الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كان فيه لكل قوم ملجأ
…
ولسيفه في كل قوم مرتع
إن حل في روم ففيها قيصر
…
أو حل في عرب ففيها تبع
أو حل في فرس ففيها ربها
…
كسرى تذل له الرقاب وتخضع
قد كان أسرع فارس في طعنة
…
فرساً ولكن المنية أسرع
لا قلبت أيدي الفوارس بعده
…
رمحاً ولا حملت جواراً أربع
لمروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة
مضى لسبيله معن وأبقى
…
مكارم لن تبيد ولن تنالا
كأن الشمس يوم أصيب معن
…
من الإظلام ملبسة ظلال
هو الجبل الذي كانت مزار
…
تهد من العدو به الجبالا
وعطلت الثغور لفقد معن
…
وقد يروي بها الأسل النهالا
وأظلمت العراق وأورثتها
…
مصيبته المجللة اعتلالا
وظل الشأم يرجف جانباه
…
لركن العز حين وهى فمالا
وكادت من تهامة كل أرض
…
ومن نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوع
…
فقد كانت تطول به اختيالا
أصاب الموت يوم أصاب معناً
…
من الأحياء أكرمهم فعالا
وكان الناس كلهم لمعن
…
إلى أن زار حفرته عيالا
ولم يك طالب للعرف ينوي
…
إلى غير ابن زائدة ارتحالا
مضى من كان يحمل كل عبء
…
ويسبق فضل نائله السؤالا
وما عمد الوفود لمثل معن
…
ولا حطوا بساحته الرحالا
ولا بلغت أكف ذوي العطايا
…
يميناً من يديه ولا شمالا
وما كانت تجف له حياض
…
من المعروف مترعة سجالا
مضى لسبيله من كنت ترجو
…
به عثرات دهرك أن تقالا
فلست بمالك عبرات عين
…
أبت بدموعها إلا انهمالا
كأن الليل واصل بعد معن
…
ليالي قد قرن به فطالا
وقلنا أين نرحل بعد معن
…
وقد ذهب النوال فلا نوالا
سيذكرك الخليفة غير قال
…
إذا هو في الأمور بلا الرجالا
ولا ننسى وقائعك اللواتي
…
على أعدائه جعلت وبالا
حباك أخو أمية بالمراثي
…
مع المدح الذي قد كان قالا
وألقى رحله أسفاًن وآلى
…
يميناً لا يشد له حبالا
لأبي تمام في محمد وقحطبة وأبي نصر بني حميد الطوسي
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
…
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
توفيت الآمال بعد محمد
…
وأصبح في شغل عن السفر السفر
وما كان إلا مال من قل ماله
…
وذخراً لمن أمسى وليس له ذخر
وكان يدري مجتدي جود كفه
…
إذا ما استهلت أنه خلق العسر
ألا في سبيل الله من عطلت له
…
فجاج سبيل الله وانثغر الثغر
فتى كلما فاضت عيون قبيلة
…
دماً ضحكت عنه الأحاديث والذكر
فتى دهره شطران فيما ينوبه
…
ففي بأسه شطر وفي جوده شطر
فتى مات بين الطعن والضرب موتة
…
تقوم مقام النصر إن فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه
…
من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
وقد كان فوت الموت سهلاً فرده
…
إليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفس تعاف العار حتى كأنما
…
هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت في مستنقع الموت رجله
…
وقال لها من تحت أخمصك الحشر
غدا غدوة والحمد نسج ردائه
…
فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر
تردى ثياب الموت حمراً فما دجا
…
لها الليل إلا وهي من سندس خضر
كأن بني نبهان يوم وفاته
…
نجوم سماء خر من بينها البدر
يعزون عن تاو تعزى به العلى
…
ويبكي عليه البأس والجود والشعر
وأنى لهم صبر عليه وقد مضى
…
إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر
فتى كان عذب الروح لا من غضاضة
…
ولكن كبراً أن يقال به كبر
فتى سلبته الخيل وهو حمى لها
…
وبزته نار الحرب وهو لها جمر
وقد كانت البيض الماثير في الوغى
…
بواتر فهي الآن من بعده بتر
أمن بعد طي الحادثات محمداً
…
يكون لأثواب الندى أبداً نشر
إذا شجرات العرف جذت أصولها
…
ففي أي فرع يوجد الورق النضر
لئن أبغض الدهر الخؤون لفقده
…
لعهدي به ممن يحب له الدهر
لئن غدرت في الروع أيامه به
…
فما زالت الأيام شيمتها الغدر
لئن ألبست فيه المصيبة طيئ
…
فما عريت منها تميم ولا بكر
سقى الغيث غيثاً وارت الأرض شخصه
…
وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر
وكيف احتمالي للغيوث صنيعة
…
بإسقائها قبراً وفي لحده البحر
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة
…
غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
ثوى في الثرى من كان يحيا به الثرى
…
ويغمر صرف الدهر نائله الغمر
عليك سلام الله وقفاً فإنني
…
رأيت الكريم الحر ليس له عمر
لأبي الحسن الأنباري يرثي أبا طاهر محمد بن بقية وزير عز الدولة ابن بويه وكانت قد وقعت حرب بين عز الدولة وابن عمه عضد الدولة ظفر فيها عضد الدولة فقبض على الوزير وقتله بين أرجل الفيلة ثم صلبه في خبر ليس هذا موضعه. وهي من القصائد الطنانة بلغت من الشهرة والاستحسان أعظم مبلغ حتى يروى أن عضد الدولة لما وقف عليها قال لقد تمنيت أن أكون أنا المصلوب وتكون هذه القصيدة في. وهي قوله
علو في الحياة وفي الممات
…
لحق تلك إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا
…
وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيباً
…
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء
…
كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
…
يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
…
عن الأكفان ثوب الساقيات
لعظمك في النفوس بقيت ترعى
…
بحراس وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلاً
…
كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد
…
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأس
…
تباعد عنك تعيير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً
…
تمكن من عناق المكرمات