الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن عبدة، وإسماعيل بن موسى الفزاريّ، وأبا خيثمة زهير بن حرب، وسويد بن سعيد، وخلقا سواهم.
روى عنه أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سلمة القطّان، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وأبو الطيّب أحمد بن روح البغداديّ.
وكان عارفا بهذا الشأن.
وله كتاب السنن، وكتاب التفسير، وكتاب التاريخ، إلى عصره.
ومات بقزوين عن أربع وستّين سنة ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين. وصلّى عليه أخوه أبو بكر.
قال ابن طاهر: من نظر في سننه علم منزلة الرجل من حسن الترتيب، وغزارة الأبواب، وقلّة الأحاديث، وترك التكرار، ولا يوجد فيه من النوازل والمقاطيع والمراسيل، والرواية عن المجروحين، إلّا قدر ما أشار إليه أبو زرعة. وهذا الكتاب، وإن لم يشتهر عند أكثر الفقهاء، فإنّ له بالريّ وما والاها من بلاد الجيل وقوهستان ومازندران، وطبرستان، شأن [ا] عظيم [ا]، عليه اعتمادهم، وله عندهم طرق كثيرة.
وقال أبو الحسن عليّ بن إبراهيم ابن القطّان:
جملة كتاب السنن، وهو اثنان وثلاثون كتابا، فيها ألف باب، وخمسمائة باب، في جملة الأبواب أربعة آلاف حديث.
3568 - المسلميّ الشاعر
(1)
[229 أ] محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، أبو بكر، الأمويّ، الحصنيّ، الشاعر، المعروف
بالمسلميّ، نسبة إلى جدّه مسلمة بن عبد الملك.
وقيل فيه: محمد بن يزيد بن محمد بن مسلمة.
وقيل: محمد بن يزيد بن عبّاس بن مسلمة.
شاعر محسن، مدح المأمون، وهجا عبد الله ابن طاهر بقصيدته التي افتخر بها، فلمّا قدم ابن طاهر الشام قصده فلم يهرب منه- وكان ينزل حصن مسلمة بديار مضر- بل استسلم إليه، فعفا عنه. ولحقه إلى مصر فاجتاز بدمشق، ولم يفارقه إلى أن رجع ابن طاهر إلى العراق، فانصرف عنه.
3569 - محمد بن يزيد الفارسيّ [- 271]
[229 ب] محمد بن يزيد بن يوسف بن عمرو بن يزيد، أبو عبد الله، الفارسيّ.
توفّي في المحرّم سنة إحدى وسبعين ومائتين.
قاله ابن يونس.
3570 - الفيروزآبادي صاحب القاموس [729 - 817]
(2)
[231 أ] محمد بن يعقوب بن محمد بن
(1) الوافي 5/ 218 (2286) وكنيته: أبو الأصبع، معجم الشعراء 355.
(2)
درر العقود رقم 1073. بغية الوعاة 117 الضوء اللامع 10/ 79.
هذا وقد سبقت الترجمة المطوّلة ترجمة مختصرة هي هذه: [230 أ] محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن إدريس ابن فضل الله، الشيخ مجد الدين، أبو الطاهر، الفيروزآبادي، الشيرازيّ ابن صاحب ال [
…
] الشيخ أبي إسحاق.
ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة. واشتغل في عدّة فنون، وجوّد الخطّ، وأقبل على اللغة حتى صار فريد زمانه في استحضارها. وسمع الحديث في بلاد الشرق، من سراج الدين عمر بن عليّ القزوينيّ.
وقدم دمشق سنة ستّ وخمسين [وسبعمائة]، وسمع على جماعة فظهرت بها فضائله.-
[231 أ] محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف، شيخنا القاضي مجد الدين، أبو الطاهر، ابن أبي يوسف، الفيروزآبادي، الشيرازيّ، الشافعيّ، إمام الناس في علم اللغة.
ولد بشيراز سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
وسمع بها من المحدّث شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي المدنيّ صحيح البخاري.
وسمع ببغداد على بعض أصحاب الرشيد ابن أبي القاسم، وسمع بدمشق من مسندها محمد بن إسماعيل ابن الخبّاز جزء ابن عرفة، وعوالي الإمام مالك للخطيب، ومن محمد بن إسماعيل ابن الحمويّ [كتاب] السنن الكبير للبيهقيّ بفوت، ومن أحمد بن عبد الرحمن المرداويّ المنتقى من أربعين عبد الخالق الشحامي، ومن الإمام شهاب الدين أحمد بن مظفّر النابلسيّ معجم ابن جميع، ومن عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن قيّم الضيائيّة مشيخة الفخر ابن النجّار في تخريج ابن الظاهريّ
عنه، ومن يحيى بن عليّ بن مجلّي ابن الحدّاد الحنفيّ الأربعين النوويّة عن النوويّ.
وسمع ببيت المقدس على الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي.
وبمصر من محمد بن إبراهيم البياني الصحيحين، وعلى أبي الحرم القلانسيّ، ومظفّر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطّار، والقاضي ناصر الدين محمد بن محمد بن أبي القاسم ابن التونسيّ، والمحدّث ناصر الدين محمد ابن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقيّ، وعلى الأديب جمال الدين محمد بن محمد بن محمّد بن الحسن بن نباتة، وعلى أحمد بن محمد بن الحسن الجزائريّ، وعليّ بن أحمد العرضيّ، والقاضي عزّ الدين ابن جماعة.
وسمع بمكّة من إمامها خليل بن عبد الرحمن المالكي، وقاضيها تقيّ الدين الحرازي، ونور الدين علي ابن الزين القسطلاني وغيرهم.
ولقي جمعا كبيرا من القضاة وأخذ عنهم وأخذوا عنه.
وخرّج له الجمال محمد ابن الشيخ موسى المرّاكشيّ المكيّ مشيخة حسنة عن شيوخه.
وكانت له بالحديث عناية، وكذا بالفقه، وله تحصيل في فنون العلم، لا سيّما اللغة، فإنّه كان فيها بحر علم لا تكدّره الدلاء، وألّف فيها تواليف جليلة.
فمن مصنّفاته:
كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، مجلّدان. وكتاب أسماع السادة في أسماء الغادة، وكتاب [231 ب] تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس، أربع مجلّدات. وكتاب تنشير فائحة الإهاب في تفسير فاتحة الكتاب، مجلّد كبير.
- وجمع في اللغة كتاب القاموس المحيط، أجاد فيه.
وشرح البخاريّ شرحا مطوّلا. وقدم القاهرة وأقام بها مدّة. ثمّ سكن مكّة زمانا حتى صار يكتب «الملتجئ إلى حرم الله» .
ودخل الهند فأكرمه صاحب دله قبل خرابها، وبالغ في احترامه وتعظيمه.
ثمّ عاد إلى اليمن، فولّاه متملّكها الأشرف إسماعيل قضاءها، وحمل إليه مالا كثيرا. فصنّف له عدّة تصانيف. وتزوّج الأشرف بابنته.
ولم يزل على قضاء اليمن حتى مات بها في العشرين من شوّال سنة سبع عشرة وثمانمائة، وهو ممتّع بحواسّه، ولم يخلّف بعده من يدانيه في علم اللغة مع معرفة الحديث [230 ب] والتفسير والفقه والتصوّف والنحو، والاقتدار على ارتجال الشعر.
رحمه الله فلقد كان من نوادر الدهر وأفراد الزمان.
وكتاب الدرّ النظيم [المرشد] إلى مقاصد القرآن العظيم، وكتاب حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص، وكتاب [نغبة] الرشاف في شرح خطبة الكشّاف، وكتاب شوارق الأسرار العليّة في شرح مشارق الأنوار النبويّة، أربع مجلّدات، وكتاب منح الباري في شرح صحيح البخاري، كمّل منه ربع العبادات في عشرين مجلّدة، وكتاب عدّة الحكّام في شرح عمدة الأحكام، مجلّدان، وكتاب امتصاص الشهاد في افتراض الجهاد، مجلّد، وكتاب النفحة العنبريّة في مولد خير البريّة، وكتاب الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر، وكتاب الوصل والمنى في فضل منى، وكتاب المغانم المطابة في معالم طابة، وكتاب مهيج الغرام إلى البلد الحرام، وكتاب إثارة الشجون لزيارة الحجون، وكتاب أحسن اللطائف في محاسن الطائف، وكتاب فصل الدرّة من الخرزة في فضل السلامة والخبزة (1)، وكتاب روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر، وكتاب تعيين الغرفات للمعين على عين عرفات، وكتاب منية السول في دعوات الرسول، وكتاب الإسعاد بالإصعاد إلى درجات الجهاد، ثلاث مجلّدات، وكتاب اللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب، وكتاب زيارات امتلأ بها الوطاب واعتلى منها الخطاب ففاق كلّ من لفّ هذا الكتاب، يقدّر تمامه بمائة مجلّد، كلّ مجلّد يقرب صحاح الجوهري في المقدار، وكتاب القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط، وكتاب الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف، وكتاب الدرر المبثّثة في الغرر المثلّثة، وكتاب تلاع التلقين في غرائب
اللعين، وكتاب تحفة القماعيل في من يسمّى من الملائكة والناس بإسماعيل، وكتاب تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث [الزائدة على] جامع الأصول، أربع مجلّدات، وكتاب الماء القراح في أسماء النكاح، [232 أ] وكتاب الجليس الأنيس في أسماء الخندريس، وكتاب أنواء الغيث في أسماء الليث، وكتاب الفضل الوفيّ في العدل الأشرفيّ، وكتاب مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب، مجلّد، وكتاب المجاريح في فوائد متعلّقة بأحاديث المصابيح، وكتاب في الأحاديث الضعيفة، مجلّدات. وكرّاس في علم الحديث، وكتاب الدرّ الغالي في الأحاديث العوالي، وكتاب المتّفق وضعا والمختلف صقعا، وكتاب المرقاة الوفيّة في طبقات الحنفيّة، وكتاب تحبير الموشّين فيما يقال بالسين والشين، وكتاب ترقيق الأسل في تصفيق العسل.
وله شعر كثير. وكان كثير الاستحضار لمستحسنات الأشعار والحكايات والنوادر، ويكتب الخطّ الجيّد بسرعة، مع سرعة الحفظ.
وكان يقول: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر.
وحدّث بكثير من تصانيفه ومرويّاته.
وولي قضاء الأقضية ببلاد اليمن عشرين سنة متوالية عن الملك الأشرف إسماعيل ابن الأفضل عبّاس ابن المجاهد، وعن ولده الملك الناصر أحمد، وللناصر ألّف [كتاب] الأحاديث الضعيفة ليريحه من التفتيش عنها في كتب الحديث.
وكان دخوله إلى اليمن من بلاد الهند، بعد ما أقام بمدينة دله مدّة، ورتّب له ملكها في كلّ يوم خمسمائة تنكة وربط على بابه خمس فيلة وجعله شيخ الحظيرة، فلمّا قدم اليمن بالغ في إكرامه الملك الأشرف وتزوّج بابنته. ولم يزل عظيما عند ملوك الأقطار مثل شاه شجاع صاحب شيراز،
(1) حاشية في الهامش: السلامة والخبزة قريتان في وادي الطائف.