الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأَنْصار من أسرته، وانتهت بهزيمة الوالي يوسف بن عبد الرَّحْمَن الفهرى قرب قرطبة حيث بويع عبد الرَّحْمَن أميرًا للأندلس في اليوم العاشر من ذي الحجة عام 138 هـ (15 مايو سنة 756 م).
بيان بأمراء الأندلس حتَّى مبايعة عبد الرَّحْمَن الثالث
1 -
عبد الرَّحْمَن الأول بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، ولد عام 113 هـ (731 م)، وأمير الأندلس من عام 138 هـ (756 م) إلى عام 172 هـ (788 م).
2 -
هشام الأول بن عبد الرَّحْمَن الأول، ولد عام 139 هـ، (757 م)؛ أمير للأندلس من عام 172 هـ (788 م) حتَّى وفاته في 3 صفر عام 180 هـ (17 أبريل سنة 796 م).
3 -
الحكم الأول بن هشام الأول، ولد عام 154 هـ (770 م)، وأمير الأندلس من عام 180 هـ (796 م) حتَّى وفاته في 25 ذي الحجة سنة 206 هـ (21 مايو سنة 822 م).
4 -
عبد الرَّحْمَن الثاني بن الحكم الأول، ولد عام 176 هـ (792 م)؛ وأمير الأندلس من عام 206 هـ (822 م) حتَّى وفاته يوم 3 ربيع الثاني عام 238 هـ (22 سبتمبر سنة 852 م).
5 -
محمَّد الأول بن عبد الرَّحْمَن الثاني، ولد عام 207 هـ (823 م)، وأمير الأندلس من عام 238 هـ (852 م) حتَّى وفاته يوم 28 صفر عام 273 هـ (4 أغسطس سنة 886 م).
6 -
المنذر بن محمَّد الأول، ولد عام 229 هـ (844 م)، وأمير الأندلس من عام 273 هـ (886 م) حتَّى وفاته يوم 15 صفر عام 275 هـ (29 يونية سنة 888 م).
7 -
عبد الله بن محمَّد الأول، شَقِيق الخليفة السابق، ولد عام 229 هـ (844 م) وأمير الأندلس من عام 275 هـ (888 م) حتَّى وفاته في غرة ربيع الأول عام 300 هـ (16 أكتوبر سنة 912 م).
ومن بين المعالم المشهورة لهذه الفترة التي تولى فيها بنو مروان إمارة
الأندلس واستمرت أكثر من قرن ونصف قرن، إدخال المذهب المالكي إلى الأندلس إبان حكم هشام الأول الذي استتب فيه السلام، وجهود الأمراء طوال الفترة بأكملها تقريبًا في علاج الفتن التي كان قد أثارها البربر والعرب في الثغور وإعلان الجهاد على حدود المملكة. وأدت المحاولات التي بذلت للإطاحة بالحكم الأول (وبخاصة "فتنة الربض" الشهيرة) في مناسبات عديدة إلى وضعه في موقف خطير. وفضلا عن هذا فإن حركة إعادة الغزو على يد المسيحيين نجحت بالتدريج نتيجة للروح العدائية لأمراء أشتوريش وليون الأوائل، وإفرنج الثغر الأسباني (وانتهت أخيرًا بسقوط برشلونة).
وانفرجت الأزمة الداخلية إلى حين على يد عبد الرَّحْمَن الثاني الذي حارب في وقت واحد الإفرنج والغسقونيين في وادي إبره وسحق ثورة المستعربين في قرطبة (عام 850 - 859 م) وألقى في البحر الأردمانيين -أو المجوس- الذين نزلوا على ساحل إشبيلية. وهذا الحاكم العظيم خالف "التقليد الشَّامي" الذي أدخله إلى أسبانيا جده الأكبر عبد الرَّحْمَن الأول، ونظم الدولة على النمط العباسي.
وواصل عمله ابنه محمَّد الأول، على أن حركة العصيان التي قام بها عبد الرحمن بن مروان الجليقي قد تجددت أثناء حكمه، وقامت فتنة عمت جنوبي الأندلس بأسره بزعامة عمر بن حفصون واستمرت إبان العهود التالية، زد على ذلك أنَّه نشب في أيام الأمير عبد الله قتال خطير بين العرب والمولدين في إقليمي البيرة وإشبيلية.
المصادر:
(1)
Hist Esp.mus: Levi Provencal، جـ 1، ص 91 - 396 مع تفصيلات عي المصادر والمراجع.
(2)
Hist Mus.Esp: Dozy، الطبعة الثَّانية، مجلد 2، وقد عفى عليه الزمن الآن.
4 -
الخلافة والحكم العامري المطلق: انظر بالنسبة لحكم عبد الرَّحْمَن الثالث ناصر الذي كان طويلًا مثمرًا، وعودة الخلافة القرطبية، والسياسة
الداخلية والخارجية: Levi Provencal: .Hist. Esp; mus جـ 3، ص 1 - 164.
ولم يكن حكم عبد الرَّحْمَن الثالث الذي دام خمسين، عامًا هو ذروة حكم بني مروان في شبه الجزيرة فحسب، بل لقد كان أَيضًا أزهى العصور في تاريخ المسلمين بالأندلس. ولما تُوفي عبد الرَّحْمَن في 22 رمضان سنة 350 هـ (4 نوفمبر سنة 961 م) خلفه ابنه الحكم الثاني، وكان يبلغ من العمر زهاء خمسين عامًا، وظل في الحكم حتَّى تُوفي في 3 صفر سنة 366 هـ (أول أكتوبر سنة 976 م). وكان حكم الحكم الثاني أَيضًا موفقًا ومزدهرًا. ولقد كانت قرطبة كما وصفتها الشاعرة الساكسونية هرسويذا Hroswitha " زينة الدنيا" كما وجدت في الوقت نفسه في شخص أمير مثل الحكم الثاني -الذي كان أديبًا محبًا للكتب- يحفزها إلى أن تصبح أعظم مركز ثقافي للغة والأدب والفقه في العالم الإِسلامي بأسره لذلك العهد، والتمست أسبانيا المسيحية منه الحكم، وبدا أن حركة إعادة الغزو قد كبح جماحها إلى غير رجعة.
ولما تُوفي الحكم الثاني لم يترك خلفًا له إلَّا ابنا صغيرًا لا يصلح للحكم هو هشام الثاني الذي ولد عام 354 هـ (965 م) وكان ثمرة زواج الخليفة من "أم ولد" غسقونية هي صبح. وما إن أحبطت دسائس القصر حتَّى أصبح الطريق ممهدًا أمام رجل طموح عالى الهمة، لم يلبث أن قبض على زمام السلطة ووجّه أقدار الخلافة بيد من حديد: ألا وهو "الحاجب" المشهور محمَّد بن أبي عامر الذي لقب بالمنصور فيما بعد. ولن نعيد هنا بالتفصيل مراحل الحياة المشرقة لابن أبي عامر التي أوصلته بسرعة إلى أرفع المناصب، بيد أن هذا السياسي المتوقد الذكاء أظهر أنَّه قائد بارع وعالم بفنون الحرب ينهض بمشروعاته في عزم ونجاح. وقام المنصور بهجمات متتالية في "جهاده" ضد الممالك المسيحية في الشمال، وأوقع بها هزائم شديدة، بل نجح في الاستيلاء على هيكل سانت جيمس الشهير في كومبوستلا (Santiago. شنت ياقب) وتدميره أثناء الحملة التي قام بها عام 387 هـ (997 م) ضد جليقية.
ومات المنصور في مدينة سالم يوم 27 رمضان سنة 392 هـ (9 أغسطس سنة 1002 م) في طريق عودته من حملة فاصلة وجهها إلى قشتاله الشمالية. وترك الأندلس سليمة لم تمس، بل استطاع أن يبسط النفوذ السياسي للأندلس على بلاد البربر الغربية بأسرها. منتهجًا في هذا السياسة التي سار عليها عبد الرَّحْمَن الثالث، والحكم الثاني.
وكان من أبرع ما حققه المنصور أنَّه احترم طوال حياته أبهة الخلافة، وحافظ على بعض امتيازاتها سليمة لا تمس من أَجل مولاه هشام الثاني الذي كان يحكم البلاد بالاسم دون الفعل، وأورث هشام نفس سلطات "الحاجب" الابن الأثير للمنصور عبد الملك الذي خلف أباه واتخذ لنفسه لقب التشريف "المظفر" وظل عبد الملك يتولى السلطة حتَّى تُوفى عام 399 هـ (1008 م) وكانت وفاة عبد الملك بن أبي عامر وحلول شقيقه عبد الرَّحْمَن محله إيذانًا بوقوع اضطرابات وبيلة في الخلافة الأندلسية سرعان ما عجلت بسقوطها.
المصادر:
(1)
Hist. Esp.mus.: Levi-Provencal، جـ 2، ص-- 290.
5 -
انهيار الخلافة المروانية وتقسيم مملكة الأندلس:
أدت سياسة المنصور العسكرية إلى إدخال عدد كبير من بربر شمالي إفريقية المرتزقة إلى الأندلس، أصبحوا بعد وفاته ووفاة خلفه بؤرة تموج بالاضطراب ضد الأندلسيين أنفسهم، وضد كتلة الصقالبة القوية. وقد أشعل فتيل الثورة الرغبة المحمومة التي أبداها عبد الرَّحْمَن سانخويلو في أن يعهد إليه بالخلافة بعد الخليفة هشام الثاني (ربيع الأول عام 339 هـ - نوفمبر 1008 م)، وقد قوبل هذا العهد باستياء شديد في قرطبة ونفذ أنصار محمَّد بن هشام بن عبد الجبار المطالب بعرش بني مروان حكم الإعدام في الحاجب العامري قرب قرطبة يوم 3 رجب عام 399 هـ (3 مارس عام 1009) إثر مؤامرة دبرت له (عبد الرَّحْمَن بن أبي عامر).