الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما يقول بعد ركعتي سنة الصبح
وروينا في كتاب ابن السني عن أبي المليح، واسمه عامر بن أسامة عن أبيه رضي
الله عنه أنه صلى ركعتي الفجر، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
ــ
استحق أن يجاب دعوته وترحم عبرته وأخرج أحمد والطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال من قال حين ينادي المنادي اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على محمد وارض عني استجاب الله له دعوته وقد ذكر في الحصين وغيره أدعية أخرى في هذا المقام.
تتمة
من لازم سن الدعاء بين الأذان والإقامة سن الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبله وبعده لأنها من سننه المتأكدة وعلى ذلك يحمل قول المصنف وغيره وتسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بينهما كذا في شرح العباب اهـ.
باب ما يقول بعد ركعتي سنة الصبح
إضافة الركعتين إلى سنة من إضافة البيان أو إضافة العام إلى الخاص. قوله: (رَوَينَا فِي كِتاب ابْن السني) قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه الدارقطني في الأفراد وقال تفرد به مبشر وهو بضم الميم وفتح الموحدة وكسر المعجمة ذكره ابن حبان في الثقات واسم أبيه أبو المليح عامر وهو من رجال الصحيح وأما عباس بن سعيد أي الراوي عن مبشر فلم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا إلَّا أن ابن حبان ذكر في الثقات عباد بن سعد ولم يذكر ما يتميز به وأخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك من طريق آخر قال الحافظ ووجدت للحديث شاهدًا من حديث عائشة بسند ضعيف لأن في سنده من هو متروك ومن فيه مقال قال وأبو يعمر المليح إن كان هو ابن أسامة المذكور أولًا فقد اختلف عليه في إسناده وإن كان غيره فهو مجهول اهـ. قوله: (وَاسْمُهُ عَامِرُ) وقيل زيد وقيل زياد ثقة من أوساط التابعين مات سنة ثمان وتسعين وقيل ثمان ومائة وقيل بعد ذلك خرج عنه أصحاب السنن الأربعة. قوله: (أُسَامَةَ) هو أسامة بن عمير وقيل ابن عامر بن عمير بن حفيف بن ناجية الهذلي في باب الكنى من التقريب وفي الأسماء منه أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر الهذلي البصري والد أبي المليح صحابي تفرد عنه ولده روي له أصحاب السنن الأربعة اهـ، ومثل الأخير في أسد الغابة وزاد واسم
قريبًا منه ركعتين خفيفتين، ثم سمعه يقول
ــ
أقيشر أي بضم الهمزة وفتح القاف وإسكان التحتية ثم المعجمة ثم المهملة مصغر عمير بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية وبه يعلم ما في كلام التقريب في الموضعين ومن حديثه كما سيأتي أواخر الكتاب قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر بعيرنا فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول تقوَّ بي ولكن قل بسم الله فإنه يصغر حتى يصير
مثل الذباب أخرجه الثلاثة يعني ابن عبد البر وابن منده والمديني اهـ. قوله: (قَرِيبًا مِنْهُ) حال من فاعل صلى. قوله: (ركعتَينِ خَفِيفَتَينِ) قال ابن حجر في شرح الشمائل قد صح وصف ركعتي الفجر بأنهما خفيفتان من طرق في الصحيحين وغيرهما فيسن تخفيفهما اقتداء به صلى الله عليه وسلم والحديث المرفوع في تطويلهما من مرسل سعيد بن جبير على أن فيه راويًا لم يسم فلا حجة فيه لمن قال يندب تطويلهما ولو لمن فاته شيء من قراءته في صلاة الليل وإن صح ذلك في الحسن البصري ولا ينافي ذلك ما في صحيح مسلم كان صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقرأ في الأولى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136] آية البقرة وفي الثانية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالوْا} [آل عمران: 64] إلي قوله (مسلمون) آية ال عمران لأن المراد بتخفيفهما التخفيف النسبي أو التخفيف لما عدا القيام من القرآن أو أن ذلك في بعض الأحيان أو أن المراد عدم تطويلهما على الوارد فيهما حتى لو قرأ المصلي في الأولى آية البقرة وألم نشرح والكافرون وفي الثانية آية آل عمرأن وألم تر كيف والإخلاص لم يكن مطولًا تطويلًا يخرج به عن حد السنة والاتباع وروي أبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في الثانية {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} [آل عمران: 53]، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة: 119] ولا تسأل عن أصحاب الجحيم فيسن الجمع ليتحقق الإتيان بالوارد أخذا مما قاله المصنف في ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا كبيرًا واعترض وسيأتي بما فيه وروي مسلم وغيره أنه قرأ فيهما بسورتي الإخلاص والكافرون وصح نعم السورتان تقرأ بهما في ركعتي الفجر قل يأيها الكافرون وقل هو الله أحد رواه الترمذي وحكمه جمعهما
وهو جالس: "اللهُم رَب جِبرِيلَ وإسْرَافِيلَ وَمِيكائِيلَ ومُحَمدٍ النبي صلى الله عليه وسلم أعُوذُ بِكَ مِنَ النار
ــ
توحيد العلم وتوحيد العمل وتوحيد المعرفة وتوحيد الاعتقاد فقل هو الله أحد متضمنة للتوحيد العلمي والاعتقادي لاشتمالها على ما يجب إثباته له تعالى من الأحدية والصمدية المثبتان كل كمال ومنه نفي النقائص ومنها الوالد والولد وإثبات الكفؤ وما يجوز وما يستحيل وتضمنت أكمل كمال ونفى كل شبه له وهذه هي مجامع التوحيد ومن ثم عدلت ثلث القرآن إذ هو إما إنشاء وهو إما أمر أو نهي أو إباحة وهذا ثلث هاما خبر وهو إما عن الخلق وهذا ثلث ثان أو عن الخالق وصفاته وأحكامه وهذا ثلث ثالث مندرج في سورة الإخلاص فلذا عدلت ثلث القرآن وخلصت قارئها من الشرك العلمي كما خلصته سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] من الشرك العملي. قوله: (وهُو جالِس) الجملة حالية وهي في رواية ابن الحاكم كما يفهم من كلام صاحب السلاح وكذا النعت بقوله النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (اللهم رب جبريل إلخ) إنما خصهم بالذكر وإن كان تعالى رب كل شيء لما تقرر في القرآن والسنة من نظائره من الإضافة إلي كل عظيم المرتبة وكبير الشأن دون ما يستحقر ويستصغر فيقال له سبحانه رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ورب الملائكة ورب المشرقين ورب المغربين ونحوه مما هو وصف له بدلائل العظمة وعظم القدرة والملك ولم يستعمل فيما يستحقر ويستصغر فلا يقال رب الحشرات وخالق القردة والخنازير وشبهها على سبيل الإفراد وإنما يقال خالق المخلوقات وحينئذٍ تدخل هذه في العموم وقال القرطبي خص هؤلاء الملائكة بالذكر تشريفًا لهم إذ بهم ينتظم هذا الوجود إذ أقامهم الله تعالى في ذلك قال في الحرز والظاهر أن مراتب فضلهم على ترتيب ذكرهم اهـ.
وقال ابن الجزري في مفتاح الحصين خصهم بالذكر وكذا رب العرش العظيم ونحوه من دلائل العظمة لعظمة شأنه فإنه رب كل شيء اهـ، وقد يقال إن حياة القلب بالهداية وهؤلاء الثلاثة موكلون بالحياة فجبريل بالوحي وهو سبب حياة القلوب ميكائيل بالقطر الذي هو سبب حياة الأبدان وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعودة الأرواح إلى الأجساد فالتوسل إلى الله سبحانه بربوبية هذه
ثَلاثَ مَرَاتٍ".
وروينا فيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قال صَبيحَةَ يَوْمِ الجُمُعَةِ قَبْلَ صَلاةَ الغَدَاةِ: أسْتَغْفِرُ اللهَ الذِي لا إلهَ إلَّا هُوَ
ــ
الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة له تأثير عظيم في حصول الحاجات ووصول المهمات وورد في أثر أن اسم جبريل عبد الله وإسرافيل عبد الرحمن وذكر الجزولي من المالكية في شرح الرسالة إنما سمي إسرافيل لكثرة أجنحته وسمي ميكائيل لكونه وكل بالمطر والنبات يكيله ويزنه. قوله: (ثَلاثَ مَرَات) ظرف ليقول.
قوله: (وَرَوينَا فيهِ) أي في كتاب ابن السني قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني هذا حديث غريب وسنده ضعيف جدًّا وذكر الطبراني أنه لا يروي عن خصيف إلَّا بهذا الإسناد وخصيف بمعجمة مهملة فتحتية ففاء مصغر محدث مشهور فيه مقال لم يسمع من أنس أي ففي الحديث راو محذوف بينه وبين أنس والراوي عن خصيف متروك قال الحافظ وأخرج ابن السني الحديث من طريق إسحاق بن خالد عن عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي عن خصيف عن أنس وقد ذكر ابن حبان في الضعفاء أن إسحاق بن خالد روى عن عبد العزيز هذا شبيهًا بمائة حديث كلها مقلوبة قال الحافظ ولأصل هذا الذكر شاهد حسن أخرجه أبو داود والترمذي من رواية بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه عن جده وليص فيه تقييد بوقت وفي آخره وإن كان فر من الزحف بدل وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر وسيأتي في كتاب الاستغفار إلَّا أن المصنف أخرجه من حديث ابن مسعود وقال أخرجه أبو داود والترمذي وفيه نظر وله شاهد آخر عن أبي سعيد أخرجه الترمذي وآخر عن ابن مسعود أخرجه الحاكم وليس فيهما أيضًا تقييد بوقت اهـ. قوله: (قَبل صَلاةِ الغداةِ) يعني صلاة الفرض وفي الحديث الدليل على جواز إطلاق الغداة على الصبح أي وسيأتي في كتاب حفظ اللسان دليل عدم كراهة ذلك. قوله: (أَسْتَغْفِرُ الله) أي أطلب غفرانه على سبيل الدعاء والسؤال وأستغفر يتعدى إلى مفعولين ثانيهما بنفسه تارة كقول الشاعر:
أستغفر الله ذنبًا لست محصيه
وبحرف الجر أخرى كقول