة بهذه العمائر وأحفلها بالألوان هي التي وردت في Moorish: Calvert ، remains in Spain (Cordoua، Sevilla (Toledo، Granada، 1906 - 1907. ولم تخط الأبحاث التي تتناول كيفية ومدى تأثير حضارة العرب في الأندلس على الغرب سوى بضع خطوات، وهذا ينطبق مثلًا على المسألة التي لم تحل بعد، وهي الخاصة بمدرسة النقلة بطليطلة والشأن الذي كان لذلك اللون الجديد من الأدب اليهوديّ الذي أنتجه يهود الأندلس وازدهر في كنف الإِسلام.
(انظر أَيضًا تقارير تسيبولد السنوية التي بدأ بنشرها عن المراجع