الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث في
أسباب النزول
صعوبة موضوع أسباب النزول:
ومن المواضيع الصعبة أيضاً معرفة أسباب النزول، ووجه الصعوبة في هذا الباب كذلك اختلاف المتقدمين والمتأخرين فيها.
معنى نزلت في كذا:
وما يستفاد من استقراء كلام الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أنهم لا يقولون "نزلت في كذا" لمجرد بيان الحديث الذي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان سبباً لنزول تلك الآية:
بل إنهم يستعملون هذا التعبير أحياناً لبيان ما تنطبق عليه الآية وتصدق عليه مما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده (فهو بيان لصورة من الصور التي تصدق عيلها الآية) فيقولون عند ذاك "نزلت في كذا" ولا يلزم في مثل هذا الموضع أن
تنطبق جميع القيود الواردة في الآية على الحادث، بل يكفي أن ينطبق أصل الحكم الوارد فيها.
وتارة يكون قد أورد بعض الصحابة رضي الله عنهم في حضرته صلى الله عليه وسلم سؤالاً. أو يقع حادث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويكون هو صلى الله عليه وسلم قد استنبط حكمه من آية من الآيات وتلاها عليهم في ذلك الباب، فيحكون هذا الحادث ويقولون "نزلت الآية في كذا" وتارة يقولون عند ذلك "فأنزل الله - تعالى - قول كذا" أو "فنزلت كذا". وإذا عبر أحد عن ذلك بتكرار نزول الآية فله كذلك مساغ.
روايات المحدثين التي لا علاقة لها بأسباب النزول:
ويورد المحدثون في هذا الباب أشياء كثيرة ضمن الآيات القرآنية لا علاقة لها بأسباب النزول مثل: استشهاد الصحابة رضي الله عنهم بآية من الآيات القرآنية في مناظراتهم. أو تمثلهم بىية، أو تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم آية من الآيات للاستشهاد على كلامه، أو رواية حديث يوافق الآية في أصل غرضها وفحواها أو في تعيين موضع نزولها، أو تحديد أسماء المذكورين فيها بصورة مبهمة، أو بيان طريق التلفظ بكلمة قرآنية، أو في فضل الآيات والسور، أو بيان طريقة امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر من أوامر القرآن الكريم.