الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحال الكثير اليوم: جمع ما لا يأكل، وبني ما لا يسكن .. وحتى إن أكل وسكن سنوات معدودة وأزمنة محدودة.
قال أبو حازم: إن عوفينا من شر ما أعطينا؛ لم يضرنا فقد ما زوي عنا (1).
هي القناعة لا تبغي بها بديلاً
…
فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
…
هل راح منها بغير القطن والكفن (2)
قال أبو محرز الطفاوي: شكوت إلى جارية لنا ضيق الكسب عليَّ وأنا شاب، فقالت لي: يا بني استعن بعز القناعة عن ذل المطالب. فكثيرًا ما رأيت القليل عاد سليمًا، قال أبو محرز: ما زلت أعرف بركة كلامها في قنوعي.
أخي الحبيب:
كل من لاقيت يشكو دهره
…
ليت شعري هذه الدنيا لمن؟ ! (3)
هل رأيت أخي غير ذلك؟ ! ولكن القناعة: مكسب وعز، والنفس خير مركب ..
وقد قال شعيب بن حرب: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل، ومن تهيأ للذل، أطلق عنانه، ولم يمسك بلجامه .. يتساوى لديه: الحلال والحرام، والرد والصد .. يجري خلف المادة، ويلهث وراء الدنيا .. وكان أبو حازم يرى هذا الجري وذاك اللهث، فقال: لوددت أن
(1) أدب الدنيا والدين: 121.
(2)
التذكرة: 11.
(3)
موارد الظمآن: 2/ 71.