المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الآخرة فلا دنيا له ولا آخرة (1).   ‌ ‌‌ ‌أخي الحبيب: وأنت تسير - الدنيا ظل زائل

[عبد الملك بن قاسم]

الفصل: الآخرة فلا دنيا له ولا آخرة (1).   ‌ ‌‌ ‌أخي الحبيب: وأنت تسير

الآخرة فلا دنيا له ولا آخرة (1).

‌‌

‌أخي الحبيب:

وأنت تسير في هذه الدنيا .. هناك يوم سيتوقف بك المسير وتحط بك القافلة ولكن:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ولاقيت من بعد الموت قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله

وأنك لم ترصد كما كان أرصدا (2)

أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟ !

عن حفص الجعفي قال: ورث داود الطائي من أمه أربعمائة درهم، فمكث يتقوت بها ثلاثين عاما، فلما نفدت جعل ينقض سقوف الدويرة يبيعها (3).

وقال عمر بن أيوب: قال أبو الشعثاء (جابر بن زيد): يا عمر، ما أملك من الدنيا إلا حمارًا (4).

سهل عليه الحساب وخف به المسير .. ونحن ماذا نملك .. وماذا نأمل؟ !

‌أخي المسلم:

عجبًا لمن يعرف أن الموت حق، كيف يفرح؟ وعجبًا لمن يعرف أن النار حق، كيف يضحك؟ وعجبًا لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها، كيف يطمئن إليها؟ وعجبًا لمن يعلم أن القدر حق، كيف

(1) حلية الأولياء: 2/ 144.

(2)

عقود اللؤلؤ: 31.

(3)

السير: 7/ 424.

(4)

حلية الأولياء: 3/ 89.

ص: 63