الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع: عمل ابن غازي في "تكملة النكت
"
1 -
التعريف بابن غازي وذكر مصادر ترجمته:
أ - التعريف به:
"محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني المكناسي ثم الفاسي، شيخ الجماعة، العلامة الحافظ الحجة المحقق، خاتمة علماء المغرب وآخر محققيهم. قال في "الروض الهتون": العثماني نسبة لأبي عثمان، قبيلة من كتامة، نشأتُ بمكناسةَ وقرأتُ بها ثم رحلتُ لفاس لطلب العلم سنة ثمان وخمسين ظنّاً، وأقمت بها زمنا، ولقيت بها جماعة من الأشياخ، ثم عدت لمكناسة زمانا ثم رحلت لفاس مستوطنا، اهـ.
وقال تلميذه عبد الواحد الونشريسي: شيخنا الإمام العالم الأثير السيد. كان إماما مقرئا مجودا، صدرا في القراءات، متقنا فيها عارفا بوجوهها وعللها، طيِّبَ النعمة قائما بعلم التفسير والفقه والعربية، متقدما في الحديث حافظا له واقفا على رجاله وطبقاتهم ضابطا لذلك، معتنيا به، ذاكرا السير والمغازي والتواريخ والأدب. فاق في كلِّه أهلَ وقته. ولد بمكناسة وأخذ العلم بها وبفاس عن الأستاذ النيجي والقَوْري وغيرهما. أنفذ عمره في طلب العلم ونشره وتقييده وألَّف في القراءة والحديث والفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرهما تآليف نبيلة. وخطب بمكناسة ثم بفاس الجديد ثم بالقرويين. وليس في عصره أخطب منه. يُسمِع في كل شهر رمضان صحيح البخاري. وتخرج به عامة طلبة فاس وغيرها. ورحل إليه الناس وتنافسوا فيه.
كان عذب المنطق حسن الإيراد والتقرير فصيح اللسان عارفا بصنعة التدريس ممتع المجلس، جميل الصحبة، سري الهمة، نقي الشَّيبة حسن الأخلاق والهيبة، عذب الفكاهة، معظما عند الخاصة والعامة. مجالس إقرائه في غاية الاحتفال. وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين، لم يزل يحرض الناس في خطبه ومجالس تدريسه على الجهاد والاعتناء به. وحضر بنفسه مواقف عديدة ورابط مرات. وخرج آخر عمره لقصر كتامة للحراسة فمرض ورجع لفاس، فتوفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع عشرة. وكثر الناس في جنازته وحضرها السلطان فمن دونه، وتبعه ثناء حسن، وعظم التأسف عليه، اهـ.
قلت: وممن أخذ عنه بوعبد الله بن العباس والدقون وعلي بن هارون وغيرهم. ألف "شفاء الغليل في حل مقفل خليل"، بين فيه مواضع مشكلة منه، ونبه على ما سها فيه بهرام، من أحسن حواشيه، عم نفعه مشرقا ومغربا. و "تكميل التقييد وتحليل التعقيد" على المدونة، كمل به تقييد أبي الحسن الزرويلي مع حل عقائد ابن عرفة، في ثلاثة أسفار، ويذكر أن بعض معاصريه كان يقول: أما التكميل فكمله، وأما التعقيد فما حلله. و "حاشية لطيفة على الألفية"، نبه فيها على مواضع من كلام المرادي مع نقل بعض تحقيقات الإمام الشاطبي ونكته. و "منية الحساب"، في الحساب، بديع النظم، وشرحها "بغية الطلاب"، في سفر. و "ذيل الخزرجية" في العروض. و "نظم
مشكلات الرسالة". و "حاشية لطيفة في أربع كراريس على البخاري"، و "إنشاد الشريد في ضوال القصيد"، على الشاطبية. و "فهرسة شيوخه". و "الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون". و "المطلب الكلي في محادثة الإمام القلي". و "المسائل الحسان المرفوعة لحبر فاس وتلمسان"، و "الجامع المستوفي بجداول الحوفي".
"نظم مراحل الحال" و "شرحه". واستنبط من حديث "أبا عمير، ما فعل النغير؟ " مائتي فائدة، وترجمها في ورقتين.
قال الشيخ أحمد المنجور: ولد عام أحد وأربعين وثمانمائة".
ب - مصادر ترجمته:
- الروض العاطر الأنفاس في أخبار الصالحين من أهل فاس، المنسوب للشراط محمد بن محمد بن محمد بن طاهر بن عيشون الفاسي (ت 1109 هـ): ن خ ع في 525؛ 1246؛ 1419؛ ن خ ع ك 2401.
- طبقات المالكية (ن خ ع د 3928: 456 - 457).
- قصيدة تعزية مطولة في محمد بن أحمد بن غازي، لأحمد المدعوّ بشقرون بن أبي جمعة الوهراني (ت 917 هـ): دار الكتب الناصرية، ضمن مجموع (يَب).
- إجازة ابن غازي لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن المعافري الوقاد المكناسي، مؤرخة بعام 891 هـ: شريط مصورات جائزة الحسن الثاني، سنة 1974، في قطاع إقليم بني ملال.
- دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر لابن عسكر الحسني الشفشاوني: 46 - 47.
- كفاية المحتاج: 2/ 217 - 218؛ رت: 622.
- نيل الابتهاج: 359.
- درة الحجال: 1/ 224.
- الموسوعة المغربية: 2/ 73 - 74.
- شجرة النور الزكية: 1/ 276.
- إتحاف أعلام الناس: 4/ 2.
- مقدمة تحقيق "التعلل برسوم الإسناد"(7 - 17).
- صلة الخلف بموصول السلف: 21؛ ومواضع متفرقة.
- تاريخ الشرفاء لبروفنصال:224.
- المصادر العربية لتاريخ المغرب: 1/ 120؛ 1/ 122؛ 1/ 124.
- فهرست المنجور: 17.
- الفكر السامي: 2 /ق 4: 314 - 315؛ رت: 701.
- سلوة الأنفاس: 2/ 73 - 74.
- معلمة الفقه المالكي: 91 - 92.
- حلقة ابن غازي من "ذكريات مشاهير رجال المغرب".
2 -
عمله في اختصار التكملة:
صدّر ابن غازي تكملته بقوله: "
…
استخرت الله تعالى في تكميله بذكر عيون نكت انتقيتها من "التقييد الكبير"، وجعلت علامة ع للإمام ابن عرفة". فعمله إذن تكملة وانتقاء، وقد غلب على اختياره انتقاء النكت التي ترتبط بأنظار فقهية أو عقدية لأعلام في الفتوى والفقه، أو حتى بعض نظراتهم في التفسير، فنقل بعضا من ذلك عن ابن سلامة وابن الحباب وأبي العباس ابن حيدرة وابن عبد السلام
وابن الجوزي، وساق بعضا من المساجلات كتلك الواقعة بين المازري وشيخه عبد الحميد.
ولم يُخْلِ نكتَه من تنبيهات نحوية أو تعقبات لأقوال تفسيرية، وهي في مجملها تنم عن ذوق رفيع في الانتقاء، وفهم عميق لمحمولات النصوص.
إلا أن نسخة التكملة تطرح إشكالا بارزا؛ لأنها تخالف خواتيم كل أصول "التقييد الكبير"، فالأصل الذي انتقى منه ابن غازي، يتفق مع كل الأصول في بعض النكت، ويخالفها في الأخرى، وتوجد به نكت توجد في نسخة من التقييد الكبير ولا توجد في أخرى، وقد يأتي بنكتة لا وجود لها ألبتة في نسخ تقييد البسيلي، فيما هي واردة عند الأبي، فهي خليط من تقييد الأبي والبسيلي وتقييد آخر لم نتمكن من معرفته.