المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - المفاتيح في شرح المصابيح - جـ ٦

[مظهر الدين الزيداني]

فهرس الكتاب

- ‌5 - باب صِفَةِ الجَنَّةِ وأَهْلِها

- ‌6 - باب رُؤْيَةِ الله تَعالى

- ‌7 - باب صِفَةِ النَّار وأهلِها

- ‌8 - باب خَلْقِ الجَنَّةِ والنَّارِ

- ‌9 - باب بدءِ الخَلقِ، وذكرِ الأَنبياءِ عليهم السلام

- ‌1 - باب فَضَائِلِ سَيدِ المُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

- ‌2 - باب أَسْمَاءِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب المَبْعَثِ وَبدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - باب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - باب الكَرَامَاتِ

- ‌1 - باب في مَنَاقِبِ قُرَيْشِ وَذِكْرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - باب مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌3 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْرِ الصَّديق رضي الله عنه

- ‌4 - باب مَنَاقِبِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْر وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ بن عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثةِ رضي الله عنهم

- ‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بن أَبي طَالِبِ رضي الله عنه

- ‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

- ‌10 - باب مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - باب ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّامِ، وَذِكْرِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - باب ثَوَابِ هذِهِ الأُمَّةِ

الفصل: ‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(بابُ مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم)

مِنَ الصِّحَاحِ:

4842 -

عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "خَيْرُ نِسائِها مَرْيَمُ بنتُ عِمْرانَ، وخَيْرُ نِسائِها خَديجَةُ بنتُ خُوَيْلدٍ"، وأشارَ وَكِيعٌ إلى السَّماءِ والأَرْضِ.

قوله: "خيرُ نسائها مريمُ بنتُ عِمْران، وخيرُ نسائِها خديجةُ بنتُ خويلد، وأشار وكيع إلى السماء والأرض"، الضمير في (نسائها) الأول يعود إلى أمة زمانِ مريم، والضمير في (نسائها) الثاني يعود إلى هذه الأمة؛ يعني: مريم خير نساء زمانها، وخديجة خير نساء هذه الأمة؛ يعني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وإنما ذكر (نساءها) مرتين؛ ليدُلَّ على ما ذكر، وقيل: وكيع من جملة رواة هذا الحديث، وإشارته إلى السماء والأرض دليل على أنهما خيرُ مَنْ هو فوق الأرض من النساء، ولا يصحُّ أن يقال: أراد وكيعٌ أنهما خيرُ نساء السماء والأرض، فإن الضمير لا يستقيم أن يعود إلى السماء، بل أراد أنهما خير نساء فوق الأرض وتحت أديم السماء.

* * *

4843 -

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: أتى جِبْريلُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ الله! هذه خَديجَةُ، قد أَتَتْ معَها إناءٌ فيهِ إدامٌ أو طَعامٌ، فإذا أَتَتْكَ فاقرأ عليها السلام مِن رَبها ومنِّي، وبشِّرْها ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ.

قوله: "وبشِّرها ببيت في الجنَّة مِنْ قَصَب، لا صَخَب فيه ولا نَصَب"،

ص: 332

الضمير في (بشرها) يعود إلى خديجة.

قيل: (القصب) ها هنا: عبارة عن لُؤلؤ مُجَوَّف واسع كالقصر المُنيف - المنيف: المشرف المرتفع -.

(الصَّخَب): الصِّياح، والنَّصَب: التعب؛ يعني: قصور الجنة ما فيها صَخَب ولا تعب، بل فيها كمال الاستراحة وطِيب العيش والرفاهية، بخلاف بيوت الدنيا، فإنها لا تخلو عن صَخَبٍ مِنْ ساكنيها، وعن نَصَبٍ في بنائها وإصلاحها، فإن الدنيا دارُ عَنَاء.

* * *

4844 -

وقالت عائِشَةُ رضي الله عنها: ما غِرْتُ على أَحَدٍ مِن نِساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خَديجَةَ، وما رَأَيتُها ولكنْ كانَ يُكثِرُ ذِكْرَها، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثم يُقَطِّعُها أَعْضَاءً ثم يَبْعَثُها في صَدَائِقِ خَديجَةَ، فربَّما قلتُ له: كأَنَّه لم يكنْ في الدُّنيا امرَأةٌ إلا خَديجَةُ؟ فيقولُ: "إنَّها كانَت وكانَت، وكانَ لي مِنْها وَلَدٌ".

قولها: "ما غِرْتُ على أحدٍ من نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة"، (غرت) من الغيرة؛ يعني: ما كان لي غَيرة على واحدة من أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم كغَيرتي على خديجة، مع أنِّي ما رأيتُها، فإنها كثيرًا ما يذكرُها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ويُظْهِرُ المحبَّةَ معها.

قولها: "ثم يبعثُها في صَدائِق خديجة"، (البعث): الإرسال، (الصدائق) جمع صديقة، وهي المَحْبوبة.

* * *

4845 -

عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ

ص: 333

كفَضْلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ".

قوله: "فَضْلُ عائشةَ على النساء كفضلِ الثَّريدِ على سائر الطعام"، قيل: إنما ضرب المَثَل بالثريد؛ لأنه أفضلُ طعامِ العرب.

وقيل: المراد بالطعام: الحِنطة، وإنها تحتاج إلى مُعالجات كثيرة حتى يصلُحَ التغذِّي بها، والثريد: مركَّب من الخبز واللحم والمَرَقة ولا نظيرَ لها في الأغذية.

ثم إنه جمعَ بين الغذاء واللذة والقوة، وسهولة الأخذ، وقلة المُؤْنة في المَضْغ، وسُرعة المرور في الحُلْقوم والمَرِي، فضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بها المَثَل، ليعرِّفَ أنها جَمَعْتْ خِصالَ الكمال، وهي حُسن الخُلق والمعاشرة، وحلاوة المَنْطِق، وفَصَاحة اللسان، ورَزَانة العقل، والتحبُّب إلى الزوج، وغيرها من أنواع الكمال، كما اجتمع في الثريد ما ذُكر من أنواع الكمال في الأغذية الشريفة، والنساء الأُخر بمثابة الطعام الذي هو الحِنطة، فكما أنها تحتاج إلى أشياءَ كثيرةٍ حتى تصلُح للتغذِّي بها كما ذُكر، فكذا النساء محتاجة إلى تأديبات كثيرة، ليظهر فيهن حسنُ المعاشرة وغير ذلك، فإذا عرفتَ أن الثريدَ أفضلُ الطعام فاعرِفْ أن عائشةَ رضي الله عنها أفضلُ النساء.

* * *

4847 -

عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُكِ في المَنامِ ثلاثَ ليالي يَجِيءُ بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَريرٍ فقال لي: هذه امرَأتُكَ، فكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوبَ فإذا أَنْتِ هي، فقُلتُ: إنْ يكنْ هذا مِن عِنْدِ الله يُمْضه".

قوله: "أُرِيتُكِ في المنام ثلاثَ ليال، يجيء بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ من

ص: 334

حرير"، (السَّرَقة) جمعها سَرَق، وهي الشُّقق من الحرير، إلا أنها البيضُ منها خاصة، ويقال: هي فارسية، أصلها سُرَّة، جمعها سَرَق، وهو الجيد، أو في جيد من الحرير. ذكره في "شرح السنة".

الشقق: جمع شقة، وهي قطعة من الثياب.

* * *

4852 -

عن أنسٍ رضي الله عنه قال: بلغَ صَفِيَّةَ أنَّ حَفْصَةَ قالت: بنتُ يَهودِيٍّ، فبَكَتْ، فدخلَ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي تَبْكي فقالَ:"ما يُبْكيك؟ " فقالَتْ: قَالَتْ لي حَفْصَةُ: إنِّي ابنةُ يَهُودِيٍّ، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنكِ لابنةُ نبَيٍّ، وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ، وإنَّكِ لَتَحْتَ نبَيٍّ، فَبمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ "، ثُمَّ قالَ:"اتَّقِ الله يا حَفْصَةُ".

قوله: "إنَّك لابنةُ نبيٍّ، وإن عمَّك لنبيٌّ، وإنَّكِ لتحت نبي، ففيمَ تفخرُ عليكِ"، يريد بالنبي الأول: إسحاق، والنبي الثاني: إسماعيل، وبالثالث: نفسَه - صلوات الله عليهم -؛ يعني: أنكِ ابنة إسحاق، وعمُّك إسماعيل، وبَعْلُك محمد صلى الله عليه وسلم، ففي أي شيء تفخَرُ حفصةُ عليك؟!

* * *

4853 -

ورُوِيَ عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دَعَا فاطِمَةَ عامَ الفَتْحِ، فناجَاهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ حَدَّثَها فَضَحِكَتْ، فلَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَأَلتُها عن بُكائِها وضَحِكِها؟ قالت: أَخْبَرَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّه يَمُوتُ فبكيتُ، ثُمَّ أَخْبَرني أَنِّي سَيدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إلا مريمَ بنتَ عِمْرانَ فضَحِكْتُ.

قولها: "ثم أخبَرني أنِّي سيدةُ نساءِ أهلِ الجنَّة إلا مريمَ بنتَ عِمْران، فضَحِكْتُ" فيه دليل على أن فاطمةَ خيرُ نساء العالمَ إلا مريمَ أمَّ عيسى عليه السلام.

ص: 335