الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القوانين الاصطلاحية والتقيد بها دليل على العجز والجهل، وأما مراعاة الحسن الإجمالي والقدر المشترك الذي لا يفوت في أي حال من أحوال الكلام، ولا أي صفة من صفاته، ويرافق الكلام في لينه وشدته، ووهادة ونجاده، من دون إلمام بالقواعد الاصطلاحية، واستعمال للضوابط العرفية إنما هو الإعجاز برأسه، الخارج عن حد الطوق البشري. ولا شك أن الله - جلت قدرته - اختار هذه الطريقة المعجزة. (التي تكل عن إدراكه - حقه - والصعود إلى مرتقاه قوى البشر أجمعين) .
مراعاة القرآن الكريم للجاذبية الصوتية دون البحور الشعرية:
ومن هنا نستنبط قاعدة مهمة، وهي أن الله تبارك وتعالى قد راعى في أكثر سور كتابه الحميد الجاذبية الصوتية وامتدادها، وجمالها وتأثيرها، لا البحر الطويل والبحر المديد أو غيرهما من البحور الشعرية.
فواصل الآيات القرآنية:
واعتبر في الفواصل انقطاع النفس بالمدة، أو ما تستقر المدة عليه، لا قواعد فن القافية، وهذا المبحث يحتاج إلى بسط وتفصيل، واجتزىء هنا بالقدر اليسير فلنتأمل فيما يأتي:
اعتبار الامتداد الصوتي هو الوزن في القرآن الكريم:
إن دخول النفس في الحلقوم وخروجه منه أمر طبيعي في الإنسان (كما هو أمر طبيعي في كل حيوان) وإن تمديد النفس
وتقصيره مما هو في قدرة الإنسان، ولكنه إذا تركه على سجيته وفطرته من دون تمديد وتمطيط أو تقصير، فإن له امتداداً خاصاً.
والإنسان عندما يبدأ يتنفس، يجد الخفة والسرور والنشاط ثم ينقطع النفس شيئاً فشيئاً حتى ينقطع كلياً، ويضطر الإنسان إلى أخذ النفس الطازج الجديد.
إن هذا الامتداد الخاص للنفس الإنساني لا يمكن أن يحد بحد معين معلوم، بل هو محدد بحد مبهم، ومقدر بمقدار مضطرب بين أفراد البشر قد يختلف بزيادة كلمتين أو ثلاثة أو قدر الربع للكلمة والثلث عند شخص، وبنقصان كلمتين أو ثلاث أو قدر الربع للكلمة والثلث عند آخر، ولا يخرجه ذلك عن الحد المشترك.
كما يسمح فيه باختلاف عدد الأوتار والأسباب، وتقديم بعض الأركان على بعض كذلك.
وعلى كل فإن الله سبحانه وتعالى قد اعتبر هذا الامتداد للنفس (في حده المشترك الوسط) هو الوزن في كتابه الكريم، وقسمه ثلاثة أقسام.
1 -
الطويل.
2 -
المتوسط.
3 -
القصير.