المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم - ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية

[العراقي]

فهرس الكتاب

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌أمّا بعد:

- ‌تقديم

- ‌أما بعد:

- ‌اعتناء العلماء ب «ألفية السيرة»

- ‌ترجمة الحافظ العراقيّ رحمه الله تعالى

- ‌اسمه ونسبه

- ‌مولده ونشأته

- ‌شيوخه

- ‌تلاميذه

- ‌صفته

- ‌ثناء العلماء عليه

- ‌وفاته

- ‌مصنفاته

- ‌وصف النّسخ الخطّيّة

- ‌الأولى:

- ‌الثّانية:

- ‌الثّالثة:

- ‌الرّابعة:

- ‌منهج العمل في الكتاب

- ‌صور المخطوطات المستعان بها

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌أسماؤه الشّريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نسبه الزّكيّ الطّيّب الطّاهر صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مولده وإرضاعه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كفالة أبي طالب له صلى الله عليه وسلم

- ‌قصّة بناء الكعبة

- ‌بدء الوحي

- ‌قدر إقامته بمكّة بعد البعثة

- ‌ذكر السّابقين للإسلام

- ‌سبب إسلام ابن مسعود

- ‌اجتماع المسلمين بدار الأرقم

- ‌ذكر تأييده صلى الله عليه وسلم بمعجزة القرآن

- ‌ذكر كفاية الله المستهزئين

- ‌ذكر مشي قريش في أمره صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب

- ‌ذكر قدوم وفد نجران

- ‌ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة

- ‌ذكر أذى قريش لنبيّ الله وللمستضعفين

- ‌ذكرِ انشقاقِ القمرِ

- ‌ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب

- ‌ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

- ‌ذكر وفد الجنّ

- ‌ذكر قصة الإسراء

- ‌ذكر عرض النّبيّ نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الهجرة إلى المدينة

- ‌ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد

- ‌ذكر وصوله صلى الله عليه وسلم إلى قباء ثمّ إلى المدينة

- ‌ذكر صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وصف أمّ معبد له صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أخلاقه الشّريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خلقه صلى الله عليه وسلم في الطّعام والشّراب

- ‌ذكر خلقه صلى الله عليه وسلم في اللباس

- ‌ذكر صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر فراشه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر طيبه وكحله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حجّه وعمره صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر كتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر رسله إلى الملوك صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أعمامه وعمّاته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خدّامه من الرّجال والنّساء صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أفراسه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بغاله وحميره صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر منائحه وديكه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الوفود الّذين وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌كتبها ناظمها عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي بالمدينة الشريفة، وبعضها بالروضة بجوار الحجرة الشريفة

- ‌سماعات النّسخ الخطّيّة (أ)

- ‌سماعات النّسخ الخطّيّة (ب)

- ‌على أصلها ما صورته بخط شيخنا الناظم:

- ‌وعليها ما صورته بخط الناظم شيخنا ابن العراقي:

- ‌أهمّ مصادر ومراجع التّحقيق

- ‌محتوى الكتاب

الفصل: ‌ذكر بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

‌ذكر بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

عدّتها من بعث او سريّة

ستّون فالأوّل بعث حمزة

لنحو سيف البحر من ناحية

ألعيص، لم يقتتلوا بالجملة «1»

فبعثه عبيدة بن الحارث

لرابغ «2» ، أو قبل ذا، أو ثالث

بأنّه شيّع كلّا منهما

معا، لذا أشكل ذا وأبهما

وكان رمي بينهم لم يعدوا

أوّل من رمى بسهم سعد «3»

فبعثه سعدا إلى الخرّار

للعير فاتت، رجعوا للدّار «4»

بعث ابن جحش «5» بعده، أو أوّل

لنخلة، فغنموا، وقتلوا

في سلخ شهر رجب إنسانا «6»

وأنزل الله به قرآنا

(1) سيف البحر- بكسر السين-: ساحله. ناحية العيص- بكسر العين وسكون التحتية-: قرية عامرة تقع في شمال المدينة المنورة، تبعد عن المدينة المنورة (320) كيلومترا، ولا تزال تعرف بهذا الاسم.

(2)

رابغ- بكسر الباء وبغين معجمة- تقع على الطريق القديم بين جدة ومكة، وهي محافظة عامرة، تبعد عن المدينة المنورة من الطريق القديم (260) كيلومترا، وتتبع إمارة منطقة مكة المكرمة.

(3)

لم يعدوا: لم يجاوزوا الرمي إلى سلّ السيوف. سعد: هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه.

(4)

الخرّار- بفتح الراء المشددة-: موضع قرب الجحفة، وقيل غير ذلك، وقوله:(للدار) يعني المدينة المنورة.

(5)

قوله: (ابن جحش) هو عبد الله بن جحش الأسدي.

(6)

في هامش (ب) : (هو عمرو بن الحضرمي، رماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم فقتله) .

ص: 105

أي: يَسْئَلُونَكَ «1» أزالت كربا

وبأمير المؤمنين لقّبا

فبعثه عميرا الخطميّا «2»

لقتل عصما؛ هجت النّبيّا

فبعث سالم إلى أبي عفك

قتله؛ آذى النّبيّ وأفك «3»

فبعثه محمّد بن مسلمه

في رفقة لقتل كعب الملأمه «4»

جاؤوا برأسه، فإذ رموه

قال لهم: أفلحت الوجوه

فبعثه زيدا إلى القردة

ماء بنجد، بقريب غمرة «5»

فحصّلوا مئة ألف مغنما

وأسروا فرات «6» ، ثمّ أسلما

فبعده بعث ابن عبد الأسد

لقطن؛ لولدي خويلد «7»

(1) قوله: (أي: يسألونك) إشارة إلى قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ.

(2)

قوله: (عمير) هو ابن عدي بن خرشة الأنصاري الخطمي، قتل عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام وتحرض على المسلمين وتؤذيهم، انظر «الإصابة» (3/ 34) .

(3)

قوله: (سالم) هو: ابن عمير بن عبد الله بن ثابت الأنصاري الأوسي، و (أبو عفك) : يهودي من بني عمرو بن عوف، كان أبو عفك يؤذي النبي ص ويحرض عليه. أفك: كذب.

(4)

الملأمة: هو الذي يفعل ما يلام عليه، كما قال المناوي في «العجالة» (ص 278) .

(5)

غمرة: موضع بين نجد وتهامة من طريق الكوفة. قوله: (زيدا) هو ابن حارثة رضي الله عنه.

(6)

قوله: (فرات) هو ابن حيان بن ثعلبة اليشكري العجلي، كان عينا لأبي سفيان في حروبه، فلما أسر أسلم وحسن إسلامه، انظر «الإصابة» (3/ 196) .

(7)

قوله: (ابن عبد الأسد) هو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. قطن- بفتح القاف والطاء المهملة-: جبل في ديار عبس بن بغيض عن يمين النباج والمدينة، بين أثال وبطن الرمة، وهو جبل فيه مياه، ولا يزال معروفا غرب منطقة القصيم شرق عقلة الصقور، يراه المتجه إلى المدينة المنورة عن يمينه رأي العين، ويبعد عن بريدة غربا نحو (160) كيلومترا.

ص: 106

طليحة مع أخيه سلمه

قد جمعا حرب نبيّ المرحمه

فلم يصل حتّى تفرّق الملا

وغنموا شاء لهم وإبلا

يليه بعث ابن أنيس «1» ، العامد

لقتل سفيان، هو: ابن خالد «2»

إبن نبيح، كان صوب عرنه «3»

يجمع للنّبي، فلمّا أمكنه

إحتزّ رأسه، فلمّا أحضره

دعا له، وخصّه بمخصره «4»

فبعثه المنذر والقرّا إلى

بئر معونة، فطابوا نزلا «5»

(1) ابن أنيس: هو عبد الله بن أنيس الجهني الأنصاري.

(2)

ابن خالد: هو سفيان بن خالد بن نبيح، وهو كذلك عند ابن سعد في «الطبقات» (2/ 50) ، والبيهقي في «الدلائل» (4/ 40) ، وابن الجوزي في «المنتظم» (2/ 289) ، وابن سيد الناس في «عيون الأثر» (2/ 55) ، والحافظ مغلطاي في «الإشارة» (239) ، والبرهان الحلبي في «سيرته» (3/ 164) والصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (6/ 57)، والقول الثاني في اسمه: أنه خالد بن سفيان بن نبيح وهو عند ابن خزيمة (982) ، وابن حبان (7160) ، والضياء في «المختارة» (9/ 29) ، وأبي داود (1249) ، وأحمد (3/ 496) ، وأبي يعلى (905) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (9/ 38) ، وابن هشام في «السيرة» (4/ 619) ، والله أعلم.

(3)

عرنة: هو واد ممتد مما يلي مكة يمينا وشمالا وليس من عرفات.

(4)

قوله: (وخصه بمخصرة) أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءه ابن أنيس برأس سفيان بن خالد.. أعطاه عصا وقال له: «تخصّر بهذه في الجنة» ، انظر «طبقات ابن سعد» (2/ 50) .

(5)

المنذر: هو ابن عمرو الأنصاري الخزرجي. بئر معونة: يقع بين جبال يقال لها: أبلى، في طريق المصعد من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وهو في أرض بني سليم وبني كلاب وبني عامر، وكلاهما قريبة من بني سليم (وهي معروفة الآن بقرية السّلمان أو السّلمي) وقد قتل عنده بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرثاهم حسان بقوله:

على قتلى معونة فاستهلي

بدمع العين سحّا غير نزر

ص: 107

فاستشهد السّبعون إلّا كعبا

هو ابن زيد، كان رزآ «1» صعبا

ووجد النّبيّ حزنا، حتّى

قنت شهرا في الصّلاة بحتا «2»

يدعو على القاتل حتّى أنزلا

لَيْسَ لَكَ الآية ربّنا علا «3»

وبعثه إلى الرّجيع مرثدا

أو عاصم بن ثابت، وأسندا «4»

هذا البخاريّ، وفيه خانا

بسبعة منهم بنو لحيانا «5»

وأسروا زيدا خبيبا بيعا

وقتلوا ابن طارق صريعا «6»

ثمّ الّذي ابتاع خبيبا قتله

كذا بزيد مشتريه فعله «7»

وقصدت هذيل رأس عاصم

حمته دبر «8» ، ثمّ سيل عاصم

(1) كذا في (ب) و (ج) : (رزآ) أي: كان استشهادهم مصيبة شديدة صعبة على المسلمين، وقال الأجهوري في «شرحه» (ت 320) :(أي [أن كعب بن زيد] كان مصيبة على أعدائه) . وفي (أ) و (د) : (رتئا) وهي بمعنى شديد القوة، والله أعلم.

(2)

وجد: حزن. بحتا: خالصا.

(3)

وهي قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ.

(4)

الرجيع- بفتح الراء وكسر الجيم وبعين مهملة-: وهو أسفل وادي مدركة، مما يلي هدى الشام، ويعرف عند أهل المنطقة بالبناية. قوله:(مرثدا) هو مرثد بن أبي مرثد الغنوي. وفي هامش (ب) : (بعث الرجيع عند البخاري عشرة رجال، وقال ابن إسحاق: ستة، وعند ابن سعد أنهم عشرة كما رواه البخاري، والسبعة قتلوا وسلم منهم خبيب وزيد بن دثنة وعبد الله بن طارق، فأخذوا من بني لحيان العهد والميثاق أن لا يقتلوا منهم أحدا، ثم قتل عبد الله بن طارق بمر الظهران، وسلم الاثنان، ثم قتلا بمكة) .

(5)

أخرجه البخاري (3989) .

(6)

قوله: (زيدا) هو ابن الدثنّة الخزرجي، وقوله:(خبيبا) هو ابن عدي الأنصاري، وقوله:(ابن طارق) هو عبد الله بن طارق رضي الله عنهم.

(7)

قوله: (الذي ابتاع خبيبا) وهو عتبة بن الحارث. وقوله: (مشتريه) هو صفوان بن أمية.

(8)

الدّبر: الزنابير.

ص: 108

فبعثه محمّد بن مسلمه

للقرظا «1» أصاب منهم مغنمه

شاء لهم ونعما أصابوا

بعضهم، وبعضهم هرّاب

لم يعرضوا للظّعن، أمر رامه

أميرهم، وأسروا ثمامه «2»

فبعثه عكّاشة بن محصن

لغمر مرزوق، مويه لبني «3»

أسد على يومين؛ أي: من فيد «4»

فهربوا، وما لقوا من كيد

وبعثه أيضا إلى ذي القصّة «5»

محمّدا إلى بني ثعلبة

في عشرة، فأحدق الأعراب

بهم، وكانوا مئة، أصابوا

كلّهم قتلا سوى ابن مسلمه

جرح جرحا سالما ما أسلمه

فبعثه لهم أبا عبيده

لم يجد القوم، وحادوا حيده «6»

لكن أصابوا رجلا فأسلما

وغنموا شاء لهم ونعما

(1) القرظا: بالظاء المعجمة، كذا بخط المصنف، وضبطها كتابة المناوي في «العجالة السنية» (ص 283) ، وضبطها الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» (6/ 115) بالطاء المهملة، وهي كذا عند ابن ماكولا في «الإكمال» (7/ 87) وغيره، وهو الراجح، والله أعلم.

(2)

الظعن- جمع ظعينة-: وهي المرأة ما دامت في الهودج. ثمامة: هو ثمامة بن أثال بن النعمان الحنفي اليمامي، انظر «الإصابة» (1/ 204) .

(3)

غمر مرزوق: اسم ماء لبني أسد. مويه- تصغير ماه- وهو: الماء، والهمزة مبدلة من الهاء، والتصغير للوزن.

(4)

فيد: بلد على نصف الطريق بين الكوفة ومكة، قال في «المراصد» :(كان الناس يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم، وما ثقل من أمتعتهم وهي قرب أجاء وسلمى، جبلي طيء) .

(5)

ذي القصة: موضع بطريق العراق على بريد من المدينة. قوله: (محمدا) هو محمد بن مسلمة.

(6)

حادوا حيدة: تنحوا عن مكانهم وصعدوا الجبال.

ص: 109

فبعث زيد لبني سليم

وهم ببطن نخل بالجموم «1»

وقد أصابوا نعما وشاء

وأسروا ما الله منهم شاء

فبعثه للعيص حتّى أخذوا

عير قريش كلّها ونفذوا «2»

وفضّة كثيرة، وأسرى

ممّن مع العير أتوا، والصّهرا «3»

صهر النّبيّ زوج زينب استجار

بها، أجارته، وأهل أن يجار

فبعثه رابعة إلى الطّرف «4»

ماء قريب من مراض، فانصرف

إلى بني ثعلبة أصابوا

أنعامهم، وهرب الأعراب

وبعثه خامسة لحسمى «5»

إلى جذام، فأتاهم هجما

صبحا على القوم، أصابوا العارضا «6»

وأبه هنيدا المعارضا

في قومه لدحية الكلبيّ

فقطعوا طريقه بالقيّ «7»

وكان زيد معه خمس مئه

فأخذوا الأنعام والسّبي فئه

مئة النّساء والصّبيانا

فجاء زيد «8» من جذام، كانا

(1) زيد: هو ابن حارثة. الجموم: ناحية ببطن نخلة من المدينة على أربعة برد.

(2)

نفذوا: ذهبوا بها إلى المدينة المنورة.

(3)

الصّهر: هو أبو العاصي بن الربيع.

(4)

قوله: (رابعة) أي: مرة رابعة. الطرف: ضبطها المصنف بخطه بفتح الراء، وفي «سبل الهدى والرشاد» (6/ 139) بكسرها، والله أعلم.

(5)

حسمى- بكسر الحاء المهملة وسكون السين-: موضع من أرض جذام وراء وادي القرى.

(6)

العارض: هو عارض بن الهنيد بن عارض الصّلعي.

(7)

القيّ: الأرض الخالية.

(8)

زيد: هو زيد بن رفاعة الجذامي.

ص: 110

معه كتاب المصطفى إذ أسلما

له وللقوم فسال المغنما

أموالهم مع حريمهم، فرد

كلّا إليهم وافيا بما عهد

فبعثه أيضا له مؤمّرا

سادسة لوجهة: وادي القرى

به أصيب المسلمون قتلا

وارتثّ «1» زيد من خليط القتلى

بعث ابن عوف «2» بعده لكلب

بدومة الجندل، فاز الكلبي

أميرهم أصبغ «3» بالإسلام

ومعه ناس من الأقوام

وأمر النّبيّ أن يصاهرا

نكح ذاك ابنة ذا تماضرا

فبعثه لفدك «4» عليّا

إلى بني سعد بن بكر، أحيا

ألللّيل سيرا وكمن نهارا

حتّى أتاهم غفلة أغارا

فهربوا إذ جاءهم بالظّعن

واستاق أنعامهم غير وني «5»

فبعثه زيدا لأمّ قرفه

سابعة فقتلت بعسفه «6»

وصحّ في «مسلم» الطّريق

بأنّما أميرها الصّدّيق «7»

(1) ارتث: حمل مثخنا بالجراح.

(2)

قوله: (ابن عوف) : هو عبد الرحمن بن عوف الزهري.

(3)

قوله: (أصبغ) هو الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة الكلبي القضاعي، انظر «الإصابة» (1/ 116) .

(4)

فدك- بفتح الفاء والدال- بلدة عامرة، بينها وبين المدينة المنورة يومان، تسمى الآن بالحائط، وتتبع منطقة إمارة حائل، وتقع شرق خيبر.

(5)

وني: ضعيف.

(6)

أم قرفة: فاطمة بنت ربيعة بن بدر، وكانت عجوزا في بيت شرف من قومها وكانت تسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقتلت. عسفة: قتلة عنيفة.

(7)

أخرجه مسلم (1755) .

ص: 111

فبعثه لابن عتيك معه

قوم من الخزرج كي تمنعه «1»

لخيبر لابن أبي الحقيق «2»

لقتله أعين بالتّوفيق

واختلفوا فقيل: ذا في السّادسه

أو ثالث أو رابع أو خامسه «3»

فبعده بعث، ثلاثون رجل

أمير ذاك ابن رواحة البطل

لخيبر فقتلوا أسيرا

إبن رزام لا أصاب خيرا

ومخرش من شوحط «4» كان معه

فشجّ عبد الله لمّا صرعه

فبصق النّبيّ في شجّته

فلم تكن تؤذيه حتّى موته

فبعثه كرز بن جابر إلى

ألعرنيّين «5» الّذين مثّلا

بهم رسول الله في القتل، كما

قد فعلوا هم في الرّعاة مثل ما

وما رواه ابن جرير كونا

جرير المرسل فاردد وهنا «6»

فبعث عمرو بن أميّة إلى

قتل أبي سفيان فيما فعلا

(1) ابن عتيك: هو عبد الله بن عتيك، وقوله:(تمنعه) أي: تمنع ابن عتيك من أن يصل إليه أحد.

(2)

ابن أبي الحقيق: هو عبد الله بن أبي الحقيق- مصغّرا- اليهودي.

(3)

انظر «الإشارة» (273) ، و «فتح الباري» (7/ 342) .

(4)

مخرش: عصا معوجة الرأس. شوحط: نوع من الشجر تتخذ منه القسي.

(5)

في هامش (ب) : (كون كرز هو الأمير يومئذ، قاله ابن سعد، وقال موسى بن عقبة: الأمير سعيد بن زيد أحد العشرة، كذا قيده بعضهم عن ابن عقبة، وبعضهم أطلقه عن ابن عقبة) والعرنيين- بضم العين وفتح الراء- سموا بذلك؛ لأن أكثرهم من عرينة، بطن من بجيلة.

(6)

قوله: (وهنا) أي: لضعفه، فقد أورد ابن جرير الطبري في «تفسيره» الحديث عن جرير، وقصة العرنيين كانت في السادسة، وإسلام جرير في العاشرة، فلا يصح ذلك، لكن ابن جرير نفسه في «تاريخه» (2/ 644) ذكر السرية وأن أميرها كان كرز بن جابر، فلينظر.

ص: 112

من كونه جهّز أعرابيّا

بخنجر ليقتل النّبيّا

فلم يطق، فأسلم الأعرابي

وراح عمرو «1» معه صحابي

جبّار «2» او سلمة بن أسلما

وقدّر الله له أن يسلما

فلم يطيقا قتله، وقتلا

عمرو ثلاثة وأسرا رجلا

بعث أبان بن سعيد نجدا

من بعد فتح خيبر قد عدّا

ثمّ إلى تربة «3» بعث عمر

نحو هوازن أتاهم الخبر

فهربوا لم يلق منهم أحدا

وعاد راجعا لنحو أحمدا

بعث أبي بكر إلى كلاب

يعقبه، ومرّ في كتابي «4»

بأنّ بعثه إلى فزارة

في «مسلم» قد صحّ مع زيادة

فبعثه بشيرا الأنصاري

لفدك، فساق في انحدار

شاء لهم ونعما، فأدركوا

أصحابه، فقتلوا وسفكوا

وأخذوا أموالهم، وسلما

من بعد ما ارتثّ بشير قدما

فبعثه اللّيثيّ غالبا إلى

ميفعة من أرض نجد قتلا «5»

(1) قوله: (عمرو) هو: ابن أمية بن خويلد الضمري، انظر «الإصابة» (2/ 517) .

(2)

قوله: (جبار) هو ابن صخر بن أمية الأنصاري السلمي، انظر «الإصابة» (1/ 221) .

(3)

تربة- بضم المثناة فوق وفتح الراء ثم موحّدة مفتوحة-: موضع على أربعة ليال من مكة على طريق صنعاء.

(4)

أي: في هذه الأرجوزة.

(5)

قوله: (الليثي غالبا) أي: غالب بن عبد الله الكناني الليثي. ميفعة: قرية وراء بطن نخل من أرض نجد.

ص: 113

قوما وساق نعما وشاء

لهم، ولم يستأسرن من جاء

قيل: بها أسامة بن زيد

قتل من نطق بالتّوحيد

قال له النّبيّ: هلّا قلبه

شققت عنه؟! هل تحسّ كذبه؟!

وفي «البخاري» بعثه أسامه

للحرقات ساق ذا تمامه «1»

وسيجيء ذكر ذي الواقعة

من بعد ذكري لبعوث عشرة

فبعثه بشيرا الأنصاري

ثانية ليمن «2» والجبار «3»

لغطفان، هربوا وقد هجم

أرضهم، فلم يجد إلّا النّعم

فساقها، ورجلين أسرا

فأسلما، وأرسلا إذ أحضرا

يليه بعث ابن أبي العوجاء

وهو بعيد عمرة القضاء

إلى سليم، جاءهم عين لهم

فجاءهم وقد أعدّوا نبلهم

ثمّ تراموا ساعة فقاتلا

أصحابه، وهو فقد تحاملا

من بعد جرحه إلى أن قدما

على النّبيّ سالما مسلّما

(1) أخرجه البخاري (4269) . الحرقات: نسبة إلى الحرقة، واسمه جهيش بن عامر بن ثعلبة، وسمي حرقة لأنه حرق قوما وبالغ في ذلك.

(2)

في هامش (أ) : (نسخة: لأمن، وأمن: قول في يمن) .

(3)

يمن- بفتح المثناة التحتية وضمها وسكون الميم-: أرض لغطفان. جبار: موضع بقرب خيبر، أو ماء بقرب وادي القرى، وهو بفتح الجيم، وضبطها صاحب «القاموس» بضم الجيم. وقد ضبطها المؤلف في أصله بالحاء المهملة والياء المثناة التحتية، ولم نجد في الجزيرة العربية موضعا بهذا الاسم وإنما الحيار- كما قال ياقوت- موضع من قنّسرين بينه وبين حلب يومان، والله أعلم.

ص: 114

فبعث غالب إلى الكديد «1»

إلى بني الملوّح الرّقود

شنّ عليهم غارة فاستاقا

نعمهم، وأدركوا لحاقا

به، فجاء الله بالسّيل فما

قدّرهم أن يستردّوا النّعما

فبعثه ثالثة إلى فدك

أجل مصاب من بها قبل هلك

مع بشير، فأصابوا النّعما

وقتلوا في الله قتلى لؤما

بعث شجاع بعده إلى بني

عامر بالسّيّ «2» إلى هوازن

يسير ليلا، يكمن النّهارا

فسار حتّى صبّح الدّيارا

أصاب منهم نعما وشاء

وخمّسوا وقسّموا ما جاء

فبعث كعب بن عمير من غفار

لذات أطلاح «3» فحلّوا بالدّيار

فوجدوا الجمع كثيرا، قاتلوا

من أعظم القتال حتّى قتلوا

إلّا الأمير ابن عمير كعبا

نجا جريحا، كان رزاء صعبا

وبعث عمرو وهو ابن العاصي

إلى قضاعة بمرمى قاصي

ذات السّلاسل «4» وكان من معه

عدّ ثلاث مئة مجتمعه

(1) الكديد: موضع بالحجاز شمال غربي مكة المكرمة، يبعد عنها (90) كيلومترا، ويسمى اليوم الحمض.

(2)

شجاع: هو شجاع بن وهب الأسدي. السّيّ- بكسر السين المهملة وتهمز-: موضع على خمس ليال من المدينة.

(3)

ذات أطلاح: موضع وراء ذات القرى إلى المدينة، وقيل: هي من أرض الشام.

(4)

ذات السلاسل: ماء لبني جذام، وهي اليوم شمال غرب المملكة العربية السعودية بين ضبا والوجه.

ص: 115

وبلغ ابن العاص كثر الجمع

أرسل يستمدّ قدر الوسع

أرسل له أبا عبيدة ورد

في مئتين، منهما شيخا الرّشد

ألعمران يلحقان عمرا

فلحقوه، ثمّ ساروا طرّا

حتّى لقوا جمعا من الكفّار

فهرب الكفّار للأدبار

فبعثه أيضا أبا عبيدة

في عدّة، وهم ثلاث مئة

وهو الّذي تعريفه جيش الخبط

يلقون عيرا لقريش، ففرط «1»

وكان زادهم جراب تمر

فأكلوا الخبط فقد التّمر «2»

وفيه ألقى البحر حوتا ميّتا

يدعونه العنبر حتّى ثبتا

شهرا عليه الجيش حتّى سمنوا

من أكله، وحملوا، وادّهنوا

وفيه قيس بن سعد نحرا

جزائرا للجيش، حتّى ائتمرا

عمر مع أميرهم، فمنعا

وجاء سعد فاشتكى من منعا

بعث أبي قتادة الأنصاري

بعد إلى خضرة للمغار «3»

على محارب بنجد سارا

ليلا بهم، وكمن النّهارا

فقتلوا من جاء، واستاقوا النّعم

وأخرج الخمس الأمير، وقسم

فبعثه أيضا إلى بطن إضم «4»

حين أراد غزو مكّة وهم

(1) ففرط: فسبقهم ذلك العير ولم يدركوه.

(2)

في (د) : (بعد التمر)، والخبط: ورق السّمر.

(3)

قوله: (للمغار) أي: لشن الإغارة. خضرة- بضم الخاء-: أرض بني محارب بنجد.

(4)

إضم: بكسر الهمزة، واد يقع بعد منطقة سيد الشهداء (سيدنا حمزة) ومنه وادي النقمي الذي

ص: 116

وكان في البعث محلّم قتل

عامر أشجع وبئس ما فعل «1»

حيّاهم تحيّة الإسلام

قتله؛ فباء بالآثام

ونزلت وَلا تَقُولُوا «2» الآيا

ثمّ لقوا النّبيّ عند السّقيا

ولابن إسحاق بأن ذي القصّة

لابن أبي حدرد وهو عروة

بعثه مع رجلين نحوا

رفاعة «3» ؛ جاء يريد غزوا

للمسلمين، مع بطن من جشم

قتله عروة واستاق النّعم

فبعثه أسامة بن زيد

للحرقات، وهو ذو ترديد

هل كان في السّبع كما قد مرّا

أو في الثّمان كان، وهو أحرى

وفيه قتله لمن قد ذكرا

كلمة التّوحيد حتّى أنكرا

فبعث خالد لهدم العزّى

فحزّها باثنين حزّا حزّا «4»

فبعث عمرو ثانيا، فهدما

سواع، والسّادن عاد مسلما

فبعث سعد وهو ابن زيد

هدم مناتهم على قديد

فبعث خالد إلى جذيمة

ثانية يدعو لخير ملّة

ليس مقاتلا، وكانوا أسلموا

قالوا: صبأنا، وهو لفظ مفهم

بمنطقة الخليل شمال المدينة المنورة.

(1)

محلم: هو ابن جثّامة الليثي. عامر: هو ابن الأضبط الأشجعي وقد ترجم له الحافظ في «الإصابة» (2/ 238) .

(2)

وهي قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً إلى آخر الآية.

(3)

رفاعة: هو رفاعة بن قيس.

(4)

فحزّها: قطعها.

ص: 117

أمرهم خالد أن يقتّلا

كلّ أسيره، فبعض قتلا

وبعضهم أمسك كابن عمرا

وصحبه؛ لم يقتلوا من أسرا

قال النّبيّ إذ أتاه الوارد

أبرأ ممّا قد أتاه خالد

ودى لهم قتلاهم النّبيّ

ذهب بها إليهم عليّ

فبعثه طفيلا الدّوسيّا

لذي الكفين «1» صنما، فهيّا

نارا له، ومنشدا في ذلكا:

يا ذا الكفين لست من عبّادكا

ميلادنا أقدم من ميلادكا

إنّي حشوت النّار في فؤادكا

فبعث قيس وهو ابن سعد

إلى صداء، أمروا بالرّدّ «2»

لمّا أتى أخو صداء «3» ، التزما

بقومه، أتى بجمع أسلما

فبعثه ضحّاكا الكلابي «4»

لقومه وهم بنو كلاب

فبعثه عيينة الفزاري

إلى تميم؛ أجل أخذ الثّار

إذ منعوا مصدّق الرّسول «5»

من أخذ ما أمر بالفضول

(1) ذو الكفين- بتشديد الفاء وخفف للوزن-: صنم من خشب كان لعمرو بن حممة الدوسي.

(2)

صداء: حي من العرب باليمن، وقوله:(أمروا بالرد) أي: عندما أتى أخو صداء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعهد بإسلام قومه، أمر النبي ص السرية بالرجوع.

(3)

في هامش (ب) : (هو زياد بن الحارث الصدائي) .

(4)

قوله: (ضحاكا) هو ابن سفيان.

(5)

المصدق: آخذ الصدقات وجامعها، والرجل الذي أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني كعب ليأخذ الصدقات منهم: هو بشر بن سفيان، من بني سعد هذيم، فلما جمعت.. استكثرت ذلك بنو تميم، ومنعوه من أخذها. انظر «سبل الهدى والرشاد» (6/ 324) .

ص: 118

يسير ليلا، يكمن النّهارا

صبّحهم فهربوا فرّارا

أسر منهم فوق خمسين «1» ، قدم

على النّبيّ بهم، كما علم

فجاء عشر للنّبيّ منهم

من رؤساء قومهم «2» ، فقدّموا

عطاردا «3» ، خطب ثمّ كلّما

ردّ لهم أسراهم والمغنما

ونزلت: إِنَّ الَّذِينَ المنزل

في (الحجرات) فيهم ليعقلوا

فبعث قطبة هو ابن عامر

لخثعم ببيشة في صفر «4»

سنة تسع أن يشنّوا الغاره

ففعلوا، وواقعوهم غرّه

فكثر القتلى وساقوا النّعما

مع نسائهم فكان مغنما

فابن مجزّز والاسم علقمه

وابن حذافة ببعث يمّمه «5»

للحبش في جزيرة في البحر

فهربوا، وفيه بدء أمر

إبن حذافة لمن كان معه

أن يقعوا في النّار، ثمّ منعه

(1) في هامش (ب) : (أخذ منهم أحد عشر رجلا، ووجدوا في المحلة إحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبيا) .

(2)

في هامش (ب) : (في «سيرة ابن سيد الناس» [2/ 261] : فقدم فيهم عدة من رؤسائهم: عطارد بن حاجب، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، وقيس بن الحارث، ونعيم بن سعد، وعمر بن الأهتم، ورباح بن الحارث بن مجاشع، فهؤلاء ثمانية، وقال شيخنا: عشرة، وكذا قال مغلطاي، وسمى بعضهم ولم يسمّ باقيهم) .

(3)

قوله: (عطاردا) هو ابن حاجب بن زرارة التميمي، انظر «الإصابة» (3/ 476) .

(4)

خثعم- بفتح الخاء وسكون المثلاثة- اسم جبل بناحية بيشة، تابع لقبيلة خثعم. بيشة- بكسر الموحدة التحتية وسكون المثناة التحتية-: قرية غنّاء في واد من بلاد اليمن.

(5)

ابن مجزز- بجيم وزايين معجمتين الأولى مكسورة ثقيلة. ابن حذافة: هو عبد الله بن حذافة السهمي.

ص: 119

وقال: كنت مازحا، فأخبرا

بذلك النّبيّ قال منكرا:

لا تسمعوا ولا تطيعوهم في

معصية، بل ذاك في المعروف

بعث عليّ بعده ليهدما

ألفلس- بالفاء- وكان صنما

لطيّيء، فشنّ غارة على

حلّة آل حاتم «1» ، حتّى ملا

أيديهم سبيا وشاء ونعم

وخرّب الفلس جميعا، وغنم

أدراعه ثلاثة، ومخذما

مع اليماني ورسوب مغنما «2»

وقسم السّبي، وآل حاتم

عزلهم لصاحب المراحم

قامت له سفّانة «3» فاستأمنت

محمّدا، فحين منّ أسلمت

سافرت الشّام إلى عديّ

بشورها «4» جاء إلى النّبيّ

وذكر ابن سعد: انّ المرسلا

في البعث خالد، كما قد نقلا

فبعثه عكّاشة بن محصن

ثانية إلى الجباب «5» موطن

لغطفان، أو بلي وعذرة «6»

أو بين كلب وبني فزارة

(1) حلّة آل حاتم: منزلهم.

(2)

مخذم واليماني ورسوب: أسماء سيوف من سيوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

(3)

سفّانة- بفتح السين وتشديد الفاء، وبعد الألف نون مفتوحة ثم تاء التأنيث- وهي أخت حاتم بن عدي الطائي، والسّفّانة في الأصل هي الدّرة.

(4)

بشورها: بإشارتها.

(5)

الجباب- بكسر الجيم، وقيل: بضمها، ثم موحدتين تحتيتين بينهما ألف، ويقال: الجبابه (بالهاء) .

(6)

بلي وعذرة: قبيلتان من قضاعة، وبلي: بفتح الموحدة وكسر اللام. وعذرة: بضم العين وسكون الذال المعجمة.

ص: 120

فبعثه إلى أكيدر دومة «1»

إبن الوليد خالدا في فئة

وقال: يا خالد سوف تجده

وهو يريد بقرا يصّيّده «2»

فأرسلت بقر وحش حكّت

قرونها حائطه في ليلة

نشّطه ذاك يصيد البقرا

شدّت عليه خيله فاستأسرا

أجاره خالد، ثمّ صالحه

على رقيق ودروع صالحه

مع رماح وجمال، ورحل

معه إلى النّبيّ بعد ما فصل «3»

فبعثه أيضا إلى عبد المدان «4»

أو لبني الحارث نحو نجران «5»

أتاهم، فأسلموا، وأقبلوا

معه إلى النّبيّ حتّى وصلوا

بعث عليّ بعده إلى اليمن

وهي بلاد مذحج «6» ، ففرّقن

أصحابه جاؤوه بالنّساء

وولدهم ونعم وشاء

ثمّ دعاهم، لم يجيبوا، فقتل

منهم رجالا نحو عشرين رجل

فانهزموا، فكفّ ثمّ إذ دعا

ثانية، أجاب بعض مسرعا

فأسلموا، وجمع الغنائما

خمّسها لله، ثمّ قسما

(1) أكيدر دومة: هو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل.

(2)

يصّيّده: بفتح المثناة التحتية أوّله، وصاد وياء مشددتين.

(3)

بعد ما فصل: انفصل أمر الصلح.

(4)

المدان- بفتح الميم بوزن سحاب-: صنم بنجران.

(5)

نجران- بفتح النون وسكون الجيم- مدينة عامرة، وهي إمارة مستقلة تقع في المنطقة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وتتبعها عدة قرى ومحافظات.

(6)

مذحج: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة.

ص: 121

بعث بني عبس «1» ، وكانوا وفدوا

له إلى عير قريش فهدوا

آخر من بعثه أسامه

لأهل أبنى لم يرم مقامه «2»

حتّى قضى النّبيّ قبل سفره

ردّ أسامة بجمع عسكره

بعثه الصّدّيق حتّى أرهقا

قاتل زيد وسبا وحرّقا

واختلفوا في عدّها «3» ، فالأكثر

عن قدر ما عددت منها قصّروا

ولابن نصر عالم جليل

بل فوق سبعين، وفي «الإكليل» «4» :

أنّ البعوث عدّها فوق المئه

ولم أجد ذا لسواه ابتدأه «5»

(1) عبس: بفتح العين وسكون الباء.

(2)

أبنى- بضم الهمزة وسكون الموحّدة التحتية ونون وألف مقصورة-: موضع بناحية البلقاء من الشام. لم يرم: لم يبرح.

(3)

في عدّها: في عد البعوث والسرايا.

(4)

الإكليل: اسم كتاب للحاكم النيسابوري.

(5)

في هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان بن الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ والجماعة سماعا في السادس. كتبه مؤلفه) .

ص: 122