الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالنسب؟ قال: نعم، زعموا» (1).
8 - عفان بن مسلم الصفار:
هو: الإمام الحافظ محدث العراق عفان بن مسلم بن عبد الله، أبو عثمان الصفار البصري، ولد سنة أربع وثلاثين ومائة، وتوفي سنة عشرين ومائتين، روى له: الجماعة (2).
قال ابن حجر: «ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه. وربما وهم، وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة. ومات بعدها بيسير» (3).
موقفه في المحنة:
قال حنبل: «حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة، وكان أول من امتحن
(1) تهذيب الكمال (16/ 373)، وينظر: تاريخ بغداد (11/ 73)، وسير أعلام النبلاء (10/ 72)، وتهذيب التهذيب (6/ 99)، وبحر الدم ص (253) رقم (577).
(2)
ينظر في ترجمته: التاريخ الكبير (7/ 72)، والجرح والتعديل (7/ 30)، والثقات (8/ 522)، وتاريخ بغداد (12/ 269)، ومناقب الإمام أحمد ص (479)، وتهذيب الكمال (20/ 160)، وتذكرة الحفاظ (1/ 397)، والسير (10/ 242)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة 211 - 220 هـ)، والميزان (3/ 81)، وتهذيب التهذيب (7/ 230)، والتقريب (4659).
(3)
التقريب (4659).
من الناس عفان، فسأله يحيى من الغد بعدما امتحن، وأبو عبد الله حاضر ونحن معه، فقال: أخبرنا بما قال لك إسحاق؟ قال: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك، إني لم أجب. فقال له: فكيف كان؟ قال: دعاني وقرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من الجزيرة (1)، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن كذا وكذا، فإن قال ذلك فأقره على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه - وكان المأمون يجري على عفان كل شهر خمس مئة درهم - فلما قرأ علي الكتاب قال لي إسحاق: ما تقول؟ فقرأت عليه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] حتى ختمتها، فقلت: أمخلوق هذا؟ فقال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك. فقلت: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، فسكت عني وانصرفت، فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا» (2).
(1) موضع بين دجلة والموصل من أرض. ينظر: الروض المعطار ص (163 - 164).
(2)
ذكر محنة الإمام أحمد لحنبل ص (67)، وينظر: المحن لأبي العرب ص (433 - 434)، وتاريخ بغداد (12/ 270 - 272)، ومناقب الإمام أحمد ص (479 - 480)، وتهذيب الكمال (20/ 165)، والسير (10/ 244).
موقف الإمام منه:
قال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل قال:«إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نوّه بذكرهما» (1).
وقال الإمام أيضًا: «لزمنا عفان عشر سنين، وعفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي» (2).
وقال حنبل أيضًا: «سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقي من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحدٍ، عفان، وأبو نعيم» (6).
(1) تهذيب الكمال (23/ 207)، وينظر: السير (10/ 150)، وتهذيب التهذيب (7/ 232 - 233)، وبحر الدم ص (298 - 299) رقم (696).
(2)
الجرح والتعديل (7/ 30)، وينظر: تهذيب الكمال (20/ 172)، وسير أعلام النبلاء (10/ 250)، وبحر الدم ص (298 - 299) رقم (696).
(3)
هو: ابن هلال الباهلي أبو حبيب البصري.
(4)
هو: ابن أسد العمي أبو الأسود البصري.
(5)
تاريخ بغداد (12/ 273)، وينظر: تهذيب الكمال (20/ 167)، وتهذيب التهذيب (7/ 232 - 233).
(6)
ذكر محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق ص (68).