الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني
في المديح
لأبي تمام في المعتضد بالله
إلى قطب الدنيا الذي لو بفضله
…
مدحت بني الدنيا كفتهم فضائله
من البأس والمعرف والجود والتقى
…
عيال عليه رقهن شمائله
هو البحر من أي النواحي أتيته
…
فلحبه المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه
…
ثناها لقبض لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير نفسه
…
لجاد بها فليتق الله سائله
وله في المعتصم بالله
وأضحت عطاياه نوازع شرداً
…
تسائل في الآفاق عن كل سائل
مواهب جدن الأرض حتى كأنما
…
أخذن بأهداب السحاب الهواطل
وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى
…
بعقبان طير في الدماء نواهل
أقامت مع الرايات حتى كأنها
…
من الجيش إلا أنها لم تقاتل
وله في المعتضد بالله
السيف أصدق أنباء من الكتب
…
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
…
متونهن جلاء الشك والريب
فتح تفتح أبواب السماء له
…
وتبرز الأرض في أثوابها العشب
غادرت فيهم بهيم الليل وهو ضحى
…
يقله وسطها صبح من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت
…
عن لونها وكأن الشمس لم تغب
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً
…
ولو أجبت بغير السيف لم تجب
وله
كم من يد لك لولا ما أخففها
…
به من الشكر لم تحمل ولم تطق
بالله تدفع عني ثقل فادحها
…
فإنني خائف منها على عنقي
وله
ما زلت ترغب في الندى حتى بدت
…
للراغبين زهادة في العسجد
فإذا ابتنين بجود يومك مفخراً
…
عصفت به أرواح جودك في غد
فلويت بالموعود أعناق المنى
…
وحطمت بالإنجاز ظهر الموعد
وطلعت في درج العلى حتى إذا
…
جئت النجوم نزلت فوق الفرقد
إن الخلافة لو جزتك بموقف
…
جعلت مثالك قبلة للمسجد
لمحمد بن هانئ في جعفر بن علي بن غلبون
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر
…
وأمدكم فاق الصباح المسفر
وجنيتم ثمر الوقائع يانعاً
…
بالنصر من ورق الحديد الأخضر
وضربتم هام الكماة ورعتم
…
بيض الخدور بكل ليث مخدر
أبني العوالي السمهرية والسيو
…
ف المشرقية والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنه
…
تحت السوابع تبع في حمير
القائد الخيل العتاق شوازباً
…
خزراً إلى لحظ السنان الأخزر
شعث النواصي حشرة آذانها
…
قب الأياطل داميات الأنسر
تنبو سنابكه عن عفر الثرى
…
فيطأن في خد العزيز الأصعر
في فتية صدأ الدروع عبيرهم
…
وخلوقهم علق النجيع الأحمر
لا يأكل السرحان شلو طعينهم
…
مما عليه من القنا المتكسر
أنسوا بهجران الأنيس كأنهم
…
في عبقري البيد جنة عبقر
ومشوا على قطع النفوس كأنما
…
تمشي سنابك خيلهم في مرمر
قوم يبيت على الحشايا غيرهم
…
ومبيتهم فوق الجياد الضمر
وتظل تسبح في الدماء قبابهم
…
فكأنهن سفائن في أبحر
فحياضهم من كل مهجة ضالع
…
وخيامهم من كل لبدة قسور
وكفاك من حب السماحة أنها
…
منهم بموضع مقلة من محجر
للمتنبي في بدر بن عمار
أرج الطريق فما مررت بموضع
…
إلا أقام به الشذا مستوطنا
لو تعقل الشجر التي قابلتها
…
مدت محيية إليك الأغصنا
أقبلت تبسم والجياد عوابس
…
يخببن بالحلق المضاعف والقنا
عقدت سنابكها عليها عثيراً
…
لو تبتغي عنقاً عليه لأمكنا
والأمر أمرك والقلوب خوافق
…
في موقف بين المنية والمنى
فعجبت حتى ما عجبت من الظبي=ورأيت حتى ما رأيت من السنى
وله
دخلتها وشعاع الشمس متقد
…
ونور وجهك بين الخلق باهره
في فيلق من حديد لو قذفت به
…
صرف الزمان لما دارت دوائره