الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي وعدته.
ثم يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا.
روينا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ــ
بالشفاعة وزعم الواحدي إجماع المفسرين عليه قال في القول البديع وعلى تقدير صحة الأقوال فلا تنافي بينها لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة فإذا جلس أعطاه الله اللواء وشهد بالإجابة ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور وأن الإجلاس هي المنزلة المعبر عنها بالوسيلة والفضيلة وقد ورد في صحيح ابن حبان يبعث الله الناس فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود وقال شيخنا ويظهر أن المراد بالقول المذكور هو الثناء الذي يقدمه بين يدي الشفاعة وإن المقام المحمود هو مجموع ما يحصل له في تلك الحالة اهـ.
فإن قلت ما الحكمة في سؤال ذلك مع كونه واجب التحقق إذ عسى في الآية للتحقق.
قلت إظهار شرفه وعظيم منزلته. قوله: (الذِي وَعَدْته) منصوب المحل صفة لمقام محمود إن قلنا إن المقام المحمود صار علمًا لذلك المقام وإن كان على صورة النكرة وظاهر أن المراد منه أنه وضع لذلك لا أنه صار علمًا بالغلبة لأن العلم بالغلبة لا يكون إلأفي المعرف بال أو المضاف إليه وما هنا ليس منهما أو بدل أو نصب على المدح بتقدير أعني أو خبر مبتدأ محذوف وعلى رواية المقام المحمود لا إشكال ويكون صفة ولا يجوز أن يكون صفة للنكرة باقيًا على نكارته والمراد وعدته أي بقولك {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وأطلق عليه الوعد لأن عسى من الله واقع كما صح عن
ابن عيينة وغيره وزاد البيهقي في رواية على ما ذكر إنك لا تخلف الميعاد وأما زيادة بعضهم يا أرحم الراحمين فردوها بأنه لا وجود لها في كتب الحديث.
فائدة
روى الطبراني حديث إذا قال الرجل حين يؤذن المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدًا سؤله يوم القيامة نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤخذ منه استحباب ذلك وإن كان الأول أصح وظاهره أنه يقول الذكر المذكور حال الأذان ولا يتقيد بفراغه لكن يحتمل أن يكون المراد من الأذان تمامه إذ المطلق يحمل على الكامل ثم سؤله بضم السين المهملة وإسكان الهمزة معناه حاجته والسؤال والسؤلة مسألة الإنسان من حاجته والمراد به الشفاعة
"إذا سَمِعْتُمُ النداءَ
ــ
العظمى والدرجة العليا مما أعده الله لنبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم وروى ابن السني إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك وأتمم علينا نعمتك من فضلك واجعلنا من عبادك الصالحين قال في الإيعاب فينبغي ندب ذلك وإن لم يذكروه وقد ذكر في الحصن أذكارًا أخر تقال عند إجابة المؤذن وينبغي ندب جميع ذلك هنا كما تقدم نظيره عن الإيعاب.
فائدة أخرى
أفتى البلقيني فيمن وافق فراغ وضوئه فراغ الأذان قال وحسن أن يأتي بشهادتي الوضوء ثم دعاء الأذان لتعلقه بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم بالدعاء لنفسه وهذه الفائدة تقدم ذكرها فيما يقال بعد الوضوء وأعيدت هنا لمناسبتها بهذا الباب أيضًا. قوله: (إِذَا سَمِعْتُم الندَاءَ) أي الشامل للأذان والإقامة وظاهر قوله سمعتم اختصاص الإجابة بمن سمع المؤذن فوق المنارة مثلًاوعلم أنه يؤذن فلا يشرع له المتابعة قاله المصنف في شرح المهذب قيل وفيه بحث لجواز أن يكون التقييد بالسماع لكونه خرج مخرج الغالب لا مفهوم له قال ابن العماد ولأنهم عللوا استحباب وضع المؤذن أصبعيه في صماخيه بأن الأصم يستدل على كونه يؤذن وقضية ندب الإجابة له لأنه مدعو فليجب بالقول كالفعل واعترض بأنه ليس في محله وليس قضية علتهم هذه كما لا يخفى ولا يلزم من ندب ذلك حتى يجيب بالفعل أنه يجيب بالقول سيما والإجابة متعلقة بالسماع كما دل عليه الحديث قال الزركشي وغيره لو سمع البعض أجاب فيه وفيما لا يسمعه تبعًا وعليه فهل يبتدئ من أوله أو يجيب عما سمع ثم يقضي ما فات فيه تردد ويتجه ترجيح الثاني لأن الأولى أن لا يشتغل بغير إجابة ما سمعه وفي شرح المشكاة لابن حجر يسن لسامع الأذان والإقامة المشروعين وإن سمع صوتًا لا يفهمه إجابتهما اهـ. لكن في شرحه على المنهاج ويسن لسامعه كالإقامة بأن يفسر اللفظ وإلا لم يعتد بسماعه وهو مخالف للأول وعلى الأخير المعول إذ ذلك السماع كلا سماع ولذا يقرأ المأموم إذا كان يسمع قراءة الإمام كذلك والله أعلم وظاهر الحديث أيضًا أن الإجابة لا تختص بالمؤذن الأول حتى يجيب من أذن ثانيًا وفيه خلاف حكاه الطحاوي وغيره وقال المصنف في شرح المهذب لا نص فيه لأصحابنا والمختار أنه يختص بالأول
فقُولوا مِثْلَ ما يقُولُ المُؤذّنُ"
ــ
لأن الأمر لا يفيد التكرار وأما أصل الفضيلة والثواب في المتابعة فلا يختص اهـ. وقال ابن عبد السلام إن أذنوا معًا كفت إجابة واحدة أو مرتبًا فالظاهر ندب إجابة الكل والأول آكد وفي إيجاز الرافعي خطر لي أنه إذا سمع المؤذن الأول وأجابه وصلى في جماعة لا يجيب ثانيًا لأنه غير مدعو بهذا الأذان قال الأسنوي وهو حسن إلا أن استحباب الجماعة لمن صلى في جماعة يخدشه فالمختار الأول وقال الجلال البلقيني ما قاله الرافعي اختيار له والفتوى على الأول لأن أل في النداء في الحديث للجنس فاختيار الزركشي وغيره ما قاله الرافعي ضعيف ويوجه ما قاله الأسنوي من الخدش بأن قياس طلب الجماعة ثانيًا يقتضي ندب الإجابة ثانيًا لأنه مدعو بالثاني من حيث أنه يندب له الاعادة معهم ولا ينافيه ما مر من عدم ندب الأذان للمعادة كما لا يخفى لأن محله فيمن أراد أن يؤذن لها قصدًا وما هنا فيمن أراد أن يؤذن لجماعة غير معادة فيسن لمن سمعه إجابته لأنه مقتد به حتى بالنسبة إليه لكن تبعًا لا استقلالًا اهـ. وقضية كلام الأسنوي أنه لا يجاب الأذان الثالث إذا أعاد الصلاة مع الثاني لأنه غير مدعو إلى هذه الجماعة لأن الأصح إن الإعادة لا تزاد على مرة والله أعلم.
قوله: (فَقولُوا مثلَ مَا يقولُ المؤَذّنُ) قال المصنف هذا عام مخصوص بحديث عمر أنه يقول في الحيعلتين لا حول ولا قوة إلَّا بالله اهـ. وفي البدر المنير حديث عمر يبين إطلاق حديث أبي سعيد وفي الأحكام للقلقشندي قال الحنابلة بقضية هذا الحديث أي أنه يجيب في الجميع بلفظ المؤذن ومشهور مذهب مالك أنه يحكيه إلى آخر الشهادتين لأنه ذكر وما بعده بعضه ليس بذكر وبعضه تكرار لما سبق ويحكي الشهادتين مرة واحدة وذهب الشافعي والجمهور إلى أن السامع يبدل الحيعلة بالحوقلة لحديث معاوية المخرج في البخاري وحديث عمر المخرج في مسلم ففيهما ذلك صريحًا فيخص بهما عموم هذا الحديث ونحوه اهـ. وحكى ابن عبد البر في التمهيد عن بعضهم أنه يجيب الشهادتين ثم يجيب الحيعلتين بالحوقلتين على حسب ما يأتي بهما المؤذن ثم لا يزيد على ذلك وليس عليه أن يختم الأذان وعن آخرين إنما يقول مثل ما يقول المؤذن في التشهد دون التكبير وسائر الأذان أخذًا من حديث سعد بن أبي وقاص الآتي ثم ظاهر هذا الحديث كما قال ابن سيد الناس أن يقول مثل ما يقول المؤذن عقب فراغ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المؤذن لكن الأحاديث المتضمنة للإجابة على أن المراد المساوقة اهـ. وقال الكرماني إنما قال مثل ما يقول ولم يقل مثل ما قال ليشعر بأنه يجيب بعد كل كلمة بمثل كلمتها اهـ. ويدل له حديث عمر الآتي وحديث النسائي وغيره من حديث أم حبيبة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت وقال الشافعية يستحب التتابع عقب كل كلمة أي بحيث لا يقارن ولا يتأخر للحديث المذكور أي إذا سمعتم كل كلمة منها فقولوا مثلها وظاهر قول المصنف في المجموع ولا يقارنه إن المقارنة خلاف الأولى أو مكروهة وقال ابن العماد الموافق للمنقول إن المقارنة لا تحصل السنة للتعقيب المصرح به في الخبر وتقرر في باب الجماعة أن مقارنة المأموم في أفعاله مانعة من حصول فضل الجماعة لخبر وإذا ركع فاركعوا وهذا مثله وبل أولى إذ هو جواب وهو لا يسمى جوابًا إلا إذا تأخر ولك أن تقول الفاء التي للتعقيب هي العاطفة أما التي هنا فللربط فقط لأنها وقعت جواب الشرط فعليه لا يقتضي تأخر الجواب إلا على القول بتقدم الشرط على الجزاء
وقال قوم إن الجزاء مع الشرط ثم رأيت ابن العز الحجازي أشار إلى ذلك في خبر الصحيحين وإذا ركع فاركعوا وبحث الأسنوي في الاعتداد بالإجابة وإن ابتدأ مع ابتداء المؤذن أو بعده سواء فرغ المؤذن قبله من تلك الكلمة أم فرغا معًا بخلاف ما لو أتى ببعض الألفاظ قبل ابتداء المؤذن بها فإنه لا يعتد به قطعًا واستدل له بخبر أبي سعيد المذكور قبل والاستدلال له به عجب إذ هو نص في الرد كما هو أوضح عند من تأمل قوله فقولوا المرتب على السماع الصادق بسماع كل كلمة ثم الإجابة عقبها وسماع الكل ثم الإجابة عقبه وكل من الأمرين مناف لما قاله الأسنوي وحينئذٍ فهذا الخبر موافق لخبر عمر الآتي المعين لأحد ذينك الاحتمالين لكن باعتبار الأفضلية دون أصل السنة لحصولها وإن تأخرت الإجابة عن سماع كل الأذان هذا.
وأخذ ابن دقيق العيد من قوله مثل ما يقول إن لفظ المثل لا يقتضي المساواة من كل وجه إذ لم يرد مماثلة المؤذن في كل أوصافه حتى رفع الصوت وتعقبه في فتح الباري بأن المماثلة وقعت في القول لا في صفته والفرق بين المؤذن والمجيب في ذلك أن مقصود المؤذن الإعلام فاحتاج إلى رفع الصوت ومقصود المجيب ذكر الله وهو حاصل مع عدم رفع الصوت لكن لا يكفيه إجراؤه على الخاطر اهـ. وقيل ظاهر الخبر وجوب الإجابة قال ابن قدامة الحنبلي ولا أعلم أحدًا قال به قال القلقشندي حكى الطحاوي
رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سَمِعْتُمُ المُؤذّنَ فقُولوا مِثلَ مَا يَقُولُ، ثم صَلُّوا عَلي،
ــ
والخطابي والقاضي عياض الوجوب عن بعض السلف قيل والصارف عن الوجوب ما وقع في الحديث الآخر ثم صلوا علي ثم سلوا لي الوسيلة وهما مستحبان وتعقب بأن هذا من دلالة الاقتران اهـ، وظاهر عموم الحديث أن المصلي يطلب منه إجابة الأذان وسيأتي تفصيله.
قوله: (رَوَاه البُخاري ومُسلم) وكذا رواه أصحاب السنن الأربعة كذا في الحصين وشرح العمدة للقلقشندي وزاد ومالك وأحمد وابن حبان والطبراني والإسماعيلي وأبو عوانة وابن السني والدارقطني في السنن وأبو نعيم والبيهقي وغيرهم كلهم من حديث أبي سعيد زاد الحافظ في تخريجه وأخرجه أحمد وأشار الحافظ إلى اختلاف على الزهري في الحديث فقال قال الترمذي روى معمر وغير واحد عن الزهري هكذا أي عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة والصحيح رواية مالك ومن تابعه أي كمعمر فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه رواية معمر ومالك عن الزهري ورواية الغير لعله يريد ابن جريج فقد أخرجه أبو عوانة من روايته عن الزهري وكذا رواه عبد الله بن وهب أخرجه أبو عوانة أيضًا ورواية عبد الرحمن بن إسحاق التي أشار إليها الترمذي أخرجها النسائي وابن ماجة من روايته وحكم أحمد بن صالح وأبو حاتم والدارقطني عليها بالشذوذ وحكى الدارقطني في غرائب مالك أن بعضهم روى الحديث عن مالك فقال عن الزهري عن أنس وأوردها أبو نعيم في الحلية في ترجمة مالك وخطأها هو والدارقطني وذكر الحافظ فيه اختلافًا آخر فقال ومعظم من رواه ذكره بصيغة الأمر وأغرب زيد بن حبان فذكره بلفظ كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عنه اهـ.
قوله: (إِذَا سَمعتُمُ المُؤَذّنَ) على حذف مضاف أي أذان المؤذن ولكونه مقدرًا اقتصر على
المفعول وإلا فسمع إذا دخل على غير مسموع تعين أن يؤتى بجملة اختلف فيها فقيل مفعول ثانٍ ليسمع بناء على أنه متعد لاثنين والصحيح أن الجملة حال إن كان المفعول معرفة ووصف إن كان نكرة. قوله: (ثُمَّ صَلُوا عَليّ) قضية الإتيان بثم فيه وفيما بعده اعتبار الترتيب في حصول السنية وهو كذلك
فإنَّهُ مَنْ صَلى عَلي صَلاةَ صَلى اللهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرًا، ثم سَلُوا اللهَ لِيَ
ــ
كما تقدم. قوله: (فإِنهُ مَنْ صلى عَليَّ صَلاةً صلى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا) استشكل بأن هذا الثواب غير مختص بالصلاة عقب الإجابة إذ كل من فعل حسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] فجعل كل حسنة مضاعفة بعشر أمثالها والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من جملة المضاعف إلى ما ذكر فما فائدة ما ذكر في الحديث.
وأجيب بأن فيه فائدة أي فائدة فإن القرآن إنما اقتضى إن من جاء بالحسنة تضاعف له عشرًا فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اقتضى القرآن أن يعطي بها عشر درجات في الجنة واقتضى الحديث الإخبار بأنه سبحانه وتعالى كما لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره كما في الحديث القدسي إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه كذلك جعل جزاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره تعالى له وهذا كما قال ابن العماد في كشف الأسرار إنما يكون إذا قصد بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم التحية والطاعة والقرب أما إذا اتخذها عادة كالبياع الذي يقولها على معاشه فإنه لا يثاب عليها لأنه يقولها للتعجب من حسن بضاعته تنفيقًا لها بل حكى الحليمي في المنهاج أنه يكفر بذلك اهـ، وسيأتي لهذا المقام مزيد في الربع الأخير في باب التسبيح والتهليل عند التعجب في شرح مسلم للأبي نقل القاضي عياض عن بعض شيوخه أنه كان يرى اختصاص ذلك بمن قاله مخلصًا مستحضرًا جلال النبي صلى الله عليه وسلم أما من قصد بذلك مجرد الثواب ونحوه فلا وفيه نظر اهـ. وقال الحافظ ابن حجر أنه تحكم غير مرضي اهـ. ولو أخرج الغافل والساهي لكان أشبه ثم ما في هذا الخبر من كون جزاء من صلى عليه صلى الله عليه وسلم عشرًا أقل ما ورد فيه، وورد في خبر آخر بسند ضعيف من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها سبعين فليستكثر أحدكم أو ليقل وسيأتي من الأخبار جملة صالحة إن شاء الله تعالى في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال صاحب اللواء المعلم صريح كلام الأصحاب قاطبة هنا يقتضي الاقتصار على الصلاة دون السلام للحديث المذكور فإنه ليس فيه إلَّا الصلاة لكن جزم النووي في أذكاره باستحبابه أيضًا من غير ذكر دليل على ذلك فإنه استدل بالحديث المذكور وليس
الوَسِيلَةَ، فإنها مَنزِلةٌ في الجَنّةِ
ــ
فيه إلا ذكر الصلاة فكأنه أخذ من القول بكراهة الإفراد وقد تبعه الأردبيلي في أنواره فجزم باستحباب السلام لكن النووي اقتصر في سائر كتبه على السلام فقط اهـ، وأشار إلى تناقض وقع للمصنف والظاهر لا أنه لا تناقض لأن قوله في المنهاج كغيره ولكل أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يعني مع السلام لأنه نص على الكراهة في أذكاره وأيضًا فإطلاق الصلاة على هذا يستلزم السلام كاستلزام إطلاق سورة الحمد على الفاتحة مع البسملة كما هو مقرر فلا تناقض. قوله:(الْوَسِيلَةَ) قال اللغويون هي ما يتقرب به إلى الملك والكبير وتطلق على المنزلة العلية كما صرح به قوله في الحديث فإنها منزلة في الجنة ويمكن ردها إلى الأول بأن الواصل إلى تلك المنزلة قريب من الله فتكون كالقربة التي يتوسل بها وقال المصنف قال أهل اللغة الوسيلة منزلة عند الملك وقال هي أن تكون عند الله بمنزلة الوزير عند الملك لا يخرج لأحد رزق ولا منزلة إلّا
على يديه وبواسطته.
قلت وما أحسن قول بعض العارفين:
وأنت باب الله أي امرئ
…
أتاه من غيرك لا يدخل
واختلف المفسرون في المراد بالوسيلة في قوله تعالى {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] فقيل القربة وحكي عن ابن عباس ومجاهد وآخرين قال عطاء تقربوا إليه بما يرضيه واختاره الواحدي والبغوي والكشاف فقال الوسيلة كل ما يتوسل به أي يتقرب من قراءة أو صنيعة ومن هذا القول التوسل إلى الله تعالى بنبيه وقيل المحبة أي تحببوا إليه تعالى حكاه الماوردي وأبو الفرج عن أبي زيد وهو راجع إلى معنى الأول قال السيوطي نقلًا عن القرطبي في قوله ثم سلوا لي الوسيلة أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يوحى إليه أنه صاحبها ثم أخبر بذلك ومع ذلك فلا بد من الدعاء بها فإن الله تعالى يزيده بكثرة دعاء أمته رفعة كما زاده بصلاتهم ثم أنه يرجع ذلك عليهم بنيل الأجور ووجوب شفاعته اهـ، وفيه نظر لأن في الخبر أنه يرجو ذلك ورجاؤه لا يخيب كما في القول البديع فالأولى أن سبب سؤال ذلك مع كونه حاصلًا له التواضع والخضوع لربه وأداء حق مقام السؤال مع ما في ذلك من الثواب العائد إلى الداعي له بذلك من أمته والله أعلم ثم رأيت في كلام بعض المحققين ما يشهد لما قلته وهو. قوله: فائدة ذلك إعلامنا بأن الله لا يجب عليه أن يفعل شيئًا لأحد من خلقه دان له أن يفعل
لا تَنْبَغي إلا لِعَبْدِ مِنْ عِبادِ اللهِ وأرجُو أن أكُونَ أنا هوَ، فَمَنْ سأل لِيَ الوَسِيلة حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"
ــ
بمن شاء ما شاء وإن جلمت مرتبته ففي ذلك أعظم إظهار تواضعه وخوفه المقتفي لمزيد رفعته وعلوه ففيه فائدة عائدة عليه صلى الله عليه وسلم وعلينا وقد غفل من لم يمعن النظر في هذا المقام عما ذكرته فأجاب بانحصار فائدة ذلك لنا بامتثال ما أمرنا به في حقه الشريف اهـ، وهو في غاية الحسن. قوله:(لَا تَنْبَغِي إِلَّا لعبد إلِى إلخ) أي يختص بها دون غيره. قوله: (وَأَرْجُو أَنْ أَكونَ أَنَا هُوَ) قال الأبي في شرح مسلم قيل أنا تأكيد للضمير المستتر في أكون وهو خبر وضع موضع إياه ويحتمل أن يكون أنا مبتدأ وهو خبر والجملة خبر أكون ويمكن أن يقال أن "هو" وضع موضع اسم الإشارة أي أكون أنا ذلك العبد كقوله:
فيها سواد من خطوط وبلق
…
كأنه في الجلد توليع البهق
قيل لقائله إن أردت المخطوط فقل كأنها وإن أردت السواد والبلق فقل كأنهما فقال أردت كأن ذلك اهـ، ثم ذكر لفظ الرجاء مع أن ذلك له قطعًا أدبًا وإرشادًا وتعليمًا للأمة وتذكيرًا بالخوف وتفويضًا إليه تعالى بحسب مشيئته ليكون، ليكون الطالب للشيء بين الخوف والرجاء وسيأتي في كتاب المدح أن الرجاء من الله تعالى ومن نبيه صلى الله عليه وسلم واقع. قوله:(حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) أي وجبت كما في عدة روايات منها رواية الطحاوي، أو نزلت عليه فعلى الأولى يكون مضارعه يحل بكسر الحاء وعلى الأخير بضمها ولا يجوز أن يكون حلت من الحل لأنها لم تكن قبل ذلك محرمة واللام بمعنى على ويؤيده رواية لمسلم حلت عليه شفاعتي ثم رواية مسلم هذه كرواية البخاري الآتية خالية عن الإشكال ووقع في رواية النسائي والترمذي إلا حلت له شفاعتي بزيادة إلا وهو مشكل لأن جزاء الشرط لا يقترن بإلا
وأول بان حمل على معنى لا يسأل ذلك أحد إلا وجبت له شفاعتي ثم معنى وجبت له الشفاعة أنها ثابتة لا بد منها بالوعد الصادق وفي الخبر بشرى عظيمة لقائل ذلك أنه يموت على الإسلام إذ لا تجب شفاعته صلى الله عليه وسلم إلا لمن مات كذلك وشفاعته صلى الله عليه وسلم لا تختص بالمذنبين بل تكون برفع الدرجات أو تضعيف الحسنات أو بالكرامة بإيوائه إلى ظل العرش أو كونه في برزخ أو على منابر والإسراع بهم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
إلى الجنة وغير ذلك من خصوص الكرامات الواردة لبعض دون بعض وقوله له أي يخص بشفاعة ليست بغيره أو تفرد شفاعته مما يحصل لغيره تشريفًا له وإن دخوله في الشفاعة لا بد منه وقد رأيت أذكر معنى الشفاعة وأقسامها في هذا المكان تتميمًا للفائدة فأقول ذكر الغزالي في معنى الشفاعة وسببها كلامًا نفيسًا حاصله أنها نور يشرف من الحضرة الإلهية على جوهر النبوة لشدة المحبة وكثرة الذكر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومثاله نور الشمس إذا وقع على الماء فإنه ينعكس منه إلى محل مخصوص من الحائط دون جميعه وسبب الاختصاص المناسبة بينه وبين الماء في الموضع الذي أخرج منه خط إلى موضع النور حصلت منه زاوية تلي الأرض مساوية للزاوية الحاصلة من الخط الخارج من الماء إلى قرص الشمس بحيث لا يكون أوسع منها ولا أضيق ولهذا لا يمكن إلَّا في موضع مخصوص من الجدار فكما أن المناسبات الوضعية تقتضي الاختصاص بانعكاس النور فالمناسبات المعنوية العقلية تقتضي ذلك أيضًا في الجواهر المعنوية ومن استولى عليه التوحيد فقد تأكدت مناسبته مع الحضرة الإلهية وأشرق عليه النور من غير واسطة ومن استولى عليه السنن والاقتداء به صلى الله عليه وسلم ومحبته ومحبة أتباعه ولم يرسخ قدمه في ملاحظة الوحدانية لم يستحكم مناسبته إلَّا مع الواسطة فافتقر إلى الواسطة في اقتباس النور كما يفتقر الحائط الذي ليس مكشوفًا للشمس إلى واسطة الماء المكشوف للشمس وإلى مثل هذا ترجع حقيقة الشفاعة في الدنيا فالوزير الأقرب للملك يحمله على العفو عن جرم أصحابه لا لمناسبة بينهم وبين الملك بل بينهم وبين الوزير المناسب للملك ففاضت عليهم العناية بواسطة الوزير لا بواسطة أنفسهم ولو ارتفعت الواسطة لم تشملهم العناية أصلًا لأن الملك لا يعرفهم ولا يعرف اختصاصهم بالوزير إلّا بتعريفه وإظهار الرغبة في العفو عنهم فسمي لفظه في التعريف إظهارًا للرغبة شفاعة مجازًا وإنما والشفيع مكانته عند الملك واللفظ والتسمية مستغن عن التعريف ولو عرف الملك حقيقة اختصاص غلام الوزير لاستغنى عن التعريف وحصل العفو بشفاعة لا نطق فيها ولا كلام والله تعالى عالم به ولو أذن للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما هو معلوم له لكانت ألفاظهم أيضًا ألفاظ الشفعاء وإذا أراد الله تعالى أن يمثل حقيقة الشفاعة بمحال يدخل في الحس والخيال لم يكن ذلك التمثيل إلّا بألفاظ مألوفة في
رواه مسلم في "صحيحه".
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المُؤذنُ: اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ،
ــ
الشفاعة ويدل على انعكاس النور بطريق المناسبة إن جميع ما ورد من الأخبار على استحقاق الشفاعة معلق بما يتعلق به من صلاة عليه أو زيارة لقبره أو جواب مؤذن والدعاء له عقبه وغير ذلك مما يحكم علاقة المحبة والمناسبة معه صلى الله عليه وسلم اهـ. وقال الرازي الشفاعة أن يستوهب أحد لأحد شيئًا ويطلب له حاجة وأصلها من الشفع ضد الوتر كأن صاحب الحاجة كان فردا فصار الشفيع له شفعًا أي صارا زوجًا اهـ. وأما أنواع شفاعته صلى الله عليه وسلم فكثيرة حتى بلغ منها بعض المتأخرين إلى أحد وعشرين منها ما هو مختص به ومنها ما يشاركه فيه غيره من باقي الأنبياء أو
الملائكة أو العلماء فمن ذلك الشفاعة العظمى يوم القيامة لأهل الجمع ليريحهم الله مما هم فيه بفصل القضاء وهو المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون كما سبق ولمن يدخل من أمته الجنة بغير حساب ولقوم عصاة دخلوا النار بذنوبهم فيخرجون ولقوم استحقوا دخول النار فلم يدخلوها وفي قوم حبستهم الأوزار ليدخلوا الجنة ولقوم من أهل الجنة في رفع درجاتهم فيعطى كل أحد ما يناسبه ولمن مات بالمدينة الشريفة ولمن زار قبره ولمن أجاب المؤذن ولمن سأل الله له الوسيلة ولفتح باب الجنة كما رواه مسلم ولقوم من الكفار لهم سابقة خدمة عنده صلى الله عليه وسلم أو صدر منهم نوع خدمة في حقه فإنه يخفف عذابهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم والأوليان من خصائصه صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يشاركه في الرابعة والسادسة غيره من الأنبياء والعلماء والأولياء أفاده النووي في الروضة والأولى لا ينكرها أحد من فرق الأمة وكذا لا خلاف في وقوع السادسة أما الثانية فخصتها المعتزلة بمن لا تبعية عليه وأنكروا الثالثة لكن أطبق عليها أهل السنة لثبوت الأخبار الكثيرة فبادر للصلاة والسلام على النبي المختار وسؤال الوسيلة لتظفر بأنواع الشفاعة ولا تغفل عقب الأذان عن هذا المقام فبذلك تستوجب الشفاعة من سيد الأنام عليه الصلاة والسلام. قوله: (رَوَاه مُسلم فِي صحيحه) قال الحافظ بعد تخريجه حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود وقال بعد تخريجه من طريق أخرى قال فذكر بمثله إلّا أنه أتى بالواو بدل ثم في
فقال أحَدُكُمْ: اللهُ أكْبرُ اللهُ أكبرُ، ثم قال: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، قال: أشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلا اللهُ؛ ثم قال: أشْهَدُ أن مُحَمدًا رسول الله، قال: أشْهَدُ أن مُحمَّدًا رَسُولُ اللهِ ثمَّ قال: حَيَّ على الصَّلاةِ، قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله؛ ثم قال: حَي على الفَلاحِ، قال: لا حَوْلَ ولا قوّةَ إلا بالله ثم قال: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، قال: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ثم قال: لا إلهَ إلا اللهُ، قال: لا إلهَ إلا اللهُ مِنْ قَلْبِهِ
ــ
الموضعين وقال في آخره حلت عليه شفاعتي يوم القيامة ثم قال أخرجه أحمد وأبو عوانة والترمذي وابن خزيمة والبيهقي والفاكهي قال السخاوي في القول البديع ورواه مسلم والأربعة إلَّا ابن ماجة والبيهقي وابن زنجويه وغيرهم وهو عند أبي عاصم في كتابه مطول ومختصر فالمطول بنحو الذي هنا والمختصر سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو من سألها لي حلت له شفاعتي يوم القيامة ورويناه في حديث الفاكهي.
فائدة
قال الحافظ: لعبد الله بن عمرو حديث آخر أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان ولفظ أن رجلًا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه وسيأتي الحديث في الدعاء بعد الأذان. قوله: (فَقَال أَحَدُكُمُ) عطف على الشرط. قوله: (ثُم قَال حيَّ عَلَى الصَّلاةِ قال لَا حَولَ وَلاقوة إلا بالله) أربع مرات عدد الحيعلات لكن ظاهر الخبر يقتضي أن الحوقلتين مرتين وهو قوله كما تقدم بيانه والحول الاحتيال والقوة القدرة وقد سبق الكلام على ذلك وإنما سنت الإجابة بها هنا لأن في الحيعلتين دعاء إلى الصلاة وفي الحوقلة تمام التفويض والخروج عن الحول والقوة فناسب الإتيان بها ومن ثم بحث بعض المتأخرين أنها يجاب بها قول: الصلاة جامعة أو الصلاة بالتكرير أو الصلاة رحمكم الله أو الصلاة، عندما شرع له الجماعة من النفل وقوله
في الليلة المطيرة إلا صلوا في رحالكم ولم يقف عليه ابن المزجد فبحثه فقال في نظمه للإرشاد.
لنحو عيد الصلاة جامعه.
قلت وقد بحثت إن سامعه.
يقول لا حول ولا كالحيعلة.
قوله: (مِنْ قَلْبهِ) قيل الظاهر أنه متعلق بقوله لا إله إلَّا الله فقط
دَخَلَ الجَنَّةَ" رواه مسلم في "صحيحه".
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قال: "مَنْ قَال حِينَ يَسْمَعُ المُؤذّنَ: أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وأن مُحَمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بالله ربا، وبمُحَمَدٍ رَسُولا، وبالإسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لهُ ذَنْبُهُ" وفي رواية:"مَنْ قال حِينَ يَسْمَعُ المُؤذّنَ: وأنا أشهَدُ"
ــ
لا بالمجموع لكن روى النسائي وابن حبان من حديث أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادي فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال مثل ما قال هذا يقينًا دخل الجنة رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ذكره ميرك. قوله: (دَخَلَ الجنّةَ) أي مع الناجين وإلا فكل مؤمن لا بد له من دخولها وإن سبقه عذاب بحسب جرمه إذا لم يعف عنه لأنه قال ذلك بلسانه مع اعتقاده بقلبه ما دل عليه وإخلاصه فيه. قوله: (رَوَاه مُسلم فِي صحَيِحه) قال المنذري في الترغيب ورواه أبو داود والنسائي زاد الحافظ وأخرجه أبو عوانة قال وجاء عن معاوية نحو حديث عمر ثم أخرجه من طريق الدارمي عن محمد بن عمرو يعني ابن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده إن معاوية سمع الأذان قال الله أكبر الله أكبر فقال الله أكبر الله أكبر فساق ألفاظ الأذان كلها والحوقلة في جواب الحيعلتين ثم قال هكذا فعل رسول الله قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أحمد والنسائي والطحاوي وأصل الحديث في البخاري من رواية عيسى بن طلحة عن معاوية بذكر التكبير والتشهد فقط وقال في آخره قال يحيى يعني ابن أبي كثير بلغني أنه لما قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلّا بالله قال الحافظ ولعل الذي بلغ عبد الله بن علقمة أو أخوه اهـ. قوله: (رضيتُ بالله رَبًا إلخ) قال القاضي عياض إنما كان قول هذا موجبًا للمغفرة لأن الرضا بالله يستلزم المعرفة بوجوده له ويستحيل عليه ويجوز والرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم العلم بصحة رسالته وهذه الفصول علم التوحيد والرضا بالإسلام دينا التزام بجميع تكاليفه اهـ. قوله: (غُفِرَ لَهُ ذنبهُ) بالبناء للمفعول وأفاد الحافظ أن بعضهم رواه عن الليث بن سعد أحد رواته عند من ذكر فزاد
رواه مسلم في "صحيحه".
وروينا في "سنن أبي داود" عن عائشة رضي الله عنها بإسناد صحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد، قال:"وأنا وأنا".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "مَنْ قال
ــ
في آخره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال وأوضحت ذلك في كتاب الخصال المكفرة قال الحافظ ووجدت لحديث سعد هذا شاهدًا من حديث أبي هريرة، قلت وسبق ذكر لفظه في الكلام على قول الشيخ ثم يقول رضيت بالله ربًا قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه التيمي الأصبهاني في الترغيب ورجاله معروفون إلَّا واحدًا فلا يعرف اسمه ولا حاله اهـ. قوله:(رَوَاه مُسلم فِي صَحِيِحه) وهذه رواية قتيبة وفي رواية ابن رمح وأنا أشهد ذكره في السلاح قال وكذا رواه أصحاب
السنن الأربعة لكن في الترغيب للمنذري لم يقل أبو داود أو ذنوبه وقال مسلم ذنبه وزاد في الحصين ابن السني وسبق لفظ رواية البيهقي له.
قوله: (وَرَوينَا فِي سُنَنِ أَبي دَاودَ) ورواه ابن حبان والحاكم في مستدركه عن عائشة رضي الله عنها أيضًا.
قلت قال الحافظ وقال صحيح على شرطهما زاد الحافظ وأخرجه البزار وأشار الحافظ إلى اختلاف على هشام في سند الحديث فأرسله جماعة عنه ووصله حفص بن غياث وعلي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة وذكر الدارقطني في العلل الخلاف فيه ورجح إرساله وأخرجه الحافظ من طريق الطبراني عن هشام عن أبيه قال فذكره مرسلًا مثل رواية حفص أي كان إذا سمع النداء قال وأنا وأنا قال وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي معاوية ووكيع كلاهما عن هشام وكذا أرسله عبد الله بن داود عن هشام اهـ. واقتصار المصنف على عزوه لأبي داود لأن اللفظ له كما في السلاح على إن المصنف إنما يعزو التخريج لمن عدا الستة عند الحاجة لذلك بأن لم يوجد أصل ذلك فيه والله أعلم. قوله: (بإسناد صحيحٍ) قال الحافظ ذكر المصنف أن أبا داود أخرجه بإسناد صحيح وهو كما قال وإنما قلت أي بعد تخريجه حديث حسن صحيح فجمعت بين الوصفين للاختلاف في وصله وإرساله ولمجيئه من وجه آخر اهـ. قوله: (سَمِعَ المُؤذنَ يتشهد) أي يقول أشهد أن لا إله إلّا الله أشهد أن محمدًا رسول الله. قوله: (وأَنَا وأَنَا) أي قال صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد وهو معطوف
حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهُم رَب هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامةِ وَالصلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابعثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ" رواه البخاري في "صحيحه".
ــ
على قول المؤذن أشهد على تقدير العامل لا الإنسحاب أي أنا أشهد كما يشهد وجاء عند أحمد بسند معظم رواته من رواة مسلم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلّا الله يقول وأنا أشهد أن لا إله إلَّا الله إذا سمعه يقول وأشهد أن محمدًا رسول الله يقول وأنا أشهد أن محمدًا رسول الله ففي هذه الرواية إشارة إلى أن قوله في الرواية الأولى وأنا وأنا اختصار بينته هذه الرواية وإن ذلك يختص بالشهادتين كما في رواية أبي داود لا يشمل جميع ألفاظ الأذان والتكرير في أنا راجع إلى الشهادتين وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كان مكلفًا بأن يشهد على رسالته كسائر أمته اهـ. قيل ويمكن أن يكون التكرير للتأكيد ويرده مع كونه خلاف الأصل أنه يحتاج لتقدير الشهادة الثانية والله أعلم. وفي حديث معاوية أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما قال المؤذن إلَّا في الحيعلتين فيبدلهما بالحوقلتين رواه أحمد وغيره فصريحه أنه كان يقول أشهد أن لا إله إلَّا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ويجمع بينه وبين حديث عائشة المذكور أنه كان يقول هذا تارة وهذا أخرى وحينئذٍ فيؤخذ منه أن المجيب لو قال ما هنا حصل أصل هذه الإجابة ولم أر من صرح به وعليه فمعنى أمر المجيب السابق أن يقول مثل قول المؤذن أن يأتي بمماثل قوله في الدلالة على المقصود وإن اختلف لفظهما اهـ. قاله بعض المحققين. قوله: (حينَ يَسمعُ النداءَ) أي يفرغ من سماع النداء الشامل للأذان
والإقامة والمراد بالنداء اتمامه إذ المطلق محمول على الفرد الكامل وهو الكل ويسمع حال الاستقبال قاله الكرماني. قوله: (رَوَاه البُخاري فِي صحِيحه) قال المنذري في الترغيب ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة زاد الحافظ وأخرجه أحمد وابن خزيمة والحاكم ووهم في استدراكه فقد أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه في باب الأذان وفي تفسير سورة سبحان ووقع في روايته مقامًا محمودًا
وروينا في كتاب ابن السني عن معاوية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يقول: حي على الفلاح، قال:"اللهُم اجْعَلْنا مُفْلِحِينَ".
وروينا في "سنن أبي داود" عن رجل عن شَهْر بن حَوْشب عن أبي أمامة
ــ
كما قال الأكثر ووقع باللام في رواية النسائي وابن خزيمة والبيهقي في سننه الكبرى وزاد في آخره إنك لا تخلف الميعاد. قوله: (وَرَوينَا فِي كِتَاب ابن السنى إلخ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب في سنده من هو متروك عندهم قال وقد روى أحمد والطبراني بهذا الإسناد إنه قال كما يقول المؤذن إلى قوله أشهد أن محمدًا رسول الله زاد الطبراني من طريق آخر عن عاصم ثم صمت فظهر أن الذي زاده نصر أي وهو ما في حديث ابن السني في جواب حي على الفلاح لم يتابع عليه ونصر هذا متروك عندهم كما تقدم في كلام الحافظ. قوله: (إِذَا سَمِعَ المؤذنَ يَقولُ حي على الفلاح يقول اللَّهم اجعلنا مفلحين) قال ابن حجر في شرح العباب ويسن ذلك أيضًا وإن لم يذكروه وقوله أيضًا أي مع لا حول ولا قوة إلَّا بالله وقد جرى على استحباب ذلك السيوطي في عمل اليوم والليلة وأذكار الأذكار وكأن المصنف لم يذكره فيما تقدم من ألفاظ الإجابة لكون الأصحاب لم ينصوا عليه وذكر خبره المقتضي للعمل به ولا يمنع منه سكوتهم عنه نعم ينبغي أنه إذا أدى الاشتغال به إلى تفويت إجابة آكد منه كأن يكون بطيء التلفظ يقدم الآكد والله أعلم.
قوله: (وَرَوينَا فِي سُننِ أَبي دَاودَ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه أبو داود هكذا وسكت عليه وفي سنده راو مبهم وشهر بن حوشب فيه مقال لكن حديثه حسن إذا لم يخالف وقد روي الحديث من غير طريق شهر بن حوشب أخرجه الطبراني في الدعاء عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع قال الحافظ ولم أره في مسند أحمد ولا في معجم الطبراني وأخرجه ابن السني من طريق شهر وليس في روايته ولا رواية وكيع ما بعد قوله وأدمها اهـ. قال ابن حجر في شرح العباب وسنده ضعيف وكان ضعفه من إبهام الرجل في إسناده ثم رأيته. قاله في شرح المشكاة وفيه راو مجهول ولا يضر لأنه من أحاديث الفضائل. قوله: (عَنْ رَجُلٍ عَنْ شَهْرِ بِنْ حَؤشَبٍ) هو شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير
الباهلي، أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالًا أخذ في الإقامة، فلما قال: قد قامت الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أقامَهَا اللهُ وأدامَها"، وقال في سائر ألفاظ الإقامة، كنحو حديث عمر في الأذان.
وروينا في كتاب ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان إذا سمع المؤذن يقيم الصلاة يقول: اللهمَّ رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، صلِّ على محمد وآته سؤْلَهُ يوم القيامة.
ــ
الإرسال والأَوهام من الئالثة أي من الطبقة الوسطى من التابعين مات سنة اثنتي عشرة خرج عنه البخاري في الأدب الفرد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة كذا في التقريب للحافظ ابن حجر. قوله: (أَوْ عَنْ بعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم) لا يضر هذا الشك في تعيين الصحابي لأن الصحابة كلهم عدول فلم يضر انبهام الراوي منهم بخلافه
من غيرهم ما لم يكونا عدلين. قوله: (قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَقَامَهَا الله وَأَدَامَها) فيسن لمجيب الإقامة إذا انتهى إلى الإقامة أن يقول أقامها الله وأدامها وسبق زيادة وجعلني من صالحي أهلها وأنه لو أبدل الماضي بالأمر حصل أصل السنة لوروده كذلك في رواية. قوله: (وَقَال فِي سَائِرِ ألفاظِ الإقامةِ إلخ) أي أتى بمثل لفظه إلَّا في الحيعلتين فبالحوقلتين.
قوله: (رَوَينَا فِي كِتَاب ابن السُّنيّ إلخ) قال الحافظ هكذا أخرجه أي ابن السني موقوفًا وقد خولف عطاء بن قرة وفيه مقال في صحابيه وفي رفعه فأخرج الطبراني في الدعاء عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمع المؤذن فذكره وزاد وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثله وقال من قال ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له الشفاعة يوم القيامة قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب وفي سنده جماعة من الضعفاء لكن لم يتركوا ويغتفر مثله في فضائل الأعمال لا سيما مع شواهده والله أعلم. قوله: (عَنْ أَبي هريرة) سبق ذكر مثل هذا الحديث من حديث الطبراني والكلام عليه فقيل الكلام على أحاديث الباب وهو من حديث أبي الدرداء ولفظه كما في الترغيب للمنذري عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم يقول اللهم
فصل: إذا سمع المؤذن أو المقيم وهو يصلي لم يجبه في الصلاة، فإذا سلم منها أجابه كما يجيبه من لا يصلي، فلو أجابه في الصلاة كره ولم تبطل صلاته، وهكذا إذا سمعه وهو
على الخلاء لا يجيبه في الحال، فإذا خرج
ــ
رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على محمد وأعطه سؤله يوم القيامة وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا المؤذن قال ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمد يوم القيامة هذا لفظ المعجم الكبير ولفظ الأوسط كذلك إلَّا أنه قال على عبدك ورسولك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم من قال هذا عند النداء جعله الله تعالى في شفاعتي يوم القيامة وفي إسنادهما صدقة بن عبد الله السمين اهـ، وصدقه ضعيف.
فصل
قوله: (لَمْ يَجبه فِي الصلاةِ) بل يكره له الإجابة فيها ولو نفلًا بل يصبر إلى الفراغ منها. قوله: (فإِذَا سَلَّم مِنها إلخ) لكن تأكده بعد الصلاة دون تأكده لمن سمعه وليس في صلاة كما في المجموع عن أبي إسحاق. قوله: (وَلَمْ تَبطُلْ صلاتهُ) أي إلّا بقوله صدقت وبررت في أذان الصبح وبحي على الصلاة حي على الفلاح وبالتثويب وكذا قد قامت الصلاة فتبطل بواحد من هذه الخمسة إن صدر من عالم عامد لأنه كلام آدمي فإن نسي أو جهل لم تبطل ويسجد للسهو كما سيأتي ونص الأم على عدم البطلان بالحيعلة يحمل على ناس أو جاهل لا بأقامها الله وأدامها أو اللهم أقمها وأدمها لأنه دعاء.
فإن قلت سيأتي عن الغزالي إن المأموم يقول الثناء سرًّا أو يسكت أو يقول صدقت وبررت فما وجه البطلان بهذا اللفظ هنا دون القنوت مع أنه خطاب آدمي في المقامين.
قلت كأن الفرق أنه هناك متضمن للثناء إذ هو المقصود منه بطريق الذات وهذا ليس متضمنًا له إذ هو بمعنى الصلاة خير من النوم وهذا مبطل وذاك بمعنى إنك تقضي ولا يقضى عليك مثلًا وهو غير مبطل ولا نظر للخطاب فيه لأنه متضمن للثناء أيضًا على أن النسوية بين القنوت وما هنا في البطلان غير بعيدة لأن ما ذكر فيه من التعسف ما لا يخفى. قوله: (عَلَى الخلاءِ) ومثله المجامع لكراهة الكلام لهما قال الأذرعي ومن بمحل النجاسة لكراهة الذكر فيه وكذا من بالحمام على ما جزم به جماعة لكن حكى المصنف الاتفاق على خلافه ومن كان
أجابه، فأما إذا كان يقرأ القرآن أو يسبح أو يقرأ حديثًا أو عِلْمًا آخر أو غيرَ ذلك، فإنه يقطع جميع هذا، ويجيب المؤذن، ثم يعود إلى ما كان فيه، لأن الإجابة تفوت، وما هو فيه لا يفوت غالبًا، وحيث لم يتابعه حتى فرغ المؤذن يُستحبُّ أن يتدارك المتابعة
ــ
نجسًا ولم يجد ما يتطهر به قال الأذرعي ومما يظهر استثناؤه وإن لم أره ما إذا شرع الخطيب عقب الأذان وقبل إجابة المؤذن لأن الانصات آكد وكذا يدع اللهم رب هذه الدعوة التامة ويستمع ويحتمل أن يقوله سرًّا وأن يقوله بين السامع وغيره والبعيد والأصم اهـ، ونوقش في استثناء التخيير المذكور فالأوجه أنه يجب والأوجه من تردده الأخير أنه حيث سمع الخطيب سن له عدم الإجابة وإلا سنت لأنه يسن له حينئذٍ الاشتغال بالذكر وهي منه. قوله:(أَجَابه) أي إن قصد الفصل وكذا الصلاة قياسًا على سجود السهو وينظر فيه بوضوح الفرق فإن سجود السهو يعود للصلاة فاشترط عدم فاصل طويل لاشتراط الموالاة فيها بخلاف الإجابة بعدها فإنه لا ارتباط لها به وهو غير مقصر فالأوجه أخذًا من إطلاقهم أنه يجيب وإن طال الفصل وكذا يقال فيمن طلب منه ترك الإجابة لعذر كالمجامع ونحوه كذا في الإمداد. قوله: (لأَنَّ الإجَابة تَفُوتُ إلخ) قال الخادم قضيته أنه لا يرجع لما كان عليه إلَّا بعد فراغه من الإجابة ووجهه أنه كالمؤذن وهو يسن له عدم الكلام في أذانه لغير عذر ومنه يؤخذ أنه لا يشرع له سلام ولا جوابه وفيه نظر اهـ، والنظر واضح للفرق الواضح بين المؤذن والمجيب فإن تخلل الكلام أثناء الأذان ربما أخل بالإعلام فالأوجه أنه يسن السلام ويجب عليه رده كذا في شرح العباب والطائف بالبيت كالقارئ فيما ذكر فيقطع ما هو فيه أي بأن يقف لها وقضية سكوت المصنف عن الجنب والنفساء أنه يسن لهما الإجابة وهو ما جزم به الشيخان وخالفهما السبكي لخبر كرهت أن أذكر الله إلَّا على طهر قال والتوسط أنه يسن للمحدث لا للجنب والحائض لأنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه إلّا لجنابة وقال ابنه في التوشيح يمكن أن يتوسط فيقال