الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولولده الشيخ إبراهيم يرثي الأمير محمد رسلان وقد توفي بالقسطنطينية
حياة أسر العيش فيها مذمم
…
وناس بها قلب الخلي متيم
سقت كل قلب كل يوم مشارباً
…
توهم فيها لذة وهي علقم
تشاغلت الألباب فيها من الصبى
…
ولم تك أدنى صبوة حين تحلم
تبطل كل بالأماني ولم يزل
…
يروح ويغدو وهو للموت مغنم
وما الأرض إلا قفرة زأرت بها
…
أسود المنايا حولنا وهي حوم
لها كل يوم بيننا كل منذر
…
ينادي علينا مسمعاً وهو أبكم
تنبهنا بعضاً ببعض فننثني
…
وأجفاننا في غفلة اللهو نوم
خلت دونها شم الحصون فلم تكن
…
لساكنها من غارة البين تعصم
وأصبح من قد كان يرهب بأسه
…
يناح عليه بعد حين ويرحم
وتراب من الأرض استوى تحت صورة
…
تلوح عليها مدة ثم تهدم
سلام على قبر توسد تربه
…
حبيب عليه من بعيد أسلم
وما كان يغني لو تدانى ودونه
…
من الرمس قد أمسى حجاب مخيم
لئن لم تصب عيني ثراه فإن لي
…
هنالك قلباً منه قد قطر الدم
وما جف دمعي بعده غير أنه
…
يدبج خضراء الربى حين يسجم
بعاه لنا الناعي ففي كل مسمع
…
كلام ولكن في الأضالع أسهم
تنوح على فقد الأمير محمد
…
رجال عليه بالدما تتلثم
عزيز له في كل عين مدامع
…
وفي كل قلب جمرة تتضرم
وكم من جيوب بل قلوب تشققت
…
عليه وكم من أوجه فيه تلطم
ولما نعي في أرض لبنان أوشكت
…
جنادله من حسرة تتألم
كريم له من آل رسلان محتد
…
ومن نفسه مجد سني معظم
ومن ذكره ما يعجز الدهر سلبه
…
ومن شكره في كل ذي منطق فم
أيا من قضى في غربة الدار نازحاً
…
فكل فؤاد نازح متصرم
رويدك ما للصبر بعدك من يد
…
إذا ما اقتضى المصاب العرمرم
ترحلت في شرخ الشباب مغادراً
…
من الحزن ما يوهي الشباب ويهرم
ومثلك من حق التأسف بعده
…
وغيرك مخلوف ومثلك يعدم
تنوح القوافي بعد يومك حسرة
…
فنوشك نخشى نثرها حين تنظم
وتندبك الأقلام من حيث رددت
…
حنيناً وأجرت عبرة حين ترقم
وبين المذاكي والسيوف مناحة
…
وبين الحجى والعلم والمجد مأتم
ألا يا بني رسلان صبراً لفقده
…
فذلك مما يقتضيه التكرم
إذا ما دفعنا للبلية مرة
…
ولم ننتفع بالحزن فالصبر أحزم
جرى قدر المولى بما شاء واستوى
…
لديه جزوع في الأسى ومسلم
وليس لنا من مطمع فات نيله
…
إذا كان ما نبغيه ما ليس يغنم
وما كان لابد منه مؤخراً
…
يهون لديه الرزء وهو مقدم
وما الفرق في الحالين إلا هنيهة
…
تمر سريعاً والقضا متحتم
ولولده الشيخ خليل يرثي المعلم بطرس البستاني
أجرى اليراع عليك دمع مداده
…
فكسا به القرطاس ثوب حداده
وبه نخط لك الرثاء من الأسى
…
فهم المقيم على عهود وداده
فلكم بميدان الطروس هززنه
…
حتى جعلت الرمح من حساده
ولكم أسلت به غيوث محابر
…
تنهل بين بروق قدح زناده
إن كان يبكيك الجماد بدمعه
…
فلقد بكاك حزيننا بفؤاده
يا صاحب الفضل الذي لو أننا
…
نبكي به لم نخش وشك نفاده
يا قطر دائرة المعارف والحجى
…
ومحيط فضل فاض في إمداده
تبكي العلوم عليك واللغة التي
…
بقريضها ترثيك في إنشاده
فإذا المحيط بكاك لم يك دمعه
…
دون المحيط يزيد في إزباده
يبكي الحساب عليك متخذاً له
…
دمعاً يسيل عليك من أعداده
وصلت إليك يد الزمان وقبلها
…
وصلت إلى الذروات من أطواده
ولقد أغار عليك غارة باسل
…
كالليث حين رآك من آساده
وسطا مفاجأة عليك بنفسه
…
فرداً لأنك كنت من أفراده
هذا عماد الفضل مال به القضا
…
فأمال صرح العلم ميل عماده
لم يبتليه بما يعاد لأجله
…
ولو ابتلاه لكان من عواده
خدم البلاد وليس أشرف عنده
…
من أن يسمى خادماً لبلاده
وله الأيادي البيض والغرر التي
…
حاكت لفاقدها سواده