المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - باب أخبار الخوارج - المطالب العالية محققا - جـ ١٨

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - ذِكْرُ فُتُوحِ الْعِرَاقِ

- ‌16 - باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه مِنَ الْفُتُوحِ

- ‌17 - بَابُ فَتْحِ الإِسكندرية

- ‌18 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌19 - باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه

- ‌20 - باب قتال أهل البغي

- ‌21 - بَابُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ

- ‌22 - باب مقتل عمار رضي الله عنه بِصِفِّينَ وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ

- ‌23 - بَابٌ

- ‌24 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْعَفْوِ عَمَّنْ قَاتَلَ مِنَ الصحابة رضي الله عنهم فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ

- ‌25 - باب

- ‌26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ

- ‌27 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ

- ‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه

- ‌29 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

- ‌30 - باب استخلاف معاوية رضي الله عنه وَلَدَهُ يَزِيدَ

- ‌31 - بَابُ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أُمية

- ‌32 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْحَجَّاجِ وَالْمُخْتَارِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌33 - بَابُ ظُهُورِ الْفَسَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَفَضْلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ الْوَقْتَ

- ‌34 - بَابُ بَقَاءِ الإِسلام إِلَى أَنْ يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ

- ‌35 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ لِمَا يُخشى مِنْ تَسَلُّطِهِمْ عَلَى بِلَادِ الإِسلام

- ‌36 - بَابُ جَوَازِ تَرْكِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ لِمَنْ لَا يُطِيقُ

- ‌37 - باب الإِشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإِسلامية وَذَهَابِ زِينَةِ الدُّنْيَا بِذُلِّ الْعَرَبِ

- ‌38 - بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْعَادِلِينَ

- ‌39 - باب الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ كَالدَّابَّةِ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌40 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَمِ

- ‌41 - باب الأشراط وعلامات الساعة

- ‌42 - ذِكْرُ ابْنُ صَيَّادٍ وَالتَّرَدُّدِ فِي كَوْنِهِ الدَّجَّالَ

- ‌43 - [باب يأجوج ومأجوج]

- ‌44 - بَابُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌45 - باب صفة البعث

- ‌46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

- ‌47 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌48 - باب المظالم

- ‌49 - باب شفاعة المؤمنين

- ‌51 - باب العفو عن المظالم

- ‌52 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا

- ‌53 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌54 - باب

- ‌55 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ

الفصل: ‌26 - باب أخبار الخوارج

‌26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ

(211)

تقدَّم فِي بَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ (1) رضي الله عنهما.

4434 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمَّد بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ

الْحَدِيثَ. فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: "هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ".

قَالَ: فَحَضَرْتُ بَعْدَ ذلك مع علي رضي الله عنه حين قتلهم بالنهروان، فالتمس علي رضي الله عنه (يَعْنِي الْمُخْدَجَ) (2) قَالَ: فَلَمْ يَجِدْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارٍ عَلَى هَذَا النَّعْتِ، فقال علي رضي الله عنه: أيكم يعرف هذا الرجل؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَحْنُ نَعْرِفُهُ، هَذَا حرقوص وأمه ها هنا، قال: فأرسل علي رضي الله عنه إِلَى أُمِّهِ: فَقَالَ لَهَا، مِمَّنْ هَذَا؟ قَالَتْ: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلَّا كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَى غَنَمًا لِي بِالرَّبَذَةِ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلْمَةِ، فَحَمَلْتُ مِنْهُ، فَوَلَدْتُ هذا.

(1) انظر حديث رقم (4398) ورقم (4399)، وكلاهما ضعيف.

(2)

جاء في بعض الروايات "مخدج اليد"، وخدج خداجًا: نقص، (والولد مخدج اليد): أي ناقصها، ومنه حديث ذي الثدية، أنه مخدج اليد). انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 13)، القاموس المحيط (1/ 191).

ص: 203

4434 -

درجته:

ضعيف، فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف، وفيه أفلح بن عبد الله بن المغيرة، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وبقية رواته ثقات.

وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 234)، وقال: رواه أبو يعلى مطولًا، وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ل 34)، وقال رواه أبو يعلى وهو في الصحيح، وليس له طريق شبيه هذه، وسيأتي بتمامه في الفتن).

وحكم الحافظ ابن حجر على هذه الرواية بالشذوذ حيث قال في فتح الباري (12/ 305): "وقد شذ أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الزهري فروى هذا الحديث عنه -يعني عن الزهري- فقال: "عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عن أبي سعيد أخرجه أبو يعلى".

ص: 204

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 298)، عن محمد بن بكار، به، وهو في المقصد العلي (ق 85)، وأخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 54) رقم الخبر (182) من طريق محمَّد بن بكار، به، بنحوه.

فالخلاصة: أن قصة الحديث ضعيفة بهذا الإِسناد، وأما أصل حديث أبي سعيد الخدري فهو صحيح، وروى عنه من عدة طرق.

أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 5) والبخاري في صحيحه كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام (6/ 714: 3610)، وفي كتاب استتابة المرتدين باب من ترك قتال الخوارج للتآلف (12/ 303: 6933) (البخاري مع الفتح)، ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/ 744: 148) وعبد الرزاق في =

ص: 204

= مصنفه (10/ 146)، والنسائي في الخصائص (ص 181: 175)، وابن أبي عاصم (2/ 449: 923)، والبيهقي في السنن (8/ 171)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 224)، كلهم من طرق عن الزهري عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب القرآن باب ما جاء في القرآن (1/ 204) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري، به.

ومن طريق مالك أخرجه البخاري كما في الفتح (8/ 718)، كتاب فضائل القرآن، باب من رأى بقراءة القرآن.

وأخرجه ابن ماجة في مقدمة السنن (1/ 60: 169) من طريق يزيد بن هارون عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، بنحوه.

ولفظه عند البخاري: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسمًا إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أعدل، فقال: "ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس".

قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته.

ص: 205

4435 -

[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إسماعيل بن مسلم، حدَّثني أبو كثير (1)، قال: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالب رضي الله عنه حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وجدوا في أنفسهم من قتله. فقال علي رضي الله عنه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حدَّثني: "أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، ألَا وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ (2)، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ" قَالَ: وَأَحْسِبُ قَالَ: "حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ" فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لَا أُرَاهُ إلَّا مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ الله ورسوله، وإن عليا رضي الله عنه لمتقلدًا قوسًا له عربية، يطعن بها في مخرجه قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ.

[2]

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حدَّثني أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأنصار، قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكره.

(1) في الأصل: "أبو بكر"، وكذا في فتح الباري (12/ 308)، قال:"والحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما من طريق أبي بكر مولى الأنصار عن علي"، وهو تحريف من النساخ، والصواب:"أبو كثير مولى الأنصار"، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (9/ 64)، وقال:"أبوكثير الأنصاري سمع عليًا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليأتي قوم يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، وقال الجعفي عبد الله بن محمَّد عن عمرو حدَّثني إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي كثير".

(2)

في الأصل: "مجزع اليد"، والصواب فيما أراه:"مخدج اليد". انظر: حديث رقم (4434)، ومسند أحمد (1/ 88)، والمطالب العالية (4/ 314).

ص: 206

4435 -

درجته:

ضعيف، بهذا الإِسناد، لأن فيه أبا كثير مولى الأنصار، ولم أقف فيه على جرح =

ص: 206

= أو تعديل.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 109)، وعزاه إلى الحميدي وسكت عليه.

ص: 207

تخريجه:

أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 31) عن عبد الملك بن إبراهيم، به، بنحوه، وتابعه أبو سعيد مولى بني هاشم، وعلي بن نصر الجهضمي.

* أما حديث أبي سعيد: فقد أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 88) ومن طريقه الخطيب في تاريخه (14/ 363) عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن إسماعيل بن مسلم، به، بنحوه.

* أما حديث علي بن نصر الجهضمي: فقد خرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 372: 478) عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، به، بنحوه.

قلت: لقد فات الحافظ ابن حجر عزو الحديث إلى أبي يعلى، حيث عزاه للحميدي فقط مع أن طريق كل منهما يلتقي في إسماعيل بن مسلم العبدي.

وجملة القول أن هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، لأن فيه أبا كثير مولى الأنصار وهو مجهول ومعناه صحيح روى عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة ومنها ما يلي:

الطريق الأولى: أخرجه البخاري كما في الفتح (12/ 295: 6930) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه: إِذَا حدَّثتكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حديثًا، فوالله لأن أخر من السماء أحب إليَّ من أن أكذب عليه وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:"سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة". =

ص: 207

= وأخرجه مسلم (2/ 746) وأبو داود (5/ 124)، والنسائي في الخصائص (ص 185: 178) وعبد الرزاق (10/ 157)، وأحمد في المسند (1/ 81: 131) وابن أبي عاصم (2/ 443) كلهم من طرق عن الأعمش، به، بنحوه.

الطريق الثانية: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 147) عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: حدَّثنا سلمة بن كهيل قال: أخبرني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه، الذين ساروا إلى الخوارج فقال: أيها الناس! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا تكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عضد، وليس له ذراع، على عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض

الحديث.

وفيه: فقال علي رضي الله عنه: التمسوا فيهم المخدج، فلم يجدوه قال: فقام علي بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعض فقال: أخرجوهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال: صدق الله وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم

الحديث.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 478)، وأبو داود (5/ 126)، والنسائي في الخصائص (186)، وابن أبي عاصم في السنَّة (917)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 175)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 235).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 91) من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.

فالخلاصة: أن هذا الحديث روى عن علي رضي الله عنه من طرق متعددة صحيحة، وقد أورده ابن كثير في البداية (7/ 301) من اثني عشر طريقًا عنه وقال: =

ص: 208

= "مثل هذا يبلغ حد التواتر".

وممن رواه عن علي رضي الله عنه زيادة عما تقدم طارق بن زياد، وعبد الله بن شداد، وعبيد بن أبي رافع، وعبيدة بن عمرو السلماني، وكليب أبو عاصم، وأبو مريم. وأبو الوضيء عباد بن نسيب، وأبو المؤمن الوائلي، ومالك بن الحارث، وكثير البجلي، وقيس بن أبي حازم، وعمارة بن جوين، وسلمان، وجندب الأزدي، وشقيق بن سلمة.

وله أيضًا شواهد متعددة: فقد روى من حديث كل من: أنس، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عمرو، وسهل بن حنيف، وعقبة بن عامر، أبي أمامة الباهلي وأبي برزة الأسلمي، وأبي بكرة، وأبي ذر الغفاري، ورافع بن عمرو والغفاري.

وقد أخرج الإِمام النسائي بعض هذه الطرق من حديث علي رضي الله عنه في الخصائص (ص 184 - 194: 177، 189) انظر: التفصيل في معرفة طرق الحديث في "خصائص علي رضي الله عنه" للِإمام النسائي (ص 184 - 199).

وهذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في الأزهار المتناثرة، واستدركه الكتاني في نظم المتناثر (ص 34).

ص: 209

4436 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر القواريري، ثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي، ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القيس، قال: شهدت يوم قتل أهل النهراون

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنه يَوْمَئِذٍ، قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ حدَّثني أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّاسِ مِنْ قَبْلِ مَصْرَعِهِ هذا فأنا كذاب.

ص: 210

4436 -

درجته:

ضعيف، لأن فيه شيخ الأزرق وهو مبهم لم أعرفه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 110)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.

ص: 210

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 371: 476).

ولفظه: عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: شَهِدْتُ عليًا يوم قتل أهل النهروان قال: قال علي حين قتلوا "علي بذي الثدي أو المخدج، ذكر من ذلك شيئًا لا أحفظه، قال: فطلبوه فإذا هم بحبشي مثل البعير، في منكبه مثل ثدي المرأة، عليه -قال عبد الرحمن أراه قال- شعر، فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ روح علي بن أبي طالب

إلى آخره.

وأخرجه عبد الله بن الإِمام في زوائد السنَّة (2/ 629: 1499) عن عبيد الله بن عمر القواريري، به، بنحوه.

وجملة القول أن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد، إلَّا أن معناه صحيح، فقد ثبت ذلك في حديث أبي سعيد برقم 44341)، وحديث علي رضي الله عنه برقم (4435) وهما شاهدان له.

لكن قوله في الأخير: "فلو خرج روح إنسان

"إلى آخره لم أجد ما يشهد له فيبقى ضعيفًا، والله أعلم.

ص: 210