المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٨

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌15 - ذِكْرُ فُتُوحِ الْعِرَاقِ

- ‌16 - باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه مِنَ الْفُتُوحِ

- ‌17 - بَابُ فَتْحِ الإِسكندرية

- ‌18 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌19 - باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه

- ‌20 - باب قتال أهل البغي

- ‌21 - بَابُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ

- ‌22 - باب مقتل عمار رضي الله عنه بِصِفِّينَ وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ

- ‌23 - بَابٌ

- ‌24 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْعَفْوِ عَمَّنْ قَاتَلَ مِنَ الصحابة رضي الله عنهم فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ

- ‌25 - باب

- ‌26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ

- ‌27 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ

- ‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه

- ‌29 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

- ‌30 - باب استخلاف معاوية رضي الله عنه وَلَدَهُ يَزِيدَ

- ‌31 - بَابُ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أُمية

- ‌32 - بَابُ الإِشارة إِلَى الْحَجَّاجِ وَالْمُخْتَارِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌33 - بَابُ ظُهُورِ الْفَسَادِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَفَضْلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ الْوَقْتَ

- ‌34 - بَابُ بَقَاءِ الإِسلام إِلَى أَنْ يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ

- ‌35 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ لِمَا يُخشى مِنْ تَسَلُّطِهِمْ عَلَى بِلَادِ الإِسلام

- ‌36 - بَابُ جَوَازِ تَرْكِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ لِمَنْ لَا يُطِيقُ

- ‌37 - باب الإِشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإِسلامية وَذَهَابِ زِينَةِ الدُّنْيَا بِذُلِّ الْعَرَبِ

- ‌38 - بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْعَادِلِينَ

- ‌39 - باب الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ كَالدَّابَّةِ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

- ‌40 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَمِ

- ‌41 - باب الأشراط وعلامات الساعة

- ‌42 - ذِكْرُ ابْنُ صَيَّادٍ وَالتَّرَدُّدِ فِي كَوْنِهِ الدَّجَّالَ

- ‌43 - [باب يأجوج ومأجوج]

- ‌44 - بَابُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌45 - باب صفة البعث

- ‌46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

- ‌47 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌48 - باب المظالم

- ‌49 - باب شفاعة المؤمنين

- ‌51 - باب العفو عن المظالم

- ‌52 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا

- ‌53 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌54 - باب

- ‌55 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ

الفصل: ‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه

‌28 - باب قتل علي رضي الله عنه

4443 -

قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ يحدَّث، عَنْ أبيه، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: أتاني عبد الله بن سلام رضي الله عنه وَقَدْ أَدْخَلْتُ رِجْلَيَّ فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: الْعِرَاقَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ جِئْتَهَا لَيُصِيبَنَّكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قَالَ علي رضي الله عنه: وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَهُ يَقُولُهُ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقُلْتُ: رَجُلٌ مُحَارِبٌ يحدَّث عَنْ نَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذَا.

[2]

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا سُفْيَانُ بِهَذَا.

[3]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.

[4]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ قَالَا: أنا سُفْيَانُ بِهِ، وَقَالَ:

لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إلَّا عبد الملك عَنْ أَبِي حَرْبٍ، وَلَا عَنْهُ إلَّا ابْنُ عيينة.

* وصححه ابن حبّان والحاكم.

ص: 229

4443 -

درجته:

هو حسن بهذا الإِسناد، لأن فيه عبد الملك بن أعين وهو صدوق، إلَّا أنه =

ص: 229

= شيعي، فحديثه حسن إلَّا فيما فيه نصرة لاعتقاد الشيعة،

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 138)، وقال:"رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيحين، غير إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو ثقة، مأمون".

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 56) وعزاه للحميدي، وابن أبي عمر والبزار، وابن حبّان في صحيحه والحاكم.

ص: 230

تخريجه:

أخرجه الحميدي في مسنده (1/ 30: 53)، عن سفيان به، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في المعرفة (1/ 294: 327).

وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 620)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 144)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 381: 491)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 403)، (مناقب علي، باب من قتله)، وابن حبّان في الإحسان (15/ 127: 6733)، والحاكم في المستدرك (3/ 140) كلهم من طرق عن سفيان، به، بنحوه.

وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "ابن بشار ذو مناكير، وابن أعين غير مرضي"، وذكره ابن الملقن في المختصر (3/ 1499)، وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 116) من طريق سفيان بن عبد الملك بن أعين، به، بنحوه.

ص: 230

4444 -

وقال عبد: حدَّثنا محمَّد بن بشر، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمية، قال: مرض علي رضي الله عنه مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أمير المؤمنين! قد كنا خفنا عليك من مرضك هذا، قال رضي الله عنه: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حدَّثني الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ:"لَا تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ تعالى أَشْقَى بَنِي فُلَانٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دون ثمود".

ص: 231

4444 -

درجته:

ضعيف، لأن فيه عبد الرحمان بن أبي الزناد، وقد تغيّر حفظه لما قدم بغداد، فحديثه ضعيف ببغداد، والراوي عنه هنا محمَّد بن بشر العبدي وهو كوفي.

وذكر البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لعبد بن حميد والحاكم بنحوه وسكت عليه.

ص: 231

تخريجه:

أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (ص 60: 92) وفيه زيادة بعد قوله: "يضرب هذا منك"، قال:(يعني رأسه -وتخضب هذه دمًا- يعني لحيته).

وتابع عبد الرحمان بن أبي الزناد كل من عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وسعيد بن أبي هلال والأعمش.

* أما حديث عبد الله بن جعفر: فقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 430: 569)، عن عبيد الله القواريري عن عبد الله بن جعفر، عن زيد بن أسلم، به، بنحوه.

قلت: فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، وهو ضعيف، كما في التقريب (ص 298: 3255)، وبقية رجاله ثقات.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال:"رواه أبو يعلى، وفيه والد علي بن المدني وهو ضعيف". =

ص: 231

= * أما حديث سعيد بن أبي هلال: فقد أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 146: 174)، عن الحسن بن علي، نا أبو صالح، نا الليث بن سعد، حدَّثني خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عن زيد بن أسلم، به، بنحوه.

قلت: فيه أبو صالح عبد الله بن صالح، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه وفيه غفلة، كما في التقريب (ص 308: 3388).

وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 63: 173)، من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد، به، بنحوه.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال:"رواه الطبراني وإسناده حسن".

قلت: إن أراد حسنًا لغيره فنعم، وإلَاّ فلا، لأن فيه عبد الله بن صالح، وهو صدوق كثير الغلط. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 113)، من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، به، بنحوه، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

*: أما حديث الأعمش: فقد أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 116) من طريق الأعمش عن زيد بن أسلم، به، بنحوه.

وجملة القول إن حديث الباب ضعيف بإسناد عبد بن حميد، ولكنه بهذه المتابعات يرتقي إلى الحسن لغيره. والله تعالى أعلم.

وروى هذا الحديث من طرق متعددة عن علي رضي الله عنه ولا يخلو واحد منها من ضعف، ومنها ما يلي:

الطريق الأولى:

1 -

أخرجه أحمد في المسند (1/ 130)، والخطيب (12/ 75)، وابن المغازلي (ص 205) مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عبد الله بن سبع، عن علي رضي الله عنه نحوه. =

ص: 232

= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137)، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبع وهو ثقة.

قلت: فيه عبد الله بن سبع وقيل: ابن سبع، ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول.

انظر في ترجمته: التاريخ الكبير (5/ 98)، الجرح والتعديل (5/ 68)، الثقات (5/ 22)، التقريب (ص 305: 3340).

الطريق الثانية: أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 377: 485)، والطبراني في الكبير (8/ 45)، وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 117) كلهم من طريق سويد بن سعيد، عن رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه نحوه.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 136)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات".

قلت: رشدين بن سعد، ضعيف، سيِّئ الحفظ.

الطريق الثالثة: أخرجه أحمد في المسند (4/ 263)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 351، 352)، والنسائي في الخصائص (ص 162: 153)، والحاكم في المستدرك (3/ 140 - 141) من طريق محمَّد بن إسحاق، حدَّثني يزيد بن محمَّد بن خيثم المحاربي، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن محمَّد بن خيثم، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أحدَّثكما بأشقى الناس رجلين، قلنا: بلى، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي، على هذه -يعني قرنه- حتى تبل منه هذه -يعني لحيته-".

قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه محمَّد بن خيثم أبو يزيد المحاربي، لم أجد من =

ص: 233

= ذكره بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول. انظر: التقريب (ص 476: 5857).

الطريق الرابعة: روى موقوفًا من كلام علي رضي الله عنه:

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 154)، عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: سمعت عليًا رضي الله عنه يخطب

فذكر نحوه.

قلت: إسناده صحيح، رواته أعلام ثقات، وهو وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع؛ لأن هذا مما لا مجال للرأي فيه، والله أعلم.

الطريق الخامسة: أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 25) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما، أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي

فذكر نحوه.

قلت: هذا إسناد مرسل ضعيف، لأن فيه أبا بكر بن عبيد الله بن أنس، وهو مجهول الحال كما في التقريب (ص 623: 7978).

الطريق السادسة: أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 252)، عن الحسن بن يحيى، عن حفص بن عمر، عن بكار بن أخي موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن عبيدة، عن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: إن أشقى الأولين عاقر الناقة، وإن أشقى الآخرين لمن يضربك ضربة على هذه -وأومأ إلى رأسه، يخضب هذه- وأومأ إلى لحيته.

الطريق السابعة: أخرجه الحارث كما في البغية (4/ 180)، عن الحسن بن موسى، عن محمَّد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيلٍ، عن فضالة، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه به. انظر تخريجه تحت رقم (4450).

فالخلاصة أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد حسن لغيره، والله أعلم.

وقد ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 78: 1088)، وصححه بشواهده المذكورة.

قلت: لعله يقصد أنه صحيح لغيره.

ص: 234

4445 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا رِشْدين بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عن أبيه، قال علي رضي الله عنه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ"؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ:"صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ؟ " قُلْتُ: لَا علم لي، قال صلى الله عليه وسلم: "الذي يضربك على هذه، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ. وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ لَوْ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَاكُمْ فَخَضَّبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ -يعني لحيته من دم رأسه-.

ص: 235

4445 -

درجته:

ضعيف، فيه ثلاث علل:

1 -

فيه سويد بن سعيد، وقد عمي في آخر عمره، فكان يلقن فيتلقن.

2 -

فيه، رِشْدَيْن بن سعد وهو ضعيف بالاتفاق.

3 -

فيه عثمان بن صهيب، وهو مجهول، لم أطلع فيه على جرح ولا تعديل غير ذكر ابن حبّان له في الثقات.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 136) بنحوه وقال: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد وقد وثق، وبقية رجاله ثقات".

قلت: بل فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفيه عثمان بن صهيب وهو مجهول.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة عثمان بن صهيب وضعف رشدين".

وللحديث طرق متعددة وشواهد تقدمت في حديث رقم (4444)، وهو بمجموع هذه الطرق حسن لغيره. والله تعالى أعلم.

ص: 235

تخريجه

أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 337: 485).

وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 45)، وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 117) من طريق سويد بن سعيد، به، بنحوه.

ص: 235

4446 -

وحدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ علي رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أمته من التكذيب والأذى، فبكيت، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تبك يا علي" والتفت، فالتفت فإذا رجلان يتصعدان، وإذا جلاميد ترضخ رؤوسهما حتى تفضح، ثم تعود. فغدوت إلى علي رضي الله عنه كَمَا كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحَرَارِيقِ (1) لَقِيتُ النَّاسَ فَقَالُوا: قتل.

(1) هكذا في الأصل، وفي مسند أبي يعلى:"الخرازين"، وفي الإِتحاف:"الجزارين"، ولم أجد لأي منها ذكرًا في كتب البلدان. والله تعالى أعلم.

ص: 236

4446 -

درجته:

إسناده ضعيف فيه شريك النخعي، وهو ضعيف، وقد اختلط.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 138)، وقال:(رواه أبو يعلى هكذا، ولعل الرائي هو أبو صالح، رآه لعلي، وإن اللذين رآهما ابن ملجم القاتل، ورفيقه، والله أعلم، ورجاله ثقات).

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 157)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.

ص: 236

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 398: 520).

ص: 236

4447 -

وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: لقيني حبيبي صلى الله عليه وسلم (يَعْنِي فِي الْمَنَامِ) نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بعده، فوعدني الراحة منهم، فما لبث رضي الله عنه إلَّا ثلاثًا.

ص: 237

4447 -

درجته:

ضعيف، لأن فيه راويًا مبهمًا، وبقية رجاله ثقات.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه راو لم يسم).

ص: 237

تخريجه:

لم أجده في مسند الحميدي برواية بشر في مظانها ولم أجد من خرّجه سواه. والله أعلم.

وأورده الهندي في الكنزى (15/ 170)، من حديث الحسن أو الحسين بلفظه، وعزاه إلى مسند العدني.

ص: 237

4448 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السامي (1)، ثنا سُكَيْن بن عبد العزيز، ثنا جَعْفَرُ بْنُ محمَّد (2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه خطيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلًا فِي لَيْلَةٍ نَزَلَ فيها القرآن وفيها رفع عيسى بن مَرْيَمَ، وَفِيهَا قُتِلَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فَتَى موسى عليهم السلام.

(1) في الأصل: "الشامي" بالمعجمة، وهو تصحيف، والتصحيح من كتب الرجال.

(2)

في الأصل: "جعفر بن خالد"، ولم أجد له ترجمة، ولعله تحريف، والصواب عندي ما أثبته، لأنه في المقصد العلي (ق 125)، وفي مسند أبي يعلى:"جعفر عن أبيه عن جده"، وفي الإِتحاف:"جَعْفَرِ بْنِ محمَّد عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ".

ص: 238

4448 -

درجته:

الأثر حسن بهذا الإِسناد، لأن فيه سكين بن عبد العزيز وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات. وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.

ص: 238

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 124: 6757)، عن إبراهيم بن الحجاج به.

قلت: روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه من طريق أبي يعلى وقد نقلها الحافظ ابن عساكر في تاريخه (12/ 430) ومداره على سُكَيْن بن عبد العزيز، واختلف عليه.

الوجه الأول: يرويه أبو عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سكين بن عبد العزيز عن جعفر، عن أبيه، عن جده، به،

بلفظه، وهو في مسند أبي يعلى (12/ 124).

الوجه الثاني: يرويه أبو بكر محمَّد بن إبراهيم المقرئ، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سُكَيْن بن عبد العزيز، عن حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ =

ص: 238

= أبيه، عن جده، به، بلفظه، ولم أجده في مسند أبي يعلى، وذكره ابن عساكر في تاريخه (12/ 430).

الوجه الثالث: يرويه كل من أبي عمرو بن حمدان وأبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج، عن سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحسن رضي الله عنه، به، بلفظه. مع زيادة في آخره وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 125).

انظر بقية تخريجه وطرقه الأخرى في الحديث القادم رقم (4449).

ص: 239

4449 -

[1] وحدَّثنا إبراهيم، ثنا سُكَيْن، حدَّثني أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عن أبيه، عن الحسن رضي الله عنه مِثْلَهُ، وَزَادَ، وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.

وزاد: وأنه مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُهُ فِي السَّرِيَّةِ، جِبْرِيلُ عليه السلام عن يمينه، وميكائيل عليه السلام عن يساره، والله ما ترك رضي الله عنه صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إلَّا ثَمَانِمِائَةٍ أَوْ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا.

[2]

وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدَّثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا سُكَيْن به (1)، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إلَّا الحسن ولا حدّث به عن جعفر إلَّا سُكَيْن (2).

(1) وَهِمَ الحافظ في هذه الإحالة، لأن البزّار رواه عن عمرو بن علي، عن أبي عاصم، عن سكين بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد، عن أبيه. انظر كشف الاستار (3/ 205).

(2)

لم أجد هذا القول في كشف الأستار، وإنما قال:"وَلَا نَعْلَمُ حدَّث بِهِ عَنْ حَفْصٍ إِلَّا سكين، وإسناده صالح".

في (ك)، وصححه ابن حبّان والحاكم

ص: 240

4449 -

درجته:

الحديث ضعيف، لأن فيه خالد بن جابر وأباه، وكلاهما مجهول.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57)، وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة والبزار، وابن حبّان في صحيحه والحاكم، وسكت عليه.

ص: 240

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في مسنده (12/ 125) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 430)، وتابع عبد العزيز بن قيس العبدي، حفص بن خالد بن جابر.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 205)، عن عمرو بن علي، حدَّثني =

ص: 240

= أبو عاصم، ثنا سُكَيْن بن عبد العزيز، حدَّثني حفص بن خالد، حدَّثني خالد بن جابر، قال: لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن خطيبًا فقال: (فذكر مثل حديث (4448) ثم قال): قال سكين: حدَّثني رجل قد سماه قال: وفيها تيب على بني إسرائيل، ثم رجل إلى حديث حفص بن خالد فقال: والله ما سبقه أحد

فذكره نحوه.

قلت: في إسناد البزّار هنا تنبيهان:

1 -

جاء في كشف الأستار (3/ 205)، وفي مختصر زوائد البزّار (2/ 321):(حفص بن خالد حدَّثني أبي خالد بن حيان عن الحسن)، ولعله تحريف، والصواب خالد بن جابر، عن أبيه جابر، عن الحسن.

لأنني لم أجد ترجمة "حفص بن خالد بن حيان" وقد وجدت ترجمة "حفص بن خالد بن جابر" كما في التاريخ الكبير (2/ 362)، والجرح والتعديل (3/ 172).

2 -

إن إسناد البزّار منقطع، لأنه ذكر الأثر من رواية خالد بن جابر، عن جده، عن الحسن رضي الله عنه، والراجح أنه من رواية خالد بن جابر، عن أبيه جابر، عن الحسن رضي الله عنه.

قال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 362) في ترجمة حفص بن خالد بن جابر: "سمع أباه عن جده قال الحسن بن علي: قتل علي ليلة نزل القرآن

سمع منه سكين بن عبد العزيز".

وتابعه عليه ابن حبّان في الثقات، وعدّد الحافظ المزي جابرًا من الرواة عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه في تهذيب الكمال (268/ 1)، وأخرج ابن عساكر في تاريخه (12/ 430) هذا الحديث من طريق أبي يعلى، عن إبراهيم السامي، عن سُكَيْن بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد بن جابر، عن أبيه، عن جده، عن الحسن رضي الله عنه.

وعلى كل فالإِسناد ضعيف، لأن فيه خالد بن جابر وأباه، وكلاهما مجهول، =

ص: 241

= وحفص بن خالد وثقه ابن حبّان.

والحديث روى عن الحسن رضي الله عنه من طرق أخرى متعددة ومنها: الطريق الأولى:

1 -

رواه وكيع عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حبشي، عن الحسن رضي الله عنه، أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 199)، وفي الفضائل (2/ 595: 1513)، وابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 75)، عن وكيع، به.

ولفظ أحمد: (عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه بعد قتل علي رضي الله عنه فقال: "لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليبعثه، ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلَّا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

قلت: إسناده ضعيف، فيه عمرو بن حبشي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال عنه الحافظ في التقريب:"مقبول".

انظر في ترجمته: التاريخ (6/ 322)، الجرح والتعديل (6/ 226)، الثقات (5/ 173)، التقريب (ص 420: 5006).

الطريق الثانية: رواه إسماعيل بن أبي خالد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، به، بنحوه.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 73 - 74) ومن طريقه ابن حبّان كما في الإِحسان (15/ 383: 6936)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 38)، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد به.

قلت: هذا إسناده حسن، رواته ثقات ما عدا هبيرة بن يريم، قال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، وقال أبو حاتم: مجهول. وقال =

ص: 242

= الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق" وهو كما قال إن شاء الله.

انظر في ترجمته: الجرح والتعديل (9/ 109)، التهديب (11/ 24)، التقريب (ص 570: 7268). وأخرجه أحمد في المسند (1/ 199)، وفي الفضائل (ص 1514)، والطبراني في الكبير (ص 2718) من طريق شريك بن عبد الله. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (38/ 3)، والطبراني في الكبير (ص 2725)، من طريق الأجلح بن عبد الله، والطبراني في الكبير (2717) من طريق يزيد بن عطاء والنسائي في "الخصائص"(ص 23) من طريق يونس بن أبي إسحاق، أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي به.

الطريق الثالثة: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 172) من طريق علي بن جعفر بن محمَّد، حدَّثني الحسن بن زيد، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين قال: خطب الحسن بن علي رضي الله عنه، به، بنحوه مع زيادة في آخره وتعقبه الذهبي بقوله:"ليس بصحيح".

قلت: فيه علي بن جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي وهو مقبول كما في التقريب (2/ 33).

وفيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو الذي يرويه عن الحسن رضي الله عنه. لم يدرك القصة وإنما سمعها بواسطة، ولم يذكر الواسطة، لأن مولده في سنة أربعين أو إحدى وأربعين كما في التهذيب (9/ 351)، وخطبة الحسن هذه عند وفاة علي رضي الله عه.

وجملة القول أن حديث الباب بهذه الطرق قد يرتقي لدرجة الحسن لغيره، لولا أن قوله:"لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون" ظاهره تفضيل علي رضي الله عنه على كل أحد حتى الشيخين رضي الله عنهما ولذا فإن الحافظ ابن كثير رحمه الله حينما قال عن هذا الحديث: "هذا حديث غريب جدًا وفيه نكارة" في البداية والنهاية (7/ 333)، إنما قاله عن إدراك لما يتبادر للذهن من متن هذا الحديث. والله أعلم.

ص: 243

4450 -

وقال أبو بكر والحارث: حدَّثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن راشد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن فضالة، قال: خرجت مع أبي إلى ينبوع عائدًا لعلي رضي الله عنه، وكان مريضًا بها، فقال له أبي. ما يقيمك بهذا المنزل؟ لو هلكت به لم يلك إلَّا أعراب جهينة، احتمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وَلِيَكَ أصحابك، وصلوا عليك -وكان أبو فضالة رضي الله عنه من أهل بدر- فقال له علي رضي الله عنه: إني لست بميت من وجعي هذا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ أن لا أموت حتى أؤمّر، ثم تخضب هذه -يعني لحيته- من دم هذه -يعني هامته- فقتل أبو فضالة رضي الله عنه بصفين.

رواه البزّار عن محمَّد بن عبد الرحيم عن الحسن رضي الله عنه، قال: ولا نعلم فضالة رضي الله عنه روى عن علي رضي الله عنه إلَّا هذا.

ص: 244

4450 -

درجته:

ضعيف، لأن فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ل 57) وقال: "رواه أبو بكر بن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة والبزار بسند مداره على عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف، وشيخه فضالة وثقه ابن حبّان، وقال ابن خراش: مجهول".

ص: 244

تخريجه:

لم أجده في مصنف ابن أبي شيبة ولعله في مسنده" ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 145: 173).

ورواه الحارث كما في بغية الباحث (4/ 1180) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 295).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده في المسند (1/ 102)، والإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 694)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 252)، وابن عبد البر =

ص: 244

= في الاستيعاب (4/ 154)، والبيهقي في الدلائل (6/ 438) كلهم من طرق عن محمَّد بن راشد، به، بنحوه.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 137) وقال: رواه البزّار وأحمد بنحوه ورجاله موثقون.

قلت: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل لم يوثقه أحد.

فالخلاصة: أن حديث الباب ضعيف بهذا الإِسناد، لأن مداره في هذه الطرق على عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ضعيف، ولكن له طرق أخرى وشواهد تقدمت في تخريج حديث رقم (4444) وهو بهذه الطرق والشواهد حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 245