الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب
لمّا فشَا الإسلامُ، واشتَدَّ على
…
مَنْ أسلمَ البَلاءُ.. هاجروا إلى
أَصْحَمَةٍ، في رجَبٍ مِنْ سنةِ
…
خمسٍ مَضَتْ لهمْ مِنَ النبوةِ
خَمسٌ من النّساءِ، واثنَا عَشرَا
…
مِنَ الرجالِ، كُلُّهُمْ قدْ هَاجَرا «1»
عثمانُ معْ زوجتِهِ رُقَيَّهْ
…
أسْبَقُهُمْ للهجرةِ المَرْضِيّهْ «2»
مُصعبُ، والزبيرُ، وابنُ عَوْفِ
…
وحَاطبٌ، فأَمِنوا مِنْ خَوفِ
كذا ابنُ مظعونِ، ابنُ مسعودٍ، أبو
…
سَلَمَةٍ، وزوجُهُ تُصَاحِبُ
أبو حُذَيْفةٍ أبوهُ عُتْبَةُ
…
وزوجُهُ بنتُ سُهَيْلٍ سَهْلَةُ «3»
وابنُ عميرٍ هاشمٌ «4» ، وعامرُ
…
ابنُ ربيعةَ الحَليفُ الناصرُ
(1) في هامش (ب) : (وقيل: أحد عشر وامرأتان، وعن كتاب «الإقتصار على صحاح الأخبار» : عشرة رجال وأربع نسوة، وأميرهم عثمان بن مظعون، وأنكر ذلك الزهري فقال: لم يكن لهم أمير) .
(2)
في هامش (ب) : (وقيل: إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس أخو سهيل بن عمرو، وقيل: سليط بن عمرو) .
(3)
في هامش (ب) : (هي أم سلمة بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها .
(4)
ابن عمير: هو منصور بن عمير بن هاشم، وقوله:(هاشم) بالرفع؛ أي: هاشم أبوه، والحذف للضرورة كقول الشاعر:
أنساب سيّد الورى على الرّتب
…
هو ابن عبد الله عبد المطّلب
وزوجُهُ ليلى، أبو سَبْرَةَ مَعْ
…
زوجتِهِ- أي: أمِّ كُلْثومٍ- جُمَعْ «1»
وَخَرَجَتْ قريشٌ في الآثارِ
…
لم يصِلوا منهُمْ لأخْذِ الثَّارْ
فجاوَرُوهُ في أتمّ حالِ
…
ثمَّ أتَوْا مَكةَ في شَوَّالِ
مِنْ عامِهِمْ، إذ قيلَ: أهلُ مكةِ
…
قدْ أسلمُوا، ولمْ يكنْ بالثَّبَتِ «2»
فاسْتَقبلُوهُمْ بالأذى والشدَّةِ
…
فرجعوا للهجرة الثّانية
في مئة عَدُّ الرجالُ منهُمُ
…
اثنانِ منْ بعدِ الثمانينَ هُمُ
فنزلَوا عندَ النجاشيِ على
…
أتَمّ حالٍ، وتغيَّظَ المَلا
على النبيّ، وعلى أصحابِهِ
…
وكتبَ البغيضُ في كتابِهِ
على بنِي هاشِمٍ الصحيفَهْ
…
وعلّقت بالكعبة الشّريفه
أن لا يناكحوهم ولا ولا «3»
…
وحُصِروا في الشّعبِ حتى أقبَلا
أوّل عام سبعة للبعث
…
قاسموا به جَهْدًا بشَرّ مُكْثِ
وسُمعتْ أصواتُ صبيانِهِمُ
…
فسَاءَ ذاكَ بعضَ أقوامِهِمُ
وأُطلعَ الرسولُ أن الأرَضَهْ
…
أكلتِ الصحيفةَ المُبَغَّضهْ
ما كانَ مِن جَوْرٍ وظلمٍ ذَهَبَا
…
وبَقِيَ الذكرُ كما قدْ كتبا
(1) ليلى: هي بنت أبي حثمة بن غانم، وأبو سبرة: هو ابن أبي رهم العامري، وامرأته: هي أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو. وفي تحديد أسماء المهاجرين إلى الحبشة خلاف بين أهل السير، فانظرها في مظانها.
(2)
قوله: (لم يكن بالثبت) أي: إسلام أهل مكة لم يثبت.
(3)
قوله: (ولا ولا) أي: ولا ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم.
فوجَدوا ذاكَ كمَا قالَ، وَقَدْ
…
شُلَّتْ يدُ البغيض «1» والله الصّمد «2»
فلبسوا السّلاح ثمّ أخرجوا
…
مِنْ شَعبهِمْ، وكانَ ذاكَ المَخرجُ «3»
في عامِ عَشْرةٍ بغيرِ مَيْنِ
…
وقيلَ: كانَ مُكثُهُمْ عامَينِ
(1) في هامش (ب) : (البغيض: هو بغيض بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وفي «سيرة ابن هشام» : أن كاتبها: منصور بن عكرمة، فشلت يده فيما يزعمون. ويقال: إن كاتبها: هشام بن عمرو بن الحارث العامري، ذكره ابن سيد الناس أيضا، فتحررت الأقوال في كاتبها ثلاثة أشخاص، والله أعلم، ولعل الثلاثة كتب كل بعضا، فأطلق عليه أنه كتب، وهشام قد أسلم، وهو من المؤلفة، وبغيض ومنصور الظاهر هلاكهما على الكفر، والله أعلم، لأني لم أر من ذكرهما في الصحابة) .
(2)
والله الصمد: قسم.
(3)
في هامش (ب) : (ساق ابن سيد الناس في «سيرته» عن ابن شهاب، فذكر قصة دخولهم في الشعب، وفيه: ولم تترك الأرضة في الصحيفة اسما لله عز وجل إلا لحسته، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم، ثم قال: وقال ابن هشام: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله ص قال لأبي طالب: يا عم؛ إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسما لله إلا أثبتته فيها، ونفت منها القطيعة والظلم والبهتان، وهذا الذي نظمه شيخنا وترك الأول والله أعلم، فيحتمل أنهم كتبوا صحيفيتن، فعلقت الواحدة، والآخرى عندهم، فاتفق لهذه كذا ولهذه كذا، والله أعلم) .