الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
في بقية العلوم الخمسة
وضوح القرآن الكريم في بيان الصفات:
من المعلوم أن نزول القرآن الكريم إنما كان إصلاح النفوس البشرية، وتهذيب معاشر الناس سواء كانوا عرباً أو عجماً، بدواً أو حضراً، ولذلك اقتضت الحكمة الإلهية أن لا يخاطب الناس في "التذكير بآلاء الله". إلا ما تسعه معلوماتهم، وتحيط به مداركهم، وأن لا يخوض في البحوث الدقيقة والتحقيقات النادرة، فقد تعرض القرآن الكريم للأسماء والصفات الإلهية بطريقو واضحة سهلة، يدركها جميع أفراد البشر بفطرتهم، وبمداركهم التي أدوعت في أصل خلقهم من دون حاجة إلى ممارسة الفلسفة الإلهية، أو علم الإلهيات وعلم الكلام.
إثبات الخالق في القرآن:
فأثبت القرآن - مثلاً - وجود الخالق إجمالاً، إذ أن علمه مركوز في فطر بني آدم، ويتساوى فيه جميع أفرادهم ولا تجد طائفة من الناس في المناطق المعتدلة أو القريبة منها تنكر هذا العلم، وتستغرب وجود الخالق!
الصفحات الإلهية في القرآن:
ثم لما كان إثبات الصفات الإلهية بذكر كنهها وحقائقها ودقيق مسائلها مستحيلاً في حقهم، وكان تركهم من دون إطلاع على هذه الصفات الإلهية يحرمهم من معرفة الربوبية - التي هي أنفع وسيلة في تهذيب النفوس البشرية - كان حكمة الله - تعالى - وهو أحكم الحاكمين - أن يختار من الصفات البشرية التي نعهدها ونشاهدها والتي نتمادح بها ونفتخر بالتحلي بها، صفات كريمة عديدة تستعمل لأداء معان غامضة دقيقة لا تبلغ جلالها وعظمتها عقول البشر، ثم يجعل قوله الفصل:
ترياقاً لداء الجهل العضال، وعلاجاً لقلة البصر والإدراك، ونهى عن استعمال تلك الصفات البشرية التي يخشى منها جموح الأوهام والظنون نحو العقائد الباطلة كإثبات الولد، والبكاء، والجزع وما إلى ذلك.
خطر الخوض في الصفات بدون توقيف:
وإذا أنعمت النظر وتأملت مسألة الصفات الإلهية بدقة