المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه - المفاتيح في شرح المصابيح - جـ ٦

[مظهر الدين الزيداني]

فهرس الكتاب

- ‌5 - باب صِفَةِ الجَنَّةِ وأَهْلِها

- ‌6 - باب رُؤْيَةِ الله تَعالى

- ‌7 - باب صِفَةِ النَّار وأهلِها

- ‌8 - باب خَلْقِ الجَنَّةِ والنَّارِ

- ‌9 - باب بدءِ الخَلقِ، وذكرِ الأَنبياءِ عليهم السلام

- ‌1 - باب فَضَائِلِ سَيدِ المُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

- ‌2 - باب أَسْمَاءِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب المَبْعَثِ وَبدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - باب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - باب الكَرَامَاتِ

- ‌1 - باب في مَنَاقِبِ قُرَيْشِ وَذِكْرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - باب مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌3 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْرِ الصَّديق رضي الله عنه

- ‌4 - باب مَنَاقِبِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْر وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثةِ رضي الله عنهم

- ‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبي طَالِبِ رضي الله عنه

- ‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

- ‌10 - باب مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - باب ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّامِ، وَذِكْرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - باب ثَوَابِ هذِهِ الأُمَّةِ

الفصل: ‌6 - باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

الميزان"، وقد أوَّلَها: أن زمان الخلافة قليلٌ ثم تصير إلى المَمْلكة.

* * *

‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه

-

(بَابُ مَنَاقِبِ عُثْمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه)

مِنَ الصِّحَاحِ:

4748 -

عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا في بَيْتِه كاشفًا عن فَخِذَيْهِ أو ساقيْهِ، فاستَأْذَنَ أبو بَكرٍ فأَذِنَ له، وهو على تلكَ الحالِ، فتَحَدَّثَ، ثُمَّ استَأْذَنَ عُمَرُ فأَذِنَ لهُ وهو كذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ استَأْذَنَ عُثْمانُ فَجَلَسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وسَوَّى ثِيابَهُ، فلمَّا خَرَجَ قالت عائِشَةُ رضي الله عنها: دخلَ أبو بَكْر فلَمْ تَهْتَشَّ لهُ وَلَمْ تُبَالِه، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فلم تَهْتَشَّ لهُ ولم تُبَاله، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَّاَنُ فَجَلَسْتَ وسَويتَ ثِيابَكَ! فقالَ:"ألا أَسْتَحْيي مِن رَجْلٍ تَسْتَحْيي مِنْهُ المَلائِكَةُ".

قوله: "فلم تهتشَّ له"؛ أي: ما ظهر منك هَشَاشة ولا بَشَاشة لدخوله؛ (الهشاشة) و (الاهتشاش): الفرح، و (الهَشُّ): اللِّين والرخوة.

وفيه دليل على توقير عثمان رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يدلُّ على حطِّ منزلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عنده صلى الله عليه وسلم وقلة الالتفات إليهما؛ لأن قاعدةَ المحبة إذا كَمُلَت واشتدَّت ارتفعَ التكلفُ، كما قيل: إذا حَصَلت الأُلْفة بَطَلت الكُلْفة.

قوله: "كاشفًا عن فخذيه"، هذا مُستَند مالك، فإن الفخذ عنده ليس بعورة.

* * *

ص: 305

مِنَ الحِسَان:

4750 -

عن طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله رضي الله عنه قال: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نبيٍّ رَفيقٌ ورفيقي - يعني في الجَنَّةِ - عُثْمانُ"، غريب منقطع.

قوله: "لكل نبيِّ رفيقٌ، ورفيقي في الجنة عثمانُ"، وفيه دليل على عظم قَدْره وارتفاع منزلته رضي الله عنه.

قال الإمام التوربشتي في "شرحه": هذا حديث ضعيفُ السَّند، ومع الضَّعف ليس بمتصل، رواه شُريح عن شيخ من زُهرة لم يُسَمِّه.

* * *

4751 -

عن عبدِ الرَّحمنِ بن خَبَّابٍ رضي الله عنه قال: شَهِدْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَحُثُّ على جَيْشِ العُسْرَةِ، فقامَ عُثْمَانُ فقالَ: يا رسولَ الله! عليَّ مِئَةُ بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقْتابها في سبيلِ الله، ثُمَّ حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عُثْمانُ فقال: عليَّ مِئَتا بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقتابها في سبيلِ الله، ثُمَّ حَضَّ على الجيشِ، فقامَ عثمانُ فقالَ: عليَّ ثلاثُ مِئَةِ بعيرٍ بأَحْلاسِها وأَقْتابها في سبيلِ الله، فأنا رَأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ عن المِنْبرِ وهو يقولُ:"ما على عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذهِ، ما على عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ هذهِ".

قوله: "شهدتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَحُثُّ على جيش العُسْرة"، والمراد بجيش العسرة: غزوة تبوك، وإنما سُمِّيت جيش العسرة؛ لأنها كانت في زمان اشتداد الحَرِّ والقَحْط والجَدْب، بحيث يَعْسُر عليهم الخروجُ فيها.

قيل: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلاث مئة وثلاثة عشر، ويوم أحد سبع مئة، ويوم الحديبيَة ويوم خيبر ألف وخمس مئة، ويوم الفتح عشرة آلاف، ويوم حُنين اثنا عشَر ألفًا، ويوم تبوكَ ثلاثون ألفًا، وهي آخر مغازيه.

ص: 306

قوله: "عليَّ مئة بأَحْلاسها وأَقْتَابها"، (الأحلاس): جمع حِلْس، وهي كِسَاء رقيق يكون تحت البَرْذَعة، و (الأقتاب): جمع قَتَب - بالتحريك -، وهو رَحْلٌ صغير على قَدْرِ السَّنَام، ذكره في "الصحاح".

قوله: "ما على عثمان ما عَمِلَ بعدَ هذه"؛ أي: ما عليه أن لا يعملَ بعد هذه من النَّوافل دون الفرائض؛ لأن تلك الحسنة تكفيه عن جميع النوافل، كما ذكر في حديث أنس بن أبي مرثد الغَنَوي في آخر الفَصْل في المِعْراج.

* * *

4753 -

عن أنسٍ رضي الله عنه قال: لَمّا أُمِرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ببَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كانَ عُثْمانُ رَسُولَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى مَكَّةَ، فَبَايَعَ النَّاسَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ عُثْمانَ في حاجَةِ الله وحاجَةِ رَسولِهِ"، فضرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الأُخرَى، فكانَتْ يَدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِعُثْمانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لِأَنْفُسِهم.

قوله: "لمَّا أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرِّضوان"، وهي البيعة التي كانت تحت الشجرة يوم الحديبيَة، وإنما سُمِّيت ببيعة الرضوان؛ لأنه نزلت في أصحابها:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]

* * *

4753/ م - عن ثُمامَةَ بن حَزْنٍ القُشَيْريِّ قال: شَهِدْتُ الدَّارَ حينَ أَشْرَفَ عليهم عُثْمانُ فقال: أَنشُدُكم الله والإِسَلامَ، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدينةَ وليسَ بها ماءٌ يُستعذَبُ غيرُ بئرِ رُومَةَ فقال:"مَن يشتري بئرَ رُومَةَ يَجعل دَلْوَه مع دلاء المُسلمينَ بخيرٍ له منها في الجَنَّةِ؟ "، فاشتريتُها مِن صُلْبِ مالي، فأنتم اليومَ تَمنَعونَني أنْ أَشْرَبَ منها حتَّى أَشْرَبَ مِن ماءِ البَحْرِ! فقالوا: اللهم! نَعَم، قال: أَنشُدُكم الله والإِسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ المسجدَ ضاقَ بأهلِهِ فقالَ

ص: 307

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن يَشْتري بُقْعَةَ آلِ فُلانٍ فيزيدُها في المَسْجِدِ بخيرٍ لهُ منها في الجنةِ"، فاشتريْتُها مِن صُلْبِ مالي، فأنتم اليومَ تمنعونَني أنْ أُصلِّيَ فيها ركعتينِ؟ قالوا: اللهم! نَعَم، قال أَنشدُكم الله والإِسلامَ، هل تعلمونَ أني جَهَّزتُ جيشَ العُسرةِ مِن مالي؟ قالوا: اللهم! نعم، قال: أَنشدُكم الله والإِسلامَ، هل تعلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ على ثَبيرِ مَكَّةَ ومعَهُ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ وأنا، فتحرَّكَ الجبلُ حتى تساقطَتْ حِجارَتُه بالحَضيضِ، فركضَهُ برجلِهِ وقال:"اُسْكُنْ ثَبيرُ، فإنَّما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدانِ؟ " قالوا: اللهمَّ! نَعَم، قال: الله أكبرُ، شَهِدُوا ورَبِّ الكَعْبةِ أَنِّي شَهيدٌ، ثلاثًا.

قوله: "شهدتُ الدارَ حين أَشْرَفَ عليهم عثمانُ رضي الله عنه"، (شهدت)؛ أي: حضرت، (الدار): عبارة عن دار عثمان التي قد حاصروه فيها. (أشرف عليهم)؛ أي: اطَّلع عليهم.

قوله: "أنشدُكُم الله والإسلامَ"، قال الحافظ أبو موسى: يقال: نشدتُكَ نِشْدَةً ونِشْدانًا، وناشدتك؛ أي: سألتُكَ بالله وبالإسلام، وتعدِيتُه إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوتُ، حيث قالوا: نشدتك الله وبالله، كما قالوا دعوتُه زيدًا وبزيد، أو ضَمَّنُوه معنى: ذكرتُ، و (أنشدتك بالله) خطأٌ.

قوله: "مَنْ يشتري بئر رُومة يجعل دَلْوه كدِلاء المسلمين"، قيل: بئر رومة في العقيق الأصغر، وفي المدينة عقيقان؛ العقيق الأصغر: قُطِعَ عن حَرَّة المدينة، والعقيق الآخر أكبر منه وفيه بئر عُروة.

قوله: (يجعل دَلْوه كدِلاء المسلمين) ليس مستند جواز الوقف على نفسه؛ لأن إلقاء الدَّلو فيها لا يفتقر إلى شرط بحكم العموم، فإذا ثبت هذا فذكره وعدم ذكره سيَّان، كما لو قال: جعلت هذا مسجدًا وأصلي فيه كما يصلي فيه المسلمون.

ص: 308

قوله: "كان على ثَبير مكة"، (ثبير): جبل مكة.

قوله: "تساقطَتْ حجارتُه بالحضيض، فَرَكَضَهُ برجله"، (الحضيض): القَرار من الأرض عند مُنْقَطَع الجبل، (فركضه برجله)؛ أي: ضرب الجبل برجله.

* * *

4755 -

عن مُرَّةَ بن كَعْبٍ قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وذكرَ الفتنَ فقرَّبَها، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ في ثَوْبٍ، فقالَ:"هذا يومَئذٍ على الهُدَى"، فقمْتُ إليهِ فإذا هو عثمانُ بن عفَّانَ رضي الله عنه قال: فأَقْبَلْتُ عليهِ بوجهِهِ فقلتُ: هذا؟ قال: "نعم"، صحيح.

قوله: "فمرَّ رجلٌ مُقَنَّع في ثوب"؛ أي: مستتر في ثوب، يريد به: عثمان رضي الله عنه.

قوله: "هذا يومئذ على الهُدى"، (هذا): إشارة إلى ذلك الرجل المقنَّع؛ يعني: عثمان؛ يعني: إذا ظهرت الفتنُ يكون عثمان رضي الله عنه على الهُدى.

وفيه دليل على كونه مظلومًا.

* * *

4756 -

عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "يا عُثْمانُ! إنَّه لعلَّ الله يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فإنْ أرادوكَ على خَلْعِه فلا تَخْلَعْه لهم".

قوله: "يا عثمانُ! إنه لعلَّ الله يُقَمِّصُكَ قميصًا، فإنْ أرادوك على خَلْعه فلا تَخْلَعه لهم"، قال ابن الأعرابي: القميص: الخلافة، والقميص: غلاف القلب، والقميص: البرذون الكثير القُمَاص، ذكره في "الغريبين".

ص: 309