الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قدر إقامته بمكّة بعد البعثة
أقَامَ في مَكَّةَ بعدَ البِعثَةِ
…
ثلاثَ عَشْرةَ بغيرِ مِرْيةِ
وقيلَ: عَشْرًا، أو فخمسَ عشْرَهْ
…
قولانِ وهَّنُوهُما بمَرَّهْ «1»
فكانَ في صَلاتهِ يَستقبِلُ
…
بمكةَ القُدسَ، ولكنْ يَجعَلُ
البيتَ منْ بينِ يديهِ أيضا
…
فيما أتى تَطوّعًا أو فَرْضا «2»
قال الحافظ: (أخرج الزبير بن بكار عن عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك، فيقول: أحد أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول: أحد أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا، وهذا مرسل جيد، يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي ص إلى الإسلام حتى أسلم بلال، والجمع بين هذا وبين حديث عائشة- أي: عند البخاري- أن يحمل قوله: «ولم ينشب ورقة أن توفي» أي: قبل أن يشتهر الإسلام ويؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد) .
(1)
قوله: (وهنوهما بمرة) ليس بمسلّم، فقد أخرج البخاري عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم (4464) ، والحاكم (2/ 626) عن عروة، والطبري في «تاريخه» (2/ 383) عن أنس وابن عباس وسعيد بن المسيب وعمرو بن دينار رضي الله عنهم:(أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة عشرا) ، وأخرج مسلم (2353)، والحاكم (2/ 627) والطبري في «التاريخ» (2/ 386) عن ابن عباس:(أن النبي ص مكث بمكة خمس عشرة سنة) ، أما القول الذي أورده المصنف.. فأخرجه البخاري (3902) ، ومسلم (235) ورجحه الحافظ في «الفتح» (8/ 151)، ويجمع بين الأقوال: أن من قال بالعشرة لم يعد السنوات الثلاث في أول البعثة وقبل الأمر بإظهار الدعوة، ومن قال بخمس عشرة أخذ بقول من قال: إن النبي ص توفي وعمره خمس وستون سنة، وقال المناوي في «العجالة السنية» (ص 59) :(والثالث: حسب معها السنتين اللتين كان يرى فيهما الضوء والنور ويسمع الصوت ويرى الرؤيا فتجيء كفلق الصبح) والله أعلم.
(2)
في هامش (ب) : (وقال آخرون: إنه عليه السلام صلى أول ما صلى إلى الكعبة، ثم إنه
وبعدَ هجرةٍ كذا للقُدْسِ
…
عامًا وثُلثًا، أو ونصْفُ سُدْسِ «1»
وحُوِّلتْ منْ بعدِ ذاكَ القِبلةُ
…
لكعبة الله ونعم الجهة «2»
صرف إلى بيت المقدس، ومن الناس من قال: كانت صلاته عليه السلام إلى بيت المقدس من حين فرضت الصلاة بمكة إلى أن قدم المدينة، ثم بالمدينة إلى وقت التحويل، قال أبو عمر: وأحسن من ذلك قول من قال: إنه عليه السلام كان يصلي بمكة يستقبل القبلتين، فذكر القول الذي قاله شيخنا، وله مستند من حديث ابن عباس) .
(1)
قوله: (أو ونصف سدس) أي: عاما وثلثا ونصف سدس أيضا فتكون ستة عشر أو سبعة عشر شهرا- كما روى البخاري (40) - ورجح الحافظ في «فتح الباري» (1/ 96) القول الثاني، فانظره تستفد.
(2)
في هامش (ب) : (كم أقام عليه السلام يصلي إلى بيت المقدس بعد مقدمه المدينة؟ عشرة أقوال، وهي روايات: ستة عشر شهرا- وهو المعتمد؛ إذ في «صحيح مسلم» الجزم بها عن البراء فتعينت- الثاني: سنتان، 3- تسعة عشر شهرا، 4- ثمانية عشر شهرا، 5- سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام، 6- سبعة عشر شهرا، وهو قريب من الذي قبله، 7- ثلاثة عشر شهرا، 8- ثمانية أشهر، 9- تسعة أشهر، 10- شهران) .