الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكون عبارة عن كلمة واحدة أو عن تركيب كلمتين، أو أكثر. وهم يتغنون بها كالقصائد، ويتمتعون بها.
فالحاصل - إذن - أن لكل قوم قونوناً وضوابط خاصة لكلامهم المنظوم مع القدر المشترك الذي ألمحنا إليه.
متعة الناس بالأصوات المطربة والأنغام الحلوة:
وعلى هذا تجد جميع أصناف الناس وشعوبهم يجدون متعة ولذة غريبة في الأصوات والألحان، المطربة الجميلة، والنغمات الموسيقية الفاتنة، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا أن طرق تنغيمهم وأساليب تلحينهم، وقواعد الغناء عندهم تختلف فيما بينهم.
أوزان اليونانيين للألحان:
وقد وضع اليونانيون عدداً من الأوزان لهذه الألحان ويسمونها "المقامات" وقد استنبطوا من المقامات أصواتاً، وأقساماً واستخرجوا أنغاماً وألحاناً جعلوها فناً مبسوطاً مفصلا مستقلا، مع ضبط القواعد والأصول.
أوزان الهنود وألحانهم:
كذلك وضع الهنود ستة ألحان، ثم استخرجوا منها نغمات وتلحينات متعددة، وقد رأينا أهل الريف منهم الذين لا يعرفون هذين المصطلحين، اخترعوا لهم تركيباً خاصاً ولحنا خاصا حسب سليقتهم الفطرية وذوقهم الفني، ووضعوا لأنفسهم أوزاناً من دون أن يضبطوا لها القواعد والكليات، ويستقضوا
لها الجزئيات، فينشدونه في نواديهم ومحافلهم ويشيعون فيها العذوبة، والمتعة، ويشعلون فيها الحرارة.
العقل ينظر إلى القدر المشترك، والذوق ينظر إلى الحلاوة الخالصة:
ونحن - عندما - ننظر هذه الخلافات ونتأمل فيها لا نخرج بنتيجة إلا أن القدر المشترك بينها هو التوافق التقريبي، لا غير، والعقل ينظر إلى هذه الحقيقة الإجمالية، والقدر المشترك، ولا هم له في التفاصيل، والذوق السليم يحب العذوبة الخالصة ولا علاقة له بالبحر الطويل أو المديد.
مراعاة القرآن الكريم لهذا الذوق الإجمالي المشترك:
وحينما شاء الله - جلت قدرته - أن يخاطب هذا الإنسان المصنوع من قبضة من طين (شاءت قدرته ورحمته) أن يراعي هذا الحسن الإجمالي والجمال المشترك، لا تلك القواعد المصطلحة التي يأخذها شعب، وتميل إليها جماعة دون أخرى. وحين شاءت حكمة الملك القدوس - عز شأنه - أن يخاطب الناس على قدر كلامهم، كان منه أن ضبط هذه الأصل البسيط والسر المشترك في كلامه. لا تلك القوانين والضوابط التي تتغير حسب تغير الذوق والعصر، والتي لا تستقر على حال واحد.
مراعاة القوانين الاصطلاحية دليل على العجز والجهل والقرآن منهما بريئ:
والحقيقة - التي ينبغي أن يتفطن لها - أن مراعاة