الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إقامته والفتك بالمعتصم، فقبض على الفرغانيّ وأحمد بن الخليل، ثمّ أخذ العبّاس ابن المأمون فاعترف له فقيّده وحبسه عند الأفشين. وتتبّع القوّاد الذين وافقوه، فحملهم على بغال بغير وطاء، وضرب عنق بعضهم.
فلمّا نزل منبج، مات العبّاس من طعام أكله، فلمّا نزل نصيبين، ألقى عمرو الفرغانيّ في بئر وطمّها عليه. ومات عجيف بن عنبسة بعد ذلك من طعام أكله، ومنع الماء حتّى مات، فما وصل سامرّا حتى ماتوا جميعا، فقبض على أولاد المأمون وسجنهم حتى ماتوا. وصلب باطش متولّي عمّوريّة بسامرّا.
[تنكّر الأفشين]
فلمّا دخلت سنة أربع وعشرين خالف مازيار بن قارن بطبرستان وقاتل العساكر بمكاتبة الأفشين له. فبعث إليه عبد الله بن طاهر متولّي خراسان بالعساكر، وأمدّه المعتصم بالرجال فقاتلوه حتى أخذ أسيرا. ووجد له من المال ستّة وتسعون ألف ألف دينار، وسبع عشرة قطعة زمرّد، وستّ عشرة قطعة ياقوت وثمانية أحمال ديباج وتاج وسيف قرابه ذهب مرصّع بجوهر، وحجر ذنب مكلّل بجوهر، وحقّ فيه جوهر قيمته ثمانية عشر ألف ألف درهم. فحمل هو وماله إلى المعتصم. فوثب به مماليك المازيار وانتهبوا المال. ووصل المازيار إلى المعتصم فضربه حتى مات وصلبه إلى جانب بابك.
وفيها ثار منكجور (1) قرابة الأفشين بأذربايجان وخرج من أردبيل وامتنع بحصن. فقبض عليه وحمل إلى المعتصم، فاتّهم الأفشين في أمره.
وفيها عصى جعفر بن مهر [جش]، من مقدّمي
الأكراد بأعمال الموصل، وتبعه خلق كثير من الأكراد، وقاتل العساكر وهزمها، وقتل الكثير منها، فبعث إليه المعتصم بعثا عليه أيتاخ فقاتلوه حتى قتل (2)، وأوقع أيتاخ بالأكراد وأكثر من القتل فيهم واستباح أموالهم، وحشر الأسرى والنساء إلى تكريت.
فلمّا كانت سنة ستّ وعشرين، قبض المعتصم على الأفشين، وحبسه حتى مات فصلب ثمّ أحرق في شعبان كما ذكر في ترجمته (3).
[ثورة السفيانيّ]
ثمّ خرج في سنة سبع وعشرين المبرقع وهو أبو حرب اليمانيّ (4)، بفلسطين، وخالف على المعتصم، من أجل أنّ بعض الجند نزل في داره وهو غائب فمنعته امرأته فضربها بسوط أثّر في ذراعها. فلمّا قدم أعلمته بذلك فأخذ سيفه ومضى إليه فقتله ثم هرب وألبس وجهه برقعا. وقصد بعض جبال الأردنّ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ووقع في المعتصم، فاستجاب له قوم، فادّعى أنّه من بني أميّة، ودعي «بالسفيانيّ» [185 أ] وكثر أتباعه حتّى بلغوا مائة ألف رجل. فبلغ ذلك المعتصم وهو مريض. فندب إلى حربه رجاء بن أيّوب [الحضاريّ] في ألف من الجند، فعسكر أمامه حتى كان أوان الزراعة، [ف] انصرف من كان مع المبرقع إلى عملهم في الأرض، وبقي في ألف رجل، فواقعه رجاء، وقد مات المعتصم، فغلبه وأخذه أسيرا.
[وفاة المعتصم]
وعند ما أهلّ المحرّم، اعتلّ المعتصم من
(1) الطبريّ 9/ 102: منكجور بن قارن الأشروسنيّ.
(2)
المقتول هو الثائر.
(3)
ترجمة الأفشين مفقودة.
(4)
الطبري، 9/ 116.