الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتارة بمعنى اعتقد كما في قوله - تعالى -:
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ} .
وأما كلمة "شيء" فتأتي أحيانا مكان الفاعل، وأحيانا مكان المفعول به، وتارة مكان المفعول المطلق وغير ذلك، وأمثلته كما يلي:
- {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي: من غير خالق.
- {فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ} أي: عن شيء مما يتوقف فيه من أمري.
الأمر والنبأ والخطب:
ويراد بالأمر والنبأ والخطب أحيانا المخبر عنه، مثل قوله - تعالى -:{هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} أي قصة عجيبة.
معاني الخير والشر:
كذلك كلمتا الخير والشر وما يأتي في معناهما يختلف المراد منهما حسب اختلاف المجال والمواضع.
التقديم والتأخير في الآيات:
ومن هذا القبيل التقديم والتأخير في الآيات الكريمة فيكون محل آية - مثلا - في آخر القصة المذكورة فيبادر.
إليها أحياناً، وتورد قبل إكمال حلقات القصة، ثم تكون العودة إلى القصة وتكمل فصولها وحلقاتها.
وأحياناً تكون الآية الكريمة متقدمة في النزول، ولكنها متأخرة في التلاوة مثل قوله - تعالى -:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} متقدم نزولا، وقوله - تعالى -:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} إلخ متأخر ونزولا، ولكنها في التلاوة بالعكس.
وتارة يورد الجواب في تضاعيف حكاية أقوال الكفار واعتراضاتهم كقوله - تعالى -: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} .
وبالجملة فإن هذه المباحث تحتاج إلى تفصيل كثيرة، وفيما قلناه كفاية، وإذا كان القراء الكرام يستحضرون هذه الأمور ويحفظونها فإنهم لدى تلاوتهم للقرآن الكريم يدركون - بأدنى تأمل ونظر - غرض الكلام ومغزاه، ويقيسون غير المذكور على المذكور، وينتقلون من مثال إلى أمثلة أخرى كثيرة والله هو الموفق.