المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم - المفاتيح في شرح المصابيح - جـ ٦

[مظهر الدين الزيداني]

فهرس الكتاب

- ‌5 - باب صِفَةِ الجَنَّةِ وأَهْلِها

- ‌6 - باب رُؤْيَةِ الله تَعالى

- ‌7 - باب صِفَةِ النَّار وأهلِها

- ‌8 - باب خَلْقِ الجَنَّةِ والنَّارِ

- ‌9 - باب بدءِ الخَلقِ، وذكرِ الأَنبياءِ عليهم السلام

- ‌1 - باب فَضَائِلِ سَيدِ المُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

- ‌2 - باب أَسْمَاءِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب المَبْعَثِ وَبدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - باب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - باب الكَرَامَاتِ

- ‌1 - باب في مَنَاقِبِ قُرَيْشِ وَذِكْرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - باب مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌3 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْرِ الصَّديق رضي الله عنه

- ‌4 - باب مَنَاقِبِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْر وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثةِ رضي الله عنهم

- ‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبي طَالِبِ رضي الله عنه

- ‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

- ‌10 - باب مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - باب ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّامِ، وَذِكْرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - باب ثَوَابِ هذِهِ الأُمَّةِ

الفصل: ‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

ولكنَّ الله انتجَاهُ".

قوله: "ما انْتُجَيتُه ولكنَّ الله انتْجَاهُ"، يقال: انتجيته: إذا خَصَصْته لمناجاتك؛ يعني: بلَّغته عن الله تعالى ما أمرني أن أبلِّغه عن الله على سبيل النَّجْوى، فحينئذ انْتَجاهُ الله سبحانه لا انتجيتُه.

* * *

4774 -

عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قالَ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "يا عليُّ! لا يَحِلُّ لأَحَدٍ يُجْنِبُ في هذا المَسْجدِ غيري وغيرُك" قال ضرَارُ بن صُرَدٍ: معناهُ: لا يَحِلُّ لأَحَدٍ يَسْتَطْرِقُه جُنُبًا غيري وغيرُك. هذا حديثٌ غريبٌ.

قوله: "لا يَحِلُّ لأحدٍ يستطْرِقُه جُنُبًا غيري وغيرُك"؛ لأنه كان ممرَّ أبوابهما في المسجد، بخلاف غيرهما، فإنه لم يكن له مَمَرَّ دارِه في المسجد.

اعلم أن فضائلَ عليٍّ رضي الله عنه أكثرُ مِنْ أنْ تُحصى، وهذه الأحاديث شاهدة بها، لكن هذه الأحاديث لا تقاوم ما أوجب تقديمَ أبي بكر رضي الله عنه؛ لأن تقديمه إنما ثبت بالإجماع، والإجماع حكمُه حكمُ آية نزلت في زمان الوحي، وهذه الأحاديث أحاديث آحاد، فكيف تقاوم الإجماع؟

* * *

‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

-

(بابُ مَنَاقِبِ العَشرَةِ)

مِنَ الصِّحَاحِ:

4776 -

قال عُمَرُ رضي الله عنه: ما أَحَدٌ أَحَقُّ بهذا الأَمْرِ مِن هؤلاءِ النَّفَرِ الذينَ

ص: 315

تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهوَ عَنْهم راضٍ، فَسَمَّى: عليًا وعُثْمانَ والزُّبَيْرَ وطَلْحَةَ وسَعْدًا وعَبْدَ الرَّحمنِ.

قوله: "ما أحدٌ أحقُّ بهذا الأمرِ من هؤلاء النَّفَرِ الذين تُوفِّي رسولُ الله وهو عنهم راضٍ"، (النفر) - بالتحريك - عدَّةُ رجال من ثلاثة إلى عشرة، يريد بهذا الأمر: الخلافة؛ يعني: قال عمر رضي الله عنه عند وفاته: الخلافة بعدي بين هؤلاء الستة المذكورة في الحديث، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان راضيًا عنهم عند وفاته صلى الله عليه وسلم.

وهم أفضلُ الناس في هذا الزمان، فإذا دفن عمر رضي الله عنه أجمعوا على خلافة عثمان رضي الله عنه.

إن قيل: توفِّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عن جميع الصحابة، فَلِمَ خَصَّ عمرُ هؤلاءِ الستةَ بالرضا؟.

قيل: لم يُرِدِ الرِّضوانَ الشاملَ لهم، بل رضوانًا يخُصُّهم، ويستحقون بذلك أن يكونوا خلفاء، فهذا معنى الرضا.

* * *

4778 -

عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَن يأتيني بخَبَرِ القَوْمِ؟ " - يومَ الأَحْزابِ -، قالَ الزُّبيرُ: أنا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ لكُلِّ نبَيٍّ حَوَارِيًّا وحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".

قوله: "لكل نبيٍّ حواريّ، وحواريّ الزبير"، قال في "شرح السنة": المراد منه الناصر، والحوارِيون من أصحاب عيسى عليه السلام كانوا أنصارًا له، وسُمُّوا الحواريين؛ لأنهم كانوا يغسِلون الثياب فيُحوِّرُونها؛ أي: يُبيضُونها.

* * *

ص: 316

4780 -

عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ما سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيهِ لأَحَدٍ إلا لسَعْدِ بن مالكٍ، فإنِّي سَمِعْتُه يقولُ يومَ أُحُدٍ:"يا سَعْدُ! ارْمِ فِدَاكَ أبي وأمي".

قوله: "إلا لسعد بن مالك"؛ يعني: سعد بن أبي وقَّاص.

4782 -

وعن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: سَهِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المَدينةَ ليلةً فقال: "لَيْتَ رَجُلًا صالِحًا يَحْرُسُني"، إذ سَمِعْنَا صوْتَ سِلاحٍ، فقالَ:"مَن هذا؟ " قال: سَعْدٌ، قال:"ما جاءَ بكَ؟ " قال: وَقَعَ في نَفْسِي خَوْفٌ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَجئْتُ أَحرُسُه، فَدَعَا لهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نامَ.

قوله: "وقع في قلبي خوفٌ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ أَحْرُسُه" دليلٌ على التوافق بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأنه لمَّا جرى في خاطره صلى الله عليه وسلم طَلَبُ الحراسةِ، تحرَّك ضميرُ سعدٍ للقيام بها، فقام بها.

* * *

4785 -

عن أبي هُريرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ على حِراءَ هو وأبو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ وعليٌّ وطَلْحَةُ والزُّبيرُ، فتحرَّكَتْ الصَّخْرَةُ، فقالَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم "اِهْدَأْ، فما عَلَيْكَ إلا نبَيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهيدٌ"، وزادَ بعضُهم:"وَسَعْدُ بن أبي وقَّاصٍ"، ولم يَذْكُرْ عَلِيًّا.

قوله: "اهدأ، فما عليكَ إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيد"، (اهدأ)؛ أي: اسْكُن.

* * *

4788 -

عن الزُّبَيْرِ رضي الله عنه قال: كانَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعانِ فنَهَضَ إلى الصَّخْرةِ، فلم يَسْتَطِعْ، فَقَعَدَ طَلْحَةُ تَحْتَه حتَّى استَوَى على الصَّخْرةِ،

ص: 317

فَسَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أَوْجَبَ طَلْحَةُ".

قوله: "أوجَبَ طلحة"؛ أي: أوجبَ الجنةَ لنفسه؛ لأنه رَضيَ عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ أُحد.

* * *

4789 -

وقالَ جابرٌ: نَظَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله وقالَ: "مَن أَحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ يَمْشي على وَجْهِ الأَرْضِ وقد قَضَى نَحْبَهُ فلْيَنظُرْ إلى هذا".

وفي رِوايةٍ قال: "مَن سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلى شَهيدٍ يَمْشي على وَجْهِ الأَرْضِ فلْيَنظُرْ إلى طَلْحَةَ بن عُبَيدِ الله".

قوله: "مَنْ أَحبَّ أن ينظُرَ إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قَضَى نَحْبَه"، معناه: بذَلَ جُهْدَه في الوفاء بعهده.

وكان طلحةُ ممن ذَكَر الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23]؛ أي: نَذْرَه وعَهْدَه، و (النحب): النذر، ويقال: الموت، كأنه ألزم نفسَه الصبرَ على الجهاد، فوفَّى به حتى استُشْهِد.

* * *

4793 -

عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ما جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَبَاهُ وأُمَّهُ إلا لسَعْدٍ، قالَ لهُ يومُ أُحُدٍ:"ارْمِ فِدَاكَ أبي وأمي"، وقالَ لهُ:"ارْمِ أيُّها الغُلامُ الحَزَوَّرُ! ".

قوله: "أيُّها الغُلام الحَزَوَّر" - بفتح الحاء والزاي وتشديد الواو -، الغلام إذا اشتد وقوي وخدم، وكذلك الحَزْوَر - بسكون الزاي وبفتح الواو ومع التخفيف -.

* * *

ص: 318