الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كافر، وقيل: إنه فرَّ إلى المغرب لما ظهر الامتحان بخلق القرآن، فاستوطنها وولد له بها» (1).
وقد قيل: إنه ارتحل إلى المغرب في السنة التي ابتدأت فيها المحنة، سنة ثمان عشرة ومائتين، وأنه لقي الإمام أحمد ودخل عليه ببغداد قبل رحلته.
موقف الإمام منه:
لم أقف على كلام للإمام أحمد في أبي الحسن العجلي، ولعل السبب تقدم رحلته إلى بلاد المغرب وبقاؤه هناك حتى توفي رحمه الله.
2 - أحمد بن نصر الخزاعي:
هو: الإمام الكبير الشهيد أبو عبد الله أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم، الخزاعي المروزي ثم البغدادي، كان رحمه الله أمَّارًا بالمعروف قوالاً بالحق، استشهد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قتله الواثق في قصة المحنة (2).
(1) السير (12/ 506)، وينظر: تذكرة الحفاظ (2/ 560).
(2)
ينظر في ترجمته: تاريخ بغداد (5/ 173)، وطبقات الحنابلة (1/ 189 - 203)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (484 - 486)، وتهذيب الكمال (1/ 505 - 514)، والسير (11/ 166)، والوافي بالوفيات (7/ 211)، والبداية والنهاية (14/ 310 - 319)، وتهذيب التهذيب (1/ 87)، والتقريب (120).
موقفه في المحنة:
قال الذهبي: «قال الصولي: كان هو وسهل بن سلامة حين كان المأمون بخراسان بايعا الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قدم المأمون فبايعه سهل، ولزم ابن نصر بيته، ثم تحرك في آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق يأمرون بالمعروف.
قال: إلى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان موسران من أصحابه، فبذلا مالاً، وعزما على الوثوب في سنة إحدى وثلاثين، فنمَّ الخبر إلى نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم، فأخذ أحمد وصاحبيه وجماعة، ووجد في منزل أحدهما أعلامًا، وضرب خادمًا لأحمد، فأقر بأن هؤلاء كانوا يأتون أحمد ليلاً، ويخبرونه بما عملوا، فحملوا إلى سامراء مقيدين، فجلس الواثق لهم، وقال لأحمد: دع ما أخذت له، ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله.
قال: أفمخلوق هو؟ قال: كلام الله.
قال: فترى ربك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية.
قال: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان ويحصره ناظر؟! أنا كفرت بمن هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال قاضي الجانب الغربي: هو حلال الدم، ووافقه فقهاء، فأظهر أحمد بن أبي دؤاد أنه كاره لقتله، وقال: شيخ مختل، تغير عقله، يؤخر.
قال الواثق: ما أراه إلا مؤديًا لكفره، قائمًا بما يعتقده، ودعا بالصمصامة وقام، وقال: احتسب خطاي إلى هذا الكافر، فضرب عنقه، بعد أن مدوا له رأسه بحبل وهو مقيد، ونصب رأسه بالجانب الشرقي، وتتبع أصحابه فسجنوا
…
، وعلق في أذن أحمد بن نصر ورقة فيها: هذا رأس أحمد بن نصر، دعاه الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره. وكتب محمد بن عبد الملك.
ونقل عن الموكل بالرأس أنه سمعه في الليل يقرأ: (يس) وصح أنهم أقعدوا رجلاً بقصبة، فكانت الريح تدير الرأس إلى القبلة، فيديره الرجل.
وقيل: رئي في النوم، فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله، فضحك إلي (1).
موقف الإمام منه:
قال المروذي: «سمعت أحمد وذكر أحمد بن نصر، فقال: رحمه الله، ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه» (2).
(1) السير (11/ 167 - 168)، وينظر: تاريخ بغداد (5/ 176 - 179)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (484 - 486)، وتهذيب الكمال (1/ 508 - 514)، والبداية والنهاية (14/ 310 - 319).
(2)
تاريخ بغداد (5/ 177).