الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعطية أيضًا ضعيف.
باب ما يقول عند دخول المسجد والخروج منه
يُستحب أن يقول: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم الحمد لله،
ــ
ولا بطرًا ولا رياغ ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي أنه لا يغفر الذنوب إلَّا أنت وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة في كتاب التوحيد وأبو نعيم الأصبهاني وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال حدثني أبو سعيد فذكره لكن لم يرفعه فقد أمن بذلك تدليس عطية العوفي قال الحافظ وعجبت للشيخ كيف اقتصر على سوق رواية بلال دون أبي سعيد وعزو رواية أبي سعيد لابن السني دون ابن ماجة وغيره والله الموفق اهـ. قوله: (عطيةَ العوفِيّ) قال الذهبي في الكاشف هو أبو الحسن عطية بن سعد عن أبي سعيد وطائفة وعنه أبناؤه عمر والحسن ومسعر وقرة ضعف، مات سنة مائة وإحدى عشرة خرج عنه أبو داود والترمذي والنسائي اهـ. وفي تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر عطية بن سعد بن جنادة بضم الجيم وبعدها نون خفيفة العوفي الجدلي بفتح الجيم والدال المهملة الكوفي أبو الحسن صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا من الثالثة روى عنه البخاري في التاريخ
وأبو داود والنسائي اهـ، ومن كلام التقريب ظهر وجه ضعفه وقد صرح بذلك في تخريجه فقال ضعف عطية إنما جاء من قبل تشيعه وقبل تدليسه وإلا فهو صدوق وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأخرج له أبو داود عدة أحاديث ساكتًا عليها وحسن له الترمذي عدة أحاديث بعضها من أفراده فلا يظن أنه مثل الوازع اهـ، والله أعلم.
باب ما يقول عند دخول المسجد والخروج منه
قوله: (أَعوذُ بالله العظيم)
اللهُم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، ثم يقول: بسم الله، ويقدم رجله اليمنى في الدخول، ويقدم اليسرى في الخروج، ويقول جميع ما ذكرناه إلا أنه يقول:"أبوابَ فضلك"، بدل "رحمتك".
رويناه عن أبي حميد أو أبي أسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ــ
أتَى بوصف الاسم الكريم هنا وكرر المستعاذ به من الوجه والسلطان هنا دون ما يأتي في تعوذ القرَاءة والصلاة وكأن حكمة ذلك عظم وسواس الشيطان بالمساجد وكثرة حليله في صرف القاصدين عنه إلى ضده. قوله: (وَصَلَّى الله عَلَى مُحمَّدٍ وعلى آل محمد) عبارة المجموع اللهم صَل على محمد وعلى آل محمد وسلم قال في شرح العباب وينبغي ذكر الصحب أيضًا لما مر في القنوت اهـ، وهو موافق لما ذكرته من الإتيان بذلك في الوضوء والله أعلم. قوله:(ثَم يَقُولُ باسْم الله) جرى بعضهم على تقديم البسملة على الحمد له وزيادة واو قبل الحمد لله. قوله: (وَيُقدِّمُ رِجلهُ الْيُمنى) أي أو بدلها من مقطوعها وكذا اليسرى في الخروج وخصت اليمنى بالدخول لشرفه واليسرى بالخروج لخسته وهذا مما ينبغي الاعتناء به كغيره من الآداب، حكي أن سفيان الثوري قدم رجله اليسرى في الدخول غفلة فقيل له أي في سره أنت مثل الثور فنسب لذلك وحكي عن حاتم الأصم أنه قدم اليسرى عند الدخول فتغير لونه وخرج مذعورًا وقدم رجله البمنى فقيل له في ذلك فقال لو تركت أدبًا من الآداب خفت أن يسلبني الله جميع ما أعطاني كذا في خلاصة الحقائق. قوله:(وَيقولُ جَمِيعَ مَا ذَكَرْناهُ) قال المصنف في المجموع فإن طال عليه ذلك اقتصر على ما في مسلم أي الآتي في الدخول والخروج. قوله: (عَنْ أَبي حُمَيْدٍ) هو أبو حميد الساعدي واسمه المنذر وقيل عبد الرحمن شهد أحدًا وما بعدها وعاش إلى أول زمن يزيد سنه ستين واتفقا على الرواية عنه وروى عنه غيرهما كذا في الرياض. قوله: (أَوْ أَبي أُسيْدٍ) بضم الهمزة وهو مالك بن ربيعة بن البدن بفتح الموحدة والمهملة الأنصاري الساعدي البدري روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم. اتفقا على حديث وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بواحد وخرج عنه الأربعة
"إذا دَخَلَ أحدُكم المَسْجِدَ فَلْيُسَلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم لْيَقُل: اللهُم افْتَحْ لي أبوَابَ رَحْمَتكَ، وإذا خَرَجَ فلْيَقُلْ: اللهُم إني أسألُكَ مِنْ فَضْلِكَ"
ــ
روى عنه ابناه حمزة وزبير وأبو سلمة مات بالمدينة سنة ثلاثين وقال ابن المديني سنة ستين قال وهو آخر من مات من البدريين وكان له عقب منهم المنذر بن أبي أسيد الذي جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه في حجره وسماه منذرًا كما يأتي بيانه في كتاب الأسماء ولا يضر في صحة الحديث الشك في عين الصحابي لأن كل الصحابة
رضي الله عنهم عدول وكذا لا يضر الشك في عين الراوي من غيرهم إذا كان ثقة. قوله: (إِذَا دَخَلَ أَحدكم) قال الأبي هذا التركيب لا يتعين فيه إن يكون التقدير إذا أراد أحدكم أن يدخل بل الظاهر حمله على ظاهره وأنه يقوله بعد الدخول هـ. وفي شرح المشكاة لابن حجر إذا دخل أي أراد الدخول اهـ، ومثله في الحرز ويؤيده قول المصنف هنا بعد أن قال يستحب أن يقول أعوذ بالله إلخ، ثم يقول بسم الله وقدم رجله اليمنى فظاهره أن الذكر يأتي به قبل الدخول عند إرادته وعلى هذا يُقدر في الترجمة مضاف أي عند إرادة دخول المسجد لأن عند اسم للحضور الحسي أو المعنوي أو لا يحتاج إلى تقدير لأن عند يكون للقرب كذلك نحو عند سدرة المنتهى كما في المغني لكن قضية كلام المصنف وغيره أن يقول ذلك عند الدخول لا بعده. قوله:(وإِذَا خرَجَ فَلْيقُلِ إلخ) الحكمة في تخصيص ذكر الرحمة بالذخول والفضل بالخروج أن الداخل طالب للآخرة والرحمة أخص مطلوب له والخارج طالب للمعاش في الدنيا وهو المراد بالفضل وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10] كذا في كشف المشكل وفي شرح المشكاة للطيبي لعل السر أن من دخل يشتغل بما يزلفه إلى الله تعالى وإلى ثوابه وإلى جنته فناسب ذكر الرحمة وإذا خرج انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله من الرزق الحلال فناسب الفضل اهـ. وقال بعضهم العرف الشرعي خص استعمال الرحمة المقابلة للفضل في المنح
رواه مسلم في "صحيحه" وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم
بأسانيد صحيحة،
ــ
الإلهية المفاضة على المتعبدين والمسجد بني لذلك فناسب ذكرها عند دخوله وأيضًا فالمصلي تواجهه الرحمة كما ورد فناسب سؤالها عند دخوله لمحل الصلاة وإن لم يقصد الدخول للصلاة واستعمال الفضل في المنح الإلهية المفاضة على المتسجبين في حصول أرزاقهم ألا ترى قوله تعالى: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10] وبما قررنا علم اندفاع ما يورد من أن الرحمة نوع من الفضل فلم أتي بالخاص في الدخول والعام في الخروج وكان العكس أولى، لأن في العام من طلب المزيد ما ليس في الخاص ويدفع هذا أيضًا بأنه قد يمنع ويقال الفضل نوع من الرحمة أو مساويها إذ المراد في حقه تعالى غايتها وهو التفضل والإنعام على أن التحقيق أنهما باعتبار الأصل متساويان وقد يستعمل أحدهما في غير ما يستعمل فيه الآخر لمناسبة المقام أو غيره اهـ. قوله:(رَوَاه مسلم فِي صحيحه إلخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طرق عديدة إلى عبد الملك بن سعيد الأنصاري قال سمعت أبا حميد أو أبا أسيد يقول فذكره ثم قال حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود وقال مسلم سمعت يحيى بن يحيى يقول كتبته من كتاب سليمان بن بلال أي الراوي له عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري قال وبلغني أن يحيى الحماني يقول عن سليمان بسنده المذكور عن أبي حميد وأبي أسيد يعني أن الحماني رواه بواو العطف وأن يحيى بن يحيى رواه بأو التي للتردد قال الحافظ ولم ينفرد الحماني بذلك فقد أخرجه أحمد عن أبي عامر العقدي عن سليمان بواو العطف أيضًا وكذا أخرجه النسائي وأبو يعلى وابن حبان من رواية سليمان ولم ينفرد به سليمان بل جاء أيضًا من رواية عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن بهذا السند عن أبي حميد فقط ولم يذكر أبا أسيد اهـ. وفي الحرز
رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي حميد أو أبي أسيد ورواه ابن ماجة عن أبي حميد وابن حبان والحاكم وابن السني عن أبي هريرة اهـ، ولفظ ابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم وروي بمعناه من حديث فاطمة رضي الله عنها بإسناد فيه كلام ورواه النسائي في
وليس في رواية مسلم: "فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في رواية الباقين. زاد ابن السني في روايته "وإذا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم وَلْيَقُلْ: اللهُم أعِذْني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ" وروى هذه الزيادة
ــ
عمل اليوم والليلة من حديث أبي هريرة بلفظ ابن ماجة إلا أن قوله الرجيم عند ابن ماجة فقط ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا في السلاح قال السخاوي وأعلم النسائي برواية المقبري له عن أبي هريرة عن كعب وذكر أنها أولى بالصواب أفاده شيخنا وحكي فيه غير ذلك وقال ما ملخصه وقد خفيت هذه العلة على من صحح هذا، هذا الحديث لكن في الجملة هو حسن لشواهده اهـ، وكلامه في حديث أبي هريرة الآتي فلا يخالفه كلام المصنف وقوله: بأسانيد صحيحة، لأنه في حديث أبي حميد أو أبي أسيد وقد وافق المصنف على قوله ذلك القسطلاني في كتاب المسالك وهو تلميذ السخاوي والله أعلم. وفي السلاح ورواه أبو عوانة من حديث أبي حميد وحده ولفظه إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دخل المسجد اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وسهل لنا أبواب رزقك قوله وليس في رواية مسلم "فَلْيُسَلم عَلَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم" وَهُوَ فِي رِوَايَة البَاقِينَ) قال في السلاح لفظ أبي داود إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم إلخ، ورواه أبو عوانة أيضًا في مسنده الصحيح بنحو رواية أبي داود زاد فيه وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم اهـ، لكنه عند أبي عوانة بهذا اللفظ من حديث أبي حميد فقط لا من حديث أبي أسيد كما نبه علمه الحافظ وتقدم بيانه وهو بهذا اللفظ من حديث أبي حميد وأبي أسيد عند الطبراني في كتاب الدعاء أخرجه الحافظ من طريقه فيه وفي الحصين فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وابن السني قال في الحرز كلهم عن أبي هريرة إلّا أبا داود فعن أبي حميد أو أبي أسيد على الشك وبه يعلم أن حديث الكتاب بلفظ أبي داود وإنما قدم مسلمًا مع أنه لم يرو قوله فليسلم إلخ، لأن مرتبته أعلى ومقامه أغلى وفي القول البديع للسخاوي عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي
ابن ماجة وابن خزيمة وأبو حاتم بن حِبان بكسر الحاء في "صحيحيهما".
ــ
أبواب رحمتك وإذا خرج من المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب فضلك أخرجه الطبراني والبيهقي في الدعاء وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن السني وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان في صحاحهم وأصله في مسلم اهـ، وظاهره أن الجميع رووه هكذا بأو التي للشك فيخالف ما سبق عن الحافظ من أنه عند النسائي وأبي يعلى وابن حبان من رواية سليمان بالواو وأنه عند الطبراني من رواية عمارة بالواو أيضًا والله أعلم، وسيأتي في بعض طرق حديث فاطمة استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن قال الحافظ وهو أقوى ما ورد فيه وإن كان فيه مقال اهـ. قوله:(ابْنُ مَاجه) أي لكن بإبدال أعذني
بقوله اعصمني وفي الحصين وليقل اللهم اعصمني من الشيطان رواه النسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وابن السني كلهم عن أبي هريرة الرجيم رواه ابن ماجة هـ، وهو مبين للإجمال في عبارة المصنف هنا الموهمة أن لفظ الرجيم في رواية جميع من ذكر وليس كذلك إنما انفرد بزيادتها ابن ماجة كما تقدم عن السلاح وأن لفظ رواية الجميع أعذني وقد علمت أن لفظ ابن ماجة واعصمني وظاهر كلام السلاح أنها كذلك عند النسائي وأفاد في الحصين أنه كذلك عند الجميع ثم رأيت السخاوي في القول البديع أورده من حديث أبي هريرة باللفظ السابق عند ابن ماجة آخره وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم وذكر مخرجيه ومرتبته كما سبق بيانه وهو يقتضي تقوية ما في الكتاب من أن الرجيم في رواية الجميع فيخالف ما سبق عن السلاح والحصن والظاهر تقديم ما فيهما لأن الأول صرح بأن الرجيم عند ابن ماجة خاصة والثاني بين ذلك على عادته فذكر رموز السابقين من غير ذكر الرجيم ثم ذكر وأفرد رمز ابن ماجة والعذر عن المصنف والسخاوي بأن المراد أن أصل هذا الحديث مروي عند من ذكر ولا يضر تخالف لفظ اعصمني وأعذني لأنهما متقاربان وكذا زيادة لفظ الرجيم وتركه من وصف الشيطان والله أعلم، ثم ظاهر كلام المصنف يوهم أن الزيادة عند المذكورين في حديث أبي حميد أو أبي أسيد المذكور أولًا وليس مرادًا كما قاله الحافظ إنما الزيادة في حديث أبي هريرة ولفظه مرفوعًا إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم
وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول: "أعُوذُ بالله العَظِيمِ وَبِوَجْهِه الكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيطَانِ الرجِيمِ، قال: فإذا قال ذلكَ قال الشَّيطَانُ: حُفِظَ مِني سائِرَ اليَوْمِ" حديث حسن،
ــ
على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم قال الحافظ أخرجه النسائي في اليوم والليلة وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وابن السني وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووقع في رواية النسائي باعدني وفي نسخة أعذني وهي رواية ابن ماجة وابن السني وفي رواية ابن خزيمة وابن حبان أجرني ورجال الحديث رجال الصحيح لكن أعله النسائي بأن راويه مرفوعًا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فرفعه وقد خالف في رفعه محمد بن عجلان وابن أبي ذئب وأبي معشر فرووه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ولم يرفعوه وزاد ابن أبي ذئب في السند راويًا وقد خفيت هذه العلة على من صحح الحديث من طريق الضحاك وفي الجملة هو حسن لشواهده اهـ.
قوله: (وَرَوينا عَنْ عَبْدِ الله بن عَمْرو إلخ) قال الحافظ حديث حسن غريب رجاله موثقون وهم رجال الصحيح إلا اثنين إسماعيل بن بشر وعقبة بن مسلم اهـ. قوله: (وبوجهِهِ الكرِيم) أي بذاته النافع أو المكرم. قوله: (وسلطانِهِ القَدِيم) وفي نسخة وبسلطانه بإعادة الجار القديم أي الأزلي المقرون بالنعت الأبدي إذ ما ثبت قدمه استحال عدمه والقديم يصح أن يوصف به كل من الذات والسلطان لكن خص به السلطان لأنه فيهم أفخمه كما لا يخفى. قوله: (مِنَ الشيْطَانِ الرجيمِ) أي المطرود من رحمة الرحيم. قوله: (فإذَا قَال ذَلِكَ) قال ابن حجر الهيتمي الفاء فيه فصيحة أي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال العبد ذلك إلخ. قوله: (قَال الشيْطَانُ حُفظِ مني سَائِرَ اليَوْمِ) أي بقيته ولا يبعد
أن المراد باليوم قطعة من الزمان وأنه إذا قال في ليل يقول الشيطان حفظ مني سائر الليلة ثم إن أريد حفظه من جنس الشياطين تعين حمله على حفظه من شيء مخصوص كأكبر الكبائر أو من إبليس فقط بقي الحفظ فيه على عمومه وما يقع منه فمن إغواء جنوده وإنما ذكرت ذلك لأنا نرى ونعلم من يقول ذلك ويقع في كثير من العيوب فتعين حمله على ما ذكر كذا في فتح الإله وما ذكره من التعين على الأول غير ظاهر ووقوع العصيان لا ينافي الحفظ من الشيطان فمن الجائز
رواه أبو داود بإسناد جيد.
وروينا في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: "بِسْمِ اللهِ، اللهُم صَل على مُحَمدٍ، واذَا خَرَجَ قال: بِسْمِ اللهِ، اللهُم صَل على مُحَمدٍ".
وروينا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد والخروج منه من رواية ابن عمر أيضًا.
وروينا في كتاب ابن السني
ــ
أن يكون مترتبًا على وسوسة منه سابقة على ذلك المقال أو يكون لسوء نفسه وخبث ما بها من الأحوال أخذًا مما قالوه في وقوع العصيان في شهر رمضان مع تصفيد الشياطين فيه والله أعلم. قوله: (رَوَاه أَبو داود) ووقع في نسخة من الحصين رمز النسائي وابن ماجة قال في الحرز وهو سهو قلت أو غلط من الكتاب وهو أليق بالآداب.
قوله: (وروينا في كتاب ابنِ السني إلخ) قال السخاوي وفي سنده من لا يعرف. قوله: (صل على محمد صلى الله عليه وسلم) كأن حكمته بعد التعليم للأمة أنه صلى الله عليه وسلم كان يجب عليه الإيمان بنفسه كما يجب على غيره فطلب منه تعظيمًا بالصلاة منه عليها كما طلب ذلك من غيره وفي هذا أشرف منقبة له صلى الله عليه وسلم إذ الأصل في تعظيم النفس الامتناع فهذا الممتنع في حق غيره لكونه يجر إلى محذور من كبر أو نحوه ممدوح ومحبوب في حقه لا من ذلك المحذور مع إظهار ما له من الشرف الأعلى لأمته حتى يوفوه بعض حقه. قوله: (وَرَوينا الصلاةَ عَلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم عِنْدَ دُخُولِ المَسْجِدِ والخروج منه من رِوَايَة ابن عمر) قال السخاوي في القول البديع وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال علم النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب رحمتك فإذا خرج منه قال مثل ذلك لكن يقول افتح لنا أبواب فضلك أخرجه الطبراني وابن السني وسنده ضعيف جدًّا اهـ، والظاهر إن المصنف إنما لم يصرح بمخرجه اكتفاء بكونه مأخوذًا من كلامه بالاستصحاب وإنما أعاده في الحديث بعده للفصل بينه وبين ما تقدم بالحديث الثاني أو تفنن في التعبير والله أعلم.
قوله: (فِي كِتاب ابن السني) ورواه أحمد والترمذي وابن ماجة وفي المشكاة عن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى رضي الله
عن عبد الله بن الحسن عن أمه
ــ
عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد صلى الله عليه وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد صلى الله عليه وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك رواه الترمذي وأحمد وابن ماجة وفي روايتهما قالت إذا دخل المسجد وكذا إذا خرج قال بسم الله والصلاة على رسول الله بل صل على محمد اهـ. قوله:
(عَنْ عبدِ الله بن الحسَنِ) هو عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب روى عنه أصحاب السنن الأربعة وهذا الحديث مرسل قال الترمذي إسناده ليس بمتصل لأن فاطمة الصغرى لم تدرك فاطمة الكبرى كذا في المشكاة وفي شرحها ومع ذلك هو حجة في ندب البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الدخول والخروج اهـ. وقال الحافظ رجال إسناده ثقات إلَّا أن فيه انقطاعًا قال الترمذي حديث فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى لأنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم أشهرًا قال الحافظ كان عمر الحسين عند موت أمه دون ثمان سنين.
فائدة
قال الحافظ وقع في حديث عبد الله بن الحسن زيادة الصلاة فيه فقال الحافظ بسنده إلى ابن علية عن ليث عن عبد الله عن أمه فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلَّى على محمد وسلم ثم قال اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلَّى على محمد وسلم ثم قال اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك قال إسماعيل أي المعروف بابن علية فلقيت عبد الله بن حسن فسألته عن هذا الحديث فقال كان إذا دخل قال رب افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال افتح لي أبواب فضلك وهكذا أخرجه الترمذي وأخرجه ابن ماجة ولم يذكر قول ابن علية فلقيت عبد الله ثم ذكر له طرقًا أخرى بنحو ذلك قال الحافظ روينا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد في بحض طرق حديث أبي هريرة قلت وقد سلف وفي حديث فاطمة وهو أقوى ما ورد فيه وإن كان فيه مقال اهـ، وعبد الله هذا والدًا الطالبيين القائمين على بني العباس وهم محمد ويحيى وإدريس مات إدريس بإفريقية فارًا من الرشيد مسموما في دلاعة أكلها والدلاعة العقبوس. قوله:(عَنْ أُمِّهِ) هي فاطمة الصغرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب زوج الحسن
عن جدته قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد حَمِدَ الله تعالى وسَمَّى وقال:
ــ
المثنى ثقة من الرابعة أي من أواسط أتباع التابعين مات سنة سبع عشرة ومائة وقد جاوز الثمانين وفي الكاشف تروي عن أمها وعمتها زينب أي وأما جدتها فاطمة الزهراء فلم تدركها ولم تسمع منها لأن جدتها توفيت في السنة الحادية عشرة وولادة فاطمة هذه بعد ذلك بزمن طويل ولوجد في بعض النسخ في محل عن أمه عن أبيه وهو من تحريف الكتاب كما لا يخفى على النبيه. قوله: (عَنْ جَدّتِهِ) كذا في نسخ الأذكار تبعًا لما في كتاب ابن السني وفيه تجوز لأنها جدته العليا وهو عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ففاطمة البتول جدة أبيه وجدة أمه ووقع في الرواية التي أخرجها الحافظ من طريق الطبراني عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن جدتها أي وهي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشبه الناس به سيدة نساء العالمين تلقب بالزهراء قيل لأنها لم تحض أصلًا وبالبتول لتبتلها أي انقطاعها إلى الله عز وجل ولدت قبل النبوة بخمس سنين وروى الدولابي أن العباس دخل على علي وفاطمة وهما يتراجعان في مواليدهما فقال العباس ولدت يا علي قبل بناء الكعبة بسنوات وولدت فاطمة وهي تبني وقيل ولدت سنة إحدى وأربعين من موالد النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح إن ولد النبي صلى الله عليه وسلم كلهم قبل النبوة إلَّا إبراهيم وتزوجها علي في السنة الثانية من الهجرة قيل ولها يومئذٍ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف ولعلي يومئذٍ إحدى وعشرون سنة وخمسة أشهر
وكان تزوجها في صفر وبنى بها في ذي الحجة بعد وقعة أحد وقيل بعد تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أشهر وعلى هذا فبين التزويج والبناء تسعة أشهر ونصف ولم يتزوج على غيرها حتى ماتت كأمها خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر إن عليًّا أصدقها درعه التي سلحه النبي صلى الله عليه وسلم وتسمى بالحطمية قيل بالحاء المهملة لأنها تحطم السلاح وقيل بالخاء المعجمة نسبة إلى بني خطمة بن عبد القيس وقيل أصدقها أربعمائة مثقال فضة واشتهر في كتب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد في صداق بناته وأزواجه على خمسمائة درهم وحضر عقدها جماعة من النبلاء ودعا صلى الله عليه وسلم برطب وزبيب وقال انتهبوا روي أنه خطبها قبل علي جمع من الصحابة وإن تزويجها من علي كان بوحي من الله ودعا
"اللهُم اغْفِرْ لي، وافْتَحْ لي أبواب رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ قال مِثْلَ ذلكَ، وقال: اللهُم افْتحْ لي أبوابَ فَضْلِكَ".
وروينا فيه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدَكُمْ إذا أرادَ أنْ يَخْرُجَ من المَسْجدِ
ــ
لهما النبي صلى الله عليه وسلم حين اجتمعا فقال جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرًا طيبا قال جابر رضي الله عنه فوالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب ولدت الحسن والحسين قيل ومحسن وأم كلثوم وزينب توفيت رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقيل بثمانية أشهر وقيل غير ذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة واختلف في سنها يوم وفاتها فقيل ثمان وقيل تسع وعشرون وقيل ثلاثون وقيل خمس وثلاثون وقطع الحافظ ابن حجر أنها ماتت وقد جاوزت العشرين بقليل والخلاف في عمرها بحسب الخلاف في ميلادها وغسلها علي وأسماء بنت عميس وكانت أوصتها بذلك وقالت لها يا أسماء إني أستقبح أن يطرح على المرأة ثوب وتحمل عليّ النعش كالرجل فوصفت لها أسماء فعل أهل الحبشة ودعت بجرائد رطبة فأرتها ذلك فأوصتها أن يعم لها مثله فهي أول من غطى نعشه ودفنت ليلًا وتولى ذلك علي والعباس وأخفي قبرها وذكر ابن عبد البر أن الحسن دفن إلى جنب أمه اهـ، وقبر الحسن معروف في قبة واحدة هو والعباس بن عبد المطلب ويؤيد ذلك ما ذكره المحب الطبري في تاريخ المدينة أن الشيخ أبا العباس المرسي كان يسلم على فاطمة أمام قبة العباس ويذكر أنه كشف له عن قبرها ثم والله أعلم. قوله:(اللهم اغْفِرْ لِي) قال بعض المحققين لما كان النقصان ملازمًا للإنسان طلب الغفران عند كل شأن أي هذا بالنسبة إلى الأمة الذين شرع لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا المقال حضًّا وحثًّا على دوام اللجأ والإقبال أما بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم فمن أداء حق الربوبية والقيام بأوصاف العبودية.
قوله: (وَرَوينَا فيه عَنْ أَبي أُمَامَة إلخ) ترجم له ابن السني بقوله ما يقول إذا قام على باب المسجد وأخرجه من طريق محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي عن هاشم بن زيد عن سهل عن أبي أمامة وهاشم ضعيف ومحمد بن يحيى ذكره ابن حبان في الثقات لكن قال يبقى حديثه من رواية ابنه أحمد وعبيد فإنهما كانا يدخلان عليه ما ليس من
تَدَاعَتْ جُنُودُ إبليسَ، وَأجْلَبَتْ واجْتَمَعَتْ كَما تَجْتَمِعُ النَّحْلُ على يَعْسُوبِها، فإذا قام أحدُكُمْ عَلى بابِ المَسْجِدِ فَلْيَقُلِ: اللهُم إني أعوذُ بِكَ مِنْ إبليسَ وَجُنُودِهِ، فإنهُ إذا قالها لم يَضُرَّهُ".
اليعسوب: ذَكَرُ النحل، وقيل: أميرها.
ــ
حديثه قلت وهذا من رواية ابنه أحمد عنه وورد في البإب من حديث عبد الرحمن بن عوف أخرجه الدارقطني في الأفراد وسنده ضعيف وعن أبي الدرداء موقوفًا أخرجه ابن أبي عمر في مسنده ورواته ثقات لكن فيه انقطاع وعن علي من قوله وعن عبد الله بن سلام كذلك أخرجهما ابن أبي شيبة وأخرج عبد الرزاق في مصنفه من مرسل أبي بكر بن محمد
ابن عمرو بن حزم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال السلام على النبي ورحمة الله وبركاته اللهم أجرني من الشيطان ومن الشر كله ورجاله ثقات ليس فيه سوى الإرسال قاله الحافظ. قوله: (تداعَتْ جنودُ إلخ) أي لطلب إغوائه وإيذائه. قولهه: (وَأَجْلَبتْ) يقال جلب يجلب كنصر ينصر وأجلب في النهاية يقال أجلبوا إذا تجمعوا وتألبوا عليه وأجلب عليه إذا صاح به واستحثه اهـ. وفي التنزيل وأجلب عليهم أي صح عليهم بخيلك ورجلك بفتح الراء أي إما من الشياطين أو من قرنائهم من المفسدين قال الزمخشري فإن قلت ما معنى استفزاز إبليس بصوته وإجلابه بخيله ورجله.
قلت هو كلام وارد مورد المثل مثلت حاله في تسلطه على من يغويه بمغوار رفع على قوم فصوت بهم صوتًا يستفزهم من أمكنتهم ويقلبهم عن مراكزهم اهـ. قوله: (عَلَى يَعْسُوبِها) اليعسوب ذكر النحل في التذكرة للقرطبي يعاسيب النحل فحولها واحدها يعسوب ووجه الشبه أن يعاسيب النحل يتبع كل واحد منها طائفة من النحل وتراها جماعات في تفرقة اهـ. وقيل يعسوب النحل أمبرها وفي النهاية يعسوب النحل مقدمها وسيدها وفيها أيضًا اليعسوب فحل النحل هـ. قوله: (لمْ يضرُّهُ) يحتمل أن يكون في جميع النهار ويحتمل أن يكون مقصورا على بعض الأوقات والأول أظهر والله أعلم.