الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زاد الحاكم: "فَتَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخَالِقِينَ" قال: وهذه الزيادة صحيحة على شرط "الصحيحين". وأما قوله: "اللهُم اجعلها لي ذخرا
…
الخ" فرواه الترمذي مرفوعًا من رواية ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن. وقال الحاكم: حديث صحيح.
باب ما يقول في رفع رأسه من السجود وفي الجلوس بين السجدتين
ــ
من سنن أبي داود وأصلًا مصححًا من الترمذي فلم أجد فيهما ذلك وعبارة الشيخ ابن حجر في شرح المشكاة زاد البيهقي بعد خلقه وصوره فرواها البيهقي وهي تؤيد ما ذكرته وقال الحافظ بعد تخريجه بهذا اللفظ وليس فيه قوله وصوره هذا حديث حسن قال ابن خزيمة بعد تخريج الحديث إنما أخرجته لئلا يغتر به بعض الطلبة فيظنه صحيحًا وليس كذلك فإن خالدًا الحذاء لم يسمعه من أبي العالية بل بينهما فيه رجل قال الحافظ كأنه يشير إلى ما رواه أحمد وغيره عن إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي العالية عن عائشة فذكره وخفيت علته هذه على الترمذي فصححه واغتر ابن حبان بظاهره فأخرجه في صحيحه عن ابن خزيمة وتبعه الحاكم في تصحيحه وكأنهما لم يستحضرا كلام إمامهما فيه وذكر الدارقطني في العلل اختلافًا فيه وقال الصواب رواية إسماعيل قال وإنما قلت حسنا لأن له شاهدا من حديث علي كما تقدم وإن كان في مطلق السجود ونبه الحافظ على إنه لم ير في النسخ المعتمدة من الأذكار في آخر الحديث بحوله وقوته وهو ثابت في الكتب الثلاثة التي نسبها إليه اهـ.
قلت قد رأيت ذلك في نسخة مصححة مقروءة على حفاظ متقنين كالتقي ابن فهد وابن النجم وحفيده الغر في آخرين ألحقت في الهامش وكتب عليها (وزاد الحاكم) قال الحافظ وأخرجه البيهقي عن الحاكم وأخرجه من طريق أخرى ولم يذكر فيها هذه الزيادة اهـ.
باب ما يقول في رفع رأسه من السجود وفي الجلوس بين السجدتين
وفي بعض النسخ ساقط وفي الجلوس إلخ، قال ابن الجزري في تصحيح المصابيح إنما خص بين السجدتين بالدعاء لأنه حال بين حالتين مأمور بالدعاء فيهما فأعطى حكمهما فكأنه لم يعد فاصلًا بين السجدتين اهـ. قال المصنف وأي دعاء دعا به في الجلوس بين
السنة: أن يكبر من حين يبتدئ بالرفع ويمد التكبير إلى أن يستوي جالسًا، وقد قدمنا
بيان عدد التكبيرات، والخلاف في مدها، والمد المبطِل لها، فإذا فرغ من التكبير واستوى جالسًا، فالسُّنَّة أن يدعو بما رويناه في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، والبيهقي وغيرها، عن حذيفة رضي الله عنه في حديثه المتقدم في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، وقيامه الطويل بـ (البقرة) و (النساء) و (آل عمران) وركوعه نحو قيامه، وسجوده نحو ذلك، قال:
وكان يقول بين السجدتين: "رَب اغفرْ لي، رَب اغْفِرْ لي"، وجلس بقدر سجوده.
ــ
السجدتين تأدت به السنة لكن المروي أفضل نقله ابن المزجد في التجريد. قوله: (السنةُ أَنْ يكَبِّرَ) أي من غير رفع يد ويرتفع منه
رأسه قبل يديه. قوله: (فالسنَّةُ أَنْ يدعُوَ بمَا رَوَينَاهُ في سُننِ أَبي دَاودَ الخ) قال الحافظ وأخرجه أحمد أيضًا قال الحافظ ووقع من وجه آخر مقتصرًا على المقصود فأخرجه بسنده إلى حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي قال الحافظ بعد تخريجه هكذا أخرجه ابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان عن ابن خزيمة والحاكم وفي تصحيح هؤلاء لإسناد هذا الحديث نظر فإن طلحة بن يزيد هو أبو حمزة لم يسمع من حذيفة كما جزم به النسائي وقد عرف الواسطة بينهما في رواية شعبة الراوي لحديث أبي داود وغيره ممن ذكره المصنف فإنهم رووه من طريق شعبة وفيه عن أبي حمزة عن رجل من بني عبس كان شعبة يرى إنه صلة عن حذيفة اهـ. قوله: (وغيْرِها) كمسند الدارمي. قوله: (وَجَلَسَ بقدْرِ سجُودهِ) قال ابن القيم في الهدي كان هديه صلى الله عليه وسلم إطالة هذا الركن بقدر السجود وهكذا الثابت عنه في جميع الأحاديث وفي الصحيح عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد بين السجدتين حتى نقول قد نسي أو قد أوهم وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد انقراض عصر الصحابة ولهذا قال ثابت وكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تصنعونه يمكن بين السجدتين حتى نقول قد نسي أو قد أوهم وأما من حكم السخة ولم يلتفت إلى ما خالفها فإنه لا يعبأ بما خالف هذا الهدي وفي شرح المشكاة فيه تطويل الاعتدال والجلوس بين السجود مع انهما قصيران عندنا ومن
وبما رويناه في "سنن البيهقي"، عن ابن عباس في حديث مبيته عند خالته ميمونة رضي الله عنها وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، فذكره قال: وكان إذا رفع رأسه من السجدة قال: "رَب اغْفِرْ لي وارْحَمْني واجْبُرْني وارْفَعْني وارْزُقْني واهْدِني" وفي رواية أبي داود: "وعافِني"،
ــ
ثم اختار النووي طولهما بل جزم به المذهب في بعض كتبه اهـ.
قوله: (وبما رَوَينْاهُ في سُننِ البيهقي) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وابن السني كلهم عن ابن عباس لكن قوله وأجبرني انفرد به الترمذي والبيهقي وقال الحافظ فعد تخريج الحديث بلفظ رواية البيهقي أخرجه الطبراني في الكبير ومعنى اجبرني اغثني من جبر الله مصيبته أي رد عليه ما فات منه وذهب أو عوضه وأصله من جبر الكسر أي أصلحه كذا في النهاية وقوله وأرفعني انفرد به ابن ماجة والحاكم في المستدرك والبيهقي وكان هذا وجه الاقتصار في عزو التخريج للبيهقي فقط لكونه روى الجميع والمراد الرفعة في المقدار والرتبة. قوله: (وفي رِوايةِ أَبي دَاودَ وعافِني) وكذا هو عند البيهقي في السنن ونقل في السلاح كذلك عما عدا البيهقي لأنه لم يذكره في مخرجي الحديث والله أعلم. قال الحافظ ظاهر صنيع الشيخ يفهم أنه زادها على روابة البيهقي وهو كذلك لكنه نقص ثنتين اجبرني وارفعني وأخرج الحافظ من طريق الطبراني في كتاب الدعاء له ومن طريق غيره كلاهما عن
ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني وقال بعد إخراجه حديث غريب أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان في الضعفاء والحاكم قال الترمذي غريب وقال الدارقطني والطبراني لم يروه عن حبيب يعني الراوي عن سعيد عن ابن عباس إلا كامل زاد الطبراني ولم يروه عن كامل إلا زيد بن الحباب ومحبيد بن إسحاق وتعقبه الحافظ بأنه قد رواه ابن ماجة من طريق إسماعيل بن صبيح عن كامل فالمنفرد به كامل وقد اختلف في توثيقه ووقع في رواية ابن حبان زيادة وانصرني وإذا ضمت إلى ما تقدم تمت الألفاظ ثمانية والله أعلم.
تنبيه
ذكر المصنف في مجموعه تبعًا للرافعي وغيره بلفظ رب اغفر لي واجبرني وعافني وارزقني واهدني ثم قال والأحب أن يضم إليها وارحمني وارفعني فقد ورد ذلك وذكره في الروضة بلفظ أغفر لي
وإسناده حسن، والله أعلم.
فصل: فإذا سجد السجدة الثانية قال فيها ما ذكرناه في الأولى سواء، فإذا رفع رأسه منها، رفع مكبرًا، وجلس للاستراحة
ــ
وارحمني واجبرني واهدني وارزقني وهذا موافق لرواية الترمذي ورواية أبي داود مثلها لكن قال عافني بدل اجبرني فينتظم من رواية الثلاثة ما ذكره في مجموعه وجمعها ابن عدي إلا ارفعني ومثله ابن حبان لكن عنده انصرني بدل اهدني واتفقت روايات الجميع على إثبات اغفر لي وارحمني فعجب لمن حذف ارحمني كالغزالي والرافعي وقد ثبتت أيضًا في رواية البيهقي ورواية الحاكم مثلها وأثبت الغزالي في الوجيز بعد عافني واعف عني وحذفها الرافعي ووقع في رواية بريدة مثل حديث علي وزاد في آخره رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير أخرجه البزار بسند فيه ضعيف ويجتمع من جميع ما ذكر عشر كلمات قاله الحافظ. قوله: (وإسنَادُهُ) أي أبي داود وإلا فإسناد الخبر الذي فيه ذلك صحيح كما نقله في السلاح عن الحاكم لكن قال الحافظ وقول الشيخ إسناده حسن كأنه اعتمد فيه على سكوت أبي داود وأما الحاكم فصححه على قاعدته في عدم الفرق بين الصحيح والحسن، قلت وقد صرح ابن الملقن في البدر المنير بصحة حديث ابن عباس المذكور وقال أخرجه الحاكم في موضعين من مستدركه وقال في كلا الموضعين حديث صحيح الإسناد اهـ، وظاهر سياق اعتماده في تصحيحه على تصحيح الحاكم له وقد علمت ما فيه قال الحافظ وقد قال الترمذي بعد تخريجه وبه يقول علي رضي الله عنه ثم أخرج الحافظ حديث علي إلى سليمان التيمي قال بلغني أن عليًّا كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي وارحمني وارفعني واجبرني ورواه البيهقي وقال ورواه الحارث عن علي فقال اهدني بدل وارفعني أخرجه الحافظ أيضًا من طريق الطبراني في الدعاء عن الحارث عن علي إنه كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني ورجال السندين موثقون إلَّا الواسطة بين سليمان وعلي في السند الأول وكذا في السند الثاني إلَّا الحارث وهو ابن عبد الله بن الأعور مشهور وضعه جماعة اهـ
فصل
قوله: (وجلَسَ للاسترَاحة) أي ولو كان قويًّا ولو
جلسة لطيفة بحيث تسكن حركته سكونًا بينًا، ثم يقوم إلى
الركعة الثانية، ويمد التكبيرة التي رفع بها من السجود إلى أن ينتصب قائمًا، ويكون المد بعد اللام من "الله" هذا أصح الأوجه لأصحابنا، ولهم وجه أنه يرفع بغير تكبير، ويجلس للاستراحة، فإذا نهض كبر، ووجه ثالث: أنه يرفع من السجود مكبرًا، فإذا جلس قطع التكبير، ثم يقوم بغير تكبير. ولا خلاف أنه لا يأتي بتكبيرين في هذا الموضع، وإنما قال أصحابنا: الوجه الأول أصح لئلا يخلو جزء من الصلاة عن ذِكْر.
واعلم أن جلسة الاستراحة سُنة ثابتة صحيحة في "صحيح البخاري" وغيره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذهبنا استحبابها
ــ
كانت الصلاة نقلًا وهي فاصلة ليست من
الأولى ولا من الثانية. قوله: (جلُوسًا لَطيفًا) أفهم إنه لا يجوز تطويله كالجلوس بين السجدتين وهو المعتمد فإن طوله قدر أقل التشهد عامدًا عالمًا بطلت صلاته.
قوله: (في صحيحِ البخَارِي وغيْرِه منْ فِعلِ النبي صلى الله عليه وسلم) في البدر المنير لابن الملقن عن مالك بن الحويرث إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا وهو معدود من أفراد البخاري ورواه بغير هذا اللفظ أيضًا وفي الهدي لابن القيم في أثناء كلام إنما ذكرت يعني جلسة الاستراحة في حديث مالك بن الحويرث وأبي حميد ولو كان هديه صلى الله عليه وسلم فعلها دائمًا لذكرها كل من وصف صلاته اهـ. وقال الحافظ وأشهر الأحاديث فيه حديث مالك بن الحويرث قال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسًا أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي ثم ذكر له الحافظ طرقًا وأخرج البيهقي في بعض طرق حديث أبي حميد الساعدي في وصفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ما يشهد لحديث مالك بن الحويرث وأصله عند البخاري وغيره بدون الزيادة قال الحافظ بعد تخريج حديث أبي حميد الذي في إثبات هذه الجلسة حديث صحيح أخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة ثم ذكر رواية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
عنه ليس فيها ذكر هذه الجلسة ولا الرفع منها وجاء في حديث عنه عند أبي داود والترمذي ولم يتعرض فيه لصفة الرفع من السجدة الثانية وجاءت رواية ثالثة عنه تدل على إنه رفع من السجدة الثانية من غير جلوس قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان قال الحافظ فاختلف على أبي حميد في جلسة الاستراحة إثباتًا ونفيًا وسكوتًا وكذا وقع في قصة المسيء صلاته على الوجوه الثلاثة وقال أخرجه البخاري بالأنحاء الثلاثة من حديث أبي هريرة فأخرجه في كتاب الاستئذان من رواية عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر العمري قال بعد ذكر السجدة الثانية ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا وأخرجه في كتاب الإيمان والنذور من رواية أبي أسامة عن العمري فقال بعد ذكر السجدة الثانية ثم ارفع حتى تستوي قائمًا وأخرجه في كتاب الصلاة من رواية يحيى القطان عن العمري فلم يذكر ما بعد السجدة الثانية وأخرجه مسلم من هذه الطرق الثلاثة لكن ساقه على لفظ القطان ثم ظاهر كلام الشيخ إن الحكم المذكور لم يرد من قول النبي صلى الله عليه وسلم صحيحًا وليس كذلك لما قدمناه في حديث المسيء صلاته وكلامه في مجموعه يقتضي إنه لم يذكر في قصة المسيء صلاته وقد ورد فيها كما قدمناه ويقتضي أيضًا إن نفيه لم يقع إلّا في حديث وائل وقد تمدم عن أبي حميد وجاء أيضًا عن رفاعة في
بعض طرقه وقد ذكر ابن المنذر إن الإمام أحمد احتج بحديثه للقول بترك جلسة الاستراحة ثم أخرج الحافظ من طريق الإمام أحمد بن حنبل عن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع فذكر قصة المسيء صلاته وقال فيه بعد ذكر الجلوس بين السجدتين ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم قم قال الحافظ وكذا أخرجه أصحاب السنن الأربعة والطبراني عن علي بن يحيى المذكور عن أبيه كلها ساكتة عما بعد السجدة الثانية وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وجاء أيضًا عن أبي مالك الأشعري فأخرج الحافظ عنه إنه جمع قومه فذكر الحديث في صفة الصلاة وفيه بعد ذلك الجلوس بين السجدتين ثم كتر فسجد ثم كثر فانتهض قائمًا وفي آخبره أنها صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم الحافظ على حال سنده ثم قال الحافظ وحديث وائل احتج به الشيخ في المهذب والرافعي وغيره ولفظه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من السجدة استوى