الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 يعلّ بعذب من برود رضابه
…
تفارح فيه مسكه وعقاره
وتسهر أجفاني بوسنان أدعج
…
يحيّر فكري غنجه واحوراره
حكاني ضعفا أو حكى منه موثقا
…
وخصرا نحيلا غال صبري اختصاره
معنّى بردف لا ينوء بثقله
…
فيا شدّ ما يلقى من الجار جاره!
على أنّ ذا مثر وذلك معسر
…
ومن محنتي إعساره ويساره
15 تألّف من هذا وذا أغصن بانة
…
توافت به أزهاره وثماره
تجمّع فيه كلّ حسن مفرّق
…
فصار له قطبا عليه مداره
[26 أ] زلال ولكن أين منّي وروده؟
…
ولدن، ولكن أين منّي اعتصاره؟
وسلسال راح صدّ عنّي كأسه
…
وغودر عندي سكره وخماره
وبدر تمام مشرق الضوء باهر
…
لأفقي منه محقه وسراره
20 دنا ونأى، فالدار غير بعيدة
…
ولكنّ بعدا صدّه ونفاره
وحين درى أن شدّ أسري حبّه
…
أحلّ بي البلوى وساد اقتداره
حكت ليلتي من فقدي النوم يومها
…
كما قد حكى ليلي ظلاما نهاره
كتمت الهوى لكن بدمعي وزفرتي
…
وسقمي، تساوى سرّه وجهاره
ثلاث سجلّات عليّ بأنّني
…
إمام غرام، قل: فكيف استتاره؟
25 أورّي بنظمي في العذار وتارة
…
بمن إن تغنّى القرط أصغى سواره
وجلّ الذي أهوى عن الحلي زينة
…
ولمّا يقارب أن يدبّ عذاره
أراحة نفسي كيف صرت عذابها
…
وجنّة قلبي، كيف منك استعاره؟
3109 - أبو بكر الدّجويّ [737 - 809]
(1)
[26 ب] محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة بن محمد بن محمّد بن موسى بن عبد الجليل ابن إبراهيم بن محمّد، الشيخ تقيّ الدين، أبو بكر، الدّجوي، الشافعي، صاحب الفنون.
ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، واشتغل في فنون العلم، ما بين فقه وحديث وتفسير وعربيّة وأصول ونحو وتاريخ وأدب. ففاق في كثير منها وغزر حفظه وكثر استحضاره. وحدث في آخر عمره بأن وضع من مقداره (2) بمباشرة خطّة دينيّة خمل بسببها ذكره.
وكان ثقة ثبتا ضابطا.
توفّي ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانمائة.
3110 - قاضي القضاة ابن عبد البرّ السبكيّ [741 - 803]
(3)
[27 أ] محمد بن محمد بن عبد البرّ بن يحيى بن
(1) درر العقود رقم 985. إنباه الغمر 2/ 374 (41)، شذرات 7/ 86، الضوء اللامع 9/ 91 (254)، ودجوة قرية على شطّ النيل الشرقيّ على بحر رشيد.
(2)
فقرة غامضة، ولا نتبيّن الزلة، ولم يوضّحها المقريزي في العقود رغم معاشرته له. وقال السخاوي: شان نفسه بملازمة مودع الحكم.
(3)
درر العقود رقم 919. الأعلام 7/ 55، شذرات 7/ 37، الدرر 3/ 490 (1316) وأسقط محمّدا الثاني. الضوء اللامع 9/ 88 (250)، وقال: يعرف بابن أبي البقاء، وذكره المقريزيّ في عقوده. إنباه الغمر 2/ 191 (117).
عليّ بن تمّام بن يوسف، قاضي القضاة، بدر الدين، أبو عبد الله، ابن قاضي القضاة أبي البقاء بهاء الدين، الخزرجيّ، الأنصاريّ، السبكيّ، الشافعيّ.
ولد في ثامن عشرين شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وأسمع على الحافظ أبي عبد الله الذهبيّ، وعليّ ابن العزّ عمر وابن بنت الخبّاز (1)، وعبد الرحمن بن أبي اليسر، وتفقّه بأبيه وغيره.
وولي نظر بيت المال وقضاء العسكر.
ودرس الفقه بالمدرسة المنصوريّة وتدريس الشافعيّ بالقرافة.
وولي قضاء القضاة بديار مصر في يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة تسع وسبعين وسبعمائة، عوضا عن البرهان إبراهيم ابن جماعة بمال كبير وعد به (2) فأخذ تدريس المنصوريّة منه الشيخ ضياء الدين العفيفيّ (3)، وأخذ تدريس الشافعيّ سراج الدين عمر البلقيني.
وكثر عليه النكير من الناس ببذله المال في القضاء وأخذه من قضاة الأعمال الرشوة، واستكثاره من النوّاب في الحكم بالقاهرة.
فقام الأمير بركة مع الأمير برقوق في عزله وإعادة ابن جماعة، فعزل به في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين. فلزم داره إلى أن أعيد بعد عزل ابن جماعة في سلخ صفر سنة أربع وثمانين. فغلب عليه ابنه جلال الدين محمد مع حداثة سنّه حتى لم يكن له مع ابنه تصرّف. ومدّ الابن يده إلى ما يتعاطاه من قضاة الأعمال، وله
يومئذ بعمارة إقليم مصر أموال جمّة، فأخذ منهم كثيرا، وحمل إلى أهل الدولة ما وعدهم به. وفي ولايته هذه جلس الأمير [27 ب] برقوق على تخت الملك وتلقّب بالملك الظاهر.
ثمّ صرف بشكوى ابن مازن [شيخ عرب البحيرة] عليه أنّه أخذ من تركة أبيه خمسة آلاف دينار، بعد ما أوقفه السلطان مع خصمه بالميدان وأهانه وأغرمه مائة ألف درهم فضّة. وولّى عوضه الواعظ نصر الدين محمد ابن بنت ميلق في رابع شعبان سنة تسع وثمانين. ثمّ أعيد للمرّة الثالثة بعد الصدر محمد المناويّ في ذي الحجّة سنة إحدى وتسعين، على مال يقوم للأمير منطاش به، وتوجّه معه لحرب الظاهر برقوق. فأصابته معرّة في وقعة شقحب. وقدم مع الظاهر برقوق فأقرّه مديدة ثمّ صرفه بالعماد الكرعيّ في ثالث شهر رجب سنة اثنتين وتسعين.
ثمّ أعيد رابع مرّة عوضا عن المناويّ بمال يقوم به للسلطان من مال الأيتام في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ستّ وتسعين.
وسافر مع السلطان إلى الشام، فلمّا عاد من سفره عزله بالمناويّ في الحادي عشر شعبان سنة سبع وتسعين.
وعوّض بدرس الشافعيّ، فلم يزل على ذلك حتى مات ليلة السبت السابع عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانمائة. ودفن بمقبرة الصوفيّة خارج باب النصر.
وكان خيّرا ليّنا عديم الشرّ صاحب فنون من فقه وأصول ونحو وغير ذلك، ولم يعب بسوى بذل المال في منصب القضاء، وأخذه من قضاة الأعمال، فالله يغفر لنا وله.
(1) عند السخاوي: زينب ابنة ابن الخبّاز، ونفيسة ابنة إبراهيم بن الخبّاز.
(2)
في الضوء: بمال بذله.
(3)
في الضوء: القرميّ.