المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم - المفاتيح في شرح المصابيح - جـ ٦

[مظهر الدين الزيداني]

فهرس الكتاب

- ‌5 - باب صِفَةِ الجَنَّةِ وأَهْلِها

- ‌6 - باب رُؤْيَةِ الله تَعالى

- ‌7 - باب صِفَةِ النَّار وأهلِها

- ‌8 - باب خَلْقِ الجَنَّةِ والنَّارِ

- ‌9 - باب بدءِ الخَلقِ، وذكرِ الأَنبياءِ عليهم السلام

- ‌1 - باب فَضَائِلِ سَيدِ المُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

- ‌2 - باب أَسْمَاءِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب المَبْعَثِ وَبدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - باب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - باب الكَرَامَاتِ

- ‌1 - باب في مَنَاقِبِ قُرَيْشِ وَذِكْرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - باب مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌3 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْرِ الصَّديق رضي الله عنه

- ‌4 - باب مَنَاقِبِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْر وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثةِ رضي الله عنهم

- ‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبي طَالِبِ رضي الله عنه

- ‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

- ‌10 - باب مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - باب ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّامِ، وَذِكْرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - باب ثَوَابِ هذِهِ الأُمَّةِ

الفصل: ‌2 - باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم

وقيل: العرب القديم العدنانية والقحطانية لم تكن عَرَبًا عاربة.

قال الأزهري: العربي منسوب إلى عَرَبة بلدٍ بناه إسماعيلُ عليه السلام، والتجاذب بين الفريقين كثيرٌ قديمًا وحديثًا.

* * *

4698 -

عَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"المُلْكُ في قُريشٍ، والقَضَاءُ في الأَنْصَارِ، والأَذانُ في الحَبشَةِ، والأَمَانةُ في الأَزْدِ"، يَعِني: اليَمينَ.

قوله: "القَضَاءُ في الأنصار"، (القضاء): الحكم، ويريد به: الحكم الجزئي، وإنما قال هذا تَطْييبًا لقلوبهم؛ لأنهم آوَوا ونَصَرُوا، وبهم قامَ عمودُ الإسلام، وفي بلدهم ظهر الإسلام، وبنيت المساجد، وجُمِّعَت الجمعة.

* * *

‌2 - باب مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

-

(بابُ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم)

مِنَ الصِّحَاحِ:

4699 -

عَنْ أَبي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أَصْحَابي، فَلَو أنَّ أَحَدَكُم أَنفقَ مِثَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهم ولا نَصِيفَهُ".

قوله: "لا تسبُّوا أصْحَابي، فلو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بَلَغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه"، قيل:(النصيف): مِكْيال يسع نِصْفَ مُدٍّ.

قال في "شرح السنة": والنصيف بمعنى النَّصْف، وكذلك تقول للعُشْر عَشير، وللخُمس خميس، وللتّسْع تسيع، وللثُّمن ثمين، واختلفوا في السُّبع

ص: 285

والسُّدس والرُّبع، فمنهم من يقول: سَبيع وسَدِيس ورَبيع. قال أبو عبيد: ولم نسمع أحدًا يقول في الثُّلث شيئًا من ذلك.

ومعنى الحديث: أن جَهْدَ المُقِلِّ منهم واليسير من النفقة - مع ما كانوا فيه من شدة العيش والصَّبر - أفضلُ عند الله من الكثير الذي يُنفقه مَنْ بعدَهم.

الضمير في "نصيفه" عائد إلى أحدهم، لا إلى المُد.

وتحقيق المعنى - والله أعلم -: أنَّ فضيلةَ الصحابة - رضوان الله عليهم - إنما كانت لصحبة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم أدركوا زمانَ الوحي، فلو عُمِّر أحدٌ منا ألفَ سنة مثلاً، وامتثل أوامرَه سبحانه، وانزجر عن نواهيه مدةَ عُمُرِه، بل كان أعبدَ الناسِ في وقته، لما يوازي جميعُ عبادته ساعةً من صحبته صلى الله عليه وسلم، فإذا كان كذلك ففضيلتهم لا يوازى بها البتة.

* * *

4700 -

عَنْ أَبي بُرْدَة رضي الله عنه، عَنْ أَبيْهِ: قَالَ: رَفَعَ - يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأسَهُ إلى السَّماءِ، وكَانَ كثيرًا مَا يَرفعُ رَأسَه إلى السَّماءِ فقالَ:"النجومُ أَمَنَةٌ للسَّماءِ، فإذا ذهبَتِ النَّجومُ أتى السَّماءَ ما تُوعَدُ، وأنا أَمَنَةٌ لأصَحَابي، فإذا ذهبْتُ أَتَى أَصحَابي مَا يُوعَدُونَ، وأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي، فإذا ذَهبَ أَصْحَابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُون".

قوله: "أنا أَمَنةٌ لأصحابي"، (الأمنة): الأمان والرحمة، يقال: رجل أُمَنَة وأَمَنَة - بالفتح والضم -: إذا كان يثق (1) بكلِّ أحد.

* * *

(1) في "م" و"ق": "لم يثق" بدل "كان يثق"، والتصويب من "الصحاح" للجوهري (5/ 2071)، (مادة: أمن).

ص: 286

4701 -

عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على النَّاسِ زَمَانٌ فيَغْزُو فِئَامٌ مِن النَّاسِ فيَقُولُونَ: هل فِيْكُم مَن صَاحَبَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقُولُونَ: نَعَم، فيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يَأتِي على النَّاسِ زَمَانٌ فيَغزُو فِئَامٌ مِن النَّاسِ فيُقالُ: هلْ فيكُم مَن صَاحبَ أَصحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولونَ: نَعَمْ، فيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يأتي على النَّاسِ زَمَانٌ فيَغزو فِئَامٌ مِن النَّاسِ فيُقَالُ: هَلْ فيكُم مَن صَاحَبَ مَن صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولونَ: نَعَمْ، فيُفتَحُ لهم".

وزادَ بعضُهم: "ثُمَّ يَكُونُ البَعْثُ الرَّابعُ فيُقَالُ: انظُرُوا هلْ تَرَوْنَ فيهم أَحَدًا رَأَى مَن رَأَى أَحدًا رَأَى أَصحَابَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فيُوجَدُ الرَّجُلُ فيُفتَحُ لَهُ".

قوله: "فيغزو فئامٌ من الناس"، (الفئام): الجماعة من الناس، لا واحدَ له من لفظه، والعامة تقول: فِيام، بلا همز، ذكره في "الصحاح".

* * *

4702 -

وعَنْ عِمرانَ بن حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ أُمَّتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونَهم، ثُمَّ إنَّ بَعدَهم قَوْمًا يَشهدُونَ ولا يُستَشهَدونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُون، ويَنذُرُونَ ولا يَفُونَ، ويَظهرُ فيهمُ السِّمَنُ".

وفي رِوَايةٍ: "ويَحلِفُونَ ولا يُستَحْلَفُونَ".

ويُروَى: "ثُمَّ يَخْلُفُ قومٌ يُحبُّونَ السُّمَانَة".

قوله: "ثمَّ إنَّ بعدَكم قومًا يَشْهدُون ولا يُستشهدون"، قال الإمام التوربشتي: في أكثر نسخ "المصابيح": (ثم إن بعدكم) وليس برواية، بل الرواية:(بعدهم).

قوله: "ويظهرُ فيهم السَّمَن"، قال محمد بن عثمان بن أبي ليلى: معنى

ص: 287

(السِّمن) ها هنا: جمع المال، والحرص على الدنيا، ذكره في "شرح السنة".

قيل: (السمن) ها هنا عبارة عن الغَفْلة، وقلَّة الاهتمام بأمر الدين، فإن الغالب على حال السمين ذلك.

* * *

مِنَ الحِسَان:

4703 -

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَكْرِمُوا أَصحَابي فَإنَّهُم خِيارُكم، ثُمَّ الذينَ يَلُونهم، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثم يَظهرُ الكَذِبُ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَحلِفُ ولا يُستحلَفُ، ويَشهدُ ولا يُستشهدُ، أَلَا فمَن سَرَّه بُحْبُوحةُ الجَنَّةِ فليَلْزمِ الجَمَاعةَ، فإنَّ الشَّيطانَ معَ الفَذِّ، وهو من الاثنينِ أَبْعَدُ، ولا يَخلُونَّ رَجُلٌ بامرأةٍ فإنَّ الشَّيطانَ ثالِثُهُمَا، ومَن سرَّتْهُ حَسَنَتُه وسَاءَتْهُ سَيئَتُه فهُوَ مؤمِنٌ".

قوله: "فمَنْ سَرَّه بَحْبُوحَةُ الجنَّةِ فليلزمِ الجماعة"، بحبوحةُ كلِّ شيء: وسَطُه وخِيارُه.

قوله: "فإن الشيطانَ مع الفَذَّ"؛ أي: مع الفرد؛ أي: الذي مع رأيه دونَ رأي الجماعة.

* * *

4704 -

عَنْ جَابرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَمَسُّ النَّارُ مُسْلِمًا رَآني، أو رَأَى مَن رَآني".

قوله: "لا تمسُّ النارَ مسلمًا رآني، أو رأى مَنْ رآني"، فيه دليل على فضل الصحابة على غيرهم، وفضلِ التابعين على أتباعهم.

* * *

ص: 288

4705 -

عَنْ عبدِ الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الله الله في أَصْحَابي، الله الله في أَصْحَابي، لا تَتَّخِذُوهُم غرَضًا مِنْ بَعدِي، فمَن أَحبَّهم فبحُبي أَحبَّهم، ومَن أَبغضَهم فَببُغضي أَبغضَهُم، ومَن آذاهُم فَقْد آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَد آَذَى الله، ومَنْ آذَى الله فيُوشِكُ أنْ يَأخُذَه"، غريب.

قوله: "الله الله في أَصحابي"؛ أي: اتقوا الله في أصحابي؛ يعني: لا تَذْكُروهم إلا بالتعظيم والتَّوقير.

قوله: "لا تتخذوهم غرضًا من بعدي"، (الغرض): الهدف؛ أي: لا تجعلوهم هدفًا لكلامِكم القبيح؛ أي: لا ترمُوهم بالوقائع وغيرِ ذلك مما لا يجوز.

* * *

4707 -

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أَصحَابي في أَمَّتِي كَالمِلْحِ في الطَّعَامِ لا يَصلُحُ الطَّعَامُ إلا بالمِلْحِ".

قوله: "مَثَلُ أصحابي في أمَّتي كالمِلْح في الطعام، لا يَصْلُح الطعامُ إلا بالملح"، قال الحسنُ البصري: فقد ذهب مِلْحُنا، فكيف نُصْلِح؟ ذكره في "شرح السنة".

* * *

4708 -

عَنْ ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُبَلَّغُني أَحَدٌ عَنْ أَحدٍ مِنْ أصحَابي شَيئًا فإنَّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِليْهِم وأَنَا سَليمُ الصَّدْرِ".

قوله: "وأنا سليمُ الصَّدر"؛ أي: من الغِلِّ والحِقْد.

حاصل هذا الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم يتمنَّى أن يخرُجَ من الدنيا وقلبُه راضٍ عن

ص: 289