الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع
في الحماسة
لعنترة العبسي
خلقت للحرب أحميها إذا بردت
…
وأصطلي بلظاها حيث أخترق
لو سابقتني المنايا وهي طالبة
…
قبض النفوس أتاني قبلها السبق
وله
سلوا صرف هذا الدهر كم شن غارة
…
ففرجتها والموت فيها مشمر
بصارم عزم لو ضربت بحده
…
دجى الليل ولى وهو بالنجم يعثر
وله
ورميت مهري في العجاج فخاضه
…
والنار تقدح من شفار الأنصل
خاض العجاج محجلاً حتى إذا
…
شهد الوقيعة عاد غير محجل
وله
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
…
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
…
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وله
أحبك يا ظلوم فأنت عندي
…
مكان الروح من جسد الجبان
ولو أني أقول مكان روحي
…
خشيت عليك بادرة الطعان
وله
أقمنا بالذوابل سوق حرب
…
وصيرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلال المنايا
…
فخاض غبارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيباً
…
يداوي رأس من يشكو الصداعا
ولو أرسلت روحي مع جبان
…
لكان بهيبتي يلقى السباعا
وله
إن المنية لو تمثل شخصها
…
لي في العجاج طعنتها في الأول
وإذا حملت على الكريهة لم أقل
…
بعد الكريهة ليتني لم أفعل
للمتنبي
أطاعن خيلاً من فوارسها الدهر
…
وحيداً وما قولي كذا ومعي الصبر
وأشجع مني كل يوم سلامتي
…
وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر
تمرست بالآفات حتى تركتها
…
تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
وأقدمت إقدام الآتي كأن لي
…
سوى مهجتي أو كان لي عنها وتر
ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها
…
فمفترق جاران دارهما العمر
ولا تحسبن المجد زقا وقينة
…
فما المجد إلا السيف والفتكة البكر
وتضريب أعناق الملوك وأن ترى
…
لك الهبوات السود والعسكر المجر
وتركك في الدنيا دوياً كأنما
…
تداول سمع المرء أنمله العشر
علي لأهل الجور كل طمرة
…
عليها غلام ملء حيزومه غمر