المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌15 - ذِكْرُ فُتُوحِ الْعِرَاقِ

- ‌16 - باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه مِنَ الْفُتُوحِ

- ‌17 - بَابُ فَتْحِ الإِسكندرية

- ‌18 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌19 - باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه

- ‌20 - باب قتال أهل البغي

- ‌21 - بَابُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ

- ‌22 - باب مقتل عمار رضي الله عنه بِصِفِّينَ وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ

- ‌23 - بَابٌ

- ‌24 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْعَفْوِ عَمَّنْ قَاتَلَ مِنَ الصحابة رضي الله عنهم فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ

- ‌25 - باب

- ‌26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ

- ‌27 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ

- ‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه

- ‌29 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

- ‌30 - باب استخلاف معاوية رضي الله عنه وَلَدَهُ يَزِيدَ

- ‌31 - بَابُ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أُمية

- ‌32 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْحَجَّاجِ وَالْمُخْتَارِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌33 - بَابُ ظُهُورِ الْفَسَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَفَضْلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ الْوَقْتَ

- ‌34 - بَابُ بَقَاءِ الإِسلام إِلَى أَنْ يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ

- ‌35 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ لِمَا يُخشى مِنْ تَسَلُّطِهِمْ عَلَى بِلَادِ الإِسلام

- ‌36 - بَابُ جَوَازِ تَرْكِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ لِمَنْ لَا يُطِيقُ

- ‌37 - باب الإِشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإِسلامية وَذَهَابِ زِينَةِ الدُّنْيَا بِذُلِّ الْعَرَبِ

- ‌38 - بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْعَادِلِينَ

- ‌39 - باب الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ كَالدَّابَّةِ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌40 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَمِ

- ‌41 - باب الأشراط وعلامات الساعة

- ‌42 - ذِكْرُ ابْنُ صَيَّادٍ وَالتَّرَدُّدِ فِي كَوْنِهِ الدَّجَّالَ

- ‌43 - [باب يأجوج ومأجوج]

- ‌44 - بَابُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌45 - باب صفة البعث

- ‌46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

- ‌47 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌48 - باب المظالم

- ‌49 - باب شفاعة المؤمنين

- ‌51 - باب العفو عن المظالم

- ‌52 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا

- ‌53 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌54 - باب

- ‌55 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ

الفصل: ‌54 - باب

‌54 - باب

4621 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيْك، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ: جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِىّ عَنْهُ قال صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ:"نَاوِلِينِي رِدَائِي" فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ، لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا قَضَى المذكر تذكرته (1) قرأ تنزيل السجدة، فعجز الناس عن المسجد، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إِلَى أَهْلِهَا: احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رأسه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أَطَلْتَ السجود يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال-صلى الله عليه وسلم:"سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سبعين (2) ألفا يدخلون الجنة"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ، حَتَّى قَالَ مرتين أو ثلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ يا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ استوعبتك أمتك.

(1) في الأصل: "ذكرته"، وفي (س) و (ع):"تذكيره"، والصواب كما أثبته. يراجع: مجمع الزوائد (2/ 289)، والِإتحاف (3/ 165).

(2)

في جميع النسخ: "سبعون ألفًا"، ولا أرى له وجهًا.

ص: 708

4621 -

درجته:

إسناده ضعيف، فيه عبد الله بن عتيك، وهو مقبول -أي عند المتابعة- وفيه موسى بن وردان القرشي وهو صدوق ربما أخطأ، وبقية رواته ثقات.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 165) وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة ورواته ثقات، قلت: بل عبد الله بن عتيك أو ابن عتيق لم أجد من ذكره بتوثيق غير ابن حبّان.

ص: 709

تخريجه:

لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده.

ولم أجد من أخرج الحديث بهذا اللفظ والإِسناد، غير ابن أبي شيبة كما في المطالب هنا.

وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (2/ 289) بلفظه، وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبِيدة الربذي وهو ضعيف.

قلت: لم أجده في المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه، والله تعالى أعلم.

والحديث روى مختصرًا من طريق آخر عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إن ربي أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال عمر: يا رسول الله! فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا"، قال عمر: فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني هكذا"، وفَرَّجَ عبد الله بن بكر بين يديه، وقال عبد الله: وبسط باعيه وحثا عبد الله، وقال هشام، وهذا من الله لا يدري ما عدده.

أخرجه أحمد في المسند (1/ 197)، والبزار كما في الكشف (4/ 208: 3546)، والطبراني كما في المجمع (10/ 410) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثنا هشام بن حسان، عن القاسم بن مهران، عن موسى بن عبيد، عن ميمون بن =

ص: 709

= مهران، عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما به (وهذا لفظ أحمد ولفظ غيره بنحوه).

قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه القاسم بن مهران وهو مجهول، قال الذهبي في الميزان (3/ 385):(لا يعرف).

وفيه موسى بن عبيد: جَهَّلَه الحسيني فيما نقله الحافظ في التعجيل (ص 415).

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 410): "رواه أحمد والبزار بنحوه، والطبراني بنحوه، وفي أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد، وموسى بن عبيد هذا هو مولى خالد بن عبد الله بن أُسيد، ذكره ابن حبّان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي في الميزان وأنه لم يرو عنه إلَّا سليم بن عمرو النخعي وليس كذلك، فقد روى عنه هذا الحديث هشام بن حسان، وباقي رجال إسناده محتج بهم في الصحيح.

وجملة القول أن الجزء المرفوع من حديث الباب يرتقي بهذا الطرق إلى الحسن لغيره.

وقوله: (سبعون ألفا يدخلون الجنة): روى في الصحيحين وغيرهما أكثر من عشرين صحابيًا.

ومنها ما يلي:

1 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: "يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر"، وقال أبو هريرة: فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة له، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اجعله منهم"، ثم قام رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم "سبقك بها عكاشة".

أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 413: 6542)، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب، ومسلم في صحيحه (1/ 197: 216)، في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، وأحمد في المسند =

ص: 710

= (2/ 400 - 401)، وابن مندة في الإيمان (ص 970، 971)، والبيهقي في السنن (10/ 139) من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة به.

2 -

حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة والنبي يمر وحده، فنظرتُ فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ" قَالَ: اللَّهُمَّ اجعله منهم، ثم قام إليه رجل آخر، فقال: أدع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة".

أخرجه البخاري كما في الفتح (11/ 413: 6541)، وانظر أيضًا (ص 3410: 5705)؛ و (ص 5752: 6472)، ومسلم في صحيحه (1/ 199: 220)، وابن مندة في الإيمان (877، 878).

3 -

حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: ومن هم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم قال: "أنت منهم"، قال: فقام رجل فقال: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم، قال:"سبقك بها عكاشة".

أخرجه البخاري كما في الفتح (10/ 163) في الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، ومسلم في صحيحه (1/ 198: 218) في الإيمان، والإِمام أحمد في المسند (1/ 401 و 4/ 436)، والطبراني في الكبير (ص 424، 425، 426، 427).

قلت: وفي الباب عن سهل بن سعد، وأبي أمامة وأبي بكر الصديق وابن =

ص: 711

= مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبي أيوب الأنصاري وثوبان، وحذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، ورفاعة الجهني، والفلتان بن عاصم، وسمرة بن جندب، وعمرو بن حزم، وأبي سعد الأنصاري، وأسماء بنت أبي بكر، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

ذكرها أبو عبد الله الكتاني في "النظم المتناثر في الحديث المتواتر"(ص 309).

انظر أيضًا: النهاية لابن كثير (ص 253 - 260)، الإِتحاف للبوصيري (3/ ل 163 - 170).

ص: 712

4622 -

حدَّثنا (1) بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "يدخل الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عليهم"، فقال عكاشة رضي الله عنه: يا نبي الله، ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، فقال رجل آخر: ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ" ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ ساعةً، وتحدَّثوا، فقال بعضهم: لو (2) قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلنا منهم فقال صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، ولو قُلْتُ لوجبت".

(1) القائل هنا: أبو بكر بن أبي شيبة في المسند.

(2)

في (س) و (ع): "أو قنا".

_________

ص: 713

4622 -

درجته:

إسناده ضعيف، فيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى وعطية العوفي، وكلاهما ضعيف.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 407)(بلفظ البزّار)، وقال:"رواه البزّار وفيه عطية وهو ضعيف، وقد وثق، ومحمود بن بكير لم أعرفه".

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 165) وقال: "رواه ابن أبي شيبة والبزار بسند مداره على عطية العوفي وهو ضعيف.

ص: 713

تخريجه:

لم أجده في المصنف لابن أبي شيبة ولعله في مسنده.

وأخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 210: 3550) من طريق بكر بن عبد الرحمن به بنحوه. =

ص: 713

= وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 420)، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولعله في مسنده الكبير.

وللحديث شواهد من حديث عبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعمران بن حصين رضي الله عنهم في الصحيحين وغيرهما، تقدم تخريجها بالتفصيل في الحديث المتقدم برقم (4621)، إلَّا أن في حديث الباب زيادة وهي قوله:"فقام رجل فقال: ادع الله أن يجعلني منهم"، وقال في آخره:"سبقكم بها عكاشة وصاحبه، أما لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت"، وهذه الزيادة لم أجد ما يشهد لها فتبقى على ضعفه، وباقي الحديث صحيح لغيره بالشواهد المتقدمة، والله تعالى أعلم.

ص: 714

4623 -

وقال أبو يعلى: حدَّثنا المقدمي، ثنا عبد القاهر بن السري، ثنا حميد، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا"، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا"، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم:"هَذِهِ"، فَحَثَا بِيَدَيْهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا.

ص: 715

4623 -

درجته:

إسناده ضعيف، لأجل عبد القاهر بن السري، فإنه مقبول كما قال الحافظ رحمه الله، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 404)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 166) وقال: "رواه أبو يعلى الموصلي، ورواته ثقات" قلت: فيه عبد القاهر بن السري، ولم أجد فيه توثيقًا.

ص: 715

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 417: 3783)، بلفظه: إلَّا أن فيه (بيده) مكان (بيديه)، ولم أجد من أخرجه غير أبي يعلى بهذا اللفظ والإِسناد.

وما تَضَمَّنه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أخرى مختلفة:

فقوله في الحديث: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا) يشهد له حديث ابن عباس، وأبي هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهم، تقدم تخريجها مفصلًا في الحديث المتقدم برقم (4621).

وقوله: (مع كل رجل سبعون ألفًا) يشهد له حديث أبى بكر الصديق، وعبد الرحمن بن أبي بكر وأنس بن مالك، وغيرهم رضي الله عنهم.

1 -

حديث أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قَالَ: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "أعطيت سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدتُ ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا". =

ص: 715

= أخرجه الإِمام أحمد (1/ 6)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 104: 112)، كلاهما من طريق المسعودي قال: حدَّثني بكير بن الأخنس، عن رجل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه به (وهذا لفظ أحمد).

قلت: إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه بكير بن الأخنس، والمسعودي: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة: صدوق، اختلط قبل موته، ولم يتميز حديثه.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 410) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى وفيهما المسعودي وقد اختلط، وتابعيه لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح".

2 -

حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أخرجه أحمد والبزار وغيرهما، تقدم تخريجه في تخريج حديث رقم (4621)، وإسناده ضعيف.

3 -

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا مع كل واحد من السبعين سبعون ألفًا".

أخرجه البزّار كما في الكشف (4/ 209: 3541)، حدَّثنا محمَّد بن عبد الملك، حدَّثني أبو عاصم العباداني، ثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه به.

قلت: إسناده ضعيف فيه أبو عاصم العباداني، هو عبد الله بن عبيد الله

أو بالعكس، لين الحديث، انظر: التقريب (ص 653: 8195)، وضَعَّفه الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 419).

قلت: وفي الباب عن عمرو بن حزم، وعائشة رضي الله عنهما بأسانيد ضعيفة، انظر: فتح الباري (11/ 419).

ومما تقدم يتبين أن الأحاديث الواردة كلها ضعيفة الأسانيد لكنها بمجموعها ترتقي إلى الحسن لغيره.

وقوله في الحديث: (فحثا بيده

فحثا بيديه) يشهد له حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد رضي الله عنهما. =

ص: 716

=

1 -

حديث أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، فقال يزيد بن الأخنس السلمي، والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا كالذباب الأصهب في الذباب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن ربي قد وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعين ألفا وزادني حثيات".

أخرجه أحمد (5/ 250)، وابن أبي عاصم في السُنَّة (ص 588)، وابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 230: 7246)، والطبراني في الكبير (ص 7672)، كلهم من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر وأبي اليمان الهوزي، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه به.

وهذا لفظ ابن حبّان ولفظ غيره بنحوه إلَّا أنهم قالوا: (وزادني ثلاث حثيات).

قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 362، 363): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح".

وصحَّحَه الشيخ الألباني في السُنَّة (1/ 260: 588).

2 -

حديث عتبة بن عبد رضي الله عنه، ولفظه:"ثم يتبع كل ألف بسبعين ألفا، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات"، فكَبَّر عمر رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم: إن السبعين ألفًا الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم وأرجو أن يجعل أمتي أدنى الحثوات الأواخر". أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (16/ 231 - 233: 7247)، والطبراني في الكبير (17/ 126 - 137)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 274)، من طريق عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي به.

قلت: فيه عامر بن زيد البكالي لم يذكره أحد بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات (5/ 119). =

ص: 717

= وعليه فإن الجزء الأخير من حديث الباب بهذين الشاهدين يرتقي إلى الحسن لغيره.

وجملة القول أن جميع ما تضمَّنَه الحديث ورد مفرقًا في أحاديث أخرى، منها ما هي صحيحة ومنها ما هي ضعيفة، لكن الحديث في الجملة بجميع هذه الشواهد يرتقي إلى الحسن لغيره.

ص: 718

4624 -

ثنا (1) أُمية بن بسطام، ثنا معتمر (2)، ثنا أَبِي (3)، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ من مرض كان به فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ قَالَ: إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ، قَالَ: إِذًا تَدْخُلُ الجنة بغير حساب، قال: فعمي بعد ما مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رد الله عليه بصره ثم مات.

(1) القائل هو: أبو يعلى، وهذا الحديث زيادة من (ك).

(2)

في الأصل: "معمر"، والتصويب من كتب التراجم والتخريج.

(3)

كذا في الأصل فراغ ثم عن حماد، والذي في المعجم الكبير (5/ 211)، قال: ثنا معتمر بن سليمان، حدَّثنا نباتة بنت برير، عن حمادة، عن أنيسة.

_________

ص: 719

4624 -

درجته:

إسناد أبي يعلى ضعيف لجهالة بعض رواته، لكن هذا المتن ورد من طرق أخرى.

ص: 719

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 211: 5126)، قال: حدَّثنا موسى بن هارون وإبراهيم بن هاشم البغوي قالا: ثنا أُمية بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثنا نباتة بنت برير، عن حمادة، عن أنيسة به.

وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 351: 247) قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو إسحاق، ثنا زيد بن أرقم، قال: اشتكيت عيني فغادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما عوفيت قال: يا زيد أرأيت لو كانت عيناك لما بها كنت صابرًا؟ قال: كنت أصبر وأحتسب، قال: لو كانت عيناك لما بهما فصبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك"، وفي إسناده عبد العزيز بن أبان متروك. =

ص: 719

= ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ص 255)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 190: 5052)، قال: حدَّثنا محمَّد بن محمَّد التمار البصري، ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، ثنا سالم بن قتيبة، ثنا يونس بن أبي إسحاق به.

وأخرجه أحمد (4/ 375)، قال: ثنا حجاج، عن يونس بن أبي إسحاق وإسماعيل بن عمر قال: ثنا يونس به. وهذا لفظ حجاج، ولفظ إسماعيل:"لأوجب الله تعالى لك الجنة".

وأخرجه الطبراني في الكبير (5/ 204: 5098)، قال حدَّثنا عبيد بن غنام، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ الله بن موسى (ح)، وحدَّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبوكريب قالا، ثنا وكيع كلاهما عن سفيان، عن جابر، عن خيثمة، عن زيد بن أرقم به.

وأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 366: 770)، قال: حدَّثنا الحسن بن يحيى، ثنا ابن عبيد الله بن عبد المجيد، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن خيثمة، عن زيد مرفوعًا بلفظ: "ما حتى يلقى الله لقي الله تبارك وتعالى ولا حساب عليه.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 308) وقال: "رواه البزّار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق".

وأخرجه أبو داود في سننه (3/ 186: 3102)، قال: حدَّثنا عبد الله بن محمَّد النفيلي، ثنا حجاج بن محمَّد بن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ زيد قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني، وأخرجه الحاكم (1/ 342)، قال: أخبرني أبو بكر محمَّد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمَّد بن المسيب، ثنا عبد الله النفيلي به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

ص: 720

4625 -

حدَّثضا (1) زهير (2)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاج، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ (3)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:(شَكَّ زُهَيْرٌ)"مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، لَا يزيدون علمِها، أبدًا، في الجنة، وكذلك أهل النار".

(1) القائل: أبو يعلى في مسنده.

(2)

تصحفت في الأصل إلى "زيد"، وفي (ع):"يزيد"، والتصحيح من مسند أبي يعلى والمقصد العلي.

(3)

في الأصل: "ابن الهيثم"، وهو تصحيف، والصواب:"أبي الهيثم"، كما في النسخ الأخرى.

_________

ص: 721

4625 -

درجته:

ضعيف، فيه علتان:

1 -

فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف بسبب سوء حفظه، ومدلس وقد عنعن.

2 -

فيه دراج أبو السمح، وروايته عن أبي الهيثم ضعيفة، كما هو الحال هنا.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 158)، وقال:"رواه أبو يعلى وفي سنده ابن لهيعة".

ص: 721

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 532: 1405) بلفظه، إلَّا أنه قال:(يردون إلى ستين سنة في الجنة، لا يزيدون عليه أبدًا).

وأخرجه الطبراني كما في المجمع (10/ 399)، وقال:"رواه الطبراني بإسناد ضعيف، فيه ابن لهيعة وهو مخالف للثقات، فيما رووه، والله أعلم".

قلت: قوله في الحديث: (يردون إلى ستين سنة)، تفرَّد به ابن لهيعة، وخالفه عمرو بن الحارث فقد رواه عن دَرَّاج بهذا الإِسناد، وقال فيه:(يردون إلى بني ثلاثة وثلاثين سنة)، وفي رواية أخرى:(يردون بني ثلاثين سنة)، وفي لفظ: (يردون أبناء =

ص: 721

= ثلاثين سنة).

ويؤيده حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. انظره في الحديث القادم.

وابن لهيعة ضعيف، وخالف الثقات في هذه اللفظة حيث رووها بلفظ آخر.

وعليه فإن حديث الباب من طريق ابن لهيعة منكر، وحديث غيره هو المحفوظ.

أما حديث عمرو بن الحارث: فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص 423): (في زوائد نعيم بن حماد)، ومن طريقه الترمذي في صفة الجنة (ص 2562)، باب (23)، والبغوي في شرح السُنَّة (15/ 217)، عن رِشْدَيْن بن سعد.

وأخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث (ص 78)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 259) من طريق ابن وهب.

كلاهما عن عمرو بن الحارث، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد رضي الله عنه به بنحوه، ولفظ ابن المبارك والترمذي والبغوي وأبي نعيم (يردون بني ثلاثين سنة).

ولفظ ابن أبي داود: (يردون بني ثلاثة وثلاثين سنة).

قلت: فيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، ولكن تابعه ابن وهب، كما عند ابن أبي داود وأبي نعيم، إلَّا أن رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة كما تقدم.

ومما تقدم يتبين أن قوله: (ستين سنة)، تفرّد به ابن لهيعة وهو ضعيف، وخالفه عمرو بن الحارث فقد رواه عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعًا وفيه:

(يردون بني ثلاثين سنة)، وفي رواية:(ثلاثة وثلاثين سنة).

وله شواهد من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، سيأتي تخريجها مفصلًا في الحديث القادم (ص 2626). =

ص: 722

= وهذا الاختلاف في الروايات، في تحديد الأعمال وهو قوله:(أبناء ثلاثين سنة)، وفي رواية:(أبناء ثلاث وثلاثين)، لا يؤثر ولا تعارض بينهما.

قال ابن القيم رحمه الله: "فإن العرب إذا قَدَّرت بعدد له نيف فإن له طريقين: تارة يذكرون النيف للتحرير، وتارة يحذفونه، وهذا معروف من كلامهم، وخطاب غيرهم من الأمم".

انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (س 253).

ص: 723

4626 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عبد الله، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حدَّثنا أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ معد يكرب فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي:"أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ (1) أَبَاهُ؟ " فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ (2) وَثَلَاثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ وَقَلْبِ أَيُّوبَ جُرْدًا مُكَحَّلِينَ" قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ؟ قَالَ: "يُعَظَّم لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ (كل) (3) ناب من أنيابه مثل أحد".

(1) هكذا في الأصل وفي (س)، وفي (ع):"وأباه".

(2)

في الأصل وفي (ع): "أبناء ثلاثًا وثلاثين"، ولا أرى له وجهًا، والتصحيح من (س).

(3)

ما بين الهلالين ساقط من (س) و (ع).

_________

ص: 724

4626 -

درجته:

إسناده ضعيف.

1 -

فيه عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وهو مقبول.

2 -

فيه يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 169)، وعزاه لأبي يعلى والبيهقي وسكت عليه.

ص: 724

تخريجه:

لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع ولا في المقصد العلي ولعله في مسنده الكبير. =

ص: 724

= وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 281)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 258)، والبيهقي في "البعث والنشور"(ص 421)، كلهم من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن يزيد بن سنان به بنحوه.

وفي هذه المصادر (يا أبا كريمة) مكان (يا أبا يزيد) وفيها أيضًا (يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني)، ولفظ أبي نعيم مختصر.

وتابع يزيد بن سنان، عبد الرحمن بن يزيد بن جابر:

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (ص 258) من طريق الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سليم بن عارم، عن المقدام بن معد يكرب، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (يحشر الناس يوم القيامة ما بين السقط إلى الشيخ الفاني، وهم كأبناء ثلاث وثلاثين سنة".

قلت: إسناده ضعيف، فيه الولد بن مسلم القرشي.

وهو كثير التدليس والتسوية، وقد عنعن، ورجاله ثقات.

وللحديث طريق آخر عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه.

أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 280: 663)، والبيهقي في البعث والنشور (ص 422) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، حدَّثني عمرو بن الحارث، حدَّثني عبد الله بن سالم، حدَّثني الزبيدي محمَّد بن الوليد بن عامر أن المقدام بن معد يكرب حدَّثهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يموت سقطًا ولا هرمًا، وإنما الناس فيما بين ذلك إلَّا بعث ابن ثلاثين سنة، فإن كان من أهل الجنة كان مسحة آدم، وصورة يوسف، وقلب أيوب، ومن كان من أهل الناس عظموا وفخموا كالجبال".

هذا لفظ البيهقي، ولفظ الطبراني بنحوه، إلَّا أنه قال في الإِسناد (عن الزبيدي، ثنا سليم بن عامر).

قلت: إسناده ضعيف، فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 330):"صدوق يهم". =

ص: 725

= وحَسَّنَ الهيثمي هذه الرواية في المجمع (10/ 334) حيث قال: "رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن".

وجملة القول أن حديث الباب بالمتابعة المذكورة وبهذا الطريق يرتقى إلى الحسن لغيره.

وله شواهد من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم.

1 -

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يبعث أهل الجنة على صورة آدم من ميلاد ثلاث وثلاثين سنة، جردًا مردًا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة، فيكسون منها لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم".

أخرجه ابن أبي داود في البعث (ص 64)، والطبراني في الصغير (2/ 140)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 398)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 255)، وفي الحلية (3/ 56)، كلهم من طريق عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا به.

وقال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلَّا عمر بن عبد الواحد، تفرّد به محمود بن خالد!!

قلت: كَلَّا، فلم يتفرد به محمود بن خالد، فقد تابعه عباس بن الوليد الخلال كما هو عند ابن أبي داود، وهذا إسناد صحيح، رواته ثقات.

2 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُدْخِلُ أهل الجنة الجنة جردًا مردًا بيضًا جعادًا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم ستون ذراعًا من عرض سبعة أذرع".

أخرجه أحمد في المسند (2/ 295)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 114: 15853)، والطبراني في الصغير (2/ 17)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 399)، وابن أبي داود في البعث (ص 63)، وابن عدي في الكامل =

ص: 726

= (5/ 1842)، كلهم من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا به.

قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 399): "إسناده حسن".

3 -

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين بني ثلاثين أو قال ثلاث وثلاثين سنة".

أخرجه أحمد في المسند (5/ 232، 239 - 240، 243)، والترمذي (ص 2545) في صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة والزيادة، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص 257)، كلهم من طريق قتادة عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه مرفوعًا به.

قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه علتان:

1 -

فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف.

2 -

فيه قتادة وهو مدلس من المرتبة الثالثة، وقد عنعن.

وفي الباب عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، انظر تخريجه في صفة الجنة لأبي نعيم (ص 260، 261).

وجملة القول أن حديث الباب بهذه الشواهد والمتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره.

ص: 727