الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس
في الفخر
للسموأل وتخميسها لصفي الدين الحلي
قبيح بمن ضاقت عن الرزق أرضه
…
وطول الفلا رحب عليه وعرضه
ولم يبل سربال الدجى منه ركضه
…
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
إذا المرء لم يحجب عن العين نومها
…
ويغل من النفس النفيسة سومها
أضيع ولم تأمن معاليه لومها
…
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
وعصبة غدر أرغمتها جدودنا
…
فباتت ومنها ضدنا وحسودنا
إذا عجزت عن فعل كيد بكيدنا
…
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل
رفعنا على هام السماك محلنا
…
فلا ملك إلا تفيأ ظلنا
فقد خاف جيش الأكثرين أقلنا
…
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلى وكهول
يؤازي الجبال الراسيات وقارنا
…
وتبنى على هام المجرة دارنا
ويؤمن من صرف الزمان جوارنا
…
وما ضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
ولما حللنا الشأم تمت أموره
…
لنا
وحبانا ملكه وأميره
وبالنيزب الأعلى الذي عز طوره
…
لنا
جبل يحتله من نجيره
منيع يرد الطرف وهو كليل
يريك الثريا من خلال شعابه
…
وتحدق شهب الأفق حول هضابه
ويعثر خطو السحب دون ارتكابه
…
رسا أصله تحت الثرى وسما به
إلى النجم فرع لا ينال طويل
وقصر على الشقراء قد فاض نهره
…
وفاق على فخر الكواكب فخره
وقد شاع ما بين البرية شكره
…
هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكره
يعز على من رامه ويطول
إذا ما غضبنا في رضى المجد غضبة
…
لندرك ثأراً أو لنبلغ رتبة
نزيد غداة الكر في الموت رغبة
…
وإنا لقوم لا نرى القتل سبة
إذا ما رأته عامر وسلول
أبادت ملاقاة الحروب رجالنا
…
وعاش الأعادي حين ملوا قتالنا
لأنا إذا رام العداة نزالنا
…
يقرب حب الموت آجالنا لنا
وتكرهه آجالهم فتطول
فمنا معيد الليث في قبض كفه
…
ومورده في أسره كأس حتفه
ومنا مبيد الألف في يوم زجفه
…
وما مات منا سيد حتف أنفه
ولا طل يوماً حيث كان قتيل
إذا خاف ضيماً جارنا أو جليسنا
…
فمن دونه أموالنا ورؤوسنا
وإن أحجت نار الوقائع شوسنا
…
تسيل على حد الظبات نفوسنا
وليست على غير الظبات تسيل
حنى نفعنا الأعداء طوراً وضرنا
…
فما كان أحلانا لهم وأمرنا
ومذ خطبوا قدماً صفانا وبرنا
…
صفونا ولم نكدر وأخلص سرنا
إناث أطابت حملنا وفحول
لقد وفت العلياء في المجد قسطنا
…
وما خالفت في منشإ الأصل شرطنا
فمذ حاولت في ساحة العز هبطنا
…
علونا إلى خير الظهور وحطنا
لوقت إلى خير البطون نزول
تقر لنا الأعداء عند انتسابنا
…
وتخشى خطوب الدهر فصل خطابنا
لقد بالغت أيدي العلى في انتخابنا
…
فنحن كماء المزن ما في نصابنا
كهام ولا فينا يعد بخيل
نغيث بني الدنيا ونحمل هولهم
…
كما يومنا في العز يعدل حولهم
نطول أناساً تحسد السحب طولهم
…
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
ولا ينكرون القول حين نقول
لأشياخنا سعي به الملك أيدوا
…
ومن سعينا بيت العلاء مشيد
فما زال منا في الدسوت مؤيد
…
إذا سيد منا خلا قام سيد
قوول لما قال الكرام فعول
سبقنا إلى شأو العلى كل سابق
…
وعم عطانا كل راج ووامق
فكم قد خبت في المحل نار منافق
…
وما أخمدت نار لنا دون طارق
ولا ذمنا في النازلين نزيل
علونا فكان النجم دون علونا
…
وسام العداة الخسف فرط سمونا
فماذا يسر الضد في يوم سونا
…
وأيامنا مشهورة في عدونا
لها غرر معلومة وحجول
لنا يوم حرب الخارجي وتغلب
…
وقائع فلت للظبي كل مضرب
وأحسابنا من بعد فهر ويعرب
…
وأسيافنا في كل شرق ومغرب
بها من قراع الدارعين فلول
أبدنا الأعادي حين ساءت فعالها
…
فعاد عليها كيدها ونكالها
ببيض جلا ليل العجاج صقالها
…
معودة أن لا تسل نصالها
فتغمد حتى يستباح قتيل
هم هونوا قدر الذي لم يهنهم
…
وخانوا غداة السلم من لم يخنهم
فإن شئت خبر الحال منا ومنهم
…
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم
فليس سواء عالم وجهول
لئن ثلم الأعداء عرضي بلومهم
…
فكم حلموا بي في الكرى عند نومهم
فإن أصبحوا قطباً لأبناء قومهم
…
فإن بني الريان قطب لقومهم
تدور رحاهم حولهم وتجول