الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - يحيى ين معين:
هو: الإمام الحافظ الجهبذ، شيخ المحدثين، أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام الغطفاني ثم المُرَّي مولاهم، البغدادي، ولد سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، روى له: البخاري، ومسلم، وأبو داود (1).
موقفه في المحنة:
(1) ينظر في ترجمته: التاريخ الكبير (8/ 307)، والجرح والتعديل (1/ 314)(9/ 192)، والثقات (9/ 262)، وتاريخ بغداد (14/ 177)، والمنتظم (3/ 367)، ووفيات الأعيان (6/ 139)، وتهذيب الكمال (31/ 543)، وتذكرة الحفاظ (2/ 429)، والسير (11/ 71)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 231 - 240 هـ)، والعبر (1/ 415)، والميزان (4/ 410)، وتهذيب التهذيب (11/ 280)، والتقريب (7701).
(2)
تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 231 - 240 هـ)، وينظر: ذكر محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق ص (34 - 35)، والمحن لأبي العرب ص (439)، ومناقب الإمام أحمد ص (470)، ومحنة الإمام للمقدسي ص (40 - 41).
وقال الذهبي: «وكان يحيى من أئمة السنة، فخاف من سطوة الدولة، وأجاب تقية» (1).
موقف الإمام منه:
قال أبو زرعة الرازي: «كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصار التمار، ولا ابن معين، ولا عمن امتحن فأجاب» (2).
ونقل ابن أبي يعلى بسنده إلى أبي بكر المروذي أنه قال: «جاء يحيى بن معين فدخل على أحمد بن حنبل وهو مريض، فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حلف بالعهد أن لا يكلم أحدًا ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل، فما زال يعتذر ويقول: حديث عمار، وقال الله تعالى:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]، وقلب أحمد وجهه إلى الجانب الآخر، فقال يحيى: لا يقبل عذرًا، فخرجت بعده وهو
(1) سير أعلام النبلاء (11/ 87).
(2)
تاريخ بغداد (6/ 271)، وينظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (473)، وتهذيب الكمال (3/ 20 - 21)، والسير (11/ 70)، والميزان (2/ 658)، وتهذيب التهذيب (1/ 273)، وبحر الدم ص (381) رقم (921).
جالسٌ على الباب، فقال: أيش قال أحمد بعدي؟ قلت: قال: يحتج بحديث عمار، وحديث عمار:«مررت بهم وهم يسبونك فنهيتهم فضربوني» (1)، وأنتم قيل لكم: نريد أن نضربكم. فسمعت يحيى بن معين يقول: مر يا أحمد، غفر الله لك، فما رأيت والله تحت أديم سماء الله أفقه في دين الله منك» (2).
وقال ابن الجوزي: «وعاده يحيى بن معين في مرضه فولّاه ظهره، وأمسك عن كلامه حتى قام عنه وهو يتأفف ويقول: بعد الصحبة الطويلة لا أُكَلَّم!» (3).
(1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، والمشهور في قصة عمار رضي الله عنه ما أخرجه: الحاكم (2/ 389)، والبيهقي (8/ 208) من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، قال:«أخذ المشركون عمار بن ياسر، فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له عليه الصلاة والسلام: «ما وراءك؟» قال: شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال:«فكيف تجد قلبك؟» قال: مطمئنًا بالإيمان، قال:«فإن عادوا فعد» . وروي بأسانيد مرسلة متعددة، بمجموعها تتقوى كما قال ابن حجر في فتح الباري (12/ 312).
(2)
طبقات الحنابلة (2/ 533 - 534)، وينظر: مناقب الإمام أحمد ص (474 - 475).
(3)
مناقب الإمام أحمد ص (474 - 475)، وينظر: المحن ص (439)، ومحنة الإمام لعبد الغني المقدسي ص (147 - 148).