الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يمنعه إكبار الفخر، من أن يتعقبه في سوق الأخبار الضعيفة، مثاله قوله:"تكلم الفخر في "الأربعين" على أصل السماء، وأتى في ذلك بأخبار غريبة لا يصح منها شيء".
5 - منهجه في عرض القضايا الفقهية:
يأتي في ناصية القول، تقرير أن البسيلي فقيه ومؤلف في الفقه أيضا، فقد حاذى مختصر ابن عرفة في الفقه، بمجلدات كثيرة، ونقل مترجموه أنه شرح المدونة؛ وعليه، فقد طبع تعامله مع الفقه، سمات بارزة، أهمها:
(1)
أنه مالكي في الفروع:
ذكر ذلك مترجموه، وصرح في مقدمة "مختصر محاذي مختصر ابن عرفة"، أنه وضعه تأليفا في الفقه المالكي، فنص على مذهبه؛ وهو أمر من الظهور في كتابه، بحيث يستغني عن التصريح به، فقد ورد ذكر مالك رحمه الله في "نكته" ما يربو على 28 مرة؛ وهذا جردها:
"
…
قول مالك في "المدونة"
…
"؛ "وفى مذهب مالك
…
"، "
…
وهو مذهب مالك في "المدونة"؛ "
…
وهو الصحيح لقول مالك
…
"؛ "والمشهور من مذهب مالك
…
"؛ "قال مالك في كتاب الرجم من "المدونة"
…
"؛ "
…
هذا مذهب مالك وجماعة"؛ "وقال مالك في الأسير
…
"؛ "وقد اختلف قول مالك
في مسألة
…
"؛ "قال مالك
…
"؛ "
…
كما قال مالك في "المدونة"
…
"؛ "قال مالك في "المدونة"
…
"؛ "ووقع الاستحسان لمالك
…
"؛ "
…
وقال به مالك"؛ "
…
وهو مذهب مالك"؛ "
…
وهو قول مالك"؛ "
…
ولذا قال مالك"؛ "
…
عند مالك"؛ "وأجمع المالكية
…
"؛ "
…
وكذلك قال مالك"؛ "
…
ومن هذا المعنى قول مالك
…
"؛ "واستدل المالكية
…
"؛ "
…
وبه احتج المالكية"؛ "وقد سئل مالك
…
"؛ "وعلى هذا يشكل قول مالك
…
"؛ "واضطرب فيه قول مالك
…
"؛ "لكن مذهب مالك
…
"؛ "ولذلك قال مالك في كتاب الوصايا من "العتبية".
(2)
أنه لا يذكر الخلاف العالي إلا لماما، ويعتمد ذكر الخلاف النازل داخل المذهب:
- المثال الأول، قول البسيلي عند قوله تعالى:(وَأَدْنى أَلَّا تَرْتَابُوْا): "الشاهد إذا رأى خطَّه ولم يذكرِ الشهادةَ لم يؤدِّها، لِمَا دخل عليه من الرِّيبَة. وفيه ثلاثة أقوال:
(أ) قال في "المدونة": "يُؤديها ولا ينتفع"، وذلك في الدَّين والطَّلاق". قلت: وفائدةُ أدائِها، احتمالُ حكم القاضي بها، ويدلُّ على أنَّ كل مجتهدٍ مصيب.
(ب) في "كتاب محمد": لا يؤديها.
(ج) قال مُطَرِّف وابن الماجِشُون والمغيرة: "يؤدِّيها وتنفع، إذا لم يشُك في كتابه؛ وبهذا العمل".
- المثال الثاني، قول البسيلي عند قوله تعالى:(ذَاتِ حَمْل): "قولُ ابنِ عطيةَ: "العَلَقَةُ هي الدَّمُ العَبيطُ"، يعنى الطريَّ، خلافُ قولِ الفقهاءِ؛ لأنَّهُم فرَّقوا بينَ العلقةِ والدَّم المجتمع. قال ابنُ القاسم في الأَمَةِ: إذا وضَعتْ مِنْ سيدِها دماً مجتمعاً كانتْ به أمَّ ولدَ.
وقال أشهبُ: لَا، حتى تضعَ علقةً. والعلقةُ هيَ القطعةُ الملْتحمةُ التي إذا جُعلتْ في ماءٍ سخن لمْ تنقطعْ، بخلافِ الدَّم المجتمع. وعَكَس عياض في "الإكمال"، نقلَ قولِ ابنِ القاسمِ وأشهب".
وهذان المثالان -ولهما نظائر كثيرة- دالة على علو نفس البسيلي في الفقه، وهو ما هيأه لاستنباط الفوائد الحكمية، وحزّ المفصل في تبيان مقاصد آيات الأحكام، مما يظهر بالتتبع لنكته وتنبيهاته.
(3)
غلبة مؤلفات المدرسة القيروانية والأندلسية على مصادره الفقهية:
فنقوله عن الأوليين، أكثر كما يظهر بالمقارنة؛ فقد نقل من كتب الأفارقة، عن رسالة ابن أبى زيد، ونظائر أبى عمران، وتهذيب البراذعي وأسولة المازري،