الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحكامها ولاحظت عادات العرب ورسومهم وتقاليدهم، وتشريعات الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم التي هي بمنزلة المصلح والمهذب لها تدرك لكل حكم من أحكامها سبباً من الأسباب وتتوصل في كل أمر ونهي من أوامرها ونواهيها إلى مصلحة مرعية من المصالح، وتفصيل ذلك يطول.
دور التشريعات الإسلامية في إصلاح الملة الحنيفية المحرفة:
وبالجملة فإن العبادات من الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج والأذكار كانت قد تعرضت للإهمال والتساهل العظيم في أدائها والقيام بها، ولاختلاف الناس - لجهل أكثرهم بها وغفلتهم - في مشروعيتها، وتسرب التحريفات الجاهلية إليها فنزل القرآن العظيم وقضى على هذه الفوضى والاختلال، وأقام اعوجاجها وعدلها وسواها.
وكانت الحياة الاجتماعية والعائلية فيها كثير من التقاليد المجحفة والطقوس الجائرة وعوامل البغي والعدوان وهكذا كان شأن الحكم والسياسة من الاختلال والاضطراب والفوضى.
فضبط القرآن العظيم أصول هذه القضايا، وحدد لها حدوداً وشرع لها تشريعات خاصة.
حقيقة الصغائر والكبائر:
ولقد كانت كثير من الكبائر والصغائر راجعة إلى هذا الأصل ومتعلقة بهذا الباب.
القرآن أجمل والسنة فصلت:
وقد جاءت أحكام الصلاة ومسائلها في القرآن العظيم مجملة واستعمل لفظ "الإقامة"، للصلاة، الذي تناوله النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل بالأمر ببناء المساجد والجماعة وبيان المواقيت، كذلك ورددت أحكام الزكاة باختصار وإيجاز، وفصلها النبي صلى الله عليه وسلم أيما تفصيل، وجاء ذكر الصوم أيضاً في سورة البقرة، والحج والجهاد والقتال في سورتى البقرة والأنفال ومواضع متفرقة أخرى، وذكر الحدود في سورة المائدة والنور وجاءت المواريث في سورة النساء، وأحكام النكاح والطلاق في سورة البقرة والنساء والطلاق، وغيرها من السور.
قسم آخر من الأحكام في القرآن:
وبعد أن مضى هذا القسم من الأحكام الذي تعم فائدته جميع أفراد الأمة، تذكر قسماً آخر (يتعلق بالحوادث والوقائع الخاصة وإن كان حكمها عاماً) وكانت صور تشريعه كما تلي:
* فتارة كانوا يسألون في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فيرد النبي صلى الله عليه وسلم (فيكون ذلك طريقاً للتشريع) .
* أو تقع حادثة يجود فيها المؤمنون بأنفسهم وأموالهم ويجبن فيها المنافقون ويبخلون، فيمدح الله - تعالى - في كتابه المؤمنين، ويذم المنافقين ويتوعدهم وينذرهم بالعذاب الأليم.
* أو تقع حادثة من حوادث الغلبة على الأعداء وكف عدوانهم وأضرارهم، فيمن الله - تعالى - بذلك على المؤمنين ويذكرهم بنعمته وفضله في كتابه الحكيم.
* أو تحدث حالة من الحالات تقتضي تنبيهاً وزجراً أو إيماءاً وتعريضاً أو أمراً أو نهياً، فينزل الله - تعالى - ما تقتضيه الحال وتستدعيه الأوضاع الخاصة.
فلابد للمفسر من ذكر هذه القصص (التي لا تنكشف معاني الآيات إلا ببيانها) بطريق الإجمال.
بعض الأمثلة من هذه القصص:
فقد وردت التعريضات بقصة غزوة بدر في سورة الأنفال وبقصة أحد في سورة آل عمران، وقصة غزوة الخندق في سورة الأحزاب، وفصة الحديبية في سورة الفتح، وقصة بني النضير تبوك في سورة البراءة، ووردت الإشارة إلى حجة الوداع في سورة المائدة، والإشارة إلى قصة زواج زينب - رضي الله