الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدنيا -أخي- بزينتها ومراكبها .. بقصورها ودورها .. إنما هي:
أحلام نوم أو كظل زائل
…
إن اللبيب بمثلها لا يخدع (1)
ويا أخي الحبيب:
عجبًا لأمنك والحياة قصيرة
…
وبفقد إلفٍ لا تزال تروع (2)
حال من سبقنا مقارنة بحالنا اليوم .. بون شاسع .. وفرق واضح.
هذا محمد بن الفضل يقول: ما خطوت أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل وما نظرت أربعين سنة في شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل وما أمليت على ملكي ثلاثين سنة شيئًا، ولو فعلت ذلك لاستحييت منهما (3).
أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء
؟ !
ها هي الدنيا تساق بخطامها وزمامها .. بحملها وركابها .. ولكن ماذا فعلوا؟ !
عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة. فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام، قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.
(1) الإحياء: 3/ 228.
(2)
التبصرة: 1/ 52.
(3)
صفوة الصفوة: 4/ 165.