الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو الدرداء: من لم يكن غنيًا عن الدنيا فلا دنيا له (1).
وقال الحسن رحمه الله يصف الدنيا: نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن، ذلك أنه عمل قليلاً وأخذ زادًا منها إلى الجنة، وبئست الدار كانت للكافر والمنافق، وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده منها إلى النار (2).
يا من تمتع بالدنيا وبهجتها
…
ولا تنام عن اللذات عيناه
أفنيت عمرك فيما لست تدركه
…
تقول لله ماذا حين تلقاه (3)
وحال المؤمن في هذه الدنيا حال عسيرة .. فهو في جهاد ومجاهدة وصبر ومصابرة.
قال الحسن: المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئًا حتى يلقى الله عز وجل (4).
أخي المسلم: هذه الدنيا
فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها
…
وإن تجتذبها نازعتك كلابها (5)
قال ابن مسعود: ما أحد أصبح في الدنيا إلا وهو ضيف، وماله عارية، والضيف مرتحل، والعارية مردودة.
وما هذه الأيام إلا مراحل
…
يحث بها داع إلى الموت قاصد
(1) حلية الأولياء: 1/ 210.
(2)
جامع العلوم والحكم: 360.
(3)
الزهد للبيهقي 282.
(4)
جامع العلوم والحكم: 269.
(5)
شذرات الذهب: 2/ 10.
منازل تطوى والمسافر قاعد
وأعجب شيء لو تأملت أنها
نداء أخي الكريم من أبي حازم سلمة بن دينار: إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير (1).
فإن يوم القيامة يوم الجزاء والحساب .. هناك عندما تشرق شمس الآخرة حساب بلا عمل، وهنا حيث شمس الدنيا عمل بلا حساب .. فلنكثر من العمل قبل انقطاعه ونستفيد من الأمر قبل انقضائه .. ونستعد للحساب قبل سؤاله.
إنما الدنيا وإن سرت
…
قليل من قليل
ليس تعدو أن تبدي
…
لك في زي جميل
ثم ترميك من المأ
…
من بالخطب الجليل
إنما العيش جوار الله
…
في ظل ظليل (2)
وحال السلف في هذه الدنيا خير حال .. فلم ينظروا إلى زخرفها ومتعها ودورها وقصورها .. فهذا عمر بن الخطاب يعتلي المنبر، ويخطب في الناس، وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتا عشرة رقعة.
الخليفة الثاني هذا هو على المنبر .. لو تمزق ثوب أحدنا لما ذهب إلى المسجد وتخلف عن صلاة الجماعة .. بل الكثير يترك
(1) حلية الأولياء: 3/ 242.
(2)
حلية الأولياء: 10/ 217.